بوابة الوفد:
2024-09-17@16:39:08 GMT

«البليغ»

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

تحل اليوم، الذكرى الـ31 لرحيل الموسيقار المصرى بليغ حمدى، عبقرى الألحان، ورائد التجديد، معجزة العصر الحديث الموسيقية، برصيد موسيقى ضخم، يتجاوز ألفى أغنية، تعاون فيها مع نجوم الغناء العربي.

«مجنون الإبداع».. ارتبط هذا الوصف بمعانى البليغ عند أصدقائه وزملائه فى مجال الفن، كان يعمل لأكثر من 16 ساعة، وهب حياته كاملة للفن، فأبدع فيه، وبقيت أغنياته حاملة معانى الحب والغيرة والوطنية، فكانت الحانه قريبة من قلوب مستمعيها، ما جعلها تظل علامات بارزة فى تاريخ الفن العربى.

الفنان الشبراوى، كان نقطه تحول فى حياة كل من تعاون معهم، فلحنه الأول لسيدة الغناء العربى أم كلثوم قبل أن يكمل الثلاثين من عمره، غير اختياراتها ودخلت معه منطقة جديدة أكثر شبابًا وحيوية، وصلت معه إلى 11 عملاً بينها «سيرة الحب» وبعيد عنك» و«ألف ليلة وليلة». اقتربت أعماله مع رفيق دربه عبدالحليم حافظ إلى 30 وتجاوزت أغنياته مع وردة الجزائرية 25، ما بين الوطنى والعاطفى والاجتماعى، ليصنع بموسيقاه شهرة ميادة الحناوى وسميرة سعيد ولطيفة، وعفاف راضى وعزيزة جلال وهانى شاكر وعلى الحجار، مثلما كانت له بصمات على أصوات نجاة وصباح ومحمد رشدى.

وبالحديث عن «البليغ» تستعيد سيرته الفنانة القديرة عفاف راضى التى اعتبرته «حريف الصنعة» وقالت، الفترة الزمنية الخاصة ببليغ كانت تتميز بأنها مليئة بكوكبة من النجوم، لذلك كان التكوين الفنى والمشاركون فيه جميعهم هدفهم الوحيد هو التفرد والنجاح، ورغم وجود هذه الأسماء الكبيرة كان هناك نجاح للجميع، ولكن تظل دائمًا حرفية الصنعة هى الفيصل والمعبر الذى يميز فناناً عن آخر، وبليغ تفرد بتلك الحرفية وعرف جيدًا سر الصنعة، وحينما تأتيه كلمات أغنية من مؤلف لا يهدأ حتى يشتغل عليها لتخرج بطريقة بليغ المعروفة ويعطيها مرة أخرى للمؤلف ليستكمل ذلك التصور ليخرج بتلك التوليفة التى كانت تميزه عن غيره.

وتستكمل، كان يمتلك ساحته باجتهاده الذى نتج عنه بصمة جيدة ومستمرة إلى الآن، وتتذكر عفاف راضى، حينما طلب منها تغيير اسمها إلى «جميلة» بدلاً من اسمها لاستعادة اسم لمطربة قديمة كانت تحمل نفس الاسم، أنها رفضت تغيير اسمها لتجده يوافق على أن تستمر بنفس اسمها ولم يعترض على ذلك.

وعن أغنية «ردوا السلام» وذكرياتها معه تقول: حينما قرر تقديمى فى تلك الأغنية كان على الساحة نجوم عمالقة، مثل فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، نجاة، وكنا فى بداية السبعينيات، وكان يجب على من يدخل الساحة الفنية أمام تلك الأسماء أن يكون مختلفا وقادرا على ترك بصمة مختلفة لاختراق ذلك الحصار الفنى الكبير وأن يتواجد وسطهم، لذلك قام بعمل «توليفة» مختلفة تجعلنى متميزة، خاصة أن بدايتى كانت فى الأوبرا لنجد أنه يقدم هذه الأغنية بإحساس عالٍ بدرجة كبيرة.

وتابعت: قدمنى فى حفل مع الفنان عبدالحليم حافظ، وإن هذا أمر ليس هينا، خاصة أنه فنان جديد يتقاسم مع هذا الاسم الحفل والجمهور فى الوطن العربى بأجمعه كان ينتظر ويتشوق لحفل عبدالحليم حافظ، فكان الأمر صعبا ولكن «بليغ» كان جريئا وقدمنى فى الحفل بـ«ردوا السلام» ولم يكتفِ بذلك ولكنه قام بقيادة الأوركسترا كرسالة مفادها للجمهور «إنى أقدم لكم هذا الصوت الجديد».

