نفذت قوات النخبة الأوكرانية، هذا الأسبوع، غارة جريئة عبر نهر دنيبرو على مواقع العدو في الأراضي التي تحتلها روسيا بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية، وفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وشنت أوكرانيا غارات متفرقة على قوات موسكو عبر النهر الرئيسي الذي يعمل كواحد من الخطوط الأمامية الجنوبية للحرب، لكن يبدو أن "الغارة الأخيرة" تشكل جزءا من استراتيجية هجوم مضاد لتحديد القوات الروسية وإنشاء رؤوس جسور متعددة لهجوم أوسع في المستقبل، كما يقول محللون للصحيفة.

معضلة روسية؟

تأمل القوات المسلحة الأوكرانية أن تضع "غارة خيرسون" الروس في معضلة حول ما إذا كانت أوكرانيا ستفعل شيئًا أكثر أهمية في الجبهة الجنوبية أم تقوم موسكو بسحب قواتها الاحتياطية، وفقا للواء للخبير العسكري واللواء المتقاعد بالجيش الأسترالي، ميك رايان.

وقال إن كلا الجانبين كانا يحاولان إيجاد نقاط ضعف في خصومهما، وإبقاء العدو في حالة تشكك واستدراجه لتحويل الموارد بعيدا عن المكان الذي يمكن أن تحدث فيه ضربة كبيرة.

وفي نوفمبر، استعادت أوكرانيا مدينة خيرسون وأجزاء من منطقة خيرسون، بعد شهور من الاحتلال الروسي، لكن القوات الروسية تقصف المدينة والمناطق المحيطة بها بشكل منتظم عبر نهر دنيبرو، وفق وكالة "رويترز".

وفي يونيو، باشر الجيش الأوكراني هجوما مضادا واسع النطاق في محاولة لاستعادة مناطق في شرق أوكرانيا وجنوبها احتلها الجيش الروسي، لكن التقدم لا يزال بطيئا حيث روسيا حصنت خطوط دفاعها مع خنادق وأفخاخ مضادة للمدرعات وحقول ألغام، وفقا لوكالة "فرانس برس".

ونفذت القوات الأوكرانية غارات على المواقع الروسية عبر نهر دنيبرو منذ الخريف، وبحلول 6 يونيو كانت قوات كييف متمركزة على الضفة التي تسيطر عليها موسكو من النهر، قبل عودتهم مرة أخرى إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في خيرسون، حسب "فايننشال تايمز".

وبعد بضعة أسابيع، عبر الأوكرانيون النهر بالقرب من جسر أنتونيفسكي شمال مدينة خيرسون، حيث تواجدوا بها لمدة أسبوع على الأقل. 

وعن ذلك قال الخبير العسكري، مايكل كلارك، إن الغارات كانت على ما يبدو تهدف إلى إنشاء جيوب صغيرة من القوات الأوكرانية يمكن استخدامها بعد ذلك في هجوم أوسع لإخراج القوات الروسية من الضفة الجنوبية الشرقية.

وقد يؤدي جذب المزيد من القوات الروسية للدفاع عن خيرسون إلى تعزيز مواقع أوكرانيا في أماكن أخرى، ولا سيما في الشرق حيث تأمل كييف في قطع جسر بري إلى شبه جزيرة القرم تسيطر عليه القوات الروسية. 

واحتلت موسكو شبه الجزيرة في عام 2014 ونشرت أسطولها المطل على البحر الأسود هناك، والذي يستخدم بانتظام لشن هجمات صاروخية على المدن الأوكرانية.

تقدم أوكراني وهدف "مجهول"

هذا الأسبوع، قال العديد من المدونين العسكريين الروس إن هناك مناوشات في المناطق التي يشكل فيها دنيبرو خط المواجهة، وأكد أحدهم أن القوات الأوكرانية تمكنت من التقدم 800 متر عبر الدفاعات الروسية بالقرب من مدينة كوزاتشي لاهري.

ومن جانبها قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هنا ماليار، "تم تحديد هدف واحد هذا الأسبوع وتم تنفيذه ولكن لا يمكننا هنا الآن أن نقول ما هو بالضبط".

وأكد معهد دراسة الحرب "وقوع المناوشات"، بناءً على بيانات وكالة ناسا التي تستخدم مستشعرات الأشعة تحت الحمراء للكشف عن حرائق الغابات، ويمكن استخدامها أيضا لتحديد نقاط القتال الساخنة في أوكرانيا.

