بناء الثقافة المالية بين أجيال طلاب المدارس
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
هل تحتاج مجتمعاتنا إلى وعي بمبادئ الثقافة المالية؟
يمكن اختزال الإجابة على هذا السؤال بكلمة واحدة: نعم. كل المجتمعات في حاجة ماسة إلى بناء وعي بالثقافة المالية خاصة في المنعطفات الاقتصادية التي يمر بها أي مجتمع، وفي هذا الوقت حيث يشهد العالم أجمع تحولات اقتصادية جذرية ينتج عنها تحولات في بنية المجتمعات، فتكون الحاجة ماسة جدا إلى بناء وعي جديد يتواكب مع المرحلة الجديدة من أطوار المجتمع.
ويعتمد النجاح الاقتصادي للأفراد والمجتمعات على الفهم العميق للمفاهيم المالية الأساسية مثل الادخار، والاستثمار، وإدارة الدين، وتؤدي قلة الوعي المالي إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية، مثل الإفراط في الاقتراض، والفشل في التخطيط للمستقبل المالي، والاعتماد المفرط على القروض الاستهلاكية.
وإذا كانت المجتمعات في حاجة ماسة لمثل هذا الوعي، فإن إدخال الثقافة المالية في سن مبكرة، وخاصة بين طلاب المدارس يعزز فهمهم للأنظمة المالية ويساهم في نموهم الشخصي والمجتمعي. ويؤكد التوجه العالمي نحو تضمين التعليم المالي في المناهج المدرسية أهمية غرس هذه الثقافة من أجل التنمية المستدامة طويلة الأجل.
ويساعد بناء الثقافة المالية لدى الطلاب على تطوير عادات مالية مسؤولة من شأنها أن توجه عملية اتخاذ القرار في مرحلة البلوغ، كما أنها تعدهم لإدارة الميزانيات والادخار للمستقبل واتخاذ خيارات مستنيرة بشأن الإنفاق والاستثمار. ويقوم التعليم المالي على تشكيل شخصيات الطلاب من خلال تعزيز الانضباط والمسؤولية والتفكير النقدي. ويبني الطلاب من خلال تعلم كيفية التعامل مع التحديات المالية القدرة على الصمود وحل المشكلات، وهي سمات أساسية للنجاح في جوانب مختلفة من الحياة.
وبهذا المعنى يمكن فهم أهمية الندوة التي تنظمها وزارة التربية والتعليم تحت شعار «نحو وعي طلبة المدارس بمبادئ الثقافة المالية».. لكن الأمر يحتاج إلى أكثر من ندوة، إننا بحاجة إلى تفاعل مجتمعي لبناء هذا الوعي، ومنذ مرحلة مبكرة في نفوس الطلاب وليس أقل من تضمينه داخل المناهج الدراسية عبر سنوات دراسة الطالب.
وتقدم العديد من التجارب الدولية والإقليمية رؤى قيمة حول تأثير الثقافة المالية على الشباب. على سبيل المثال، قامت دول مثل فنلندا وأستراليا بدمج التعليم المالي في مناهجها الوطنية، مع التركيز على التطبيقات في العالم الحقيقي والتفكير النقدي. في فنلندا، يتعلم الطلاب عن الادخار والاستثمار وريادة الأعمال، مما يمكّنهم من الانخراط في الاقتصاد بطريقة ذات مغزى. وبالمثل، في أستراليا، تؤكد برامج الثقافة المالية في المدارس على الميزانية والضرائب والمسؤولية الاقتصادية، وإعداد الطلاب ليصبحوا بالغين مؤهلين ماليا. وتقدم الندوة الكثير من التجارب الدولية والإقليمية التي حققت نتائج مهمة في بناء الوعي المالي لدى طلبة المدارس.
وتلعب التكنولوجيا المالية (fintech) دورًا حاسمًا. من خلال الاستفادة من أدوات fintech مثل تطبيقات الميزانية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ومنصات التخطيط المالي، يمكن للطلاب اكتساب خبرة عملية في إدارة الأموال. تجعل هذه المنصات الرقمية المفاهيم المالية أكثر سهولة وجاذبية، وتحويل النظريات الاقتصادية المجردة إلى مهارات عملية يمكن للطلاب تطبيقها يوميًا.