ووصفت لطيفه علاقتها ببليغ حمدى بأنه كان الناصح الأمين ومكتشفها، وقدمت مؤخرا اغنية من الحانه حققت نجاحا كبيرا، وقالت أول زيارة لها إلى مصر، والتى كانت برفقة أستاذها على الصريطى وزوجته خلال إجازة نصف العام، وكان من ضمن المرافقين لها صديق نجل الشاعر عبدالوهاب محمد، الذى قابلت من خلاله بليغ حمدى وبمجرد سماعه صوتها قرر تبنيها.

وأشارت إلى أن الموسيقار بليغ حمدى اقترح عليها أن تستكمل الدراسات العليا فى مصر، ما تسبب فى سعادتها لأن فكرة ترك الدراسة فى تونس كانت مرفوضة تمامًا بين عائلتها، مؤكدة أنها عادت إلى تونس برفقة حلمها للمجيء إلى مصر لدراسة الموسيقى، وهو ما تحقق بالفعل وخاضت الاختبارات الموسيقية ونجحت بها لتستقر فى مصر.

الفنانة سميرة سعيد تحدثت عما أضافه الموسيقار الراحل بليغ حمدى إلى الموسيقى العربية الحديثة، معتبرة أنه رائد فى تجديد الأغنية العربية، مشيرة إلى انها عرفته يوم كانت فى الثانية عشرة من عمرها ويومها تنبأ لها بمستقبل كبير، مؤكدة أنها حتى اليوم ما تزال تلتزم بكل التوجيهات والنصائح التى سمعتها منه خلال تعاونهما على الأغنيات التى لحنها لها فى سنوات السبعينيات والثمانينيات، باستثناء لحن: سارقين النوم، الذى اختلفت عليه مع الفنانة نجاة الصغيرة، وأضافت أول لحن غنته لـ بليغ كان: زى البحر حبيبى، أتبعه بأكثر من ألبوم لها: أحلام الأميرة (وفيه: مسا الجمال، انتظار، بكرا، جوه البيوت) وخلاص حبينا (دوارة السنين، نبتدى الحكاية، قالوا عنا كتير، ومناديل الوداع) توهة (بتلف، الله يا سيدى، آه يا لمونى، صعيدى ولا بحيري) وما ليش عنوان (سيداتى سادتى، أتراهم يذكرونه، أسمر ملك روحي) إضافة إلى: ليلة الأنس، وسجلت ديو مرتين مع الفنان محمد ثروت (عزيزة ويونس، وخسارة).. واعلنت انها ستعيد تسجيل 27 اغنية قدمتها مع بليغ بتوزيع جديد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالحلیم حافظ بلیغ حمدى

إقرأ أيضاً:

25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب

هواية الملوك التى تمنح صاحبها عزة النفس، تلحق قلوبهم مع «الصقور»، بينهم صولات وجولات تدريبية، فلا يصيبهم «جرحها» ولا يستغنون عنها، ليكشفوا فى حديثهم لـ«الوطن» أسرار عالم الصقور وتربيتهم والأنواع الأشهر فى مصر.

يقف شامخاً بين الصقور التى اعتادت التحليق فى أعالى السماء، وبشكل مألوف على غير المعتاد تقف مطمئنة على يديه قبل عملية الإحماء المعتادة للصقر، محمد سراج، الذى يشتهر بـ«صقار حلوان»، يعيش لأكثر من 25 عاماً بين الطيور الجارحة، ليمتهن تربية هذه الطيور بقلب لا يعرف الخوف من مخالبها الحادة.

تربية الصقور من الطفولة

دخلت هذه الهواية إلى قلب «سراج» وهو فى التاسعة من عمره، منذ أن رأى طيراً صغيراً من أنواع الصقور فى شركة والده، تعلق بالطيور وحاول تدريبهم مع نفسه لكنه لم ينجح فى البداية، ثم استعان بذوى الخبرة ممن يصيدون الطيور، ويروى أنه منذ هذا الوقت تعلم رويداً رويداً إلى أن أصبح «صقَّار شهير» فى حلوان، وأحب هذه المهنة لأنها، بحسب روايته، المفضلة لدى الملوك، والصقَّار الذى يربى هذه الطيور ويدربها يكتسب صفاتها من عزة النفس.

