لجريدة عمان:
2025-01-23@15:29:11 GMT

هكذا نعود.. أدب وصور ونقوش طينية

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

هكذا نعود.. أدب وصور ونقوش طينية

يواصل الفنانون والكتّاب الفلسطينيون الدفاع عن وجودهم وحياتهم عن طريق إعادة سرد وإحياء الحياة الثقافية والشخصية الحضرية الفلسطينية. أمامنا كتاب استثنائي مقاتل، بشكله ومضمونه ومحتوياته، ممتع بأثره، ومبهج بألوانه، لم يسبق لكاتب فلسطيني أو فنان، إصدار كتاب يضم نصوصًا ونقوشًا طينيةً وصورًا فوتوغرافيةً، هي التجرية الأولى حسب علمي في الجمع بين هذه الوسائط، بهذا الاتقان.

تحديدًا في المدن الأربعة الفلسطينية: عكا وحيفا ويافا والقدس، عاشت قبل النكبة طبقة فلسطينية وسطى مثقفة ومنفتحة ومتواصلة مع العالم، ومحبة للحياة، وبرزت مؤسسات ومدارس وجمعيات وصحف، تهتم بالثقافة وتحتفل بالحياة، من هذه الأجواء والمناخات الحيوية ظهر شعراء ومثقفون وفنانون ومسرحيون أغنوا الحياة الثقافية، وساهموا في التأسيس لفكر نقدي جمالي حر وفنون حديثة، ألهمت بعدهم الأجيال. لعل سر نجاح الكتاب هو الربط الساحر والذكي والجمالي بين الوسائط الثلاث النقش والصورة والنص، النصوص خالية من السطحية والتقريرية ومكتوبة ببساطة مدروسة، وهي بلا مجازات ورموز، وتعقيدات لغوية، الكتاب لم يدع الأدبية والشعرية ليقارب بهما النقوش والصور، النصوص كانت كتابات توضيحية وربما رآها البعض تعليقات عادية، لكن السحر في المشهد السردي هو حجم المعلومات التاريخية المقدمة في النصوص، من أشخاص وأماكن، وأحداث، كل شخص يقود إلى قصة مختلفة وكل مكان يفضي إلى حكاية أخرى وهكذا.

الفنانة البصرية الفلسطينية فيرا تماري، وقّعت الأسبوع الماضي الكتاب في مكتبة بلدية رام الله، في احتفال حضره العشرات من الفنانين والمهتمين، الكتاب تتويج لمشروع فني طورته الفنانة البصرية تماري، بين عامي 1989 وعام 1996 حيث انتجت سلسلة من خمس عشرة لوحة بارزة من الطين بعنوان صور عائلية، وكانت الفنانة قد استوحت هذه اللوحات من صور عائلية لمجموعة والدها الفوتوغرافية التي جمعها والتقطها في فلسطين بين أوائل عشرينيات القرن العشرين والنكبة عام 1948، ويوثق هذا الكتاب من خلال النقوش الطينية والصور والنصوص، تفاصيل حياتية وقصصًا شخصية لعائلة فيرا تماري في يافا والقدس، لتلتقط في سردها تصورًا دقيقًا وحميمًا لحياة أفراد مجتمع الطبقة الوسطى الحضري، الفلسطيني الاجتماعية وأنشطتهم، وهم يعيشون، قبل هجرتهم القسرية وتشتتهم بشكل طبيعي وهم يمارسون الإيقاع اليومي للحياة.

