في المناظرة.. ترامب يحَّن لبايدن ويصطدم بهاريس
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
لم يكن الأمر مجرد دراسة في تناقضات الملابس بارتداء ترامب اللون الأزرق واختيار هاريس اللون الأسود، بل كان دراسة في التناقضات بشكل أعمق. ففي المناظرة، كانت نائب الرئيس كامالا هاريس هادئة ومتماسكة، ولعبت دور مصارع الثيران في نزالها مع الرئيس السابق دونالد ترامب. بينما كان ترامب مندفعاً وزأر بغضب، تلاعبت هاريس بعباءتها الخطابية، مستفيدة من التباين بين أسلوبهما، أما ترامب، الذي بدا وكأنه مشتاق علناً لخصمه القديم، بالكاد تمكن من دخول الحلبة أثناء مواجهتهما في يونيو (حزيران) الماضي.
وبحسب تحليل لمجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية أظهرت هاريس شجاعتها منذ البداية من خلال التقدم نحو ترامب وهزت رأسه بالحديث عن محاكمته بلا هوادة، ويبدو أن المدعية العامة السابقة حققت الشيء الوحيد الذي كان يسعى ترامب دائماً إلى تأسيسه ألا وهو "الهيمنة" ليس لدقائق بل لبقية عمر المناظرة.
No foreign policy issue more urgently demands a fresh approach than North Korea, writes Gregg Brazinsky. https://t.co/tM4HruE119
— National Interest (@TheNatlInterest) September 11, 2024 تحت المجهروتقول المجلة، كشفت هاريس عن ترامب الحقيقي تحت "الإضاءة القاسية" في التسليط على الدستور الوطني، وكان ترامب في وجهها وبذلك كانت هاريس أكثر إزعاجاً له طوال المناظرة.
وكانت هاريس أكثر تدريباً، وهو نتاج جزئي لتحضيرها المكثف للمناظرة، إذ كانت لديها إجابات سلسة معدة على النقيض من ذلك، كان ترامب غريزياً وعفوياً. لكنه كان محبطاً بتصويره أمريكا على أنها "دولة فاشلة" طوال حديثه خلال المناظرة.
وأشارت المجلة، أن الفشل الوحيد كان فشل ترامب عندما سئل عن خطته للرعاية الصحية، وقع بخطأ أنه تعامل مع المناظرة كما لو كانت تجمعاً أمام تابعيه المخلصين بدلاً من سعيه للوصول إلى الناخبين المتأرجحين وتقويض تفوق هاريس من خلال ربطها بسجل الرئيس جو بايدن.
بدلاً من ذلك، أعرب علناً عن شوقه لبايدن، مما دفع هاريس للهجوم ولفت انتباه ترامب إلى أنها من تترشح للرئاسة ما جعل ترامب يبدو عجوزاً ومنفصلاً عن الواقع.
مستنقع انتخابات 2020وتقول المجلة، "ان غضب ترامب ملموساً، مما ضمن أن تركز المناظرة عليه، إذ انغمس في مستنقع انتخابات 2020، مدعياً مرة أخرى أنها سُرقت منه، وانتقد بشدة عدم عدالة قضاياه أمام المحكمة، وأثار مرة أخرى الشكوك حول هوية هاريس العرقية كما زعم أنها نشأت في بيئة ماركسية على يد والدها، الأستاذ الماركسي في الاقتصاد".
ولم تكن هذه هي ادعاءاته الغريبة الوحيدة، فقد زعم عن المهاجرين الهايتيين في سبرينغفيلد يأكلون الكلاب قائلاً: "الناس الذين جاءوا (المهاجرين) يأكلون القطط".
وربما كانت اللحظة الأكثر جنوناً بالنسبة لترامب عندما رد على إعلان هاريس أن زعماء العالم يعتبرونه "عاراً" عبر تشبيهه بالرئيس المجري فيكتور أوربان، الذي أسس ديمقراطية غير ليبرالية على ضفاف نهر الدانوب، والذي يعد دليلاً على الشخصية الترامبية، رد ترامب بقوله إن أوربان كان "رجلاً صارماً، لقد قال أوربان إن الشخص الأكثر خوفاً واحتراماً هو دونالد ترامب"، عبر مدحه لأوربان، صادق ترامب على قول هاريس إنه يتم استغلاله بانتظام من قبل المستبدين الأجانب.
