لجريدة عمان:
2024-09-17@16:22:35 GMT

الطلاب والعام الجديد

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

ها قد بدأ العام الدراسي الجديد لطلاب الجامعات والكليات، كما هو الحال لطلبة المدارس، يُقال دائمًا بأن الشباب هم عماد الأوطان، وأنهم السواعد التي تبني الغد الأفضل للأمة والمجتمع والدولة كذلك؛ ولكن هل نتعامل معهم باعتبارهم عماد الأوطان حقًا؟

إنَّ التطور الذي شهده ويشهده العالم له الدور المفصلي في سيرورة كل مجتمع وتعامله مع تلك التطورات بالسلب أو الإيجاب.

ففي حين كان الحصول على المعرفة شاقًا صعبًا، كانت المشقة محفوفة بخطر الموت، فالتنقل من بلدة إلى بلدة فيه من تعريض المرء حياته للفقد، أكان ذلك بسبب مخاطر الطريق، أم بسبب الأمراض من بلدة إلى أخرى، أو الحيوانات المفترسة. ولأن المعرفة لا تجود بحسنها إلا للطالبين لها ببذل أرواحهم وأموالهم، فإن مكافأتها لم تكن مقتصرة على طلبتها من الأفراد، بل تعدته للمجتمع والأمة بأسرها. وأينما أينعت ثمار العلم والمعرفة واعتنى بها أصحابها، كان لأولئك المعتنين بها الحظ الوافر في جني محاصيلها. ولذلك تبوأ الذين سابقوا في طلابها في بدايات النهضة -على سبيل المثال- المناصب العليا، والوظائف المرموقة. تطورت سبل الحصول على المعرفة وطلب العلم، وكانت المعركة محتدمة بين مناصري القديم، والموالين للتحديث، وكان الزمان الحكم الوحيد على خطأ وصواب كل فرقة من هاتين الفرقتين؛ ولكن الثمن كان عاليًا في كل مرة، فالثمن تطوّرٌ هائل، أو تخلّفٌ مستحكم.

قبل سنوات قليلة بعدد أصابع اليد، لم يكن هناك من يؤمن بإمكانية التعلم بشكل أيسر واكتساب المعرفة بطريقة أنجع من الطريقة المعتادة للمذاكرة بالورقة والقلم والكراس، ولكن الذين تقدموا اليوم على أقرانهم في نيل الدرجات العالية، هم الذين استعملوا الجديد المتطور من الإمكانات والأدوات، وكأنَّ المشهد يعيد نفسه في زمن آخر. للأسف الشديد لم نتعلم حين كنا على مقاعد الكيفية الصحيحة للمذاكرة والدراسة، كما لم نتعلم الكيفية التي تكون بها المعلومات التي درسناها راسخة في ذاكرتنا وتفيدنا في الحياة.

حققت الإنترنت نقلة نوعية في التطور البشري أجمع، كما سيفعل الذكاء الاصطناعي؛ ولكن كيف سنستخدم الأخير في الدراسة؟ هل سنعتمد عليه في حل واجباتنا وامتحاناتنا؟ أم في كتابة البحوث والتقارير أم ماذا؟ يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي -كما كل شيء آخر في الحياة- في الخير والشر على السواء، فكما يمكن استعمال السُّم في القتل، فكذلك يُستعمل في صنع الترياق! فالذكاء الاصطناعي شيء محايد نحن من يتحكم في الكيفية التي نستعمله بها. فبالذكاء الاصنطاعي يمكن عمل ملخصات تفصيلية مبسطة للفهم وقريبة من المستوى العمري والمعرفي للطالب، وبه يمكن استخراج الأسئلة المتوقعة من المنهج، كما يمكن استعماله في معرفة مواطن الضعف أو الخلل في الكتابة. كما تتوفر منصات تعليمية مجانية أخرى تقدم للطالب شروحات تفصيلية أكثر. وكما يُقال، فالخبرة هي مجموع الأخطاء المرتكبة على مدار السنين؛ لذلك أنصح إخواني الطلاب بأن يكتفوا باستعمال الذكاء الاصطناعي في المنهج المقدم لهم من الجامعة أو الكلية التي يدرسون فيها، وأن تكون المنصات الأخرى والشروحات الأخرى مجرد إضافة، لا الأساس في الدراسة.

لطالما تساءل كثير من الطلاب عن فائدة دراسة القوانين الفيزيائية والرياضية، بشكل ساخر أو ساخط أحيانا، في عالم يعتمد على التكنولوجيا في كل شيء تقريبا. وأعتقد أن من مهام المعلم أن يقرّب لتلاميذه معاني وفوائد المادة المستعملة في الدراسة وفوائدها في الحياة. كما أعتقد أن حرب الإبادة على غزة علّمتنا بالتطبيق العملي أهمية المعرفة التي يمتلكها المرء في عقله وذاكرته أكثر من تلك المرتبطة بتوفر شبكة الإنترنت وغيابها. ففي حرب الإبادة الحالية رأينا في المقاطع التي تنشرها المقاومة استعمال المقاومين قوانين المقذوفات من مادة الفيزياء في تحديد المواقع التي يضربون بها العدو. وفي المخيمات التي كانت ولا تزال تعاني العطش وفقدان المياه الصالحة للشرب، رأينا من يبتكر الطرق التي تصفّي المياه وتجعلها قابلة للشرب، حتى وإن كانت طرقا بدائية وبطيئة مقارنة بتطور التكنولوجيا. كما أن المعرفة العملية مكّنت المقاومة من إعادة استعمال الصواريخ والقنابل غير المنفجرة في الدفاع عن غزة أمام الاحتلال وحرب الإبادة، فضلا عن استعمال الغزاويين للطرق العلمية في إعادة الإعمار باستعمال الركام المتكدس والمدمر تمامًا.