الكتاب يعجّ بالصور، وأيّ صور! إنها صور البلاد والأماكن قبل اغتيالها من قبل العصابات الصهيونية الهمجية، يحوي الكتاب فصولًا بعناوين جذابة ومشوقة: تهجير قسري ونزوح أليم، والدي وأصدقاؤه وحياتهم الشبابية في يافا، نزهة في الخليل، على الشرفة، أحلام غير مكتملة، امرأة أمام الباب، من هو أرنست؟ عطلة اسثنائية، امرأتان من يافا ولعبة ورق الشدة الصينية. تقول الفنانة تماري: (مع نشر هذا الكتاب أكون قد حققت حلمًا راودني منذ زمن بعيد، والذي استلهمته من لوحات الحفر الفخاري، البارز، كنت أنجزتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين سنة وهو أن أطرح صورًا موجزةً للحياة الفلسطينية، قبل النكبة من خلال تقنيات الفن والتصوير والكتابة كنافذة نرى من خلالها، رواية متفردة وحميمة، من حياتنا كفلسطينيين.). وتكتب محررة الكتاب سهى شومان: نجحت فيرا في التعبير عن الروح الفلسطينية، من خلال الربط بين أعمالها الفنية، من الحفر الطيني البارز، والصور العائلية والنقوش الطينية، بينما يركز الكاتب رجا شحادة على سردية هذه الحكايات وأنها جواهر قصصية ممتلئة بالتفاصيل، أما ياسمين صبّاغ مؤلفة كتاب (حياة متخيلة ممكنة) فتحدثت عن طبقات المشاعر والإيماءات والتمثلات والمشاهد والأساليب المعمارية، في الكتاب وتقول أن قصة فيرا هي قصة كل الفلسطينيين، وأنها بذلك تمنح بيتًا دائمًا لحماية حياة مهددة بالزوال.

الفنانة فيرا تماري في سطور

فيرا تماري هي فنانة تشكيلية فلسطينية، وُلدت في القدس عام 1945. تخرجت من كلية بيروت للبنات عام 1966، ثم تخصصت في فن السيراميك بمعهد ستاتال سيراميكا في فلورنسا، إيطاليا، عام 1972. حصلت على درجة الماجستير في الفلسفة في الفنون والعمارة الإسلامية من جامعة أكسفورد عام 1984. تعمل تماري حاليًا أستاذة في جامعة بيرزيت، ولديها استوديو خاص في رام الله. كتبت العديد من المقالات المتخصصة في الخزف الإسلامي والحركة الفنية في الأراضي المحتلة، وأقامت عدة معارض فردية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية: غزة ستنهض من جديد

غزو "وكالات": أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن قطاع غزة سينهض من جديد ويعيد بناء ما دمره الاحتلال، كما أكدت أن الشعب الفلسطيني سيواصل الصمود حتى دحر الاحتلال وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس.

وتواصل فرق الدفاع المدني بغزة البحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن. كما ذكر الدفاع المدني أن عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم يَجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا، وذلك بعد 471 يوما من المجازر الإسرائيلية في القطاع، التي خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

من جانبها، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش جميع الأطراف إلى "الإيفاء بالتزاماتها لضمان إتمام العمليات المقبلة بشكل آمن".

وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، إن 630 شاحنة دخلت غزة في الساعات الأولى منذ بدء سريان الهدنة، 300 منها توجهت إلى شمال القطاع. وأعلنت قطر اليوم أنها بدأت بتوفير مليون لتر من الوقود يوميا إلى غزة لعشرة أيام.

وما زال وقف إطلاق النار صامدا في يومه الثاني، بعد إفراج إسرائيل عن 90 أسيرا فلسطينيا من سجونها إثر إفراج حركة حماس عن ثلاث مجتجزات إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة.

وعادت المحتجزات الثلاث اللواتي أطلق سراحهن الأحد إلى عائلاتهن ونقلن إلى المستشفى في وسط إسرائيل حيث أكد طبيب بأن وضعهن مستقر.

وبعد ساعات في الضفة الغربية المحتلة، غادر أسرى فلسطينيون سجن عوفر بعدما أطلقت سراحهم السلطات الإسرائيلية فيما احتفلت الحشود بوصولهم.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تحرك آلاف الفلسطينيين النازحين في أنحاء غزة للعودة إلى مناطقهم.

