يواجه برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلة "إف-16" الأمريكية صعوبات جمة، بسبب التأخير المستمر من قبل الشركاء الغربيين في مباشرة العمليات التدريبية مما سلط الضوء على انقسامات وتوترات بين كييف وحلفائها.

وقال مسؤولون حكوميون وعسكريون أوكرانيون رفيعو المستوى لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه من غير المتوقع أن تكمل المجموعة الأولى المكونة من 6 طيارين أوكرانيين التدريب على طائرة "إف-16" قبل الصيف المقبل.

 

وسعت كييف منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) الماضي، إلى حشد أكبر دعم ممكن من شركائها الغربيين، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، لتحديث قوتها الجوية المتهالكة والعائدة إلى الحقبة السوفيتية.

وعارض الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة مراراً مسعى كييف، إلى أن تغير موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو (أيار) الماضي، مفصحاً عن تأييده للمطلب المُلحّ، قائلاً إنه يؤيد فكرة تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة الأمريكية، ويدعم نقل طائرات إف-16 من قبل دول أخرى إلى أوكرانيا. وتطوعت الدنمارك وهولندا لقيادة الجهود التدريبية، مما أثار الآمال بين المسؤولين في كييف بأن الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 ستحلق في سمائها بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل. ولكن بعد تأجيل بدء برنامج التدريب عدة مرات، ربما يتعين على أوكرانيا الآن أن تتحمل عاماً آخر بدون الطائرات المقاتلة.  

انقسامات وتوترات

ويسلط قلق المسؤولين الأوكرانيين بسبب تأجيل برنامج التدريب على إف-16 الضوء على التوترات المستمرة بين كييف وأنصارها حول أفضل طريقة لوضع أوكرانيا في موضع النجاح في مواجهة قوة روسية أكبر بكثير وأفضل تسليحاً، كما يسلط الضوء على الانقسامات بين أولئك الداعمين أنفسهم، حيث يضغط عدد صغير من الحلفاء الأوروبيين لمنح أوكرانيا أقصى قدر من القدرات للدفاع عن نفسها، في حين تزن الإدارة الأمريكية الدعم بحذر، وتحسب بدقة الخطوات التالية. 

وقبل بدء الهجوم المضاد، انتقد القائد العام للقوات الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، الشركاء الغربيين بسبب توانيهم وتأخيرهم لبرنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين، قائلاً إنه بدون طائرات مقاتلة مثل إف-16، لا يمكنهم المنافسة في السماء.
وعلى الرغم من الحشد الواسع للمهمة، فإن 6 طيارين أوكرانيين فقط، أي حوالي نصف سرب، سيخوضون الجولة الأولى من التدريب، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما. 
ومن العقبات في طريق الطيارين الستة، اللغة الإنجليزية، ورغم أنهم يجيدونها، طالب عدد من الحلفاء وعلى رأسهم بريطانيا بضرورة تعلم المزيد، خاصة المصطلحات المتعلقة بالطيران، والطائرات.

وقال المسؤولان الأوكرانيان، يجب على طيارينا أولاً حضور دروس اللغة الإنجليزية في بريطانيا لمدة 4 أشهر، لتعلم المصطلحات المرتبطة بالطائرات. وستعقد هذه الدروس جنباً إلى جنب مع الموظفين الميدانيين الذين قد يكونون أقل كفاءة في اللغة الإنجليزية لأنه، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، طلبت الدنمارك تدريب أطقم كاملة معاً بدلاً من الطيارين فقط أولاً، ما يعني مزيداً من التأخير في إتمام برامج التدريب.  وفي أوكرانيا، 20 طياراً آخرين جاهزين للتدريب على اللغة الإنجليزية، لكن سيبقى معظمهم هناك، لمواصلة طلعاتهم الجوية بطائرات سوفيتية مطورة ويطلقون صواريخ سكالب الفرنسية، وستورم شادو البريطانية.
رئيس الطيران في القوات الجوية الأوكرانية العميد سيرهي هولوبتسوف، يقول للصحيفة، إن طائرات إف-16 تأتي مع رادار قوي، مما سيسمح لأوكرانيا بتحديد المزيد من الأهداف ومواجهة طائرات العدو والصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل أفضل من الأسطول الأوكراني الحالي من الطائرات المقاتلة، والذي يضم طائرات "ميغ 29" و"سو-27" السوفيتية. وستكون أوكرانيا أيضاً قادرة على نشر صواريخ هاربون المضادة للسفن التي قدمتها المملكة المتحدة من طائرات إف-16 - وهي قدرة لا تمتلكها كييف حالياً، كما قال هولوبتسوف - لاستهداف البحرية الروسية، التي تطلق صواريخ بانتظام من البحر الأسود.
وقال هولوبتسوف، إن الصواريخ عالية السرعة والمضادة للإشعاع، التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا العام الماضي، ستطلق أيضاً من طائرات إف-16. وقال: "لقد تم تكييفها بالفعل للاستخدام على مقاتلات (ميغ-29)، ولكن نظراً لعدم وجود نظام تصويب، فإن فعاليتها محدودة بشكل كبير". 

الأستاذ الزائر في قسم دراسات الحرب في "كينغز كوليدج" لندن، مايكل كلارك يقول في تعليق للصحيفة، "لقد قدمنا لهم (الأوكرانيين) دائماً ما يحتاجون إليه في الوقت المناسب، الآن قد نقدم لهم ما يحتاجون إليه، بعد فوات الأوان".


