مسيرة مسرحية حافلة بالعطاء
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
حين عادت فرقة صلالة الأهلية للفنون المسرحية من «أبوظبي» بعد مشاركة متميزة في مهرجان المسرح الخليجي الثامن سبتمبر عام 2003م، كنت في انتظار وصول الفرقة بمطار مسقط، وكانت محملة بالجوائز، فقد نال عرضها «حمران العيون» جائزة أفضل عرض مسرحي، إلى جانب جوائز فردية أخرى، هي جائزة أفضل إخراج وأفضل دور أول لعبدالله مرعي، كما فاز مؤيد اليافعي بجائزة أفضل دور ثان، وكذلك الفنانة نهاد الحديدية، وتم تقديمه في افتتاح أيام الشارقة المسرحية 2004، فنقلت الوكالات الخبر، فخرجت الصحف في اليوم التالية بعناوين لافتة من بينها العنوان الذي تصدر الصفحات الفنية في جريدة (الدستور) الأردنية يوم 30 سبتمبر 2003م «سلطنة عمان تستأثر بجوائز مهرجان المسرح الخليجي الثامن»، ولم تكتف الفرقة بهذا النجاح المدوّي، فحين شاركت في مهرجان المسرح العماني بدورته الأولى عام 2004م، قدّمت عرضًا جديدًا هو «أبو سلامة» وكان من تأليف وإخراج عماد الشنفري أيضًا وفاز بالمركز الثاني كأفضل عرض متكامل، فيما فاز عبدالله مرعي بجائزة أفضل ممثل عبد الله مرعي عن دوره في عرض «أبو سلامة» مناصفة مع بدر الحمداني عن دوره في «رحلة الألف ميل»، وتواصلت نجاحات الفرقة ففي الدورة الثانية من المهرجان التي انطلقت مساء يوم الاثنين الموافق 27 من مارس 2006م ميزة، التي جاءت ضمن فعاليات مسقط عاصمة للثقافة العربية 2006م شاركت الفرقة بعرض مسرحية (المزار) لعماد الشنفري، مؤلفًا ومخرجًا، وفازت بجائزة أفضل عرض، وفاز عبد الله مرعي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في المزار، وعماد الشنفري بجائزة أفضل نص مناصفة مع الكاتب بدر الحمداني، وفازت مسرحيته (الفوز 58) بعدة جوائز.
وكان يقف خلف هذه الجوائز الكاتب والمخرج عماد الشنفري رئيس الفرقة، التي تأسست رسميًا سنة 1998م، وتوّج هذه الجوائز بفوز مسرحيته (سمهري) بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثالثة والمخصصة للعمانيين، فنال وسام الاستحقاق بجائزة السلطان قابوس كأول مسرحي يمنح هذا الوسام، يصفه الدكتور سعيد السيابي بأنه «مسيرة فنية ومسرحية حافلة بالعطاء، فالكاتب عماد الشنفري يعدّ مجددًا فكريًا وباحثًا مسرحيًا وتاريخيًا، إذ ينقب في المختلف ليكشف عن جوهره، ويصطاد من اللؤلؤ الثقافي المكنون ليقدم من جغرافيته أعمال مسرحية مشرقة على خشبات المسرح العماني، فنجد لعماد منذ قيام مهرجان المسرح العماني في عام 2004 بطاقة محجوز لنصوصه وعروضه التي تقدمها فرقة صلالة المسرحية الأهلية على الرغم من التنافس الكبير في نصوص وعروض هذا المهرجان وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمكن عماد الشنفري وشغفه الكبير في تقديم أفكار تليق بالمتفرج العماني ومنها ينطلق».
