حال المشجع العُماني!
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
عندما نتحدث عن أمل وعن أمنيات وعن مجموعة أحلام نرى أن هناك الكثير من المسببات التي يجب أن تحدث ليكتمل ذلك الحلم أو تلك الأمنية وعندما نتحدث عن جودة ما في اختيار اللاعبين الذين ينزلون إلى أرضية الملعب دون غيرهم نرى أن هناك تكتيك معين من قبل مدرب محترف، ولكن عندما نرى أن هناك ثغرة وهناك عين غير ثاقبة، وهناك سوء في الاختيار، وهناك سوء في التعامل، وهناك تمشية حال؛ هنا ندرك أن هناك نقاط فراغ كثيرة بحاجة إلى قلم حبر لتعبئتها بالكلمة الصحيحة والتي علينا نحن جميعا أن ندركها ونعلم عنها.
ليس كل من أراد الزج بنفسه في هذا المجال مرحب به؛ فهناك الكثير والكثير من الاشتراطات الفنية والرياضية يجب أن تُتبع، ويجب أن يعييها كل شخص مسؤول؛؛ فمستوى المنتخبات العُمانية في كل الميادين في هبوط، وفي كل الرياضات المتاحة وإن تساءلنا من المسؤول سندرك متأخرين أن الاتحادات المعنية أردات أن تمضي وفق سياسة "مشي حالك"، رغم أن هناك من لا يصلح للإدارة، وهناك فرق بين الشخص الصحيح في المكان الصحيح والشخص الخطأ في المكان الخطأ وهكذا.
اليوم عندما نعيب على مستوى اللاعبين ونحن نعلم تمامًا أنهم يمشون على خطة مرسومة لهم من قبل إدارة المنتخب من خلال المدرب والطاقم الفني والإداري، فإننا ندرك أن المنتخب لم يعد له جيد كباقي المنتخبات ولم يصنع له الجو المناسب حتى يعطي ولم يختير بعناية وإنما بعشوائية كبيرة جدا وهذا ليس بالأمر الهين ولكن كان يجب علينا من الرضا في وقت لم يكن فيه الرضا سهلا ولتستمر مسيرة العطاء وأن عارض الأشخاص فهناك الكثير من المسؤولين الذين لا يعون حجم الخطأ الذي يرتكب باختيارهم السريع وغير المدروس وغير الممنهج وغير المقبول لتمضي المسيرة.
المسيرة ستمضي في كل الظروف ولكن يجب أن يقودها ربان ناجح ليس عنده تحزبات يفهم خط النهاية جيدا ويدرس كل الأمور من مختلف الزوايا أم تلك العقود الكبيرة التي تضخ لأشخاص ليسو ذوي كفاءة وأثبتت كل المباريات ذلك فإن هناك الكثير من الأخطاء المرتكبة والتي يجب حلها وتفاديها سريعا ولا نقبل بالأعذار الوهمية بتاتا.
إن الوعي المدرك الذي يعيشه مشجعو المنتخب ومحبو الرياضة بشكل عام أصبح كبيرا وعاليا جدا ولا يخفى على الجميع أن الثقافة الرياضية أصبحت متاحة لمن يحب وأن الإنسان إذا أحب شيئا درسه جيدا وحفظ الدرس كثيرا، وأننا بتنا نؤمن أنه لا جديد سيكون، وأن السلم سيتطلب المزيد من العمل الجاد والعمل الشاق للوصول إليه والتفكير بشكل إيجابي واختيار العناصر الكُفؤة والعناصر المناسبة، وعدم الزج بأسماء ليس لها باع في الرياضة في مختلف المجالات الرياضية، وإننا عندما ندرك أن المنصب تكليف وليس تشريف، سنعلم تماما أننا مخطؤون، وأننا أردنا الشهرة على حساب أحلام جمهور كبير جدا، وتطلعات كبيرة ذهبت كلها أدراج الرياح، وخرج المشجع العُماني مكسورا حزينا.