لا تعمل التكنولوجيا المالية على إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى الخدمات المالية، فقط، ولكنها أيضا تعمل على تعزيز الثقافة المالية من خلال جعل التعلم المالي تفاعليًا ومناسبًا للجيل الأصغر سنًا.
يساعد دمج التعليم المالي جنبًا إلى جنب مع التقنيات المالية الحديثة في سد الفجوة بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. ومن خلال تعريف الطلاب بالأدوات المالية الرقمية، يقتربون في مرحلة مبكرة من الأنظمة المالية التي سيتفاعلون معها عندما يخرجون إلى الحياة العملية وإلى الحياة بشكل مستقل ما يضمن إعدادهم بشكل أفضل لاتخاذ قرارات مستنيرة والمساهمة في رفاهتهم الاقتصادية الشخصية والوطنية.
والمؤكد أن غرس ثقافة مالية قوية في عقول الشباب أمر ضروري لبناء أفراد مسؤولين ماليًا. ومع إدراك الدول بشكل متزايد للصلة بين الثقافة المالية والتنمية المستدامة، فإن تعزيز هذه الثقافة من خلال التعليم والتكنولوجيا من شأنه أن يمكّن الجيل القادم من تجاوز تعقيدات الاقتصاد العالمي المعقدة جدا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثقافة المالیة التعلیم المالی من خلال
إقرأ أيضاً:
مفيش تأجيل | التعليم تؤكد بدء امتحانات شهر مارس في المدارس الأحد
تلقى موقع صدى البلد العديد من الاستفسارات بشأن حقيقة تأجيل امتحانات شهر مارس 2025 المقرر انطلاقها في المدارس الأحد المقبل.
من جانبه نفى مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، تأجيل امتحانات شهر مارس 2025 المقرر انطلاقها في المدارس الأحد المقبل.
وكان عددا من أولياء الأمور قد طالبوا بتأجيل امتحانات شهر مارس 2025 نظرا لتزامنها مع صيام شهر رمضان ، حيث شكى الاهالي من صعوبة عقد امتحانات شهر مارس للطلاب أثناء الصيام.
وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه من المقرر انطلاق امتحانات شهر مارس 2025 لطلاب المدارس في جميع محافظات الجمهورية من الأحد القادم الموافق 9 مارس 2025.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن امتحانات شهر مارس 2025 من المقرر أن تستمر حتى الأحد 16 مارس 2025.
مقررات امتحانات شهر مارس 2025 لطلاب المدارسوحسمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الجدل المثار بشأن مقررات امتحانات شهر مارس 2025 لطلاب المدارس ، وردت على التساؤلات المثارة بهذا الشأن موضحة أنه من المقرر أن تشمل مقررات امتحانات شهر مارس 2025 لطلاب المدارس ، ما تم تدريسه اعتبارا من الأسبوع الأول من توزيع مناهج الترم الثاني 2025 وحتى بداية الأسبوع الخامس.
امتحانات شهر مارس 2025 لطلاب المدارس .. معلومات رسمية عنها توضع امتحانات شهر مارس بمعرفة موجه أول كل مادة يتم وضع 3 نماذج امتحانية لكل امتحان من امتحانات شهر مارس يعقد كل امتحان من امتحانات شهر مارس بمعدل نصف فترة او فترة كاملة طبقا للوزن النسبي لكل مادة وفقا لمواصفات الورقة الامتحانية تنعقد امتحانات شهر مارس خلال اليوم الدراسي ويستمر اليوم الدراسي بشكل عادل3 اختبارات في كل فصل دراسيوكانت قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن يتم تقييم طلاب صفوف النقل في المدارس بعقد 3 اختبارات في كل فصل دراسي كما يلي:
الاختبار الأول يستهدف أجزاء المقرر التي تم تدريسها في الشهر الأول من بداية الفصل الدراسي وتكون على مستوى المدرسة.الاختبار الثاني يستهدف أجزاء المقرر التي تم تدريسها في الشهر الثاني من الفصل الدراسي وتتكون على مستوى المدرسة.الاختبار الثالث يكون اختبار نهاية الفصل الدراسي ويستهدف قياس نواتج التعلم في منهج الفصل الدراسي بأكمله.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن الطالب في صفوف النقل يكون توزيع درجاته في كل مادة كالتالي: 80% من درجة اختبار نهاية الفصل + 10% من درجة امتحان الشهر + 5% على المواظبة "الانضباط" + و5% على السلوك.