بوابة الوفد:
2025-01-30@21:48:42 GMT

«هاريس» - «ترامب».. الدواء المُر

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تقديم مرشح رئاسى قادر على لم شمل الأمريكيين، أو حتى الدول حول العالم، التى كانت تنظر لأمريكا على أنها سيدة الأرض وراسمة مصائر الشعوب. هذا الأمر جعل الكثيرين يطرحون تساؤلات حول إفلاس أمريكا على المستويين الفكرى والسياسى، وهو ما يظهر بكل وضوح في نصيبها من زعماء يترشحون للرئاسة خلال السنوات الأخيرة من عينة دونالد ترامب، أو جو بايدن، وصولا إلى  المرشحة الجديدة كامالا هاريس التى تقف فى الانتخابات القادمة أمام ترامب، باعتبارها مرشحة الضرورة بعد مأزق تنحى بايدن عن خوض الانتخابات، نتيجة ضغوط من حزبه، الذي شم رائحة الهزيمة مبكرًا، إضافة إلى الأخطاء المتكررة التى ارتكبها الرئيس العجوز، سواء بسبب ضعف الذاكرة أو أمور أخرى متعلقة بالقرارات الخاطئة التى اتخذها.

ويرى بعض المحللين أن فرص هاريس في النجاح واعتلاء عرش أمريكا ليست كبيرة بسبب ثلاث قوى: الدولة العميقة، واليمين، والطبقات محدودة الدخل التي تقف خلف ترامب، فالدولة العميقة لا تريد لأمريكا أن تكرر تجربة رئيس  ملون بعد رحيل  باراك أوباما. فى الوقت نفسه، ورغم المشاكل التى تعرض لها ترامب، ودخوله فى معارك عنيفة مع كثير من الأمريكيين خاصة النخبة اليسارية ونجوم المجتمع، إلا أن باقى أفراد الشعب يرون أنه أحدث نقلة فى الاقتصاد الأمريكى الذي لا يزال يترنح بعد الأزمة المالية في ٢٠٠٨، حيث أعطى الأولوية للداخل الأمريكي على حساب الملفات الخارجية، وفرض ما يشبه الإتاوات على دول عديدة، وقام بتحويل هذه الأموال إلى المواطنين الأمريكيين، ما ساهم فى انتشال شرائح كبرى من مستوى معيشة صعب ومضطرب.

مناظرة هاريس وترامب، فجر الأربعاء بتوقيت مصر، وقبل 60 يومًا من انطلاق الانتخابات الأمريكية، تدلنا على أجواء المشهد الأمريكي المأزوم سياسياً واقتصادياً. دخلت هاريس المناظرة تحت شعاره «لن نعود إلى الخلف»، فى إشارة إلى سياسات الرئيس السابق ترامب والمرشح أمامها، بينما اعتمد ترامب على قضيته الرئيسية التى تبناها خلال رئاسته السابقة، وهى «غلق الحدود» لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين. كما تعهدت هاريس بخفض الأسعار، وتوفير مساكن للأمريكيين، بينما تعهد ترامب بخفض الضرائب، وخفض أسعار الطاقة. هاريس تحدثت عن تخطيطها لبناء «اقتصاد الفرص» ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة، وشدد ترامب على  فرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص. كما تطرق الثنائي إلى قضية الإجهاض، حيث اتهم ترامب الديمقراطيين بأنهم يريدون السماح بالإجهاض فى «الشهر التاسع» ووصف أعضاء الحزب الديمقراطي بالمتطرفين، في محاولة منه للضغط على العصب الأخلاقي للناخبين الملتزمين وشريحة واسعة من اليمين للتصويت لصالحه في الانتخابات. 

أما فيما يتعلق بحرب غزة، فقد أكدت هاريس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها عادت وأكدت على ضرورة إنهاء الحرب، وشددت على حل الدولتين.

بينما أكد ترامب أن هاريس تكره إسرائيل، مؤكدًا أنه لو كان متواجدًا على كرسي الرئاسة ما حدثت هذه الحرب، زاعمًا أنه سيقوم بحل هذه القضية، وإنهاء حرب أوكرانيا وروسيا.

