المشاهير وانتخابات أميركا.. تايلور سويفت في مواجهة هوغان
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
كشفت الفنانة الأميركية الشهيرة تايلور سويفت أنها ستمنح صوتها في الانتخابات الرئاسية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وأسهبت شارحة لماذا اختارت نائبة الرئيس وليس منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وذكرت نجمة البوب، عبر منشور على "إنستغرام" حيث يتابعها جيش من المعجبين المخلصين قدره 283 مليونا، أن القيم والحقوق التي تناصرها تدافع عنها المرشحة الديمقراطية دونا عن خصمها الجمهوري.
وليست الفنانة الشقراء وحدها، إنما غالبية المشاهير القادمين من عالمي الفن والرياضة ينحازون للديمقراطيين، منذ أن حوّل الحزب الأزرق من أيديولوجيته المحافظة نحو الليبرالية على نحو جذري في بدايات القرن العشرين.
وهذه مناسبة جيدة للتنويه بأن الحزب الديمقراطي كان يلعب نفس الدور المحافظ الذي يظهر به الحزب الجمهوري منذ عقود مضت، بل إنه كان أكثر فظاظة في دعم مفاهيم متشددة، يصعب على الضمير الإنساني في هذا العصر أن يرتضي بها، وقد كان الحزب الداعم للإبقاء على العبودية خلال الحرب الأهلية الأميركية الدامية بين عامي 1860 و1865، في حين أن الحزب الجديد وقتذاك، الجمهوري، هو الذي قاتل من أجل تحرير 4 مليون من العبيد، وإعادة الولايات المتمردة إلى حضن الفيدرالية.
وبالعودة إلى مشاهير القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة، فلم يعد مفاجئا أنهم يدعمون المرشح الديمقراطي أيا كان اسمه، وأيا كان اسمه خصمه الجمهوري، مات دامون، بين ستيلر، جون سميث، ستيفن كوري، جورج كلوني، والقائمة تطول وتطول.
وفي مقابل هؤلاء عدد محدود جدا يؤيد ترامب، هالك هوغان الذي شارك في حفل ترشيح ترامب رسميا ربما يكون نموذجا وافيا عن مزاج المشاهير الذين يؤيدون الرئيس السابق، لكن طبعا إذا أدرجنا مشاهير البزنس وريادة الأعمال سيتحسن كثيرا وضع المرشح الجمهوري.
أما لماذا ينحازون لهاريس والديمقراطيين عموما، فإن هؤلاء المشاهير يقاربون الانتخابات من زوايا مختلفة تماما عن تلك التي تعني عموم الأميركيين، إذ يرون في الديمقراطيين مدافعين عن باقة من القيم والمبادئ المندرجة تحت مفهوم الصوابية السياسية حسب وجهة نظرهم، من ضمنها التشديد على منح حقوق الأقليات على أطيافها، حق المرأة في الإجهاض، وتمكينها سياسيا، وكل القيم التي تصب في هذا الاتجاه.
وهذه المعايير في حقيقة الأمر موضع انقسام بين الأميركيين، فبينما لا تعني شيئا لفئة لا يستهان بحجمها في المجتمع الأميركي، فيما تركيزهم ينصب على المرشح الذي سيحفز الاقتصاد ويقلل الضرائب، بل إن قسطا كبيرا من الناخبين، سيصوت ضد المرشح الذي يرفع هذه الشعارات ويعهد بدعمها، وهؤلاء هم المحافظون التقليديون.
ثم إن معظم المشاهير الأميركيين يتحدرون من المدن الكبرى، التي تسكنها غالبية ليبرالية تدعم الديمقراطيين على نحو شبه فطري، حتى أن ولاية مثل تكساس التي تذهب أصواتها الـ38 لصالح الجمهوريين في العادة، كبرى مدنها هيوستين ترجح كفة الديمقراطيين، في حين أن الجمهوريين منتشرون في الأرياف وأطراف المقاطعة، وأصواتهم حاضرة، وإن لم تكن طنانة في الإعلام.