وسر نجاحه هو أنه يستقي أعماله من البيئة، والبيئة العمانية غنيّة بالموروثات والمفردات، والحكايات والفنون الشعبية، وكذلك التصاقه بالتصاقه بالتاريخ العماني، وفي نصّه (الندبة) الفائز بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2017م الذي شاركت به الفرقة في مهرجان المسرح العماني السابع 2017م، وكانت من إخراج: خالد بن عمر الشنفري، يستثمر هذا الفنّ الشعبي (الندبة) الذي يحضر قديمًا عند الحرب والنّصر على الأعداء وفي الأفراح والمناسبات، وقد تمّ توظيفه بإسقاط على فترة زمنية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر أثناء الاحتلال البرتغاليّ للمنطقة، ومقاومة العمانيين للاحتلال، أسفرت عن طرده، ومسرحيته (الفوز 58) مستلة من حادثة واقعية لسفينة عمانية غرقت في البحر وكان على ظهرها 200 مسافر، وهي الواقعة التي تناولها في مسلسل عنوانه (الغريقة) 2009م، وأخرجه عبدالله حيدر، وكان من بطولة وإشراف الراحل سالم بهوان، وفي نصه (سمهري) نجد الملك لم يترك وريث لعرشه غير ابنته الشابة (نانا) التي تقع في حب الشاب البسيط (سمهري) ومن خلال هذه الثيمة يتحدث عن حضارة سمهرم القديمة التي أوصلت الحضارة العمانية إلى مختلف أرجاء المعمورة من الفراعنة والسومريين والبابليين، ويناقش أسباب انهيارها وفي مقدمتها الفتن، ومن هنا تأتي الإسقاطات التاريخية، «لتحيلنا إلى ما يحدث اليوم في عموم العالم الإسلامي عندما تنتشر الحروب والصراعات والفتنة التي تقود العالم العربي إلى حالة من الانهيار والتخلف»، كما يقول الشنفري الذي كانت بداياته مع المسرح المدرسي ونادي النصر وفرقة مسرح الشباب في محافظة ظفار، وشارك في العديد من الورش التدريبية. واليوم يأتي تكريم مهرجان المسرح الخليجي المقام في الرياض للفنان عماد الشنفري تتويجًا لهذه المسيرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المسرح العمانی مهرجان المسرح عماد الشنفری بجائزة أفضل
إقرأ أيضاً:
محمد الأنصاري: جئنا لنتحدث عن قضايا معينة في مهرجان المسرح العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشار المخرج الكويتي محمد الأنصاري مخرج مسرحية "غصة عبور"، خلال مؤتمر الصحفي المقام ضمن فعاليات المهرجان العربي للمسرح في دورته الـ 15 والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح ، تعد دافعا كبيرا للاستمرارية والابتكار، مع العمل الجاد على الاستفادة من القامات الثقافية العربية التي يجمعها الفكر الفني في إطار أعمال متعددة.
وعبر الأنصاري في المؤتمر الذي أداره الإعلامي المغربي أحمد طنيش عن سعادته الغامرة في ظل هذا التلاقي الفني العربي الذي عادة ما يؤسس لنسق فني تراكمي بناء خاصة في ظل وجوده الأول وفريقه في هذا المحفل، مقدما شكره للمجلس الوطني للثقافة والآداب بدولة الكويت على الدعم والمساندة.
وفي إطار وجوده في هذه الدورة، قال الأنصاري: "نحن هنا في الدورة الـ 15 جئنا لنقترب ونتحدث عن قضايا مجتمعية معينة، ونعد المتابع للمهرجان بأننا سنقدم عرضا يليق بالشأن الثقافي بدولة الكويت.
وفي سياق تجربته الفنية، أشار الأنصاري إلى بداياته كونه طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وما تلقاه من تعاليم في عدد من المؤسسات العلمية أهلته للحصول على عدة جوائز في مشواره منها جائزة أفضل عرض محلي في المهرجان المحلي الكويتي، وجائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان المسرح الخليجي 2014.
وحول العمل والتحضير لعرض مسرحية "غصة عبور"، قال الأنصاري: "كان لدى المؤلفة تغريد الداوود بعض المخاوف حول تقديم هذا العمل مرة أخرى في هذا التجمع الفني، خاصة في شأن الطريقة التي سيعرض بها، ولكني أخبرتها بأني سأقوم بتقديم النص بصورة إبداعية تليق بفكرته وسنشعر بالرضا عن هذا التقديم. لقد اخترت هذا النص من بين نصين آخرين لم يقدما بعد".
وتحدثت المؤلفة تغريد الداوود عن هذا الحضور الفني، والتي وصفته بالأكثر من رائع في مسقط بين الكوكبة الفنية العربية وقالت: "نحن في خضم أعمال مهرجان المسرح العربي هنا نمثل دولة الكويت لتقديم هذا العرض مرة أخرى، ولكل مخرج رؤيته الخاصة في المسرح. وأشير إلى أن نص (غصة عبور) فاز بعدة مسابقات سابقة، وأن محمد الأنصاري لم يكن المخرج الأول لهذا النص وإنما هو الثالث.
وتابعت:" ولا نخفي قولا أن هناك تحديا لإخراج هذا النص بطريقة أخرى، وكنت أخشى عدم توافق فكري بيني وبين المخرج، ربما يسبب صغر عمره، ولكن بعد ذلك شعرت منذ اللقاء الأول بأن هذا النص قد وضع بين أيد أمينة. فهنا أضع كل ثقتي في فريقي وأشكرهم على كل جهودهم في العمل على هذا النص".
وواصلت: "ولم تغفل الداوود وصف بداياتها في المسرح التي كانت منذ فترات طويلة، حيث إن المسرح الجامعي هو البوابة الرئيسة لهذا العالم المتراكم في فكره ووعيه الفني وقالت: "بداياتي بالمسرح كانت منذ الطفولة، ودخلت المسرح من بوابة المسرح الجامعي"، مشيرة إلى من وقفوا معها للأخذ بيدها في مرحلة التأسيس، وعلى الرغم من البدايات البسيطة والخجولة، إلا أن مشاركاتها وحصولها على جوائز متعددة أضاف لها الكثير لتعزيز وجودها".