«بريكس ومراكز الفكر».. ندوة بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
نظم منتدي أوراسيا وبريكس بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، ندوة بعنوان «بريكس ومراكز الفكر أداة لتعزيز التعاون»، بمشاركة ممثل عن السفارة الروسية في القاهرة، وعدد من الخبراء من بينهم الدكتور محمد سليم أستاذ الاقتصاد بجامعة رودن ورئيس منتدي أورسيا وبريكس، والاستاذ الدكتور آصف ملحم مدير مركز «جى إس إم».
في بداية الندوة، أوضح الدكتور محمد سليم في كلمته الترحيبة أن المنتدي قد شارك في كثير من الفاعليات التي تقيمها روسيا حاليًا، كما أن المنتدي عضو في منتدي خبراء بريكس وأيضًا عضو في منتدي المجتمع المدني وبريكس، موضحًا أن المنتدي يسعي لتقديم دراسات علمية وفكرية تساهم في تعزيز التعاون بين دول بريكس من خلال طرح الرؤي والأفكار المختلفة وكذلك الانفتاح على كافة المراكز الفكرية والبحثية في دول العالم.
وناقشت الندوة، ورقة بحثية قام بإعدادها مجموعة من باحثى المركز وقامت بعرضها الباحثة حسناء علي حول «دور مراكز الفكر في تعزيز التعاون بين دول بريكس »، وركزت الورقة البحثية على اهتمامات المركز الفكرية بقضايا بريكس، وكيف عالجت التحديات والأزمات التي توجه بريكس كما تطرق المحور إلى مناقشة الدراسات المستقبلية المتعلقة ببريكس في مراكز الفكر، ومن هنا جاء المحور الثاني ليسلط الضوء حول التعاون البحثي بين مراكز الفكر في دول بريكس والذي توصل إلى وجود أشكال عديده من التعاون البحثي إلا أن هذا التعاون مازال بحاجة إلى مزيد من الجهود لحدوث نوع من التكامل الفكري والبحثي بين مراكز الفكر من خلال عقد الندوات والمؤتمرات وكذا الدراسات المشتركة.
وفي السياق ذاته، استعرض المركز مدى احتياج بريكس لمركز فكر متخصصة في عديد المجالات وآليات التكامل بين المراكز الفكرية. وقد عقب على الورقة البحثية، الباحث محمد ربيع الديهي مساعد مدير مركز الحوار لشؤون الدراسات والبحوث موضحًا أن ثمة جهود كبيرة بُذلت منذ نشاءه بريكس وحتي يومًا هذا لتعزيز التعاون الفكري والبحثي موضحًا أن البنية التحتية في المجال الفكري والبحثي في تكتل بريكس موجودة ومهيئ حيث بيّن وجود منصة الكترونية معنية لتسهيل الوصول إلى الأبحاث في دول بريكس، فضلا عن وجود منتديات تُعقد بصورة دورية قبل قمم بريكس لتناقش قضايا بريكس مشيرًا إلى أن بريكس بعد توسعه الأخير بحاجه أكبر لتوسيع القواعد والمشاركات البحثية، كما أوضح أن مراكز الفكر في بريكس تحتاج مزيد من التعاون من خلال خلق لغة حوار مشتركة وكذلك اقترح عقد مؤتمر دولي تحت عنوان « ملتقي بريكس لمراكز الفكر» على أن يعقد هذا المؤتمر بصورة دورية.
وعبر الزووم من روسيا عقب الدكتور آصف ملحم مدير مركز «جى إس إم» وأكد في تعقيبه على محورية دور مراكز الفكر بدول بريكس وكذا أهمية الدور الذي تلعبه المراكز في تقدم الدول، وأشار أيضًا إلى أهمية مناقشة فكرة حماية الملكية الفكرية وإيجاد قانون لها ببريكس، كما أشار إلى ضرورة عقد ندوات ومؤتمرات فكرية بين مفكري وخبراء وباحثي دول بريكس بصورة دورية.
وفي ختام الندوة التي أدارها الأستاذ صلاح ناصر نائب مدير مركز الحوار، أوضح أن المنتدي نظم عدد من الفاعليات في مصر وروسيا، بالإضافة لمشاركته في كثير من الفاعليات التي عقدت في روسيا، موضحًا كذلك أن هناك خطة للمنتدى لتنظيم عدد من الفاعليات خلال الفترة القادمة.
اقرأ أيضاًفنزويلا.. 10 سنوات من حكومة مادورو في ندوة بمركز الحوار للدراسات السياسية
الملف يتصدر الجلسات المقبلة لـ«الحوار الوطني».. هل يتحول الدعم «العيني» إلى «نقدي» مطلع العام المقبل؟
خلال ندوة لـ مركز الحوار.. أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة ستنتهي خلال 10 أيام
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا البريكس السفارة الروسية في القاهرة مركز الحوار للدراسات من الفاعلیات مراکز الفکر مرکز الحوار مدیر مرکز دول بریکس موضح ا
إقرأ أيضاً:
على مائدة الفكر
سالم البادي (أبو معن)
كلّ ما حقّقه الإنسان من تقدّم في المجال العلمي والثقافي والصناعي والتكنولوجي وجميع المجالات، هو بفضل هذه القدرة العقلية (التفكير) التي منحها الله له.
وقد وصف الله تعالى من لا يستخدمون عقولهم بأنهم يفقدون ميزتهم الإنسانية، ويصبحون كالحيوانات التي تسيّرها الغرائز والرغبات، بل أسوأ حالًا منها؛ لأنّ الحيوانات لا تمتلك قدرة عقلية ترجع إليها، بينما يتمتع الإنسان بهذه القدرة العظيمة لكنه يتجاهلها، يقول تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾. (الأعراف: 179).
