قالت جينجر تشامبان، الخبيرة في الشؤون الأمريكية، إن الشأن السياسي شهد الكثير من التقلبات خلال الفترة الأخيرة، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تلقت مزيدا من الدعم بعد المناظرة أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لكن مع ذلك ظهر الأخير بشكل متماسك، بينما «هاريس» كانت في موقف دفاعي، وهاجمت بعض سماته الشخصية.

«تشامبان»: مناظرة ترامب وهاريس شهدت تبادل الاتهامات

وأضافت «تشامبان»، خلال مداخلة ببرنامج «منتصف النهار»، وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن المناظرة بين ترامب وهاريس شهدت مزيدا من الاتهامات، لكن بالرغم من ذلك رأينا بعض القضايا المهمة التي تم تناولها خلال المناظرة، كما فعل ترامب حيث أثار موضوع الاقتصاد والحدود المفتوحة الجنوبية، والأمر لم يكن واضحا تماما حول رؤية «هاريس» فيما يتعلق بهذه القضايا، وكان الأمر مفاجئا لنا.

وتابعت: «هاريس ظهرت فقط للدفاع وتثبت أن لها أداء متماسكا أمام الكاميرات والجميع، وكان ذلك من شأنه أن يزيد من التأييد والدعم لها بشكل أو بآخر، وقد رأينا خلال المناظرة وضوح سياسات بايدن على مدار الثلاث أعوام والنصف الماضية وذلك من كلمات هاريس».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هاريس ترامب دونالد ترامب الشؤون الأمريكية

إقرأ أيضاً:

خلطة سريّة للزعماء العرب حتى يفلتوا من فخّ مزاج ترامب

يكاد جميع حكام دول العالم يتفقون على أنّ ما سيحدث في العالم هو تماما ما يدور في رأس ترامب ويعتمل في مزاجه المتقلب، فرأس المشكلة في سلوكه بالإضافة إلى أنه سليط وشرس، تكمن في أنه يضيف إلى الفوضى التي تميّز النظام الدولي مزيدا من الفوضى الأقرب إلى خراب الديار، فتفكيره اليومي يدور حول كيف له أن ينتزع أرباحا لأمريكا من الآخرين، تتسبب بالتبعية في خسائر لهم، إنه لا يؤمن سوى بالمعادلات الصفرية وبالمكاسب المطلقة، حيث لا يمكن قسمة الأرباح على أكثر من واحد، وحتما لا بد وأن يكون هو ذلك الواحد، أمّا الآخر فعليه أن يتحمّل آلام الخسارة إذ لا حلّ له غير ذلك حسب ما يفيد به مزاج ترامب.

المختلف مع ترامب بالمقارنة مع من سبقه من رؤساء الولايات المتحدة، هو أنه أخرج إلى العلن الأساليب الابتزازية والاستفزازية للدبلوماسية الأمريكية التي كانت مختفية خلف أبواب البيت الأبيض، ولا يكاد يعرف عنها أحد غير المسؤولين الأمريكان الذين يكتمونها في صدورهم، أما نظراؤهم من الدول الأخرى فالمؤكّد أنّ من يعيش مواقف محرجة لن يتجرأ على الحديث عنها لغيره، وربما يعود ذلك الاختلاف إلى طبيعة ترامب النفسية المؤثرة للوضوح إلى درجة ما سمعنا به من فضائح لازمته خلال متابعة ممثلات إباحية له في المحاكم الأمريكية.

لا يبالي ترامب كثيرا بمسألة "الأخلاق" في أعماله الدبلوماسية، وبالتالي فهو لا يراعي اللياقة في سلوكه مع نظرائه أو ضيوفه خلال لقاءاته معهم، ولا يهتم لأن يكون كلامه مهذبا وتصرفه لبقا، إنه يستمد "شرعية" بلطجته من قوة بلاده العسكرية والاقتصادية وتفوقها العلمي والتكنولوجي ومكانتها الجيوسياسية
عقلية ترامب اللامبالية هذه مبنية أيضا على شغفه باختصار الزمن، وكأنه يرى في السنوات الأربع التي سيبقى خلالها في البيت الأبيض غير كافية لتلبية نهمه للسلطة، يفعل ذلك حتى يتخذ أكبر قدر من المواقف التي ترضي نرجسيته ولكي يُصدر أقصى عدد من القرارات يمكنها أن تلبي غروره في حكم العالم، لذلك حوّل مكتبه البيضاوي إلى ساحة حرب وحلبة مصارعة وطاولة سلام وأخرى لعقد الصفقات، وأصبح يستقبل زعماء العالم، أو بالأحرى يفرض عليهم زيارته إلى بيته الأبيض ليملي عليهم ما ينبغي أن يكون عليه سلوك دولهم في هذا العالم بما يتواءم مع مكاسبه السياسية وما تجنيه الولايات المتحدة من هذه الجلسات الفاضحة من أرباح.

لا يبالي ترامب كثيرا بمسألة "الأخلاق" في أعماله الدبلوماسية، وبالتالي فهو لا يراعي اللياقة في سلوكه مع نظرائه أو ضيوفه خلال لقاءاته معهم، ولا يهتم لأن يكون كلامه مهذبا وتصرفه لبقا، إنه يستمد "شرعية" بلطجته من قوة بلاده العسكرية والاقتصادية وتفوقها العلمي والتكنولوجي ومكانتها الجيوسياسية، ويغترف من قاموس أسلافه "الكاوبوي" أقذع الكلمات ليصوغ عباراته التي يتفوه بها، فهو متعهد نزالات المصارعة الحرة الذي افتتن بأسلوبها الخشن والسريع في حسم الصراعات، فأصبح لديه هوس في إنهاء صفقاته السياسية بسرعة وإلزام الطرف الآخر بها بالقوة، إنها قوة العضلات، ليست عضلات اللحم كما في المصارعة على الحلبة، بل عضلات التخويف والإحراج في المكتب البيضاوي أمام مرأى فريقه الرئاسي والصحافيين وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.

