الجزيرة:
2025-02-16@14:10:42 GMT

نقص تمويل قطاع الصحة ينذر بكارثة إنسانية شمال سوريا

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

نقص تمويل قطاع الصحة ينذر بكارثة إنسانية شمال سوريا

إدلب- يُدق ناقوس الخطر من كارثة إنسانية كبيرة في شمال غرب سوريا ستحل إذا ما استمر التخفيض المستمر في التمويل الدولي للقطاع الصحي في منطقة يعيش فيها قرابة 6 ملايين نسمة نصفهم نازحون ويعيشون في الخيام.

وانخفضت المنح الدولية الممولة لهذا القطاع بنسب تراوحت بين 30 و50% في ظل تزايد الضغط على المرافق الطبية خاصة بعد توقف أكثر من 60 منشأة صحية عن تقديم خدماتها بشكل كامل، منها 9 مشافٍ تقدم خدمات لقرابة مليوني نسمة.

يضاف إليهم 12 مركز رعاية أولية تخدم أكثر من 200 ألف مستفيد و8 مراكز علاج فيزيائي تخدم 1700 شخص وبنكي دم، مما سيزيد الضغط على المنشآت الصحية الأخرى التي ما تزال مدعومة مما سيجعلها -أيضا- عاجزة عن خدمة عدد المرضى المتزايد.

مخيم خير الشام في بلدة كللي شمال إدلب (الجزيرة) موت بطيء

تقول عائشة مخلوطة (70 عاما) -للجزيرة نت- إنها تعيش في هذا المخيم منذ 5 سنوات مع زوجها الذي فقد البصر بسبب مرض السحايا بعد أن فقدت اثنين من أبنائها في الحرب، وأصبحت عاجزة عن تأمين تكلفة الدواء لمرض الضغط الذي تعاني منه لسنوات.

وأضافت أنها لا تملك مالا للذهاب إلى المشافي الخاصة، وأنهم "مهددون بالموت البطيء" في حال توقف دعم وتمويل المشافي المجانية.

المريض عمر القاسم يطالب بعدم قطع التمويل الدولي (الجزيرة)

بدوره، يقول النازح عمر القاسم -للجزيرة نت- إنه يسكن في مخيم يبعد عن مشفى باب الهوى 20 كيلومترا، ويأتيه مرتين أسبوعيا لغسيل الكلى لأنه المركز الأقرب لمكان إقامته ويقدم لهم خدمة الغسيل مجانا. وناشد الدول الأجنبية والعربية والإسلامية لتوجيه الدعم للمنشآت الصحية لأن توقفها "سيؤدي حتما لنهايتنا وهي الموت"، كما يؤكد.

من جهته، قال مدير مشفى باب الهوى التخصصي محمد حمرة، للجزيرة نت، إن المشفى مركزي وأساسي في شمال غرب سوريا ويقدم الخدمات النوعية ويستفيد منه 17 ألف مريض شهريا ويغطي منطقة جغرافية تشمل 1.7 مليون نسمة في إدلب وريف حلب الشمالي.

ووفقا له، يستقبل المشفى التخصصي يوميا 30 من مرضى الكلى، ويمنحون 150 آخرين من مرضى الأورام جرعات العلاج الكيميائي، فيما يراجع 7 آلاف شخص شهريا قسم العيادات الخارجية، ويجرون 1200 عمل جراحي شهريا، ويقدمون ما معدله 32 ألف خدمة طبية مجانية شهريا، وأكد أن فقدان هذه الخدمات سينعكس سلبا على القطاع الطبي شمال سوريا.

أوضاع مخيم خير الشام في بلدة كللي شمال إدلب (الجزيرة) أضرار كبيرة

من جانبه، يقول مدير مديرية الصحة في إدلب الدكتور زهير القراط للجزيرة نت، إنه إلى جانب الحرب التي أضرّت الشمال السوري لأكثر من 12 سنة، هناك كارثة الزلزال الذي تسبب بتضرر القطاع الصحي بشكل كبير على مستوى البنية التحتية والمنشآت الصحية والموارد البشرية وتجفيف الدعم.

وأضاف أنه -مع بداية عام 2024- حصل نقص شديد في تمويل المشافي ومراكز الرعاية الصحية الأولية والتخصصية، ووصل عدد المنشآت التي توقف عنها الدعم، من أبريل/نيسان حتى يونيو/حزيران الماضيين، أكثر من 65 منشأة، وتم توفير بعض الحلول الجزئية لتغطية هذه الفجوات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

أحد المرضى في قسم العناية المركزة بمشفى باب الهوى (الجزيرة)

ونوه القراط إلى أنه -مع نهاية سبتمبر/أيلول الجاري- قد يصل عدد المنشآت المتوقفة إلى أكثر من 60 في إدلب وريف حلب الشمالي، مما سيشكل خطرا على القطاع الصحي في شمال سوريا خاصة في ظل استمرار القصف ووجود النازحين في الخيام.