بدأ تطبيق الهدنة قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية، علما بأنه أشار إلى أن الفضل يعود إليه في وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد شهور من المفاوضات.

وإذا سارت الأمور وفقا للخطة، فسيستغرق تطبيق الهدنة أسابيع بل حتى أشهرا علما بأن جميع الأطراف المعنية لم تتفق إلى الآن سوى على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

ورغم المخاطر، تدفق مئات الفلسطينيين إلى جباليا المدمرة في شمال غزة والتي تعد من المناطق الأكثر تضررا جراء الحرب.

لم تنتظر رنا محسن (43 عاما) بدء التهدئة وتوجهت مع زوجها وأطفالهما الأربعة إلى منزلهم في مخيم جباليا. وتقول لفرانس برس "فرحتي لا توصف، نحن في منزلنا أخيرا. صحيح انه مجرد ركام لكنه منزلنا، نحن محظوظون لأن جزءا من السقف لا يزال صامدا".

ولعبت قطر والولايات المتحدة ومصر دور الوساطة للتوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة التي تستمر 42 يوما.

ويفترض بأن تفسح الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة في وقت يتم الإفراج عن مزيد من المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.

وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض أجزاء غزة مع بدء الأطراف المعنية التفاوض على بنود اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

ويفترض في المرحلة الأولى من الهدنة بأن يتم الإفراج عن 33 محتجز إسرائيلي مقابل 1900 فلسطيني.

وتمهد الهدنة إلى انتهاء الحرب لكن لم يتم بعد وضع اللمسات النهائية على المرحلة الثانية. وأفاد مسؤول رفيع من حماس فرانس برس بأن عملية التبادل الثانية ستتم السبت.

وشوهد آلاف الفلسطينيين الذين يحملون الخيام والملابس ومتعلقات أخرى يتجهون إلى مناطقهم الأحد بعدما دفعت الحرب معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون إلى النزوح.

وأكد برنامج الأغذية العالمي بأنه يتحرك لإيصال المواد الغذائية لأكبر عدد ممكن من أهالي غزة.

وقال نائب مديره التنفيذي كارل سكاو "نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن".

خلال الهدنة الوحيدة السابقة التي لم تدم أكثر من أسبوع في نوفمبر 2023، أطلقت الفصائل الفلسطينية محتجزين أيضا مقابل أسرى فلسطينيين.

وفي الضفة الغربية المحتلة، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قوله إن على إسرائيل أن تكون مستعدة لعمليات كبيرة في الضفة الغربية خلال الأيام القادمة.

في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات بالضفة منذ فجر اليوم، كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي برتبة رقيب أول وإصابة 3 جنود آخرين بجروح ما بين متوسطة وخطيرة، وذلك في تفجير عبوة ناسفة استهدف آلية للجيش الإسرائيلي الليلة فبل الماضية في بلدة طمون بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • ضبط 3 شركات بتهمة النصب على راغبي الحج والعمرة
  • "الصحة الفلسطينية": 38,495 يتيمًا في غزة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية
  • «بن حفير»: اتفاق وقف إطلاق النار إهانة وطنية لإسرائيل ويجب أن نعود للحرب فوراً
  • وزير الخارجية يوقع على مذكرة تفاهم للتعاون مع صربيا في مجال الموارد المائية | فيديو وصور
  • في كمين مُحكم... توقيف لبنانيين كانا داخل بيك اب وصور تكشف ما ضُبِطَ معهما
  • شاهد | وضع السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جنين .. كاريكاتير
  • آفاق جديدة للطاقة المستدامة.. الرئيس السيسي يستعرض جهود مصر للتحول إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. فيديو وصور
  • السيسي يستعرض جهود مصر للتحول إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر (فيديو وصور)
  • المقاومة الفلسطينية: غزة ستنهض من جديد
  • ماذا فعل رؤساء أمريكا السابقين في حفل تنصيب ترامب؟ (فيديو وصور)