لنعلم تماما أن الفرص التي تأتي لن تعود، وأن الإنسان الناجح إذا خسر لا يعوض وأن الشخص الصحيح في المكان الصحيح، وأن الاستعجال في اتخاذ القرارات هو من يجعل هذا الأمر غير مقبول.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
شعوب تستنهض دولا وحكومات تعول عليها الكثير
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
القارئ لتاريخ العالم والبشرية جمعاء ونشأته وبقائه ووجوده حتى اليوم، يرى أنه لم تكن هناك على الإطلاق مصالحة وقناعة ورضا تاماً بين البشر، وما حدث ويحدث بينهم من صراع وحقد وكراهية وعداء وغيرة، يقود في أحيان إلى ارتكاب الجرائم، كما حدث في قصة ابني آدم هابيل وقابيل، وأول جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، تحدُث في عالم الإنسان ارتكبها قابيل ضد أخيه هابيل.
لتتوالى بعد ذلك الويلات واللعنات والخيبات على البشر أنفسهم، والسخط والطعنات عليهم، والغدر والخيانة والظلم بينهم، من بعضهم البعض، وبما كسبت أيديهم، وجنت نفوسهم.
ولا يوجد دين أو شريعة أو مذهب أو ملة، يستطيع أن يوقف الصراع بين الحق والباطل، ويكبح جماح الشعوب الثائرة وتمرد الحكومات والسلطات على الإنسان؛ فمن الممكن أن تكون هناك زوابع وقلاقل ومشاكل وفوضى وهرج ومرج وثورات.
وهنا نجد أن الدين الإسلامي جاء لينظم عملية التقاضي والحقوق والواجبات، وتبصير النَّاس بالحلال والحرام وبما يجب عليهم عمله وفعله أثناء المطالبة بالحقوق، وما على الحكومات فعله تجاه شعوبها، وحقهم عليها وواجباتها تجاههم، ويمنع الجور والظلم والاستبداد وكل ما يقود إلى الفساد واستشراء نار الفتنة وظلم العباد والكفر والإلحاد والشرك بالله.
وإذا أمعنا النظر في الوطن العربي ودوله التي أصبح الكثير منها مبعثرًا بفعل النزاعات والتدخلات الخارجية والداخلية والمعارضين والمؤيدين والحروب التي انهكت الأمم وفتت العضد الواحد، وبات بعض الدول غير آمنة وليست مستقرة وهزيلة وضعيفة وغير مُنظمة وتفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم، بسبب غياب الإيمان والوازع الديني والرادع الأخلاقي والكثير الكثير.
ومع ذلك نستطيع القول إن دول مجلس التعاون الخليجي اليوم أفضل من غيرها؛ لأنها لم تشهد ما شهدته ليبيا والعراق وسوريا واليمن والسودان وفلسطين، من حروب ومشاكل ونزاعات مسلحة ودمار شامل.
وسلطنة عُمان جزء من هذا الوطن العربي الممتد، ومنذ القدم نجدها راعية للسلام ومع السلام واستقرار الشعوب، ونيل حقوقهم في الحرية والعيش الكريم. والسلطنة على مر التاريخ مُناصِرة للقضية الفلسطينية، وليست في موضع تحتاج إلى تذكير بهذا الواجب من الغير.
عُمان قدمت للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة الكثير، وتجسد ذلك في دعم مختلف ومنوَّع سواء بالمال أو بالكلمة.
فالرماح تأبى تكسرا إذا اجتمعت، وإذا تفرقن تكسرت آحادا، وهذا مثال أن الاتحاد يأتي بقوة ويشكل ضربة موجعة وقاتلة للعدو.
وإذا أردنا النصر على عدونا وتحقيق مآربنا في دنيانا تجاه من نريد، علينا أن نأخذ بالأسباب الشرعية والسلمية وامتثال أوامر الله تعالى الذي يقول: "إنَّ اللهَ لا يُغيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"؛ أي إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تركت فيكم شيئين او أمرين لن تضلوا بعدهما إن اعتصمتم بهما كتاب الله وسنتي"؛ فالخلافات والنزاعات قبل أن تحدث، يجب أن نحتكم قبلا بالعقل والمنطق إلى كتاب الله وسنته، لنستنبط منهما الحلول وما يحافظ على الود والإخاء والتقدير والاحترام بيننا، وأن ينال كل منَّا حقه من الآخر بوجه شرعي وحسن.
إنَّ عُمان وأبناءها البررة مسيرة أُخوَّة وتلاحم ووطن وأرض وانتماء وولاء ووفاء لا يمكن للآخر أن يكون بمعزل عن توأم روحه وشقيقه؛ فالعُمانيون لبعضهم البعض.
حفظ الله عُماننا وسلطاننا المفدى من كل سوء.