العراق وايران يبحثان تعزيز التعاون الثنائي ودعم الاستقرار الاقليمي
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
بغداد"وكالات": أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد اليوم توقيع "14 مذكرة تفاهم" بين إيران والعراق كمقدمة "لتعزيز التعاون" الثنائي، وذلك في أول زيارة يجريها بزشكيان إلى الخارج بعد انتخابه. وأكّدت بغداد وطهران انهما ترفضان العدوان الاسرائيلي على غزة المستمر منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة كما ترفضان توسعة الصراع في المنطقة وضد خرق سيادة الدول وعلي المجتمع الدولي بمهامه القانونية ضد مايحدث في غزة.
وحطّت طائرة بزشكيان بعد ساعات من وقوع "هجوم" على "منشأة دبلوماسية أميركية" في مطار بغداد الدولي من دون تسجيل إصابات، على ما أكّدت السفارة الأميركية في العراق اليوم .
وقال مسؤول أمني عراقي كبير طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ "صاروخين من نوع كاتيوشا" سقطا "أحدهما على سياج مكافحة الإرهاب والثاني داخل قاعدة التحالف" الدولي الذي تقوده واشنطن.
واستقبل السوداني بزشكيان في مطار بغداد الدولي حيث تصافحا ثم استمعا إلى عزف النشيدين الوطنيين.
بعد ذلك، توجه الرئيس الإيراني إلى النصب التذكاري في موقع اغتيال القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية على بغداد في العام 2020، ووضع إكليلا من الزهر، حسبما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي العراقي.
والتقى بعدها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ثم توجه إلى القصر الحكومي حيث وقّع مع السوداني "14 مذكرة تفاهم" في مختلف المجالات حسبما أكّد المسؤولان. وتشمل المذكرات الموقّعة مجالات التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية-الإيرانية.
وقال السوداني إن هذه "المذكرات ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة السابقة خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين"، مؤكدا أنه "كلما اتسعت هذه الشراكات، فإنها تنعكس إيجابا على مستوى الاستقرار الاقليمي".
من جهته، أكّد بزشكيان أنه والسوداني "بحثا في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين".
و بعد حرب استمرت بين العامين 1980 و1988، تعزّزت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأميركي في العام 2003 الذي أطاح نظام صدام حسين.
وتستمر زيارة بزشكيان ثلاثة أيام يعقد خلالها، بالإضافة الى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين ورجال أعمال، حسبما أفادت الرئاسة الإيرانية حيث تعد إيران أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للعراق .
وقال بزشكيان قبل مغادرته طهران إن "هذه الرحلة ستكون جيدة وفعالة من أجل خلق وتعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق".
وكان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
كذلك، تعهّد خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط.
وعيّن بزشكيان مهندس اتفاق العام 2015 محمد جواد ظريف نائبا له للشؤون الاستراتيجية في إطار سعيه إلى انفتاح إيران على الساحة الدولية.
ويزور سنويا ملايين الإيرانيين مدينتَي النجف وكربلاء العراقيتين .
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين إيران والعراق بلغ حوالى خمسة مليارات دولار بين مارس 2024 ويوليو 2024.
وتصدّر إيران كذلك ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يوميا إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. والدولتان عضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وفي سبتمبر 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد، وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.
وتأتي زيارة بزشكيان وسط اضطرابات في الشرق الأوسط أثارتها الحرب التي اندلعت في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، والتي دفعت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة لدعم الفلسطينيين.
وتطالب كل من طهران وبغداد بوقف لإطلاق النار في غزة.
وجدّد السوداني اليوم رفضه "توسعة الصراع" المستمر منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة.
وقال "مواقفنا المشتركة إزاء هذا العدوان واضحة وصلبة وأكدنا في أكثر من مناسبة على رفض توسعة الصراع وأننا ضد خرق سيادة الدول"، داعيا المجتمع الدولي إلى "أن يطلع بمهامه القانونية والأخلاقية".
لكن في عملية توازن دقيق، تحافظ الحكومة العراقية أيضا على علاقات استراتيجية مع واشنطن خصوصا من الناحية العسكرية.
وفي مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق.
وقال السوداني اليوم إن بغداد أكّدت "موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية".
وأضاف "نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية".
من جهته، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد اليوم في اجتماعه مع نظيره الإيراني إلى "إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء في مقابلة مع قناة الفرات التلفزيونية العراقية "تواجه إيران نقصا في المياه، وآمل أن ننفذ في الحكومة الجديدة دبلوماسية مياه ناجحة بين إيران والعراق وبقية جيراننا، وأن تصبح المياه مسألة تعاون بدلاً من قضية خلافية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مع الدول أکثر من
إقرأ أيضاً:
سعود بن صقر وسفير أوزبكستان يبحثان تعزيز العلاقات
استقبل الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، في قصره بمدينة صقر بن محمد، اليوم الخميس، عبد العزيز أكولوف، سفير أوزبكستان لدى الدولة، الذي قدم للسلام عليه.
ورحب حاكم رأس الخيمة، بالسفير، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات مع أوزبكستان في المجالات المختلفة، وتبادل معه الأحاديث حول عددٍ من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.من جانبه، عبر عبد العزيز أكولوف، عن بالغ شكره وتقديره لحاكم رأس الخيمة، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشيداً بالعلاقات القوية التي تربط البلدين، وبالنهضة التنموية التي تشهدها إمارة رأس الخيمة.