بوابة الوفد:
2025-03-21@09:58:08 GMT

قبل أن نندم على الفرص المُهدرة

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

قبل عام بالتمام، كانت الأجواء مضطربة، وكان استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، يُلقى بظلاله على المنطقة، وتفاقم الشعور لدى الناس بالأزمة الاقتصادية، لدرجة أن بعض المحللين كانوا يكررون كلاماً غريباً حول شبح إفلاس قادم.

أتذكر جيداً أن نغمة إحباط عامة سادت المجتمع المصري، وتحدث البعض عن سيناريو لبنان الذى يزحف على البلاد، وما فيه من شلل تام لكثير من الأعمال والأنشطة وتجمد للسيولة فى المصارف.

ورغم ذلك كُنت أشعر بالتفاؤل وكتبت وقلت إن مصر ليست لبنان، وليست غيرها، وإن تفاقم الأزمات لا يعنى انعدام الحلول، وكُنت أرى أن إصلاح الأوضاع ممكن ويسير ويحتاج أفكاراً وحلولاً خارج الصندوق.

وأثبتت الأيام أن كل مشكلة يُمكن حلها، وكل أزمة يمكن تجاوزها، وأن الزخم والتنوع الذى تتميز به مصر يجعل اقتصادها أصلب وأقوى من أن ينهار مع كل أزمة عالمية، واستطاعت مصر الوفاء بالتزاماتها ونجحت الحكومة فى جذب أكبر حزمة استثمارات عربية والتى عرفت بصفقة رأس الحكمة، حيث أعادت الدماء لشرايين الأعمال مرة أخرى، واستعادت الأسواق استقرارها.

وكان من اللافت أن مصر لا تعدم الحلول العملية لأى أزمة، وأن هناك فرصاً عظيمة تزخر بها، ربما لا توجد فى بلدان ومناطق أخرى فى المنطقة. وكان من المُهم جداً وقتها، وما زالت الأهمية مُلحة أن نبنى على صفقة رأس الحكمة، وأن نوظفها كبادرة لعدة صفقات تسمح بجذب استثمارات عالمية متنوعة، ليس فى قطاع السياحة والخدمات فقط، وإنما فى كافة القطاعات. لقد تحدثت بعد أيام من الصفقة مع إحدى وسائل الإعلام وقلت إننا نحتاج لعدة صفقات مماثلة، وإن التنوع العظيم الذى تحظى به مصر فيما يخص الفرص الاستثمارية يؤهلها لتصبح الدولة الأكثر جذباً للاستثمارات فى المنطقة خلال السنوات القادمة.

فمصر تحديدا تتمتع بأهم مؤشر مشجع للمستثمرين وهو الاستقرار السياسي، والأمن العام، كما تتمتع باستقرار تشريعى عظيم، يصاحبه نمو فى أعداد الكوادر المدربة والمؤهلة من الشباب والخريجين فى مجالات جديدة مثل مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى. ناهيكم عن محاور جذب الاستثمار الأخرى من بنية تحتية قوية، وشبكة طرق هائلة، واتصال تجارى قوى بمختلف الأطراف والأسواق، وغيرها من عناصر جذب المستثمرين.

نحن نمتلك كنزاً من الفرص، لكننا لا نتحرك إلا فى آخر الأوقات. فالمشكل فى بلادنا أننا نعمل بجد واهتمام وإجادة عندما نكون تحت ضغط الأزمات الشديدة، وهو ما يجعلنا أسرى دائماً للحظات الراهنة.

وفى تصوري، فإننا كان يمكن أن نضع خططاً موسعة بعد تجاوز الأزمة الاقتصادية فى مارس الماضي، تستهدف تحقيق استدامة التنمية، وكان ذلك يستدعى أن نتخذ قرارات إصلاحية جذرية تعيد القطاع الخاص إلى موقعه الأساسى فى قيادة التنمية.

لكن كما قلت، فإن فورة التخطيط والمتابعة والسعى والترويج والإصلاح فترت مع حل المشكلات الناتجة عن الأزمة، فأجلنا طرح منشآت عامة، وتوقف الحديث عن تخارج مؤسسات عامة من الاقتصاد، وخفت الحديث عن فتح الأبواب والنوافذ أمام القطاع الخاص للعمل فى كل المجالات بشفافية ودون منافسات غير عادلة.

ومع ذلك أتصور أن الفرص ما زالت سانحة، وأننا مطالبون فقط بالسعى لاقتناصها خاصة فى مجال الاستثمار بشقيه المحلى والأجنبي، بشرط اكتفاء المؤسسات العامة بالتخطيط والمراقبة، وتهيئة المناخ لقصص نجاح جديدة لتولد فى مصر.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين الحرب الروسية الأوكرانية المجتمع المصري مصر

إقرأ أيضاً:

استقلال الصحافة ترحب بإعلان عبدالمحسن سلامة عن زيادة بدل البطالة

تعلن لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، ترحيبها بالتصريحات التى أدلى بها الزميل عبد المحسن سلامة، المرشح فى انتخابات التجديد النصفى، لنقابة الصحفيين، على موقع النقيب، والتى أدلى بها خلال لقاء جمعه مع الزملاء فى موقع «صدى البلد» اليوم.


قال بشير العدل مقرر اللجنة، إن الزميل عبد المحسن سلامة، تطرق خلال اللقاء إلى عدد من الملفات، والقضايا التى تهم المهنة، وأعضاء النقابة، على المستويين الخدمى والمهنى، بجانب الإشارة إلى عوامل تعيد للصحفى مكانته فى المجتمع، وعلاقته بالمصادر، خاصة فى الجهات التنفيذية.

أوضح «العدل» أنه تحدث مع الزميل عبد المحسن سلامة عن واحد من أهم الملفات العالقة، والذى يتعلق بمستقبل ما يصل إلى 900 صحفى، هو ملف التأمينات للزملاء بالصحف الحزبية، والخاصة المتوقفة، وقد تعهد "سلامة" بحل الأزمة، مشيرا إلى لقائه مع رئيس الهيئة القومية للتأمينات، الذى توصل معه إلى حل لهذا الملف، غير أنه حل يتباين بتباين الحالات، متعهدا فى ذات الوقت بزيادة بدل البطالة للصحفيين بواقع 500 جنيه، وإعادة فتح مقر الموقع الإلكتروني، للصحفيين المتعطلين، بما يستلزمه من موافقات قانونية.
أكد «العدل» أن ما صرح به الزميل عبد المحسن سلامة اليوم، يمثل تعهدا، والتزاما، أمام أصحاب الأزمة، والجمعية العمومية، بحل هذا الملف، الذى تواترت عليه مجالس عدة، دون أن تقدم له أى حلول.

مقالات مشابهة

  • تداول 15 ألف طن و923 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • استقلال الصحافة ترحب بإعلان عبدالمحسن سلامة عن زيادة بدل البطالة
  • للطموحين فقط
  • وكيل قوى عامة النواب تطالب المجتمع الدولي بالتصدي للبربرية الإسرائيلية تجاه غزة
  • تداول 17 ألف بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر
  • تداول 17 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • إفطارهم فى الجنة.. الشهيد أحمد جاد فارس السماء الذى لم يغب عن الذاكرة
  • السيسي: أزمة البحر الأحمر كبدت مصر 800 مليون دولار شهريا
  • سلام: عهد الفرص الضائعة ولّى!