لجريدة عمان:
2025-03-19@17:02:23 GMT

مسيرة مسرحية حافلة بالعطاء

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

حين عادت فرقة صلالة الأهلية للفنون المسرحية من «أبوظبي» بعد مشاركة متميزة في مهرجان المسرح الخليجي الثامن سبتمبر عام 2003م، كنت في انتظار وصول الفرقة بمطار مسقط، وكانت محملة بالجوائز، فقد نال عرضها «حمران العيون» جائزة أفضل عرض مسرحي، إلى جانب جوائز فردية أخرى، هي جائزة أفضل إخراج وأفضل دور أول لعبدالله مرعي، كما فاز مؤيد اليافعي بجائزة أفضل دور ثان، وكذلك الفنانة نهاد الحديدية، وتم تقديمه في افتتاح أيام الشارقة المسرحية 2004، فنقلت الوكالات الخبر، فخرجت الصحف في اليوم التالية بعناوين لافتة من بينها العنوان الذي تصدر الصفحات الفنية في جريدة (الدستور) الأردنية يوم 30 سبتمبر 2003م «سلطنة عمان تستأثر بجوائز مهرجان المسرح الخليجي الثامن»، ولم تكتف الفرقة بهذا النجاح المدوّي، فحين شاركت في مهرجان المسرح العماني بدورته الأولى عام 2004م، قدّمت عرضًا جديدًا هو «أبو سلامة» وكان من تأليف وإخراج عماد الشنفري أيضًا وفاز بالمركز الثاني كأفضل عرض متكامل، فيما فاز عبدالله مرعي بجائزة أفضل ممثل عبد الله مرعي عن دوره في عرض «أبو سلامة» مناصفة مع بدر الحمداني عن دوره في «رحلة الألف ميل»، وتواصلت نجاحات الفرقة ففي الدورة الثانية من المهرجان التي انطلقت مساء يوم الاثنين الموافق 27 من مارس 2006م ميزة، التي جاءت ضمن فعاليات مسقط عاصمة للثقافة العربية 2006م شاركت الفرقة بعرض مسرحية (المزار) لعماد الشنفري، مؤلفًا ومخرجًا، وفازت بجائزة أفضل عرض، وفاز عبد الله مرعي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في المزار، وعماد الشنفري بجائزة أفضل نص مناصفة مع الكاتب بدر الحمداني، وفازت مسرحيته (الفوز 58) بعدة جوائز.

وكان يقف خلف هذه الجوائز الكاتب والمخرج عماد الشنفري رئيس الفرقة، التي تأسست رسميًا سنة 1998م، وتوّج هذه الجوائز بفوز مسرحيته (سمهري) بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثالثة والمخصصة للعمانيين، فنال وسام الاستحقاق بجائزة السلطان قابوس كأول مسرحي يمنح هذا الوسام، يصفه الدكتور سعيد السيابي بأنه «مسيرة فنية ومسرحية حافلة بالعطاء، فالكاتب عماد الشنفري يعدّ مجددًا فكريًا وباحثًا مسرحيًا وتاريخيًا، إذ ينقب في المختلف ليكشف عن جوهره، ويصطاد من اللؤلؤ الثقافي المكنون ليقدم من جغرافيته أعمال مسرحية مشرقة على خشبات المسرح العماني، فنجد لعماد منذ قيام مهرجان المسرح العماني في عام 2004 بطاقة محجوز لنصوصه وعروضه التي تقدمها فرقة صلالة المسرحية الأهلية على الرغم من التنافس الكبير في نصوص وعروض هذا المهرجان وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمكن عماد الشنفري وشغفه الكبير في تقديم أفكار تليق بالمتفرج العماني ومنها ينطلق».

وسر نجاحه هو أنه يستقي أعماله من البيئة، والبيئة العمانية غنيّة بالموروثات والمفردات، والحكايات والفنون الشعبية، وكذلك التصاقه بالتصاقه بالتاريخ العماني، وفي نصّه (الندبة) الفائز بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2017م الذي شاركت به الفرقة في مهرجان المسرح العماني السابع 2017م، وكانت من إخراج: خالد بن عمر الشنفري، يستثمر هذا الفنّ الشعبي (الندبة) الذي يحضر قديمًا عند الحرب والنّصر على الأعداء وفي الأفراح والمناسبات، وقد تمّ توظيفه بإسقاط على فترة زمنية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر أثناء الاحتلال البرتغاليّ للمنطقة، ومقاومة العمانيين للاحتلال، أسفرت عن طرده، ومسرحيته (الفوز 58) مستلة من حادثة واقعية لسفينة عمانية غرقت في البحر وكان على ظهرها 200 مسافر، وهي الواقعة التي تناولها في مسلسل عنوانه (الغريقة) 2009م، وأخرجه عبدالله حيدر، وكان من بطولة وإشراف الراحل سالم بهوان، وفي نصه (سمهري) نجد الملك لم يترك وريث لعرشه غير ابنته الشابة (نانا) التي تقع في حب الشاب البسيط (سمهري) ومن خلال هذه الثيمة يتحدث عن حضارة سمهرم القديمة التي أوصلت الحضارة العمانية إلى مختلف أرجاء المعمورة من الفراعنة والسومريين والبابليين، ويناقش أسباب انهيارها وفي مقدمتها الفتن، ومن هنا تأتي الإسقاطات التاريخية، «لتحيلنا إلى ما يحدث اليوم في عموم العالم الإسلامي عندما تنتشر الحروب والصراعات والفتنة التي تقود العالم العربي إلى حالة من الانهيار والتخلف»، كما يقول الشنفري الذي كانت بداياته مع المسرح المدرسي ونادي النصر وفرقة مسرح الشباب في محافظة ظفار، وشارك في العديد من الورش التدريبية. واليوم يأتي تكريم مهرجان المسرح الخليجي المقام في الرياض للفنان عماد الشنفري تتويجًا لهذه المسيرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسرح العمانی مهرجان المسرح عماد الشنفری بجائزة أفضل