وللفكرة ثمنٌ عظيمٌ ولا تُقدَّر بثمنٍ، فبعض الأفكار طريقك نحو النجاح والتألق؛ بل وحتى الثراء، فالفكرة لها قيمة مادية ومعنوية وملكية فكرية، وهذه القيمة تبحث عنها الحكومات والشركات الكبرى.
خلال العام 2018 استثمرت شركة أمازون 22.6 مليار دولار في أنشطة البحث والتطوير بما يعادل 12.7% من إجمالي مبيعاتها خلال العام، أما شركة ميرك للأدوية فقد استثمرت 10.2 مليار دولار، وبما يعادل 25.4% من كامل مبيعاتها في نفس الحقل. وقد بلغ إجمالي ما صرفته أكبر عشرين شركة في مجال البحث والتطوير خلال عام 2018 هو 214.5 مليار دولار، ما يظهر أهمية البحث والتطوير في بقاء هذه الشركات في القمة ونموها المُستدام.
وأهم ما يجب توفره في هذا المجال هو الأشخاص المؤهلون المفكرون لأنهم المورد الأساسي للأفكار الجديدة والسبيل للابتكارات، كما أن الخبراء المؤهلون هم المسؤولون عن حل المشكلات التي يمكن أن تواجهها الحكومات والشركات في رحلة الابتكار والإنتاج والتسويق والترويج.
الفكرة لا تحتاج لذكاء خارق ولذلك يقول أينشتاين: "ليست الفكرة في أني فائق الذكاء؛ بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتًا أطول في حل المشكلات".
ونسرد بعض النصائح التي يجب على كل مسؤول أن يتحلى بها؛ إذ على كل مسؤول أن يكون مستمعًا وقارئًا جيدًا، يسأل ويتعلّم، ولا يخجل من قلة معرفته، ويتحلى بسعة ورحابة صدر وتحمل وصبر وحلم. ويتعلّم من أخطائه، ويضعها خلفه ويمضي للأمام، ويفك قيود التبعية والأحكام العقيمة، يخطئ، ويتعلم ثم يمضي، يطلق العنان لحواسه الخمس، ليشتعل خياله، ويرى الأفق واسعًا، ويكون مُستعدًا للتفكير بآفاق جديدة ومستدامة في بيئة العمل، وأن يقبل على كل ما هو جديد، ويبحر في كل ما هو قديم ليأخذ منه كل مفيد، ويأخذ عقله في رحلة لاستكشاف الأسرار وكل ما هو سديد، ويتكامل ويتماهى مع ما حوله؛ فهو جزء من كل، واحد في جماعة، كائن في كوكب، وأن يربط أفكاره ببعضها، ويجعل لنفسه فكرًا جيدا ورؤية سديدة ثاقبه.
وعليه أن يوظّف أفكاره كما يشاء؛ فأفكاره ملكه، وهي ثروة هائلة وثمينة، يجب أن يوظفها حسب إمكانياته، ولا يبخل على نفسه، ولا يكبح أفكاره، وان يستمتع بالتنوع العلمي الثقافي الاجتماعي السياسي ويتواصل مع جميع مكونات المجتمع، وينهل ويتغذى من قراءة الكتب والأبحاث وتجارب الآخرين بمختلف المجالات ليثري مخزونه الفكري المعرفي ويعزز قدراته على الابتكار والإبداع. وأن يجعل من التواصل مع الآخرين ومناقشة أفكاره معهم بوابة تفتح أمامه آفاقًا جديدة، ويحفز لديه التفكير الإبداعي، ويمتلك القدرة على الإنصات واحترام الآخرين في استقبال أفكارهم، وعليه أن يمنح نفسه وقتًا للراحة والتأمل لتجديد الأفكار وإحياء الإبداع. كما عليه أن يختار بيئة مناسبة وملهمه للعمل والتفكير لأنَّ تأثير البيئة المحيطة به يمكن أن يُؤثر على قدرته على الإبداع، وألَّا يُهمل في تدوين الأفكار الجيدة الجديدة لأنها ليس لها وقت محدد.
ونؤكد هنا أن التفكير من خارج الصندوق يعطي للأفكار آفاقًا أوسع وابتكارات متطورة وتبعده عن التقليد، لذا على المسؤول أن يكون جاهزًا للتغيير ومُواكبة التقدم والازدهار والحداثة؛ بما يتواءم ومتطلبات العصر والظروف والمتغيرات المتسارعة.
والإبداع هو عملية مستمرة تستلزم التحديات والصبر والاستمرارية، وبتطبيق هذه النصائح وتبني أفكار إبداعية بلا شك ستزيد قدرته على توليد أفكار جديدة ومبتكرة في مختلف المجالات.
كما إن التوازن بين الأفكار والفرص هو أساس النجاح وصولا للإبداع، فعندما يجد المسؤول الفكرة المبدعة ويمتلك القدرة على استغلال الفرصة المتاحة عبر الإمكانات المتوفرة فإنِّه يستطيع بناء مشروع ناجح وتحقيق أهدافه.
إنَّ الأفكار الجيدة جواهر ثمينة، ترفع صاحبها متى ما استغلت جيدا وبالطريقة المناسبة، فيجب الاهتمام بالأفكار وإعطائها حقها، وليس المهم أن تكون الفكرة كبيرة وتحتاج لموارد مالية عالية حتى تكون ناجحة وذات قيمة، فهناك العديد من الأفكار البسيطة التي كسب منها أصحابها الملايين، وبعضها كانت سببا في رفد خزينة الدولة.
يقول الشاعر:
إذا كنت ذا عقل صحيح // فلا يكن عشيرك إلّا كل من كان ذا عقل
فذو الجهل إن عاشرته أو صحبته // يضلك عن عقل ويغويك بالجهل
رابط مختصر