بغداد"وكالات": أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد اليوم توقيع "14 مذكرة تفاهم" بين إيران والعراق كمقدمة "لتعزيز التعاون" الثنائي، وذلك في أول زيارة يجريها بزشكيان إلى الخارج بعد انتخابه. وأكّدت بغداد وطهران انهما ترفضان العدوان الاسرائيلي على غزة المستمر منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة كما ترفضان توسعة الصراع في المنطقة وضد خرق سيادة الدول وعلي المجتمع الدولي بمهامه القانونية ضد مايحدث في غزة.

.

وحطّت طائرة بزشكيان بعد ساعات من وقوع "هجوم" على "منشأة دبلوماسية أميركية" في مطار بغداد الدولي من دون تسجيل إصابات، على ما أكّدت السفارة الأميركية في العراق اليوم .

وقال مسؤول أمني عراقي كبير طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ "صاروخين من نوع كاتيوشا" سقطا "أحدهما على سياج مكافحة الإرهاب والثاني داخل قاعدة التحالف" الدولي الذي تقوده واشنطن.

واستقبل السوداني بزشكيان في مطار بغداد الدولي حيث تصافحا ثم استمعا إلى عزف النشيدين الوطنيين.

بعد ذلك، توجه الرئيس الإيراني إلى النصب التذكاري في موقع اغتيال القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية على بغداد في العام 2020، ووضع إكليلا من الزهر، حسبما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي العراقي.

والتقى بعدها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ثم توجه إلى القصر الحكومي حيث وقّع مع السوداني "14 مذكرة تفاهم" في مختلف المجالات حسبما أكّد المسؤولان. وتشمل المذكرات الموقّعة مجالات التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية-الإيرانية.

وقال السوداني إن هذه "المذكرات ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة السابقة خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين"، مؤكدا أنه "كلما اتسعت هذه الشراكات، فإنها تنعكس إيجابا على مستوى الاستقرار الاقليمي".

من جهته، أكّد بزشكيان أنه والسوداني "بحثا في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين".

و بعد حرب استمرت بين العامين 1980 و1988، تعزّزت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأميركي في العام 2003 الذي أطاح نظام صدام حسين.

وتستمر زيارة بزشكيان ثلاثة أيام يعقد خلالها، بالإضافة الى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين ورجال أعمال، حسبما أفادت الرئاسة الإيرانية حيث تعد إيران أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للعراق .

وقال بزشكيان قبل مغادرته طهران إن "هذه الرحلة ستكون جيدة وفعالة من أجل خلق وتعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق".

وكان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.

كذلك، تعهّد خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط.

وعيّن بزشكيان مهندس اتفاق العام 2015 محمد جواد ظريف نائبا له للشؤون الاستراتيجية في إطار سعيه إلى انفتاح إيران على الساحة الدولية.

ويزور سنويا ملايين الإيرانيين مدينتَي النجف وكربلاء العراقيتين .

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين إيران والعراق بلغ حوالى خمسة مليارات دولار بين مارس 2024 ويوليو 2024.

وتصدّر إيران كذلك ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يوميا إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. والدولتان عضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وفي سبتمبر 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد، وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.

وتأتي زيارة بزشكيان وسط اضطرابات في الشرق الأوسط أثارتها الحرب التي اندلعت في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، والتي دفعت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة لدعم الفلسطينيين.

وتطالب كل من طهران وبغداد بوقف لإطلاق النار في غزة.

وجدّد السوداني اليوم رفضه "توسعة الصراع" المستمر منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة.

وقال "مواقفنا المشتركة إزاء هذا العدوان واضحة وصلبة وأكدنا في أكثر من مناسبة على رفض توسعة الصراع وأننا ضد خرق سيادة الدول"، داعيا المجتمع الدولي إلى "أن يطلع بمهامه القانونية والأخلاقية".

لكن في عملية توازن دقيق، تحافظ الحكومة العراقية أيضا على علاقات استراتيجية مع واشنطن خصوصا من الناحية العسكرية.

وفي مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق.

وقال السوداني اليوم إن بغداد أكّدت "موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية".

وأضاف "نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية".

من جهته، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد اليوم في اجتماعه مع نظيره الإيراني إلى "إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه".