ووفقا له، يستمر العمل والتنسيق مع الشركاء الدوليين والمحليين والدول المانحة، وتم إرسال كوادر إلى منطقة الخليج العربي وطلب الدعم من قطر والسعودية والكويت وكل "الدول المتعاطفة مع الثورة السورية" والسكان في شمال غرب سوريا.

طفل مريض في قسم الحضانة بمشفى باب الهوى (الجزيرة) فجوات كثيرة

ووفق القراط، ما تزال هناك فجوات كثيرة خاصة أن عددا كبيرا من المنشآت الهامة التي تقدم خدمات كثيرة ستتوقف نهاية هذا الشهر، وما تزال المنطقة تعاني من آثار الحرب الطويلة والقصف المستمر من قبل قوات النظام السوري وروسيا.

وحسب المتحدث نفسه، لم تصل المنطقة إلى مرحلة التعافي "كما يسوق لذلك كثيرون وخاصة الاتحاد الأوربي، لأنها ما تزال في حالة احتياج أساسي إنساني ويجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية بين الاحتياج الإنساني وهذا التعافي الذي يعني تأسيس بنية تحتية صحية حقيقية للانتقال، وإشراك المجتمع في تحمل جزء من هذه المهمة".

وحذر القراط من كارثة حقيقية إذا لم يتم توفير دعم للقطاع الصحي خلال الأشهر الثلاثة القادمة.

وسيكون لانقطاع الدعم عن المشافي -وخاصة لأقسام النساء والأطفال- ولتوقف برامج اللقاح ومراكز غسيل الكلى وبنوك الدم ومراكز فقر الدم (الثلاسيميا) والحلول لمحارق النفايات الطبية، والدعم لمراكز العلاج الفيزيائي، آثار صحية خطيرة على الأهالي، من حيث الزيادة غير المسبوقة في معدل انتشار الأوبئة والأمراض، وارتفاع الوفيات خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن، كما يؤكد مسؤول مديرية الصحة في إدلب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت باب الهوى فی إدلب أکثر من فی شمال ما تزال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعو إلى "هدنة إنسانية" في السودان خلال رمضان  

 

 

أبوظبي - دعت دولة الإمارات العربية المتحدة الجمعة 14فبراير2025، إلى "هدنة إنسانية" خلال شهر رمضان في الحرب في السودان، متعهدة تقديم مساعدة إنسانية بقيمة مئتي مليون دولار، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في إثيوبيا.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

وبينما تسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، عزز الجيش قبضته على شمال البلاد وشرقها وعلى مناطق في وسط البلاد.

واتهمت الخرطوم الإمارات بمساندة قوات الدعم السريع، ولا سيما عبر تزويدها أسلحة، وهي اتهامات رفضتها أبو  ظبي وقوات الدعم السريع.

وقالت ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات إن "هذه الحرب مستمرة منذ وقت طويل جدا وأودت بأرواح كثيرة وتسببت بمعاناة هائلة. ما تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيقه إلى جانب شركائنا ... هو الدعوة إلى هدنة إنسانية" خلال شهر رمضان الذي يبدأ بعد أسبوعين.

وأضافت متحدثة خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا "نأمل مع هذه الهدنة الإنسانية أن يكون بإمكاننا تقديم المساعدة بدون عقبات للذين هم بأمس الحاجة إليها، وخصوصا النساء والأطفال الذين يواجهون معاناة غير مسبوقة".

كذلك، تعهدت الإمارات الجمعة تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار.

وصف الاتحاد الإفريقي الثلاثاء الحرب في السودان بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وحذر من أنها تترك مئات آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية.

وفي ولاية شمال دارفور وحدها، نزح 1,7 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة ويقدّر أن نحو مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي و320 ألفا من المجاعة.

وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول أيّار/مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

وتسبب قصف نسب إلى قوات الدعم السريع في مطلع شباط/فبراير على سوق في أم درمان بضاحية الخرطوم بسقوط خمسين قتيلا على الأقل.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • قتيلان في هجوم بمُسيرة مجهولة في إدلب
  • سوريا.. قتيـ.ـلان في غارة بطائرة مسيّرة «مجهولة» بريف إدلب
  • رئيسة القومي للمرأة تشارك ضمن وفد وزاري وعربي لزيارة شمال سيناء لمتابعة جهود دعم الفلسطينيين
  • رئيسة القومي للمرأة تزور شمال سيناء لمتابعة جهود دعم الفلسطينيين
  • وزيرا الصحة والتضامن ومحافظ شمال سيناء يطلقون قافلة مساعدات لدعم سكان غزة
  • وزيرا «الصحة» و«التضامن» يتفقدان مخازن المساعدات الإنسانية بشمال سيناء
  • وزيرا «الصحة» و«التضامن» يبدآن زيارتهما لشمال سيناء بتفقد مخازن المساعدات الإنسانية
  • الإمارات تدعو إلى "هدنة إنسانية" في السودان خلال رمضان  
  • تقرير: تفكيك وكالة التنمية الأمريكية ينذر بكارثة عالمية
  • دخول 267 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة من معبر رفح