رسالة «الأزهرى» فى المجتمع
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
عانى النصف الجنوبى من البرية على مدار قرون من الاستعمار والقهر، وشكلت قارتنا الإفريقية النموذج الأكثر فجاجة فى هذا الشأن، عندما تم التعامل مع شعوبها كقطيع مغيب، وتجارة رائجة للبشر من الدول المتحضرة، إضافة إلى استنزاف ثرواتها ومواردها الطبيعية، وترك هذه الشعوب تغرق فى الفقر والجهل والتخلف الذى يستدعى الصراعات المسلحة بشكل مستمر وجميعها ناتجة عن غياب ما يسمى بالوعى.
نشر وترسيخ الوعى له أدوات وجوانب عدة مثل التعليم والإعلام والثقافة والدين وسيادة القانون وغيرها من العوامل التى تشكل فى مجملها قيم المجتمع ومدى تحضره.. ولأن الدين والتدين إحدى سمات دول الشرق ومن العوامل المؤثرة فى المجتمع، فقد أدرك الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الجديد هذه الحقيقة، وبدأ مهام منصبه فى الاتجاه الصحيح عندما أدرك أهمية الجانب الدينى فى تشكيل الوعى، ودعا إلى اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية حدد فيه بعض ملامح وأهداف الوزارة فى المرحلة القادمة، بالتعاون مع باقى مكونات المؤسسة الدينية المصرية التى يأتى على رأسها الأزهر الشريف بكل ما يمثله من قيمة علمية وتاريخية وأدبية هامة، إضافة إلى وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وبعض المكونات الأخرى مثل نقابة الأشراف والطرق الصوفية.. هذه البداية لوزير الأوقاف لها مدلول هام، وهو أن الرجل لا يقوم بأداء عمله كوظيفة، وإنما لديه رسالة هامة فى المجتمع المصرى يريد تحقيقها بالتعاون مع باقى مؤسسات الدولة، منها خطورة السوشيال ميديا فى قضية الوعى، والخطاب الدينى، وهو ما دعا إلى عقد اتفاق وزارة الاتصالات لإطلاق منصة رقمية جديدة تعكس رؤية الوزارة فى مواجهة التطرف الدينى واللا دينى - الإلحاد - وبناء الإنسان وصناعة الحضارة.
لا شك أن دور وزارة الأوقاف هام فى المجتمع، حتى وإن كان بالطرق التقليدية من خلال لقاء ممثلى الوزارة - الخطباء - مع عشرات الملايين كل أسبوع فى صلاة الجمعة، وكل التجارب السابقة تؤكد أن غياب الوزارة أو التراخى فى ترك المنابر بالمساجد لأنصاف المتعلمين والمتشددين وأصحاب الاتجاهات السياسية، شكلت أخطاء فادحة فى حق هذا المجتمع، ونتج عنها ظواهر اجتماعية شديدة الخطورة فى نهايات القرن الماضى مثل الإرهاب والتطرف وظاهرة تجار الدين ومفتى الفضائيات وغيرها من السلوكيات التى كلفت مصر وشعبها الكثير.. وفى اعتقادى أن توجه الوزارة نحو أدوات جديدة مثل الصالون الثقافى مع النخب المثقفة وعلماء الدين والكتاب والمفكرين أمر يسهم بشكل فاعل فى نشر ترسيخ الوعى، ولا يتعارض مع تطوير أدوات الوزارة الفاعلة فى المجتمع، وبخاصة جماعة الخطباء التى لا تزال فى حاجة إلى مراجعة وإعادة تأهيل على المستوى العلمى والفنى وبخاصة فى القرى والمدن الصغيرة التى تشكل الشريحة الأكبر من السكان والأكثر تأثيرًا بالخطاب الدينى، وجميعها سوف تسهم فى تحقيق نقلة نوعية فى تشكيل الوعى وتحقيق الرسالة التى يتمنى أن يؤديها الدكتور أسامة الأزهرى.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ النصف الجنوبي الصراعات المسلحة فى المجتمع وغیرها من
إقرأ أيضاً:
الأزهري يهنئ فريق الأوقاف لكرة القدم بعد تأهله لنهائي دوري المصالح الحكومية
هنَّأ وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، فريق وزارة الأوقاف الخماسي لكرة القدم بعد تأهله للمباراة النهائية بدوري المصالح الحكومية - منطقة القاهرة، بعد فوزه الكبير في الدور قبل النهائي بستة أهداف مقابل هدف.
وفي تصريح له، عبَّر الوزير عن تقديره الكبير لعناية أبناء وزارة الأوقاف بالجانب الرياضي، داعيا إياهم إلى التحلي والإقبال على كل برامج اللياقة البدنية والنفسية والذهنية، مؤكدًا أن الفريق أظهر مستوى متميزًا وروحًا رياضية عالية طوال المباراة.
وأضاف: "إن الوزارة تسعد بهذا الأداء الراقي، وأؤكد دعمي الكامل للفريق في المباراة النهائية التي ستُقام يوم الأربعاء ٥ من فبراير ٢٠٢٥م".
وأكد الوزير، أن الوزارة تسعى دائمًا لدعم ورعاية كل الموهوبين في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يؤكد روح الإبداع والعمل الجماعي التي تتمتع بها الوزارة، راجيا التوفيق للفريق في المباراة النهائية وتحقيق اللقب، ما يسهم في رفع اسم الوزارة عاليًا في المحافل الرياضية.
في سياق آخر، كرَّم وزير الأوقاف، الباحثة ياسمين يحيى عبده مصطفى، تقديرا لتفوقها في مجال العلوم والتكنولوجيا، وحصولها على المركز الأول عالميًّا في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة بالولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٥م.
يأتي ذلك في إطار تفعيل المحور الرابع من المحاور الإستراتيجية الأربعة لوزارة الأوقاف والذي هو صناعة الحضارة.
وأشاد وزير الأوقاف بإنجازات الباحثة الشابة، مؤكدًا أن تفوقها يؤكد قدرة الشباب المصري على الإبداع والتميز في مختلف المجالات، وبخاصة في البحث العلمي والتكنولوجيا.