كاتب إسرائيلي: أهذا هو النصر الكامل لنتنياهو؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
"حكومة بلا بوصلة وبلا ضمير"، بهذه العبارة استهل الكاتب إفرايم غانور مقاله في صحيفة معاريف، للتعليق على استمرار تسويق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمصطلح النصر الكامل، في ظل استمرار فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه بقطاع غزة، مع اقتراب الذكرى السنوية لمعركة طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال غانور "كلما اقتربنا من 7 أكتوبر، ذكرى السيوف الحديدية (معركة طوفان الأقصى)، كلما شعرنا بآلة السم بكامل قوتها، نحاول ونعمل على إلقاء اللوم على العالم بأسره، وكل شيء ممكن من أجل إبعاد أي ذرة من اللوم في فشلنا عن الحكومة وزعيمها".
انتصار وهميووصف غانور مصطلح النصر الكامل الذي يروجه نتنياهو بأنه "انتصار وهمي لن يأتي أبدا"، وقال "هذه هي الحقائق حول هذا النصر، بعد حوالي عام من الحرب، لا يزال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار يسكن بالتأكيد في مكان ما في مخبئه ويملي على إسرائيل شروطا.. مع 101 مختطف بين يديه، مستمتعا بمشاهدة دولة إسرائيل ممزقة بين أولئك الذين يقاتلون من أجل إطلاق سراح الرهائن في الصفقة، وأولئك الذين هم على استعداد للتضحية بهم على مذبح النصر المطلق".
وأضاف "سيظل قطاع غزة يشكّل "صداعنا" لسنوات عديدة، هذا الأسبوع فقط، تلقينا تأكيدا على ذلك من خلال صاروخين أطلقا على عسقلان".
ورفض الكاتب مساعي حكومة الاحتلال لفرض حكومة عسكرية في غزة، معتبرا أنه وهم، وقال "إنها مسألة وقت فقط قبل أن نشعر جيدا بذراع حرب العصابات التي ستشن ضد قواتنا في قطاع غزة، حرب ستكلفنا يوميا ثمنا مؤلما من الدم وتحول هذا الوهم إلى جرح مؤلم ونازف".
أزمة مجتمعوأضاف مسلطا الضوء على تداعيات استمرار الحرب على مواطني إسرائيل "إن الفرق بين شمال دولة "النصر الكامل" والجنوب، بعد نحو عام من الحرب، هو أن معظم السكان من الشمال تم تهجيرهم، تاركين وراءهم منازل مدمرة وحقولا ومصانع محترقة، وموعد عودتهم غير واضح، مقارنة بسكان الجنوب الذين تركوا وراءهم غبارا تظلله النار، ولن تمحى كارثتهم أبدا بالنصر المزعوم".
وتساءل "ما هو النصر المطلق بالضبط؟ هل هو على حماس؟ أم على حزب الله في الشمال؟ أم يتعلق بالهجمات المستعرة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)؟ أم ربما على الحوثيين في اليمن؟ أو ربما أخيرا في النصر على إيران؟".
وقال "فقط مثل هذه الحكومة الوهمية يمكنها أن تتحدث عن النصر الكامل عندما تورطنا في مثل هذا الواقع المرير، دون تقديم رد مناسب في أي ساحة، وتقود البلاد إلى خطوة كارثية".
تمسك بالسلطةوتطرق غانور إلى المساعي لتشكيل لجنة تحقيق حكومية لعوامل الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر، ولكنه دعا لإنشاء لجنة تحقيق لفحص سلوك وعمل هذه الحكومة الوهمية منذ ذلك الحين.
وأضاف "ليس من قبيل المصادفة أن الصحافة الأجنبية تنشر هذه الأيام وثائق استخباراتية، بهدف تبرير مواقف نتنياهو وتحركاته، وأنه ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن يتم الكشف عن هذه المهزلة وأصولها للجمهور.
وقال متهكما "يقف على رأس معسكر النصر الكامل الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذان يرفعان أعلام هذا النصر الوهمي تماما كما يقودان نتنياهو والبلاد إلى الهاوية".
وختم قائلا "كل هذا حدث لأن عائلة نتنياهو لم توافق على التخلي عن السلطة والملكية وكانت على استعداد للتضحية بالشعب والدولة من أجل استمرار بقائها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات النصر الکامل
إقرأ أيضاً:
جرائم الاحتلال تتوالى.. عدوان إسرائيلي جديد على نازحين عزل بمدرسة في غزة
فلسطين " وكالات": أكد الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم الخميس استشهاد 12 شخصا في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقال الدفاع المدني في بيان مقتضب "12 شهيدا وعدد كبير من الإصابات جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية (ج) والتي تؤوي نازحين في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة".
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بـ"استشهاد 27 شخصا على الأقل في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم ".
وأشار إلى أن "الطواقم الطبية ما زالت تقوم بإجلاء شهداء وجرحى".
وفي السياق ذاته، استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون، صباح اليوم الخميس، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وشرق مدينة رفح، وسط وجنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن مصادر طبية قولها إن "ثلاثة مواطنين استشهدوا وآخرين أصيبوا في قصف الاحتلال منطقة النويري غرب مخيم النصيرات".
وأضافت المصادر أن "خمسة شهداء ارتقوا في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال منطقة تبة زارع شرق مدينة رفح".
