برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على "إف-16" مهدد بالفشل
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
يواجه برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلة "إف-16" الأمريكية صعوبات جمة، بسبب التأخير المستمر من قبل الشركاء الغربيين في مباشرة العمليات التدريبية مما سلط الضوء على انقسامات وتوترات بين كييف وحلفائها.
وقال مسؤولون حكوميون وعسكريون أوكرانيون رفيعو المستوى لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه من غير المتوقع أن تكمل المجموعة الأولى المكونة من 6 طيارين أوكرانيين التدريب على طائرة "إف-16" قبل الصيف المقبل.
وسعت كييف منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) الماضي، إلى حشد أكبر دعم ممكن من شركائها الغربيين، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، لتحديث قوتها الجوية المتهالكة والعائدة إلى الحقبة السوفيتية.
وعارض الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة مراراً مسعى كييف، إلى أن تغير موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو (أيار) الماضي، مفصحاً عن تأييده للمطلب المُلحّ، قائلاً إنه يؤيد فكرة تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة الأمريكية، ويدعم نقل طائرات إف-16 من قبل دول أخرى إلى أوكرانيا. وتطوعت الدنمارك وهولندا لقيادة الجهود التدريبية، مما أثار الآمال بين المسؤولين في كييف بأن الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 ستحلق في سمائها بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل. ولكن بعد تأجيل بدء برنامج التدريب عدة مرات، ربما يتعين على أوكرانيا الآن أن تتحمل عاماً آخر بدون الطائرات المقاتلة.
انقسامات وتوتراتويسلط قلق المسؤولين الأوكرانيين بسبب تأجيل برنامج التدريب على إف-16 الضوء على التوترات المستمرة بين كييف وأنصارها حول أفضل طريقة لوضع أوكرانيا في موضع النجاح في مواجهة قوة روسية أكبر بكثير وأفضل تسليحاً، كما يسلط الضوء على الانقسامات بين أولئك الداعمين أنفسهم، حيث يضغط عدد صغير من الحلفاء الأوروبيين لمنح أوكرانيا أقصى قدر من القدرات للدفاع عن نفسها، في حين تزن الإدارة الأمريكية الدعم بحذر، وتحسب بدقة الخطوات التالية.
وقبل بدء الهجوم المضاد، انتقد القائد العام للقوات الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، الشركاء الغربيين بسبب توانيهم وتأخيرهم لبرنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين، قائلاً إنه بدون طائرات مقاتلة مثل إف-16، لا يمكنهم المنافسة في السماء.
وعلى الرغم من الحشد الواسع للمهمة، فإن 6 طيارين أوكرانيين فقط، أي حوالي نصف سرب، سيخوضون الجولة الأولى من التدريب، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.
ومن العقبات في طريق الطيارين الستة، اللغة الإنجليزية، ورغم أنهم يجيدونها، طالب عدد من الحلفاء وعلى رأسهم بريطانيا بضرورة تعلم المزيد، خاصة المصطلحات المتعلقة بالطيران، والطائرات.
وقال المسؤولان الأوكرانيان، يجب على طيارينا أولاً حضور دروس اللغة الإنجليزية في بريطانيا لمدة 4 أشهر، لتعلم المصطلحات المرتبطة بالطائرات. وستعقد هذه الدروس جنباً إلى جنب مع الموظفين الميدانيين الذين قد يكونون أقل كفاءة في اللغة الإنجليزية لأنه، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، طلبت الدنمارك تدريب أطقم كاملة معاً بدلاً من الطيارين فقط أولاً، ما يعني مزيداً من التأخير في إتمام برامج التدريب. وفي أوكرانيا، 20 طياراً آخرين جاهزين للتدريب على اللغة الإنجليزية، لكن سيبقى معظمهم هناك، لمواصلة طلعاتهم الجوية بطائرات سوفيتية مطورة ويطلقون صواريخ سكالب الفرنسية، وستورم شادو البريطانية.
رئيس الطيران في القوات الجوية الأوكرانية العميد سيرهي هولوبتسوف، يقول للصحيفة، إن طائرات إف-16 تأتي مع رادار قوي، مما سيسمح لأوكرانيا بتحديد المزيد من الأهداف ومواجهة طائرات العدو والصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل أفضل من الأسطول الأوكراني الحالي من الطائرات المقاتلة، والذي يضم طائرات "ميغ 29" و"سو-27" السوفيتية. وستكون أوكرانيا أيضاً قادرة على نشر صواريخ هاربون المضادة للسفن التي قدمتها المملكة المتحدة من طائرات إف-16 - وهي قدرة لا تمتلكها كييف حالياً، كما قال هولوبتسوف - لاستهداف البحرية الروسية، التي تطلق صواريخ بانتظام من البحر الأسود.