أما عن عماد المستقبل، فإن الأمم تعتمد على العقول النابغة في بناء كيانها، وهجرة العقول أشد وأقسى من هجرة الأعمار. أي أن المهاجرين من ذوي المعارف والخبرات والتفوق العلمي، خسارتهم أشد من هجرات الشباب غير الماهر، وفي كُلٍّ خير وأهمية. وهذه رسالة حقيقية وصادقة بأن يتم حلُّ مشكلة الباحثين عن العمل؛ كي لا نفقد النوابغ لصالح دول أخرى تبحث عن الشباب النابغ الماهر المتحفز للعطاء، فهؤلاء هم من سيرفع عمان بنيان عمان، لأنهم أبناء الوطن وأحباؤه. ولنتعلم من أجدادنا الذين استعملوا العلم في الاستفادة من بيئتهم ، وإفادة مجتمعهم؛ فكانت النخلة مركزا لحياتهم، منها غذاؤهم، ومن كربها وسعفها نارهم وصلاؤهم، ومن ليفها نعلهم وحبالهم، ومن جذوعها سقف بيوتهم، ومن عذقها أداة تنظيف فنائهم ومنازلهم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المنطقة الأزهرية بالإسماعيلية تنتهي من الاستعداد للعام الدراسي الجديد

أعلن الشيخ ممدوح عبد الجواد، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسماعيليّة الأزهرية، انتهاء استعدادات المعاهد الأزهرية بالإدارات التعليمية المختلفة بالإسماعيلية لاستقبال العام الدراسي الجديد 24\25 .

وبحث عبد الجواد خلال اجتماعه اليوم الاثنين مع شيوخ معاهد إدارة الإسماعيليّة الأزهرية (ابتدائي، إعدادي، ثانوي) نموذجية وتجريبية الآليات الجديدة للتغلب على التحديات التي تواجه العملية التعليمية، خاصة فيما يتعلق بنقص المدرسين، والانتهاء من انتداباتهم الكلية والجزئية وتنفيذ جميع خطابات الندب المرسلة، وإعداد الجداول، وآليات استيعاب جميع الطلاب المتقدمين للمرحلة التمهيدية، وتقديم الدعم الكامل للمعلمين. 

كما تم مناقشة الأثاث المدرسي ومدى مناسبته لكل مرحلة عمرية، وتوفير كافة مقومات العملية التعليمية، وتوزيع المهام على جميع الوكلاء والمعلمين. وأكد فضيلته على أهمية المتابعة الجادة من قبل  الموجهين خلال هذه الفترة، وإعداد تقارير عن جاهزية المعاهد لاستقبال الطلاب بالشكل الذي يليق بمؤسسة الأزهر الشريف

حضر الاجتماع نجيب محمد، مدير إدارة الإسماعيليّة التعليمية، وعلي عطا الله، مدير التعليم التجريبي والنموذجي، والموجهين بالإدارة، وذلك في إطار استعدادات المنطقة ومعاهدها لاستقبال العام الدراسي الجديد 2024/2025.  

وكانت منطقة الإسماعيلية الأزهرية، اختتمت نهاية الأسبوع الماضي فعاليات الأنشطة الصيفية بالمعاهد الأزهرية باحتفالية أقيمت بمعهد السلام النموذجي بإدارة التل الكبير، بحضور الدكتور السيد البنان، مدير عام منطقة الإسماعيلية للمواد الثقافية ورعاية الطلاب.

وتم خلال الاحتفالية استعراض سبل الرعاية الرياضية والثقافية والاجتماعية لكافة الطلاب خلال برنامج الأنشطة الصيفية .

                   

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يكشف خطة التعامل مع مراكز الدروس الخصوصية في العام الجديد
  • وزير التعليم: تغييرات جوهرية في نظام الحضور والتقييم بالعام الدراسي الجديد
  • «الدبيبة» يهنئ الطلاب مع انطلاق العام الدراسي الجديد
  • تعليم أسوان تعلن جاهزية 1519مدرسة لإستقبال العام الدراسى الجديد
  • محافظ المنيا يتفقد مدرسة سمالوط الابتدائية استعدادًا للعام الدراسي الجديد
  • محافظ المنيا يستعرض جاهزية مدارس سمالوط لاستقبال العام الدراسي الجديد
  • المنطقة الأزهرية بالإسماعيلية تنتهي من الاستعداد للعام الدراسي الجديد
  • للمنافسة في الذكاء الاصطناعي.. سويسرا تكشف عن حاسوبها الجديد «إي آي بي إس»
  • اعرف مواعيد الإجازات.. الجدول الزمني للعام الدراسي الجديد 2024-2025
  • تسجيل الكشف الطبي بجامعة القاهرة للعام الدراسي الجديد غدا