انقلاب الأدواروأوضحت المجلة الأمريكية، أن نتيجة المناظرة كانت "انقلاباً في الأدوار"، ففي الشؤون الخارجية كانت هاريس المهيمنة على المناظرة بكل تفاصيلها وترامب كان رهيناً للردود والهجمات.
وفي الشأن الأوكراني تمنع نرامب ورفض بشدة أن يبدي رغبته في رؤية أوكرانيا تفوز وبدلاً من ذلك، تحدث عن كيفية حل الصراع في يوم واحد على الأرجح بالتخلي عن كييف بعد كل شيء.
وأعلن زميله في الترشح لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس، بالفعل أنه لا يهمه "ما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى"، وهنا كانت الفرصة لهاريس للانقضاض سريعاً والإشارة إلى أن هناك أكثر من 800 ألف ناخب بولندي يعيشون في ولاية بنسلفانيا والذين من المفترض أنهم يحملون وجهة نظر أقل تسامحاً تجاه روسيا من ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس فانس.
واختتمت المجلة قائلة إن "المناظرة قد تكون لها تأثير كبير على "قواعد اللعبة"، إذ ساعدت في ترسيخ مصداقية هاريس، فهي لم ترتكب أي زلة بل وضعت ترامب في موقف دفاعي، ومع اقتراب خط النهاية، قد يثير أداء ترامب قلقاً متزايداً في الحزب الجمهوري، الذي كان يحتضنه بسبب اقتناعه بأنه وحده القادر على قيادة الحزب إلى النصر في نوفمبر (تشرين الثاني)، والآن، يبدو أن هذا الاقتناع قد تغير كلياً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب هاريس الأكثر جنونا الشأن الأوكراني حل الصراع ولاية بنسلفانيا أمريكا ترامب كامالا هاريس أوكرانيا روسيا
إقرأ أيضاً:
خطاب الوداع لبايدن.. دعوة لتعديل الدستور وتحذيرات عديدة
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تعديل الدستور لمنع أي رئيس من الحصول على حصانة عن الجرائم التي قد يرتكبها أثناء وجوده في المنصب.
واستخدم بايدن خطاب الوداع للأمة ليل الأربعاء الخميس للتحذير من تشكّل "أوليغارشية" للأثرياء للغاية في البلاد ومن "مجمع تقني-صناعي" ينتهك حقوق الأميركيين ومستقبل الديمقراطية.
وخلال كلمته من المكتب البيضاوي، مع استعداده لتسليم السلطة يوم الإثنين للرئيس المنتخب دونالد ترامب، أعرب بايدن عن قلقه إزاء جمع السلطة والثروة لدى زمرة قليلة.
وقال بايدن: "اليوم، تتشكل في أميركا أوليغارشية من ثروة وقوة ونفوذ مفرط تهدد ديمقراطيتنا بالكامل، وحقوقنا الأساسية وحرياتنا، وفرصة عادلة للجميع للتقدم".
وأشار إلى "تركيز خطير للسلطة في أيدي قلة من الأثرياء للغاية، مع عواقب وخيمة إذا تُركت إساءة استخدامهم للسلطة دون رادع".
واعتبر أن "الأميركيين غارقون في سيل من الأخبار المضلّلة"، محذّرا من خطورة أن يؤدي هذا الوضع إلى "إساءة استخدام السلطة".
وخصّص بايدن جزءا من خطابه للتحذير من مخاطر عدم استمرار جهود مكافحة التغيّر المناخي.
وأشار إلى أن هناك "قوى كبيرة" تهدّد التقدم الذي تمّ إحرازه في مكافحة التغير المناخي "وهو تهديد وجودي لم يكن في أي وقت مضى أكثر وضوحا"، مستشهدا بالكوارث الطبيعية التي لا تنفك تتزايد وآخرها الحرائق الهائلة المستعرة منذ أسبوع في لوس أنجلوس والإعصار المدمر الذي ضرب ولاية نورث كارولاينا العام الماضي.