نحن نعرف أنّ السياسة الدولية مبنية على علاقات التأثير والتأثّر، من لديه القوة هو من يؤثر ومن يشعر بضعفه أمامها وعجزه عن مواجهتها بالتأكيد أنه سيتأثر ويشعر أنه تحت الضغط والإكراه، ومن هنا يبدأ طريقه نحو الخضوع والتنازل. وطبعا التأثير عند ترامب هو الإخضاع والابتزاز، ومن خلال رؤيتنا للمحادثات التي أجراها مع بعض زعماء الدول سنكتشف كيف يواجه هؤلاء قوة أمريكا؛ هل يرضخون لإخضاع ترامب لهم بسهولة أم يقاومون وكيف يفهم حلفاؤه الذين احتضنهم في مكتبه البيضاوي دعمه لهم؟

لم يكلّف ترامب نفسه عناء استدعاء محمّد بن سلمان إلى مكتبه، فبمجرّد أن أبدى نيته من مكتبه البيضاوي بزيارة السعودية كأول وجهة له بعد انتخابه، شريطة أن ترفع حجم استثماراتها بخمسين مليار دولار عن الحزمة السابقة في ولايته الأولى لتصل إلى 500 مليار في الثانية، حتّى ردّ عليه بن سلمان دون تردّد أو تلكّؤ بأنه جاهز لمنحه 600 مليار دولار إن رغب، ليخرج عليه ترامب باقتراح جديد قيمته تريليون دولار، طالما أنّ سمو الأمير سخيّ بكلّ هذا القدر، فلم يعقّب ولي العهد السعودي من يومها، ولا أحد يدري إن كان سكوته علامة رضا أم أنّه صمتُ من ندم على أنه فتح فمه أصلا.

ضرورة خلق موقف عربي موحد يجعل الزعماء العرب على أهبة الاستعداد لمواجهة ترامب ولأن يقولوا لنزواته "لا"، فغياب موقف كهذا هو نقطة الضعف التي يستند إليها ترامب من أجل توجيه الضربة القاضية لهم
مع زيلينسكي اختلف الأمر، حاول ترامب بعد أن نصب له فخّا في مكتبه البيضاوي، إرغامه على القبول بتوقيع اتفاقية استغلال أمريكا لمناجم المعادن النادرة في أوكرانيا، لكنّ الرئيس الأمريكي لم يكن يعتقد أن نظيره الأوكراني ستكون لديه كل تلك الجرأة؛ إلى القدر الذي يتحول فيه "الممثل الكوميدي" إلى ندّ له في بيته وأمام طاقمه الإداري، فألغت، أو ربما أجّلت، تلك الملاسنة الحادّة التي سيخلدها التاريخ نزوات ترامب.

الآن كيف السبيل للخروج من فخّ مزاج ترامب؟ لعل الكاتب الأمريكي اللامع توماس فريدمان وهو يتوجه بكلامه للزعماء العرب أظهر لهم بداية مكمن خطئهم، إنهم يتعاملون معه كملك ويدفعون له مقابل ولائه، كما أنهم يجهلون منطق الدولة المستقرة والمزدهرة القائمة على القانون والمؤسسات، وحتى الولايات المتحدة من الممكن أن تنهار بسهولة في ظل حكم ترامب الذي راح يقوض نظامها المؤسساتي ويستبدله بنزواته الشخصية.

هكذا يرى فريدمان الذي لم يفته أن يقدّم للعرب وصفة سحرية للإفلات من كمّاشة عجرفة ترامب، مكوناتها ليست بالمستحيلة، فقط قليل من عدم الاستسلام لسياساته وأن لا يسمحوا له بأن يملي عليهم رغباته دون الحصول على مقابل، إضافة إلى وضع شروط واضحة في تعاملهم معه وفق خطة محدّدة، وخاصة أن لا يقدّموا له تنازلات بالمجان.

ومن جهتي أضيف على خلطة فريدمان مكونا أساسيا يتمثل في ضرورة خلق موقف عربي موحد يجعل الزعماء العرب على أهبة الاستعداد لمواجهة ترامب ولأن يقولوا لنزواته "لا"، فغياب موقف كهذا هو نقطة الضعف التي يستند إليها ترامب من أجل توجيه الضربة القاضية لهم ليوقعهم في حلبته بالمكتب البيضاوي الواحد تلو الآخر.

مقالات مشابهة

  • المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية
  • بالفيديو.. المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية
  • المقاومة ليست في موقف يائس تماما !
  • المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية.. فيديو
  • استعراض مستجدات مشروع تطوير قرية وكان
  • بمناسبة يوم الشهيد.. خبيرة أسرية تقدم عدة نصائح لغرس حب الوطن في الأبناء
  • نصيحة رمضانية.. خبيرة تربوية: استثمروا رمضان لتعزيز الأخلاق الحميدة لدى أبنائكم
  • التجار والباعة في مرمى الاتهامات باستغلال رمضان لرفع الأسعار
  • خلطة سريّة للزعماء العرب حتى يفلتوا من فخّ مزاج ترامب
  • ماكرون يواجه تشكيك ترامب: فرنسا كانت وستبقى حليفًا مخلصًا للناتو