 من خلال مجمل تصريحات «هاريس» و«ترامب»، يتبين لنا بوضوح أن هاريس لديها رؤية فيما يخص الاقتصاد الأمريكي وتريد تنفيذها، أما ترامب فهو لا يمتلك سوى ماضٍ يتركز فى انتشال مؤقت للمواطنين الأمريكيين  من الأزمات المعيشية، وليس سياسة اقتصادية متكاملة. المواطن الأمريكى من جانبه ما زال ينتظر المزيد حول البرامج الخاصة بكل مرشح، خاصة الاقتصاد والرعاية الصحية، لأن الشعب الأمريكي بطبعه آخر شيء يفكر فيه هو ما يحدث خارج حدود وطنه، فكل همومه تتركز حول ما تقدمه له دولته من صحة ومسكن وانخفاض أسعار السلع، والطاقة.

كما يتضح لنا من خلال المناظرة، أن هاريس وترامب يتفقان على دعم إسرائيل، بشتى الطرق، وهما بذلك لم يخرجا عن السياسة الأمريكية تجاه الاحتلال منذ بداية المأساة الفلسطينية، وهو أمر لا يحمل أى جديد للشعوب العربية. فالكل يعلم أن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لا تتغير بتغير من يجلس على كرسى الحكم فى البيت الأبيض.

هاريس، وترامب كلاهما للعرب دواء مُر، كلاهما ليس لديه قرار منصف تجاه قضية العرب الجوهرية «فلسطين» التي يراق دم أبنائها يومياً دون أن يتحرك «سادة العالم» لوقف المجزرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الولايات المتحدة الأمريكية الأمريكيين افلاس امريكا سيدة الأرض

إقرأ أيضاً:

قرار لترامب بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء الثلاثاء، إن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض نقلوا رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين تفيد برغبة الرئيس دونالد ترامب سحب آلاف القوات الأمريكية من سوريا.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيثير قلقا بالغا في تل أبيب، ومن المتوقع أن تؤثر تلك الخطوة أيضا على الوحدات الكردية في سوريا وفق تعبير المصدر.

في المقابل قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن قواته ملتزمة بهزيمة تنظيم الدولة واستمرار دعم "قوات سوريا الديمقراطية" ومكافحة الإرهاب.



وذكرت صحيفة واشنطن بوست قبل أيام أن حوالي ألفي جندي أمريكي لا يزالون في شرق سوريا، يتعاونون مع القوات الكردية السورية في مهمة تهدف حسب المسؤولين لمنع عودة تنظيم الدولة والحد من النفوذ الإيراني في سوريا، ولكن مستقبل هذا الوجود أصبح موضع شك، لأن هيئة تحرير الشام أعربت عن رغبتها في رؤية جميع القوات الأجنبية تغادر.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حاول سحب جميع القوات من سوريا في عام 2018 خلال فترة ولايته الأولى، مما دفع وزير الدفاع السابق جيم ماتيس إلى الاستقالة.

ومنتصف الشهر الماضي، قال مسؤولون أمريكيون؛ إنه من غير المرجح أن يتخلى دونالد ترامب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة عن مواقع الجيش الأمريكي في سوريا، كما أراد أن يفعل خلال فترة ولايته الأولى، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة، أن "اعتقاد هؤلاء المسؤولين، ينبع من حقيقة أن ترامب كثيرا ما ينسب لنفسه الفضل في هزيمة تنظيم الدولة، من خلال الانتهاء من تحرير الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في حملة بدأت في أثناء إدارة سلفه باراك أوباما، وأن التهديد بعودة التنظيم المحتملة سيكون أكبر من أن يتحمله ترامب".



وسبق أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن تنظيم الدولة سيحاول استخدام أي فراغ في السلطة بسوريا لاستعادة قدراته، مضيفا "لن نسمح بذلك"، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لاغتنام الفرصة وإدارة المخاطر في هذا البلد.

وتزامنا مع تغيير السلطة في سوريا، أعلن الجيش الأمريكي أنه شن عشرات الضربات الجوية الدقيقة، مستهدفا معسكرات وعناصر التنظيم في الوسط السوري.

مقالات مشابهة

  • سياسات «ترامب» تزيد التوتر فى العالم!!
  • مكمن صلابة مصر
  • الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع في عهد ترامب
  • الفيدرالي الأمريكي يثبّت سعر الفائدة في أول اجتماع له خلال 2025
  • البنك الفيدرالي الأمريكي يقرر تثبيت سعر الفائدة في أول اجتماعات 2025
  • قرار لترامب بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟
  • (حكاية القرار 275) 
  • ترامب يعلن عن خطة دفاعية جديدة: القبة الحديدية الأمريكية في الطريق
  • فرنسا تتوعد بـ"رد أوروبي" على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • ترامب: المصالح الأمريكية تدهورت خلال الفترة الماضية.. ولكن هذا الأمر انتهى