بوابة الوفد:
2024-12-25@19:08:54 GMT

رسالة «الأزهرى» فى المجتمع

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

عانى النصف الجنوبى من البرية على مدار قرون من الاستعمار والقهر، وشكلت قارتنا الإفريقية النموذج الأكثر فجاجة فى هذا الشأن، عندما تم التعامل مع شعوبها كقطيع مغيب، وتجارة رائجة للبشر من الدول المتحضرة، إضافة إلى استنزاف ثرواتها ومواردها الطبيعية، وترك هذه الشعوب تغرق فى الفقر والجهل والتخلف الذى يستدعى الصراعات المسلحة بشكل مستمر وجميعها ناتجة عن غياب ما يسمى بالوعى.

. إذن الوعى يشكل أسس الحفاظ على الدول ومقدراتها وكل قيمها الثقافية والتاريخية، وبالتالى بات الوعى ركيزة هامة من ركائز تقدم المجتمع وتطوره وتحضره، فى مواجهة كل أشكال الجهل والتخلف، والغزو الثقافى والفكرى الخارجى الذى يشكل الآن أخطر أنواع الحروب الجديدة التى تعتمد على تفكيك المجتمعات من الداخل بوسائل مدروسة وممنهجة لكل مجتمع سواء كانت اقتصادية أو عقائدية دينية أو سياسية وعرقية وغيرها من أشكال السلوك البشرى لكل مجتمع ومن خلال تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة والسوشيال ميديا وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى التى باتت تشكل سلاحًا ذا حدين ويسهل من خلالها اختراق المجتمعات والوصول لأكبر شريحة من الناس.

نشر وترسيخ الوعى له أدوات وجوانب عدة مثل التعليم والإعلام والثقافة والدين وسيادة القانون وغيرها من العوامل التى تشكل فى مجملها قيم المجتمع ومدى تحضره.. ولأن الدين والتدين إحدى سمات دول الشرق ومن العوامل المؤثرة فى المجتمع، فقد أدرك الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الجديد هذه الحقيقة، وبدأ مهام منصبه فى الاتجاه الصحيح عندما أدرك أهمية الجانب الدينى فى تشكيل الوعى، ودعا إلى اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية حدد فيه بعض ملامح وأهداف الوزارة فى المرحلة القادمة، بالتعاون مع باقى مكونات المؤسسة الدينية المصرية التى يأتى على رأسها الأزهر الشريف بكل ما يمثله من قيمة علمية وتاريخية وأدبية هامة، إضافة إلى وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وبعض المكونات الأخرى مثل نقابة الأشراف والطرق الصوفية.. هذه البداية لوزير الأوقاف لها مدلول هام، وهو أن الرجل لا يقوم بأداء عمله كوظيفة، وإنما لديه رسالة هامة فى المجتمع المصرى يريد تحقيقها بالتعاون مع باقى مؤسسات الدولة، منها خطورة السوشيال ميديا فى قضية الوعى، والخطاب الدينى، وهو ما دعا إلى عقد اتفاق وزارة الاتصالات لإطلاق منصة رقمية جديدة تعكس رؤية الوزارة فى مواجهة التطرف الدينى واللا دينى - الإلحاد - وبناء الإنسان وصناعة الحضارة.

