بوابة الوفد:
2025-02-01@16:02:33 GMT

«البليغ»

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

تحل اليوم، الذكرى الـ31 لرحيل الموسيقار المصرى بليغ حمدى، عبقرى الألحان، ورائد التجديد، معجزة العصر الحديث الموسيقية، برصيد موسيقى ضخم، يتجاوز ألفى أغنية، تعاون فيها مع نجوم الغناء العربي.

«مجنون الإبداع».. ارتبط هذا الوصف بمعانى البليغ عند أصدقائه وزملائه فى مجال الفن، كان يعمل لأكثر من 16 ساعة، وهب حياته كاملة للفن، فأبدع فيه، وبقيت أغنياته حاملة معانى الحب والغيرة والوطنية، فكانت الحانه قريبة من قلوب مستمعيها، ما جعلها تظل علامات بارزة فى تاريخ الفن العربى.

الفنان الشبراوى، كان نقطه تحول فى حياة كل من تعاون معهم، فلحنه الأول لسيدة الغناء العربى أم كلثوم قبل أن يكمل الثلاثين من عمره، غير اختياراتها ودخلت معه منطقة جديدة أكثر شبابًا وحيوية، وصلت معه إلى 11 عملاً بينها «سيرة الحب» وبعيد عنك» و«ألف ليلة وليلة». اقتربت أعماله مع رفيق دربه عبدالحليم حافظ إلى 30 وتجاوزت أغنياته مع وردة الجزائرية 25، ما بين الوطنى والعاطفى والاجتماعى، ليصنع بموسيقاه شهرة ميادة الحناوى وسميرة سعيد ولطيفة، وعفاف راضى وعزيزة جلال وهانى شاكر وعلى الحجار، مثلما كانت له بصمات على أصوات نجاة وصباح ومحمد رشدى.

وبالحديث عن «البليغ» تستعيد سيرته الفنانة القديرة عفاف راضى التى اعتبرته «حريف الصنعة» وقالت، الفترة الزمنية الخاصة ببليغ كانت تتميز بأنها مليئة بكوكبة من النجوم، لذلك كان التكوين الفنى والمشاركون فيه جميعهم هدفهم الوحيد هو التفرد والنجاح، ورغم وجود هذه الأسماء الكبيرة كان هناك نجاح للجميع، ولكن تظل دائمًا حرفية الصنعة هى الفيصل والمعبر الذى يميز فناناً عن آخر، وبليغ تفرد بتلك الحرفية وعرف جيدًا سر الصنعة، وحينما تأتيه كلمات أغنية من مؤلف لا يهدأ حتى يشتغل عليها لتخرج بطريقة بليغ المعروفة ويعطيها مرة أخرى للمؤلف ليستكمل ذلك التصور ليخرج بتلك التوليفة التى كانت تميزه عن غيره.

وتستكمل، كان يمتلك ساحته باجتهاده الذى نتج عنه بصمة جيدة ومستمرة إلى الآن، وتتذكر عفاف راضى، حينما طلب منها تغيير اسمها إلى «جميلة» بدلاً من اسمها لاستعادة اسم لمطربة قديمة كانت تحمل نفس الاسم، أنها رفضت تغيير اسمها لتجده يوافق على أن تستمر بنفس اسمها ولم يعترض على ذلك.

وعن أغنية «ردوا السلام» وذكرياتها معه تقول: حينما قرر تقديمى فى تلك الأغنية كان على الساحة نجوم عمالقة، مثل فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، نجاة، وكنا فى بداية السبعينيات، وكان يجب على من يدخل الساحة الفنية أمام تلك الأسماء أن يكون مختلفا وقادرا على ترك بصمة مختلفة لاختراق ذلك الحصار الفنى الكبير وأن يتواجد وسطهم، لذلك قام بعمل «توليفة» مختلفة تجعلنى متميزة، خاصة أن بدايتى كانت فى الأوبرا لنجد أنه يقدم هذه الأغنية بإحساس عالٍ بدرجة كبيرة.

وتابعت: قدمنى فى حفل مع الفنان عبدالحليم حافظ، وإن هذا أمر ليس هينا، خاصة أنه فنان جديد يتقاسم مع هذا الاسم الحفل والجمهور فى الوطن العربى بأجمعه كان ينتظر ويتشوق لحفل عبدالحليم حافظ، فكان الأمر صعبا ولكن «بليغ» كان جريئا وقدمنى فى الحفل بـ«ردوا السلام» ولم يكتفِ بذلك ولكنه قام بقيادة الأوركسترا كرسالة مفادها للجمهور «إنى أقدم لكم هذا الصوت الجديد».