وحتى شهر أغسطس  (آب) الجاري، من الواضح أن الخطط التدريبية ما زالت تتشكل. وتخشى الدنمارك وهولندا الخوض في تفاصيل تتعلق بنطاق الجهد أو حجمه أو توقيته.
ورفضت وزارة الدفاع الدنماركية التعليق على المدة التي سيستغرقها البرنامج، أو الرد على أسئلة حول أسباب التأخير المحتملة. تعمل الحكومة الهولندية مع رومانيا على إنشاء مركز تدريب في رومانيا، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن ذلك سيستغرق وقتاً.

تحديات 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية اللفتنانت كولونيل مارك فان دي بيك، إن التفاصيل لا تزال قيد الإنجاز.
وقال فان دي بيك، إن التحدي الرئيسي هو النقص في عدد المدربين على طائرات إف-16 في أوروبا، هولندا، على سبيل المثال، في طور الانتقال إلى طائرة إف-35 الأكثر تقدماً وقد حولت تركيز تدريبها بعيداً عن إف-16.
 ويؤكد فان دي بيك، إنه "لتدريب طيار مقاتل، تحتاج أيضاً إلى طيارين مقاتلين، هذا مكلف وقدرة لا تمتلكها البلدان الصغيرة الآن".

وشدد بيك، على أن تدريب شخص ما على الطيران بطائرة إف-16 مهمة معقدة يجب أن تتم خطوة بخطوة. 

أوكرانيا غير مستعدة

في غضون ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون، إن أوكرانيا قدمت 8 طيارين فقط حتى الآن. وأكد مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتقديم تقييم صريح لجهود التدريب، إن إدارة بايدن تلقت مؤخراً قائمة بأسماء الطيارين.
وقال المسؤول، "أوكرانيا لديها عدد قليل فقط من الطيارين المستعدين لبدء التدريب وحوالي 20 آخرين قالوا لنا إنهم بحاجة إلى بعض التدريب الإضافي على اللغة الإنجليزية قبل أن يتمكن الطيارون من المضي قدماً". وأثارت هذه الأعداد الصغيرة أسئلة في واشنطن حول مدى استعداد كييف لإطلاق مثل هذا البرنامج الطموح في خضم معركة وجودية.
وقالت الإدارة الأمريكية، إنها ستتحرك بسرعة للموافقة على نقل الدول الشريكة لطائرات إف-16 إلى أوكرانيا بمجرد أن تكون الصفقات جاهزة، وبرامج التدريب مكتملة، كما هو مطلوب بموجب القانون الأمريكي، إلا أنها لم تشر إلى ما إذا كانت ستجري تدريباً على طائرات إف-16 على الأراضي الأمريكية في وقت لاحق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية كييف طائرات اف 16 تدریب الطیارین الأوکرانیین الطائرات المقاتلة اللغة الإنجلیزیة طائرات إف 16

إقرأ أيضاً:

 لواء الاميرة عالية الآلي/48 ينفذ التمرين التعبوي زئير الأسود

تابع رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، الأربعاء، مجريات التمرين التعبوي "زئير الأسود"، الذي نفذه لواء الاميرة عالية الآلي/48، أحد تشكيلات المنطقة العسكرية الشمالية، وكان في استقباله قائد المنطقة. واستمع اللواء الركن الحنيطي إلى إيجازات عسكرية من القائمين على التمرين، الذي نُفذ في أحد ميادين التدريب المخصصة ــ قصر طوبة، تضمنت مراحل سير التدريب الجماعي لمرتبات اللواء وأسلحة الإسناد الملحقة به، والتي بُنيت على فرضيات تحاكي السيناريوهات المتوقعة، بهدف التدرب على مختلف المستويات العملياتية واللوجستية والتدريبية، وكيفية التخطيط والتنسيق والتنفيذ، وصولاً للأهداف المرجوة في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية وبشكل واقعي.  واشتمل التمرين الذي جاء بمشاركة العنصر النسائي من السرية النسائية للمنطقة العسكرية الشمالية وسلاح الجو الملكي، على دفاع بنظام المجموعات الصغيرة، وتفجيرات هندسية ورمايات من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ورمايات بصواريخ جافلين، ورمايات "آر بي جي" ومدفعية وهاون، بإسناد من طائرات F16 المقاتلة، وطائرات عمودية، إضافةً إلى طائرات الاستطلاع، حيث أظهر المشاركون في التمرين مستوىً متميزاً ودقة عالية في إصابة الأهداف. ويأتي هذا التمرين، الذي حضره عدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، ضمن البرامج التدريبية السنوية التي تنفذها القوات المسلحة وصولاً لأعلى مستويات الكفاءة والجاهزية والاستعداد القتالي لدى منتسبيها.

 

مقالات مشابهة

  • “جاهزية” تدرب أكثر من 10 آلاف طبيب وإداري بالقطاع الصحي في الدولة
  • «جاهزية» تدرب 10 ألاف طبيب وإداري لتعزيز قدراتهم على التعامل مع الطوارئ والأزمات
  • جون كيري: أوكرانيا لن تنتصر في الصراع مع روسيا
  • استطلاع رأي: التفاؤل الأوكرانى بالنجاح فى الحرب يتعارض مع الشكوك الأوروبية
  • «الشباب والرياضة» تعلن عن تدريب على العمل الحر وريادة الأعمال.. رابط الحضور
  • اتهامات أوروبية للصين بتطوير طائرات مسيرة لصالح روسيا
  •  لواء الاميرة عالية الآلي/48 ينفذ التمرين التعبوي زئير الأسود
  • زيلينسكي: نعتمد على هولندا للتوسع في تدريب الطيارين الأوكرانيين
  • أوكرانيا لن تهزم روسيا .. استطلاع أوروبي يصدم الأوكرانيين
  • مسؤولون غربيون: الصين تعمل على تطوير طائرات هجومية بدون طيار لصالح روسيا