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء في مقابلة مع قناة الفرات التلفزيونية العراقية "تواجه إيران نقصا في المياه، وآمل أن ننفذ في الحكومة الجديدة دبلوماسية مياه ناجحة بين إيران والعراق وبقية جيراننا، وأن تصبح المياه مسألة تعاون بدلاً من قضية خلافية".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مع الدول أکثر من

إقرأ أيضاً:

في أول زيارة رسمية.. رئيس كويكا يسعى لتعزيز التعاون الثنائي مع مصر

قام رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية (كويكا)، السيد تشانج وون سام بزيارة رسمية لمصر في الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر 2024، حيث هدفت زيارته إلى تعزيز التعاون الثنائي وتعظيم الاستفادة من برامج المساعدات الإنمائية الرسمية في مختلف القطاعات. 

وهذه الزيارة الرسمية هي الأولى من نوعها التي يقوم بها أي رئيس للوكالة إلى مصر منذ بدء الشراكة مع الحكومة المصرية.
وجاءت  الزيارة في أعقاب مشاركة السيد تشانغ في اجتماع مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتغير المناخ في أذربيجان حيث من المقرر ان توقع كويكا بصفتها كيانًا معتمدًا لدى صندوق المناخ الأخضر، مذكرة تفاهم مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في 19 نوفمبر 2024 لبدء مشروعين تعاونيين رئيسيين في إطار شراكة مستقبل المناخ.
وتضمنت أجندة زيارته سلسلة من المقابلات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين المصريين بما في ذلك مقابلة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير المالية الأستاذ أحمد كجوك لمناقشة تعزيز التعاون بين كوريا ومصر وأحدث التطورات الخاصة بالتعاون الثنائي القائم حاليا، وسبل توسيع أنشطة الوكالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى هذه المقابلات، حضر السيد تشانغ ندوة رفيعة المستوى حول نظام المشتريات العامة الإلكتروني في مصر، بالتعاون مع وزارة المالية والهيئة العامة للخدمات الحكومية. 

وهدفت الندوة إلى الترويج لسياسة الحكومة المصرية بشأن نظام المشتريات الإلكتروني تماشيًا مع "رؤية مصر 2030" و" مصر الرقمية ". وسيقوم سيادته ايضا بزيارة مركز العمليات الخاص بنظام المشتريات العامة الإلكتروني المتواجد في مقر الهيئة العامة للخدمات الحكومية يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024.
تعتبر هذه الزيارة الرسمية هي الأولى من نوعها للسيد تشانج إلى مصر خلال فترة رئاسته للوكالة مما يؤكد التزام كويكا بدعم مبادرات التنمية وتعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في ضوء اختيار جمهورية مصر العربية كدولة شريكة ذات أولوية في المساعدات الإنمائية الرسمية خلال الفترة من 2021-2025 وهي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تم اختيارها. 

وتعكس هذه الشراكة بوضوح ما تتمع به مصر من إمكانات كبيرة وقوى عاملة قادرة من الشباب فضلًا عن كونها بالفعل مركز استراتيجي للشركات الكورية في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.  
وكالة التعاون الدولي الكورية هي وكالة حكومية كورية تابعة لوزارة الخارجية تهدف إلى تنفيذ برامج المساعدات والمنح لمكافحة الفقر ودعم النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام في البلدان النامية في جميع أنحاء العالم.
يقدم مكتب وكالة التعاون الدولي الكورية في مصر، الذي تأسس عام 1998، التعليم الفني للشباب في مصر، ويدعم رقمنة الخدمات والأنظمة الحكومية، وينفذ برامج لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز تمكين المرأة، ودعم الفئات الضعيفة.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان وهولندا تبحثان تعزيز التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك
  • مصر تؤكد دورها المحوري في تعزيز التنمية البشرية ودعم العدالة الاجتماعية
  • العراق وأمريكا يبحثان الملفات القانونية المشتركة
  • سبها | الفريق صدام حفتر والمبعوث الأمريكي يبحثان تعزيز التعاون ودور الجنوب في استقرار ليبيا
  • باكستان وبيلاروس تؤكدان التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي
  • في أول زيارة رسمية.. رئيس كويكا يسعى لتعزيز التعاون الثنائي مع مصر
  • إيران توقف مؤقتا صادرات الغاز إلى العراق مما يهدد بانقطاع الكهرباء
  • السعودية والاتحاد الأوروبي يبحثان جهود تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي
  • من البيت الابيض إلى قادة العراق.. رسالة بشأن استهداف بغداد
  • من البيت الابيض إلى قادة العراق.. رسالة بشأن استهداف بغداد - عاجل