ووفق الوكالة، "يواصل الاحتلال عمليات النسف والتفجير والقصف المدفعي المكثف في المناطق الشمالية من قطاع غزة".
الأسبوع الماضي، أكد الدفاع المدني استشهاد تسعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية طالت مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في شمالي القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه يتحقق من الحادثة.
وذكرت السلطات الصحية في قطاع غزة بإن ما يربو على 43469 فلسطينيا لاقوا حتفهم منذ اندلاع حرب غزة.
وشهدت الأشهر الأخيرة استهداف القوات الإسرائيلية للعديد من المدارس في قطاع غزة بعدما تحولت إلى مراكز نزوح، لكن الجيش يؤكد دائما أنه يستهدف مقاتلي حماس وهو ما تنفيه الحركة.
في الشأن الدولي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو اليوم الخميس إنه يرى "أفقا" لوقف الحربَين في قطاع غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئيسية الأميركية.
وقال بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس "أعتقد أن هناك آفاقا مفتوحة لوضع حد للمأساة التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من أكتوبر".
وأشار الوزير إلى "النجاحات التكتيكية التي حققتها إسرائيل" بما في ذلك اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، متحدثا عن انتخاب "رئيس أمريكي جديد" لديه "الإرادة" لوضع حد للحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط.
وعبّر بارو عن أمله بوجود "حل دبلوماسي... في الأسابيع المقبلة".
وأضاف "القوة وحدها لن تكون كافية لضمان أمن إسرائيل" مشيرا إلى ان "النجاح العسكري لا يمكن أن يكون بديلا عن الرؤية السياسية".
وبحسب الوزير الفرنسي "حان الوقت للمضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق يسمح بتحرير جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة والاستعداد لليوم التالي" لانتهاء الحرب.
وفي الوقت الذي تكثفت فيه القوات الإسرائيلية عمليات القصف في غزة وأصدرت اليوم مزيدا من أوامر الإخلاء مما أدى إلى موجة نزوح جديدة من شمال القطاع حيث يخشى الفلسطينيون من ألا يُسمح لهم بالعودة مجددا.
ومع تقدم الدبابات الإسرائيلية في بيت لاهيا بعد شهر من بدء هجوم جديد على شمال القطاع، تدفقت عشرات الأسر إلى مدارس وغيرها من ملاجئ إيواء النازحين في مدينة غزة وبحوزتهم ما استطاعوا حمله من متاع وطعام.
وذكر أحد النازحين أن طائرات مسيرة حلقت لإذاعة أوامر الإخلاء التي تنشرها إسرائيل أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل صوتية ونصية على هواتف السكان.
وقال أحمد، الذي لم يذكر سوى اسمه الأول فقط خوفا من العواقب، لرويترز عبر تطبيق للتراسل "بعدما هجّروا كل أو معظم الناس من مخيم جباليا، هلقيت (حاليا) بيقصفوا في كل مكان وبيقتلوا الناس في الشوارع وفي بيوتهم حتى يجبروهم يطلعوا من هناك بالقوة".
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تنفذ خطة "تطهير عرقي". وذكر هؤلاء المسؤولون وسكان أن جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون لم تدخلها أي مساعدات منذ بدء الغارة في الخامس من أكتوبر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اضطر إلى إخلاء جباليا والبدء في إخلاء بيت لاهيا المجاورة أمس حتى يتمكن من مواجهة مسلحي حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الذين قال إنهم أعادوا تنظيم صفوفهم هناك.
ونفى الجيش تقارير صحفية أفادت بأنه لن يُسمح لمن تم إجلاؤهم بالعودة إلى شمال غزة، قائلا إنه ما زال يسمح بدخول المساعدات إلى شمال غزة ومنطقة جباليا حيث ذكر أنه يخوض "قتالا عنيفا".
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان "البيان المنسوب إلى جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، والذي زعم أنه لن يُسمح لسكان شمال غزة بالعودة إلى منازلهم، غير صحيح ".
وقال مسعفون فلسطينيون إن نيرانا إسرائيلية أودت بحياة ستة أشخاص في مخيم جباليا، وأربعة في بيت لاهيا، وسبعة في رفح جنوبي غزة بالقرب من الحدود مع مصر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في جباليا قتلت نحو 50 مسلحا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وسهّلت خروج الفلسطينيين من مناطق القتال عبر طرق منظمة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع حيث نزح داخليا معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
قال أحمد "مع رجعة ترامب، هلقيت (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو راح يصير متوحش أكتر من الأول"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الفائز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والذي يعتبر نفسه حليفا موثوقا لإسرائيل.
وذكر مسعفون أن القوات الإسرائيلية قتلت رجلا في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة بإطلاق النار عليه خلال مداهمة، وأضافوا أن طائرة مسيرة إسرائيلية أصابت خمسة أشخاص آخرين بينهم أم وابنها الذي يعاني من متلازمة داون.
وتتصاعد أعمال العنف في أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
إذ استشهد مئات الفلسطينيين من بينهم مسلحون وشباب يرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة بالإضافة إلى مارة عابرين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. كما قُتل عشرات الإسرائيليين في هجمات فلسطينية بالشوارع على مدار العام الماضي.
وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية، التي لا تفرق بين المدنيين والمسلحين في إحصاءاتها، عدد الشهداء بنحو 775 شخصا،بينهم 167 طفلا.