لا شك أن دور وزارة الأوقاف هام فى المجتمع، حتى وإن كان بالطرق التقليدية من خلال لقاء ممثلى الوزارة - الخطباء - مع عشرات الملايين كل أسبوع فى صلاة الجمعة، وكل التجارب السابقة تؤكد أن غياب الوزارة أو التراخى فى ترك المنابر بالمساجد لأنصاف المتعلمين والمتشددين وأصحاب الاتجاهات السياسية، شكلت أخطاء فادحة فى حق هذا المجتمع، ونتج عنها ظواهر اجتماعية شديدة الخطورة فى نهايات القرن الماضى مثل الإرهاب والتطرف وظاهرة تجار الدين ومفتى الفضائيات وغيرها من السلوكيات التى كلفت مصر وشعبها الكثير.. وفى اعتقادى أن توجه الوزارة نحو أدوات جديدة مثل الصالون الثقافى مع النخب المثقفة وعلماء الدين والكتاب والمفكرين أمر يسهم بشكل فاعل فى نشر ترسيخ الوعى، ولا يتعارض مع تطوير أدوات الوزارة الفاعلة فى المجتمع، وبخاصة جماعة الخطباء التى لا تزال فى حاجة إلى مراجعة وإعادة تأهيل على المستوى العلمى والفنى وبخاصة فى القرى والمدن الصغيرة التى تشكل الشريحة الأكبر من السكان والأكثر تأثيرًا بالخطاب الدينى، وجميعها سوف تسهم فى تحقيق نقلة نوعية فى تشكيل الوعى وتحقيق الرسالة التى يتمنى أن يؤديها الدكتور أسامة الأزهرى.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ النصف الجنوبي الصراعات المسلحة فى المجتمع وغیرها من

إقرأ أيضاً:

التفكك الأسرى يدمر المجتمع.. «الأوقاف» تصدر العدد الأول من مجلة وقاية

أصدرت وزارة الأوقاف، العدد الأول من «وقاية» أول نشرة إلكترونية شهرية تصدرها الوزارة لمعالجة القضايا المجتمعية، وتهدف لبناء الإنسان، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف المصرية، برئاسة معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، في العمل على إيقاظ الوعي المجتمعي بقيمة بناء الإنسان، وذلك من خلال طرح حلول مبتكرة قادرة على إحداث نقلة نوعيَّة نابعة من رؤية الدَّولة المصريَّة المتناسقة مع رسالة وزارة الأوقاف نحو بناء شخصية الإنسان ليكون قوياً شغوفاً بالعلم شغوفاً بالعمران واسع الأفق وطنياً منتمياً مقدماً الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس.

وتناولت «وقاية» في هذا العدد، قضية التفكك الأسري، وخطورته على الأفراد والمجتمع، ووضعت حلولاً فكريَّة لمجتمع متماسك يعزز جهود التَّنمية المستدامة ويساهم بفاعليّة في بناء الوطن وحمايته.

وجاءت في افتتاح نشرة «وقاية» كلمة لمعالي الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، ووزير الصحة والسكان، مؤكدًا أن إطلاق نشرة «وقاية: لبناء الإنسان» لتكون منصة توعية تسعى وزارة الأوقاف من خلالها إلى معالجة القضايا المجتمعية الملحة التي تواجه وطننا مع بداية كل شهر، وتفتح نافذة جديدة تسلط الضوء على مشكلة من المشاكل الصحية والاجتماعية التي تمس المجتمع.

وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء: إننا في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية نؤمن بأن الوعي هو الأساس لبناء مجتمع سليم ومعافى وأن التوعية المستمرة بأهمية الوقاية والصحة العامة تساهم في دعم استراتيجياتنا الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، أتمنى لهذه النشرة «وقاية» النجاح والتوفيق في دورها الريادي لنشر المعرفة، ونأمل أن تكون منبراً للتغيير الإيجابي، يمد أفراد المجتمع بالمعرفة التي يحتاجونها لتحقيق حياة أفضل لأنفسهم ولأجيالهم المقبلة.

وقال الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في مقاله بنشرة «وقاية»، إننا نعمل على إيقاظ الوعي المجتمعي وبناء الإنسان بطرح حلول مبتكرة لإحداث نقلة نوعيَّة نابعة من رؤية الدَّولة المصريَّة.

ونبه وزير الأوقاف، على أن الأسرة في الإسلام حازت نصيبًا وافرًا من الاهتمام والرعاية، وبلغ شأنها مبلغًا عظيمًا من التقديس والعناية، وذلك لأنها نواة المجتمع، وتمثل في تكوينها أنموذجًا مصغرًا للمجتمع في أكمل صوره، وتعد مقياسًا دقيقًا وصادقًا لقوة المجتمع وضعفه، فصلاح المجتمع يبدأ من رعايتها، وفساده نتيجة لإهمالها، لذلك حرص الإسلام على دعمها بما ينفعها، ووقايتها مما يضرها.