Footage published on August 9 further supports ISW’s assessments that the Ukrainian incursion across the #Dnipro River near Kozachi Laheri in the east (left) bank of #Kherson Oblast on August 8 was likely a limited raid. https://t.co/gWgxxYa2PP https://t.co/yUwhLZhBiQ pic.twitter.com/10dz76LGxt

— ISW (@TheStudyofWar) August 10, 2023

وقال المعهد إن القوات الأوكرانية شنت على ما يبدو "غارة محدودة" عبر نهر دنيبرو، لكن "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد أقامت وجودًا دائمًا على الضفة الشرقية".

وفي مكان آخر، على مدى أكثر من 1000 كيلومتر من مواقع الخطوط الأمامية، تواصل أوكرانيا شن هجمات على الرغم من قوة الدفاعات الروسية، والتي تشمل مناطق ملغومة بشدة وشبكات واسعة من الخنادق.

والأربعاء، قالت ماليار، إن أوكرانيا حققت مكاسب إضافية معتدلة في جنوب وشرق البلاد، حيث تحاول القوات تحرير نحو 18 بالمئة من الأراضي التي لا تزال تحتلها روسيا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة القوات الروسیة

إقرأ أيضاً:

الدفاعات الجوية الروسية تسقط 125 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية

الثورة نت/..
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أن منظومات الدفاع الجوي أسقطت 125 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية متفرقة خلال الليلة الماضية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن الوزارة قولها في بيان، عبر تليغرام إنه “خلال ليلة أمس، أحبطنا محاولة قام بها نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيرة على أهداف في أراضي الاتحاد الروسي”.

وأوضح البيان أنه “تم اعتراض وتدمير 67 طائرة مسيرة فوق أراضي منطقة فولغوغراد، و17 فوق أراضي منطقة بيلغورود، و17 فوق أراضي منطقة فورونيج، و18 فوق أراضي منطقة روستوف، وواحدة فوق كلٍ من بريانسك وكورسك وإقليم كراسنودار وثلاث طائرات بدون طيار فوق بحر آزوف”.

وفي وقت سابق، نشرت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، مشاهد لقيام طاقم مروحية “كا-52 إم” الروسية، بشن ضربات مباشرة على معدات عسكرية أوكرانية ووحدات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك الروسية، حيث توثق المشاهد لحظة قصف المعدات الأوكرانية ووحدات من القوات المسلحة الأوكرانية من قبل طاقم مروحية “كا-52 إم” الروسية.

وأضافت الدفاع الروسية في بيان لها، أن “الطيران الحربي الروسي وقوات الصواريخ التابعة للجيش الروسي استهدفت الألوية 21 و41 و115 واللواء الهجومي 82 و95، واللواء الأول للحرس الوطني، وكذلك الألوية 101 و103 و107 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق بيلوفودي، بروسكي، بونياكينو، جلوخوف، زورافكا، كوشيروفكا، كوندراتوفكا، كروزوك، مالوشينو، موغريتسا، ميرلوجي، بافلوفكا، ريفياكينو، روفنوي، ريشكي، أولانوفو، وشاليجينو في مقاطعة سومي”.

يذكر أن القوات الأوكرانية تواصل استهداف المناطق الحدودية الروسية في مقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج، وشبه جزيرة القرم، بالطائرات المسيرة والصواريخ بشكل شبه يومي.

مقالات مشابهة

  • مقتل ستة أشخاص في قصف روسي استهدف سوقا شعبية في خيرسون الأوكرانية
  • القوات الروسية تقضي على أكثر من 340 عسكرياً أوكرانياً في كورسك
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخين من طراز “ATACMS” أمريكي الصنع قرب لوغانسك
  • مقتل سبعة مدنيين في ضربة روسية قرب سوق في خيرسون بجنوب أوكرانيا
  • هيئة الأركان الأوكرانية: الوضع على طول خط الجبهة لا يزال متوترا
  • قوات خاصة إسرائيلية تخترق أنفاق حزب الله لجمع معلومات قبل الغزو البري
  • في يوم التوحيد.. ماذا قال بوتين عن الحرب الأوكرانية؟
  • القوات الروسية: القضاء على 2870 عسكريا أوكرانيا
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط 125 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط عدداً من الطائرات المسيرة