وقال هولوبتسوف، إن الصواريخ عالية السرعة والمضادة للإشعاع، التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا العام الماضي، ستطلق أيضاً من طائرات إف-16. وقال: "لقد تم تكييفها بالفعل للاستخدام على مقاتلات (ميغ-29)، ولكن نظراً لعدم وجود نظام تصويب، فإن فعاليتها محدودة بشكل كبير".
الأستاذ الزائر في قسم دراسات الحرب في "كينغز كوليدج" لندن، مايكل كلارك يقول في تعليق للصحيفة، "لقد قدمنا لهم (الأوكرانيين) دائماً ما يحتاجون إليه في الوقت المناسب، الآن قد نقدم لهم ما يحتاجون إليه، بعد فوات الأوان".
وحتى شهر أغسطس (آب) الجاري، من الواضح أن الخطط التدريبية ما زالت تتشكل. وتخشى الدنمارك وهولندا الخوض في تفاصيل تتعلق بنطاق الجهد أو حجمه أو توقيته.
ورفضت وزارة الدفاع الدنماركية التعليق على المدة التي سيستغرقها البرنامج، أو الرد على أسئلة حول أسباب التأخير المحتملة. تعمل الحكومة الهولندية مع رومانيا على إنشاء مركز تدريب في رومانيا، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن ذلك سيستغرق وقتاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية اللفتنانت كولونيل مارك فان دي بيك، إن التفاصيل لا تزال قيد الإنجاز.
وقال فان دي بيك، إن التحدي الرئيسي هو النقص في عدد المدربين على طائرات إف-16 في أوروبا، هولندا، على سبيل المثال، في طور الانتقال إلى طائرة إف-35 الأكثر تقدماً وقد حولت تركيز تدريبها بعيداً عن إف-16.
ويؤكد فان دي بيك، إنه "لتدريب طيار مقاتل، تحتاج أيضاً إلى طيارين مقاتلين، هذا مكلف وقدرة لا تمتلكها البلدان الصغيرة الآن".
وشدد بيك، على أن تدريب شخص ما على الطيران بطائرة إف-16 مهمة معقدة يجب أن تتم خطوة بخطوة.
أوكرانيا غير مستعدةفي غضون ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون، إن أوكرانيا قدمت 8 طيارين فقط حتى الآن. وأكد مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتقديم تقييم صريح لجهود التدريب، إن إدارة بايدن تلقت مؤخراً قائمة بأسماء الطيارين.
وقال المسؤول، "أوكرانيا لديها عدد قليل فقط من الطيارين المستعدين لبدء التدريب وحوالي 20 آخرين قالوا لنا إنهم بحاجة إلى بعض التدريب الإضافي على اللغة الإنجليزية قبل أن يتمكن الطيارون من المضي قدماً". وأثارت هذه الأعداد الصغيرة أسئلة في واشنطن حول مدى استعداد كييف لإطلاق مثل هذا البرنامج الطموح في خضم معركة وجودية.
وقالت الإدارة الأمريكية، إنها ستتحرك بسرعة للموافقة على نقل الدول الشريكة لطائرات إف-16 إلى أوكرانيا بمجرد أن تكون الصفقات جاهزة، وبرامج التدريب مكتملة، كما هو مطلوب بموجب القانون الأمريكي، إلا أنها لم تشر إلى ما إذا كانت ستجري تدريباً على طائرات إف-16 على الأراضي الأمريكية في وقت لاحق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية كييف طائرات اف 16 تدریب الطیارین الأوکرانیین الطائرات المقاتلة اللغة الإنجلیزیة طائرات إف 16
إقرأ أيضاً:
هجمة صاروخية بالستية تستهدف كييف.. دمرت شبكة التدفئة المركزية
أعلن مسؤولون أوكرانيون أن ضربة صاروخية روسية أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، ما أدى إلى تضرر عدة أبراج سكنية.
هجوم صاروخي باليستي على كييفوبحسب موقع «إيه بي سي نيوز» الأمريكي، فإن السفيرة الأمريكية بريدجيت برينك وصفت الهجوم بأنه وحشي، وأضافت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: «في وقت مبكر من صباح اليوم، شنت روسيا هجوما صاروخيا باليستيا على العاصمة، ما أسفر عن مقتل مدني وانتشار الحطام والحرائق في جميع أنحاء المدينة».
وأوضحت «برينكت» أن الولايات المتحدة وشركاءها سيزيدون من المساعدات الأمنية والدعم في مجال الطاقة لأوكرانيا، ردا على هذه الهجمات الوحشية بحسب وصفها.
تضرر 600 مبنى في الضربة الصاروخيةوقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو عبر تطبيق تليجرام، إن الحطام سقط في 4 مناطق على الأقل في المدينة، وقال إن أكثر من 600 مبنى، بما في ذلك أكثر من 12 منشأة طبية، أصبحت دون تدفئة بعد أن ألحقت الضربة أضرارًا بشبكة التدفئة الرئيسية في منطقة هولوسيفسكي جنوب غرب المدينة، كما أصبحت 17 مدرسة و13 روضة أطفال دون تدفئة في وقت مبكر من يوم الجمعة.