لذلك برغم الجماهيرية الهائلة التي يتمتع بها المشاهير الأميركيون، فإنهم لا يضمنون لأي مرشح يدعمونه الفوز، وهذا بالفعل ما حصل في انتخابات 2016 التي انحازت فيها تايلور سويفت وثلة من المشاهير الأميركيين لهيلاري كلينتون، لكن أصوات المجمع الانتخابي عقب فرز الأصوات انحازت لترامب.
وعليه، فإن آراء المشاهير في المنازلة بين هاريس وترامب ستكون فارقة بلا أدنى شك، لكنها أيضا لن تكون حاسمة.
إنها ليست إلا عاملا واحدا من عوامل كثيرة، يفاضل على أساسها الناخب الأميركي العادي بين الاسمين اللذين سيضع واحدا منهما في صندوق الاقتراع.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إنستغرام الحزب الديمقراطي الحرب الأهلية الولايات المتحدة ترامب الإجهاض الاقتصاد تكساس كلينتون الاقتراع أخبار أميركا انتخابات أمريكا انتخابات أميركا انتخابات أميركا 2024 دونالد ترامب كامالا هاريس إنستغرام الحزب الديمقراطي الحرب الأهلية الولايات المتحدة ترامب الإجهاض الاقتصاد تكساس كلينتون الاقتراع أخبار أميركا
إقرأ أيضاً:
استطلاع للرأي: نسبة تأييد ترامب تتراجع بين الأميركيين
كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز" بالشراكة مع "إبسوس" عن تراجع طفيف في تأييد الأميركيين لأداء الرئيس دونالد ترامب، حيث وافق 45% على سياساته، مقابل 46% من المعارضين، في حين أظهرت النتائج رفضا واسعا لبعض قراراته التنفيذية المثيرة للجدل، مثل إلغاء حق الجنسية بالميلاد وتغيير اسم "خليج المكسيك".
وأظهرت البيانات أن 59% من الأميركيين يعارضون إلغاء حق المواطنة للأطفال المولودين على الأراضي الأميركية حتى لو كان آباؤهم غير شرعيين، بما في ذلك 36% من الجمهوريين، بينما أيد 70% الاحتفاظ باسم "خليج المكسيك" رغم محاولة ترامب تغييره إلى "خليج أميركا".
كذلك عارض 51% من الأميركيين إغلاق مكاتب التنوع والمساواة في المؤسسات الفدرالية.
تأييد محدودورغم الانتقادات، حظي ترامب بتأييد نسبي في قضايا أخرى، فقد وافق 48% على سياساته المتعلقة بالهجرة، بينما أيّد 49% تجميد التوظيف في الهيئات الحكومية، خاصة بين الجمهوريين (80%). لكن هذه الإجراءات لم تحظ بدعم ديمقراطي كبير.
ولفت كايل كونديك، المحلل في مركز جامعة فرجينيا للسياسة، إلى أن أرقام التأييد الحالية لترامب "لا تزال ضعيفة مقارنة بالرؤساء السابقين"، محذرا من أن تركيزه على قضايا ثانوية قد يُضعف دعمه، خاصة مع استمرار مخاوف الناخبين من ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث يعتقد 50% أن البلاد "تسير في المسار الخاطئ" اقتصاديا.
إعلان انقسام حول الطاقة والمناخوأظهر الاستطلاع معارضة 59% من الأميركيين لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، بينما أيد 76% من الجمهوريين سياسات ترامب الداعمة للوقود الأحفوري، مقابل رفض 81% من الديمقراطيين.
كذلك ظهر انقسام حاد حول شخصية إيلون ماسك، إذ أيده 75% من الجمهوريين، بينما عبر 90% من الديمقراطيين عن عدم تأييدهم له.
ورغم أن 48% ما زالوا يؤيدون سياساته الاقتصادية والهجرية، يحذر الخبراء من أن إصرار ترامب على إجراءات غير شعبية قد يهدد فرص الجمهوريين في الانتخابات التشريعية المقبلة.