الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل حول حكم شراء حلوى المولد النبوي
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
حكم شراء حلوى المولد النبوي.. جدل يتجدد كل عام بمجرد حلول المولد النبوي الشريف، حول حكم الشروع في شراء حلوى المولد النبوي وإهدائها للأهل والأصدقاء، خاصة مع إصرار الكثير من المنتمين إلى التيار السلفي على حرمة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وكذلك حرمة شراء حلوى المولد النبوي.
حكم شراء حلوى المولد النبويوفي هذا السياق، حسم الأزهر الشريف ممثلًا في مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ودار الإفتاء المصرية، الجدل الدائر حول حكم شراء حلوى المولد النبوي الشريف.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة مولد سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الإثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه».
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في فتوى نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه إذا ثبت ذلك، وعُلِم، فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَ يومُ مولدِ سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من غير أن يُظهر المرء البهجة والسرور والفرح به صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا.
حلوى المولدوأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن الناس قد تعارفوا واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِ سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟!
وتابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: من يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقًا؟ والله تعالى يقول: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ.. .» (الأعراف: 32)، وما وجه الإنكار على إعلان يوم مولد سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التى حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ صلى الله عليه وآله وشدد عليه؟
واختتم مركز الأزهر، فتواه بالتأكيد: «لا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور.
حلوى المولد النبويفتوى دار الإفتاء حول حكم شراء حلوى المولد النبوي
ومن جانبها حسمت دار الإفتاء، الجدل حول حكم شراء حلوى المولد النبوي في الفتوى رقم 3660، والتي قال فيها فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق: إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والفرح به من أفضل الأعمال وأعظم القربات.
وأوضح فضيلة الدكتور شوقي علام، أنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف، فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة. كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لقول سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في الموطأ.
وأكد مفتي الجمهورية السابق، أنه لم يَقُمْ دليلٌ على منع من القيام بهذا العمل (شراء حلوى المولد النبوي) أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى، كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا، لأنَّ «للوسائل أحكام المقاصد».
الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية حكم شراء الحلوى والتهادي بهاوأشار فضيلة الدكتور شوقي علام، إلى أنه بناءً على ذلك: فشراءُ الحلوى، والتهادي بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم، فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أَوْلَى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال، كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.
واختتم مفتي الجمهورية السابق: وأما الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء: تهادي حلوى المولد النبوي الشريف بين الناس «أمر مستحب»
أسعار حلوى المولد النبوي الشريف 2024.. الفستقية بـ 1200 جنيها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر المولد النبوي دار الإفتاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية حلوى المولد النبوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي حكم شراء حلوى المولد النبوي ودار الإفتاء المصرية مرکز الأزهر العالمی للفتوى الإلکترونیة سیدنا النبی صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی الشریف الدکتور شوقی علام مفتی الجمهوریة الله تعالى
إقرأ أيضاً:
داعية إسلامي: الصلاة على سيدنا النبي سر فلاح المسلم وطريق النجاه والأمان
النبي صلى الله عليه وسلم.. قال الداعية الإسلامي الشيخ أحمد الطلحي، إن الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي سر فلاح العبد المسلم، كما أنها الطريق إلى الراحة والطمأنينة، مؤكدًا على أن الصلاة على النبي هي مفتاح للفرج، وسبب بعد الهموم والمشاكل، النجاه من كل شر.
و أضاف الشيخ أحمد الطلحي، خلال فتواه، قائلًا: "الله سبحانه وتعالى يختص عباده بفضله ويمنحهم من يده الكريمة ما يشاء، فمن لم يجد شيخًا يربي روحه، فإنه يجد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرشداً وعونًا، لأن الصلاة عليه هي التي تفتح الأبواب وتمنح الطمأنينة للقلوب".
ما ورد في القرآن في فضل الصلاة على النبي عليه السلاموورد في الكتاب الكريم في فضل الصلاة على رسولنا الكريم العديد من الآيات؛ منها
قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
ما ورد في السنة في فضل الصلاة على النبي عليه السلام
وفي السنة فقد تواترت الأحاديث النبوية التي تبيّن فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ فعن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ربع الليل -وفي رواية: ثلثا الليل- قام فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله، اذْكُرُوا الله، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ»، قلت: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ»، قلت فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمُّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ» أخرجه الترمذيُّ في "سننه" وحسَّنه، والحاكمُ في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحه، والبيهقي في "شُعب الإيمان"، وفي رواية للإمام أحمد في "المُسند" قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم في "صحيحه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود في "السنن".