ووصفت لطيفه علاقتها ببليغ حمدى بأنه كان الناصح الأمين ومكتشفها، وقدمت مؤخرا اغنية من الحانه حققت نجاحا كبيرا، وقالت أول زيارة لها إلى مصر، والتى كانت برفقة أستاذها على الصريطى وزوجته خلال إجازة نصف العام، وكان من ضمن المرافقين لها صديق نجل الشاعر عبدالوهاب محمد، الذى قابلت من خلاله بليغ حمدى وبمجرد سماعه صوتها قرر تبنيها.

وأشارت إلى أن الموسيقار بليغ حمدى اقترح عليها أن تستكمل الدراسات العليا فى مصر، ما تسبب فى سعادتها لأن فكرة ترك الدراسة فى تونس كانت مرفوضة تمامًا بين عائلتها، مؤكدة أنها عادت إلى تونس برفقة حلمها للمجيء إلى مصر لدراسة الموسيقى، وهو ما تحقق بالفعل وخاضت الاختبارات الموسيقية ونجحت بها لتستقر فى مصر.

الفنانة سميرة سعيد تحدثت عما أضافه الموسيقار الراحل بليغ حمدى إلى الموسيقى العربية الحديثة، معتبرة أنه رائد فى تجديد الأغنية العربية، مشيرة إلى انها عرفته يوم كانت فى الثانية عشرة من عمرها ويومها تنبأ لها بمستقبل كبير، مؤكدة أنها حتى اليوم ما تزال تلتزم بكل التوجيهات والنصائح التى سمعتها منه خلال تعاونهما على الأغنيات التى لحنها لها فى سنوات السبعينيات والثمانينيات، باستثناء لحن: سارقين النوم، الذى اختلفت عليه مع الفنانة نجاة الصغيرة، وأضافت أول لحن غنته لـ بليغ كان: زى البحر حبيبى، أتبعه بأكثر من ألبوم لها: أحلام الأميرة (وفيه: مسا الجمال، انتظار، بكرا، جوه البيوت) وخلاص حبينا (دوارة السنين، نبتدى الحكاية، قالوا عنا كتير، ومناديل الوداع) توهة (بتلف، الله يا سيدى، آه يا لمونى، صعيدى ولا بحيري) وما ليش عنوان (سيداتى سادتى، أتراهم يذكرونه، أسمر ملك روحي) إضافة إلى: ليلة الأنس، وسجلت ديو مرتين مع الفنان محمد ثروت (عزيزة ويونس، وخسارة).. واعلنت انها ستعيد تسجيل 27 اغنية قدمتها مع بليغ بتوزيع جديد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالحلیم حافظ بلیغ حمدى

إقرأ أيضاً:

وهم السيطرة!

من الطبيعى أن تُسيطر دولة على دولة أخرى طالما تملك من مقومات هذه القوى ما هو ضرورى لهذه السيطرة. لعل من تلك المقومات «قوة السلاح أو المال أو الاقتصاد»، وقدم العالم العديد من أنواع السيطرة لبعض الدول منها السيطرة المباشرة، وهى مرحلة الاستعمار بقوة السلاح، والسيطرة غير المباشرة وهى قوة النقود لتُصبح الدولة المسيطر عليها «حليفة» للدولة المسيطرة أو بمعنى أوضح «تابعة»، تعتمد اعتمادًا كليًا على الدولة المسيطرة فى كل شىء من السياسة حتى الطعام. ولكن من عجب العُجاب أن نجد نموذجًا سياسيًا جديدًا فى السيطرة بمعرفة شخص على دولة أخرى، بسلب القوة الناعمة منها أو بالأحرى قتل القوة الناعمة وخلق قوة أخرى من التافهين وأنصاف المواهب أو أصحاب الشهرة الزائفة، ويقوم هذا الشخص المكلف بهذه المهمة بشراء هؤلاء سواء بالمال أو منحهم جنسية الدولة التى يعمل لها هذا المُسيطر. ويستمر هذا الأخير فى السير فى الاتجاه الذى يسمح له بتغيير هوية شعب الذى يرغب فى السيطرة عليه دون أن يدرى أن القوى الناعمة فى مختلف المجالات جاءت من خلال تطور تاريخى متوافقًا مع نظام اجتماعى وقوانين طبيعية تسمح لصعود الأفضل، ليعلم سادة الأرض أو هكذا يتصورون أنفسهم أن بتركيزهم على هؤلاء يشترون الوهم سواء كان هذا الشراء كان لأنصاف المواهب لأنهم لا يمثلون أى قوة غير قوة الهيافة.

لم نقصد أحدًا!

 

مقالات مشابهة

  • تخاريف .. ترامب
  • رويترز: طائرة الإسعاف الأمريكية المحطمة في فيلادلفيا كانت تحمل شخصين
  • كلمات
  • كلمات.. لغز الفرعون
  • نظرية المؤامرة
  • الرئيس المقاول
  • خلال ندوة بالمعرض.. كيف كانت الحياة اليومية في عصر الرعامسة؟
  • ذكريات معرض الكتاب..!
  • وهم السيطرة!
  • «ترامب».. لا بد منه!