وفى عالم الطيور يختلف معنى الصقَّار عن الرماك، فالصقار، بحسب «سراج»، هو مدرب ومربى الصقور والطيور الجارحة: «الصقَّار بيدرب الطير على الصيد وبنطلع مسابقات، الصقر بيكون جاى من البرية وحش بيضرب وبيعض فى الناس، باتعامل معاه، بيكون مربوط وعنيه متغمية، باحطله مرهم للعين، لازم يكون عندك دس أو جاونتى وقناع ولازم يكون فيه وكر، ودلوقتى أى طير جارح بادربه؛ صقور وعقبان وغيرها»، ويختلف عن الرماك، الذى يعتبر هو الصياد لهذه الطيور بأدواته التى لا يستغنى عنها ويستعين بصقر صغير لجذب فريسته.

صفات الصقور

حياة الطيور لها قواعد خاصة على أساسها يتعامل «سراج» الذى يقول إنهم يشبهون الإنسان فى طباعه، هناك الصقور العصبية والهادئة، والذكر يختلف عن الأنثى، ويفهمهم عن خبرة، يستقرون فوق ذراعه فى أمان مثل «الصقر المصرى الوكرى» الذى ينصح به للمبتدئين، وهناك الصقر شاهين والصقر الجبلى، والذكر أشد من الأنثى لكنه أصغر منها حجماً، وأشهر الصقور: «الجبلى، البحرى، شاهين، الوكرى فى الصعيد، الشاهين الجبلى، السودانى والجزائرى».

فى مصر يعيش الصقر الوكرى وله شهرة واسعة فى الخارج، بحسب «سراج»: «هذا النوع مقيم فى بلده لا يغادر على عكس الشاهين»، وهذه الصقور أهلَّت «سراج» لدخول المسابقات ثم الحصول على 5 جوائز من سباق العقبان، ويستكمل حكيه عن الصقور قائلاً إنه يمكن أن يصل عمره إلى 30 عاماً: «أهم حاجة الرعاية والاهتمام بالنظافة، بكل اللى يخصه والطعام، وده بيخلى عمره يطول وده بتاع ربنا».

«حسن» يربي الصقور والعقاب

صقّار آخر يدعى حسن صقر، يربى العقاب والصقور، تواصلت «الوطن» معه ليروى قصته مع الطيور الجارحة التى بدأت فى طفولته مع تربية الحمام ثم الاتجاه إلى الصقور ثم اتجه إلى الأسواق ليشترى الصقور، وهو ما وصفه بالبداية الخاطئة، ثم اتجه لهواية صيد الصقور والعقاب، ويصنف أعمارهم كالتالى: «مابنقلش سنة وسنتين بنقول فرخ طير ابن سنة، بكر طير مر عليه موسم، برناص بعد 3 سنين، يتكاثر فى الطبيعة مش فى الأسر»، واتجه «حسن» للحديث عن تكاثر الطيور التى يصطادها قائلاً: «مش كل الطيور تقدر تتكاثر فى الأسر، لازم يكون حر، برة مصر بيكون ده مهيأ له ويقدر عادى، شكل الطير وحجمه بيكون حسب البيئة اللى هو فيها».

يقف «حسن» يمهد للصقر فرصة للحرية ليفرد جناحيه فى مشهد بديع، وعلى الأرض يركض العقاب فى هدوء، بينما يستكمل حديثه عن مقر أصدقائه من الطيور الجارحة، قائلاً: «مكانهم الصحرا، خطر تكون فى البيئة العادية وصعب تشوفهم فى المدينة»، وينصح بأنه قبل أن يكون لديك طير جارح لا بد أن تملك أدواته مثل القناع أو البرقع والجوانتى ومكان فارغ يلائم حياتهم، ولا يميز طير عن الآخر، فالصقر يمهد له الطريق لصيد وترويض أى طير جارح.

مقالات مشابهة

  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • «عمر أفندى»
  • 25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب
  • 100سنه.. "غنا"
  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • الكفيفة التى أبصرت بعيون القلب
  • خبير أثري: الاحتفال بالمولد النبوي ارتبط بثلاثة أماكن أثرية
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام