الموقع بوست:
2024-10-05@09:45:10 GMT

تسرب المعلمين من مدارس اليمن يصل إلى 30 في المئة

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

تسرب المعلمين من مدارس اليمن يصل إلى 30 في المئة

يعيش المعلمون والتربويون في اليمن أوضاعاً متردية تعليمياً واقتصادياً واجتماعياً بعد تأخر صرف رواتبهم وعدم انتظامها منذ ثماني سنوات، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما دفعهم إلى العمل في مهن متدنية مقارنة بالتدريس، إذ اتجه نحو 30 في المئة منهم إلى الاشتغال بالفلاحة والنظافة والأعمال المساندة.

   

 

وتصاعدت نسب تسرب المعلمين اليمنيين من قطاع التعليم تاركين مهنة التدريس بحثاً عن أعمال أخرى لتوفير متطلبات أسرهم وعائلاتهم، لاسيما بعد انقطاع رواتبهم وردع السلطات الحوثية لأية مطالبة بالرواتب المتأخرة أو الجديدة، وحرمانهم من أية مستحقات مالية.

 

من التعليم إلى الفلاحة

 

ومحمد الأمين واحد من بين عشرات المعلمين الذين اختاروا مهناً مختلفة غير التعليم، وانتقل الأستاذ الذي كان يشرح لطلابه جداول الضرب إلى جداول المياه التي تحيط بها أحواض مختلفة من النباتات.

 

وبدأ الفلاح الجديد رحلة مشروعه الخاص الذي أطلق عليه اسم "مركز النهضة للتنمية الزراعية" وهو يختص بزراعة الخضراوات والفواكة، وعلى ما تظهره صور الذكريات التي نشرها عبر صفحته على "فيسبوك" فإن الاسم مشتق من مدرسته التي كان يعمل بها وهي "مدرسة النهضة" الواقعة في أرياف شمال غربي البلاد.

 

وبدا الأمين من خلال حسابه على "فيسبوك" ناشطاً ومرشدأ لمتابعيه المهتمين بالزراعة.

 

ازدياد مطرد

 

من جهته، قال رئيس اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين اليمنيين أبو زيد الكميم إن "عدد معلمي اليمن الذين تسربوا من قطاع التعليم يقدر بـ 30 في المئة، لافتاً إلى أن عددهم يتزايد بشكل مطرد وأصبح معظمهم باعة متجولين في الشوارع، فيما يعمل آخرون في المطاعم والبقالات، بينما اتجه عدد كبير منهم إلى القطاع الخاص أو مغادرة البلاد.

 

واتهم الكميم السلطات الحوثية بالتمييز في عملية صرف الرواتب، مشيراً إلى أن الموظفين الموالين لها يتسلمون رواتبهم من البنك المركزي من دون انقطاع على مدى الأعوام الماضية، سواء كانوا في المجلس السياسي أو مجلس النواب ومجلس الشورى، وكذلك العاملين في قطاعات الكهرباء والاتصالات والجمارك والضرائب.

 

وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية أن تعامل السلطات مع مشكلة رواتب المعلمين غير واقعي، فبدلاً من مناقشة مطالبهم ومعالجة مشكلاتهم شرعت الحكومة الحوثية في اتخاذ إجراءات أمنية تعسفية بحق التربويين، منها "تهديد القيادات التربوية والنقابية وطلبات الاستدعاء من مكاتب التربية للتحقيق معهم بتهمة المطالبة بالرواتب".

 

جدول طوارئ

 

ونوه الكميم بالأخطار التي تلاحق العملية التعليمية جراء تسرب المعلمين، مشيراً إلى تراجع نسبة حضور الكادر التعليمي الذي بات يقتصر على المدير والوكلاء وقلة من المتطوعين، محذراً في الوقت نفسه من تطبيق جدول الطوارئ في المدارس، إذ يحضر المعلم يوماً واحداً في الأسبوع لتدريس المنهج للطلاب.

 

وأشار رئيس اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين اليمنيين أبو زيد الكميم إلى تعرضه لمحاولة اختطاف على يد مسلحين حوثيين حاولوا اعتقاله من مكتب التربية في صنعاء، بسبب مطالبته بصرف رواتب المعلمين والتربويين، لافتاً كذلك إلى اختفاء الأمين العام للنادي محسن الدار قبل يوم من الواقعة للسبب نفسه.

 

وفي السياق لفت مسؤول شؤون المعلمين في نقابة المعلمين اليمنية فؤاد باربود إلى تأثير السياسية الحوثية في العملية التعليمية، مؤكداً أن السلطات سلبت كل حقوق المعلمين والمعلمات، وكذلك الإداريين والعمال في المدارس والمنشآت التعليمية.

 

دعوة إضراب

 

وأشار باربود إلى إطلاق نادي المعلمين دعوة إلى الإضراب الشامل تزامناً مع بدء العام الدراسي الحالي داخل المحافظات الخاضعة للحوثيين في الـ 22 من يوليو (تموز) الماضي، لافتاً إلى أنها تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي بمشاركة آلاف المعلمين في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، مطالبين بصرف الرواتب الموقوفة منذ ثماني سنوات.

 

من جهته استنكر الكاتب اليمني سلمان شمسان وصف الحوثيين لتعامل المعلمين المشاركين في الإضراب بالخيانة"، موضحاً أنه إذا كانت المطالبة بالراتب جريمة فإن تسلم رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط والمحافظين والوزراء والنواب وغيرهم من قادة الحوثي أموالاً من البنك المركزي اليمني في صورة رواتب أو منح أو مكافآت، جريمة أشد وأكبر.

 

وشدد شمسان على أن "الإضراب سيؤدي إلى دعم المعلمين في انتزاع رواتبهم وإلى حل واحدة من أشد القضايا تعقيداً، إذ سيجعل الحوثي في موقع الخصم الوحيد أمام الموظفين وبخاصة المعلمين، وسيفتح الباب واسعاً أمام سلسلة من التحركات والاحتجاجات الشعبية".

 

وبالتزامن قالت الحكومة اليمنية "إن ميليشيات الحوثي نهبت 4.6 تريليون ريال يمني (8.7 مليار دولار) خلال عام ونصف العام"، مستنكرة استمرار "اختلاس رواتب المعلمين في المناطق التي تسيطر عليها."

 

نشر الجوع

 

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني "إن ميليشيات الحوثي عمدت إلى نشر الجوع والفقر بشكل ممنهج في أوساط المواطنين بنهبها الخزانة العامة والاحتياط النقدي والإيرادات العامة للدولة والزكاة وأموال الأوقاف، وكذلك تعطيل القطاع الخاص وتقويض فرص العمل لعشرات آلاف العاملين".

 

وأوضح الأرياني أن التقديرات تشير إلى أن إجمال الإيرادات التي نهبتها ميليشيات الحوثي خلال عامي 2022 و2023 من قطاعات الضرائب والجمارك والزكاة والأوقاف والنفط والغاز ثلاثة أضعاف إيرادات الدولة عام 2014 التي بلغت 1.7 ريال يمني (3.2 مليار دولار)، يصل بند الرواتب فيها إلى نحو 927 مليار ريال يمني (1.7 مليار دولار).

 

وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بممارسة ضغط حقيقي على ميليشيات الحوثي لوقف سياسات التجويع والإفقار الممنهج للمواطنين، ونهبها المنظم لإيرادات الدولة وتخصيصها صرف رواتب الموظفين بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية عام 2014، عوضاً عن توجيهها لمصلحة قياداتها تحت مسمى "المجهود الحربي".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: میلیشیات الحوثی المعلمین فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: التماثيل القديمة التي أعيدت مؤخرا إلى اليمن أصبحت الآن معارة لمتحف في نيويورك (ترجمة خاصة)

قالت مجلة أمريكية، إن التماثيل القديمة التي عادت مؤخرا إلى اليمن، أصبحت الآن معارة لمتحف في الولايات المتحدة.

 

وذكرت مجلة "سميثسونيان" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن مجموعة من المنحوتات الحجرية والبرونزية القديمة التي أعيدت مؤخرًا من نيوزيلندا إلى اليمن أصبحت الآن معارة لأجل غير مسمى لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.

 

وأضافت المجلة أنه تم إرجاع المنحوتات القديمة الأربعة عشر طواعية إلى اليمن من مجموعة عائلة لاهاي الخاصة الموجودة في نيوزيلندا، وفقًا لبيان من متحف مدينة نيويورك. بعد إعادتها، طلبت الجمهورية اليمنية من متحف متروبوليتان للفنون ما إذا كان من الممكن الاحتفاظ بالقطع الأثرية ودراستها وفهرستها في المتحف حتى يطلب المسؤولون اليمنيون إعادتها".

 

وأفادت أن هذا الإعارة الطويلة الأجل تأتي بعد أن أبرمت اليمن ومتحف متروبوليتان للفنون شراكة رسمية في عام 2023، مما سمح للمتحف بمواصلة رعاية وعرض عملين حجريين قديمين أعادهما إلى الجمهورية من مجموعته الخاصة. كما أبرم متحف متروبوليتان للفنون اتفاقية إعارة مماثلة مع نيجيريا في عام 2021، كما ذكرت أنجليكا فيلا من آرت نيوز.

 

وقال محمد الحضرمي، سفير اليمن لدى الولايات المتحدة، في البيان: "في حين أن الوضع الحالي لا يسمح بإعادة هذه القطع الأثرية إلى اليمن على الفور، فإننا نشكرهم على الحفاظ عليها ودراستها في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك".

 

الوضع الحالي الذي يشير إليه الحضرمي هو الحرب الأهلية المستمرة في البلاد. فبعد تسع سنوات، أدى الصراع إلى نزوح 4.5 مليون شخص وترك 21.6 مليون شخص - ثلثي سكان اليمن - في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

 

وطبقا للمجلة فإن اليمن ابرم اتفاقيات مماثلة مع متاحف أخرى، كما ذكر كريستوفر باركر من مجلة سميثسونيان العام الماضي. في عام 2023، حيث وافقت كل من مؤسسة سميثسونيان ومتحف فيكتوريا وألبرت في إنجلترا على الاحتفاظ بمجموعات القطع الأثرية اليمنية.

 

وبحسب بيان الحضرمي بيانه: "هذا مثال آخر على تعاوننا المتنامي والضروري لحماية التراث الثقافي لليمن".

 

ووفق التقرير فإن أحدث مجموعة من القطع الأثرية المعارة تعود إلى متحف المتروبوليتان إلى القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، بحسب المتحف، ومن المرجح أنها من منطقة بيحان في محافظة شبوة، وهي المنطقة التي تضم مدينة تمنة القديمة.

 

وأوضح أن معظم القطع قد صُنعت لمراسم جنائزية. وتتضمن المجموعة شواهد جنائزية أو تماثيل نصفية أو تماثيل، كما تحتوي على الكثير من المرمر الكالسيتي الأصفر الذهبي الشفاف الذي يوجد عادة في الفن الجنائزي في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية القديمة.

 

وقال ماكس هولين، الرئيس التنفيذي للمتحف، في البيان: "يشرف متحف المتروبوليتان أن يُعهد إليه بهذه المجموعة الرائعة من القطع". "يمثل هذا الإقراض التزام متحف المتروبوليتان المستمر بالتعاون الدولي وحماية وحفظ التراث الفني والثقافي من جميع أنحاء العالم".

 


مقالات مشابهة

  • خلافًا للرواية الحوثية.. إعلان بريطاني بشأن الغارات الجوية على المليشيات في اليمن
  • إعلام عبري: هدف الهجوم على اليمن اغتيال زعيم الحوثيين "عبد الملك الحوثي"
  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  •   امريكا تخصص 1.2 مليار دولارلصيانة سفنها المتضررة من عمليات اليمن وتجديد مخزون الصورايخ
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • اليمن: هجمات «الحوثي» تؤكد أنها «تنظيم إرهابي»
  • الحليمي لـRue20: إحصاء المغاربة كلف 150 مليار ضمنها اللوحات الإلكترونية التي كلفت 14 مليار
  • مدارس غزة تئن تحت وطأة التدمير الممنهج.. الناجية 7 في المئة فقط
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • مجلة أمريكية: التماثيل القديمة التي أعيدت مؤخرا إلى اليمن أصبحت الآن معارة لمتحف في نيويورك (ترجمة خاصة)