ورصد الأستاذ الدكتور نبيل السمالوطي، في قضية العدد، 6 أسباب لـ«التفكك الأسري»، وحذر من التسرع في اختيار شريك الحياة، مطالباً بضرورة زيادة الجرعة الدينية والوعي الثقافي في المجتمع.

وعرض ملف العدد آراء العلماء والخبراء في علم النفس والاجتماع والشريعة، في الأسباب التي تدمر الأسرة وتسبب التفكك، والذين حذروا من خطورة التفكك على المجتمع، مؤكدين أهمية الترابط الأسري وأن الحوار أمر ضروري لمناقشة المشكلات الأسرية، منبهين على خطورة إدمان مواقع «التواصل الاجتماعي» لأنه بمثابة اغتيال للروابط الأسرية.

وضمت «وقاية» في عددها العديد من المقالات التي تناقش قضية التفكك الأسري، منها: مقال أ.د/ علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأ.د/ أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

وتشجيعاً لقُرائها، طرحت نشرة «وقاية» سؤالاً للإجابة عنه، بجوائز قيمة، مختتمة بـ5 توصيات لتقوية الترابط الأسري ونشر المودة والرحمة بين العائلة.

وأوصت «وقاية» بالآتي: 1- إقامة ندوات توعية للتحذير من تعاطي المخدرات ونشر فيديوهات عن خطورة الإدمان عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المختلفة، بمشاركة أئمة وواعظات الأوقاف بالتعاون مع وزارات التعليم العالي والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي من خلال صندوق مكافحة الإدمان.

2. تنظيم محاضرات في الجامعات ولطلاب الثانوية العامة في المدارس عن أهمية توخي الحذر في التعامل مع السوشيال ميديا والتحلي بالوعي الكافي تجاه كل ما ينشر فيها، يشارك فيها أئمة وواعظات الأوقاف بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي.

3.إقامة دروس في المساجد تؤكد على وجوب الحفاظ على الأسرار الزوجية وعدم إفشائها للوالدين والأقرباء، وأهمية الحوار الدائم بين الزوجين، يشارك فيها أئمة وواعظات الأوقاف مع الاستعانة بخبراء علم الاجتماع وعلم النفس في كيفية نشر المودة بين الزوجين وطرق علاج الخرس والملل الزوجي.

4.ضرورة تناول «مجلة منبر الإسلام» التي تصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية موضوع خطورة الشائعات وعدم الانسياق وراء مروجيها، بمقالات لكبار العلماء والكتاب.

5.عقد ندوات عن حماية الأسرة وكيفية تعلم مهارات مواجهة الضغوط والأعباء والمشكلات الأسرية، بمشاركة الأئمة والواعظات وتخصيص درس أسبوعي ضمن دروس المساجد للحديث عن هذا الموضوع.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: نحمل رسالة سامية لمكافحة التطرف والإرهاب
  • الأوقاف تعلن توفير 25 مليون جنيه قروضًا حسنة دون فوائد أو مصروفات إدارية
  • وزيرا الأوقاف والعمل يبحثان سبل التعاون في جميع المجالات المُشتركة
  • «الأوقاف»: ضخ 25 مليون جنيه قروضًا حسنة بدون فوائد أو مصروفات إدارية
  • الأوقاف: ضخ ٢٥ مليون جنيه قروضًا حسنة بدون فوائد أو مصروفات إدارية
  • «الأوقاف» تعلن ضخ 25 مليون جنيه قروضًا حسنة.. اعرف الفئات المستحقة
  • «الأوقاف».. عناية بالعمل الدعوي وخدمة المجتمع (ملف خاص)
  • التضامن: 35 مليون مواطن استفادوا من مبادرة "حياة كريمة"
  • التفكك الأسرى يدمر المجتمع.. «الأوقاف» تصدر العدد الأول من مجلة وقاية
  • السودان واستغلال الفرص