ظاهرة غريبة تزداد فى شوارع الجيزة يومًا بعد يوم، وهى قيام بعض الأشخاص بتحصيل مبالغ من سائقى الميكروباصات فى الذهاب والإياب دون إيصال.
وأضرب مثلًا بشارع السودان فى المسافة من إمبابة وحتى ميدان الجيزة، المشهد بات وكأن بلطجية ينتشرون على طول الطريق لتحصيل الإتاوة من نقطة إمبابة ثم المحكمة ثم أسفل كوبرى عرابى ثم عند سلم المطار ثم أرض اللواء ثم الكوبرى الخشب، ويدفع السائقون على مضض وهم يتمتمون بالشتائم ومصطلحات السخط من هؤلاء البلطجية وهذا الوضع المزرى.
الغريب أنك كلما سألت سائقًا عن هوية هؤلاء يقول «والله ما أعرف هما زادوا كده ليه المفروض أنهم تبع السرفيس أو الكارتة وكنا بندفع مرتين بس طول الطريق وفجأة زادوا وتلاقى ٢ أو ٣ واقفين مع بعض قدام العربية ويخبط على الزجاج مشيرًا بالدفع وطبعًا نضطر للدفع أحسن من تكسير العربية».
هالنى ما سمعت وقررت أن أركب ميكروباص على طول من الكوبرى الخشب لإمبابة والعكس واكتشفت حقيقة وقوف هؤلاء البلطجية على طول الطريق يجمعون مبالغ دون إيصالات وبالطبع تدخل هذه المبالغ جيوبهم دون حسيب أو رقيب.
بعض الأشخاص برّروا ذلك بأن السيارات التى تدفع هذه المبالغ غير مرخصة ولوحاتها مزيفة، وبالتالى هم مجبرون على الدفع، وآخرون قالوا إن هؤلاء البلطجية يجمعون مبالغ لحساب أشخاص ذوى حيثية ويتقاسمونها كل يوم.
بالطبع هراء كل ما يتردد، فهناك دولة وأؤكد أنها قوية ويد الأمن فيها تعلو على أى يد سواء حيثية أو بلطجة وهذا لا خلاف فيه.
ولكن المشهد الذى رأيته يحتاج لتفسير من هؤلاء الذين يفرضون الإتاوات على السائقين، وإذا كانوا تبع سرفيس الجيزة فلماذا لا يكون معهم إيصالات لتدخل هذه المبالغ خزينة الدولة وتتم محاسبتهم بالقرش رغم أن سرفيس الجيزة يحتاج لغربلة وإعادة صياغة؟ وإذا كانوا بلطجية يفرضون إتاوات فكيف تسمح الدولة بتركهم هكذا فى وضح النهار يفرضون الإتاوات وكأننا عدنا إلى عصر الحرافيش؟ وإذا كانت السيارات التى تسير بدون تراخيص ولوحاتها مزيفة فكيف سمحت شرطة المرور بهذه المهزلة وفى قلب منطقة راقية كالمهندسين وشارع شهير كشارع السودان؟
مطلوب كشف غموض هذا المشهد الغريب للرأى العام، مطلوب أن نعرف من هؤلاء؟ وما هذه المبالغ التى يتم تحصيلها ولصالح من؟ وأنا على يقين تام أن الأمن المصرى قادر على الكشف والسيطرة والقضاء على أى ظاهرة سلبية فى الشارع.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد إدريس هوامش ظاهرة غريبة شوارع الجيزة الذهاب والإياب شارع السودان أرض اللواء هذه المبالغ
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: " مطبلاتية " حول المسئول !!
أخطر مافى الحياة السياسية المصرية، والتنفيذية هو وجود بعض ( المطبلاتية ) ممن يصدقون المسئول، ولايصدقوه القول، والمشورة، وترى من هؤلاء كثيرين، تظهر وجوهم ( بجلد سميك وعيون وقحة )، وإختلاء الضمير من النور والهداية، ونجد، ( بالتعود ) أو(بالعادة) إمتثل المسئول لمجموعة المستشارين الذين ورثهم من المسئول السابق أو إستجلبهم معه، لزيادة ( الطبل ) وزيادة التصديق على ما يصدره المسئول من قرارات، فكل مايصدر عن المسئول (جميل ولطيف ومفيش أحسن من كده )، وهذا لاينطبق فقط على المسئول السياسى أو التنفيذى، بل وصل إلى حتى المدير لعمل، أو رئيس العمال، أو حتى صاحب المحل !!
المنافقون كثيرون فى المجتمع، لكن الأخطر هم من فى مستوى المسئولية والمؤثرين بشكل أو بأخر على مصالح الناس أو مستقبلهم، أو أكل عيشهم ، أو ترقياتهم أو حتى فى توفير كلمة طيبة للإستمرار فى العطاء !!
( والمطبلاتية ) عادة قديمة فى الأدب الشعبى المصرى، فهناك قصص أو أساطير تروى عن جحا وعن(المسلكاتية ) نسبة إلى ( السلكاوية )، سواء كان فى بلاط القصور أو بلاط الصحافة أو بلاط أى منزل فيه هذا النوع من الخدم، والجوارى !!
وإذا كان هذا فى الحواديت والأساطير، فنحن نصطدم يومياَ بمثل هؤلاء المطبلاتية حول وزير، أو مدير، نراهم يدافعون عن رؤية دون حرج أو دون أية فرضية أو حتى دون وازع من ضمير أو حتى دون أن يعلموا إن جاز هذا بين العامة فلا يجوز بين العلماء، وخاصة فى مجال العلم والسياسة والأقتصاد.
وراعنى هذا فى اجتماع هام وعلى مستوى محترم، وفى وجود وزير من وزرائنا المحظوطين، حيث لا أهتمام لديه بمشاكل المحروسة، وقد ورث جبل من الأهمال، جبل من الفساد،جبل من اللامعقول فى كل مرافق وزارته،وبمناقشته حول كيفية الخروج من هذا المأزق الوطنى، جاء يسأل، ومن يسألهم لديهم رؤى، ولديهم خبرة ولديهم من الغيرة الوطنية مايحسدهم عليه أخرون وهذا ماتم، وإذا "بالمطبلاتية" المصاحبين له يستثاروا من التعليقات ومن المداخلات، وللأسف الشديد أن هؤلاء "المطبلاتية" تناوبوا على "التطبيل" مع الوزير الجديد واللى قبله واللى قبله واللى قبله، يعنى الخراب كان على عينيهم وربما على أياديهم وربما أيضاَ على مشورتهم الخائبة!!
والتى مازالت مستمرة مع الوزير المحظوظ، ذو المنديل بصدر جاكتته !!
إن التطبيل لاعلاقة له بالعمل الوطنى أو العام، يستحسن أن يكتفى به فى المنزل مع الزوجة، أو مع البواب، أو حتى فى دكان البقالة التى يشترون منها حاجياتهم على النوتة!!
[email protected]