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني

 

شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، صباح أمس الاثنين، افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” الذي يقام في المتحف الوطني العماني، ويستمر حتى شهر مايو من العام الجاري ليشكل منصة ثقافية تعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في مجال حفظ التراث ونشر الثقافة الإسلامية.
وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بكلمة لجمال الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني العماني رحب فيها بسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة والحضور في افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” والذي يأتي بهدف إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوّره، وهو ثمرة التعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح الموسوي أن الأقسام الثلاثة التي يشتمل عليها المعرض، وهي: قسم فنون الخط، وقسم العلوم والابتكارات، والقسم الثالث الموسوم بالتناغم والتنوع، تستعرض عددا من القطع التي تؤكد الثراء والتنوّع والعمق الحضاري للفنون الإسلامية على مرّ العصور، وهو الأمر الذي يعمل المتحف الوطني على إبرازه وتعريف الزائرين به، كما أن تنظيم هذا المعرض يأتي في سياق الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني.
كما ألقت عائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف كلمة أعربت خلالها عن سعادتها بافتتاح المعرض في صرح ثقافي عريق مما يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، في ظل دعم ورعاية القيادة الحكيمة للبلدين.
وأشارت ديماس إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى سلطنة عمان شكلت حافزا رئيساً لتنظيم هذا المعرض ترجمةً لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المتبلورة على مدار سنوات ممتدة في عمق التاريخ في كل المجالات.
وقالت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف : إن هذا المعرض لا يقتصر على كونه منصة لعرض مجموعة من القطع الفنية الإسلامية النادرة، بل هو نافذة تتيح لنا فرصة التأمل في الإرث التاريخي الغني الذي نتشاركه، ويعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ويسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة .
واختتمت ديماس كلمتها بتوجيه الشكر والعرفان إلى فريق عمل المتحف الوطني العماني وكافة القائمين عليه على تنظيم هذا الحدث الثقافي المتميز، الذي يتيح فرصة استكشاف وتذوق الجمال الخالد للحضارة الإسلامية.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بقص شريط افتتاح المعرض ليتجول بعدها بين منصاته مستمعاً لشرح مفصل حول المقتنيات وأبرز المشاهد والدلالات التاريخية والثقافية والفنية التي تقدمها للزائر، ويضم 82 قطعة فنية نادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل المعروضات المخطوطات الإسلامية، والمقتنيات المعدنية، والخزفيات، والمسكوكات التاريخية التي تعكس تطور وثراء الإرث الفني الذي تميزت به الحضارات الإسلامية المتعاقبة.
واطلع سموه على عدد من القطع المعروضة التي تعد ذات قيمة تاريخية وثقافية استثنائية، من بينها كأس فضي يحمل طغراء “التوقيع السلطاني” للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ونموذج كرسي عشاء سداسي الشكل صُنع للناصر محمد بن قلاوون، إلى جانب أول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي، وتُعرض مبخرة على شكل قطة يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي، وإبريق خزفي مذهّب يعود إلى القرن الثالث عشر، حيث تعكس هذه المقتنيات التنوع الفني الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور.
ويأتي المعرض تتويجا للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ويعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في تعزيز التعاون الثقافي وجعل الفنون جسراً للحوار والتواصل بين الشعوب، ويتيح الحدث للزوار فرصة استكشاف الجوانب الجمالية والفنية للحضارة الإسلامية العريقة، من خلال مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تروي قصصا تمتد عبر قرون من التاريخ الإسلامي.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الإنجازات الفنية للحضارة الإسلامية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية، والتعريف بتراث العالم الإسلامي الغني، بما يسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي.
حضر افتتاح المعرض بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من، معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني العماني، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى سلطنة عمان الشقيقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وجمال الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني العماني، وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.وام


مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني من الجيوش القليلة في عالم اليوم التي تضم أكفأ الجنرالات وأشجع الجنود
  • سلطان بن طحنون: يوم زايد للعمل الإنساني محطة مضيئة في مسيرة الإمارات الحافلة بالعطاء
  • عمر مرموش يفور بجائزة أفضل هدف فب الأسبوع 29 من الدورى الانجليزي
  • نضال بحران: سعيد العويران أول متوج بجائزة أفضل لاعب آسيوي.. فيديو
  • رحيل الممثلة البلجيكية إيميلي دوكين بعد صراع مع السرطان
  • ماذا وراء مسرحية إقتحام حامية جرانيت بجنوب السودان ؟..
  • المغربية أميمة سملالي تتوج بجائزة أفضل حكمة في بطولة العالم للملاكمة النسوية
  • مصعب الجوير يفوز بجائزة أفضل لاعب واعد في دوري روشن
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني
  • البنك الوطني العماني يطلق حملة "شهر العطاء" لدعم المجتمع