أعلنت ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، رفع الجاهزية القتالية والعسكرية لميليشياتها البحرية إلى أعلى المستويات، بالتزامن مع وصول أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى البحر الأحمر على متن سفينتين حربيتين.

وعلى ما يبدو فإن هذا الإعلان الذي جاء على لسان وزير الدفاع في حكومة صنعاء غير المعترف بها محمد العاطفي، خلال اجتماع استثنائي عقد اليوم، جاء بإيعاز من إيران، كون وصول هؤلاء الجنود هدفه هو ردع نشاط إيران عقب احتجاز ناقلتين وتأمين الممرات المائية والحيوية لتجارة النفط العالمية.

وتتولى قوة المهام المشتركة 153 التي تضم كلاً من: الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ومصر والإمارات والأردن، مهمة مكافحة الأنشطة الإرهابية والتهريب في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن.

ويتحرك الأسطول الخامس الأمريكي ليس فقط في الممر الملاحي الدولي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، بل حتى على مستوى البحر العربي والمحيط الهندي وفي مضيق هرمز.

وبرغم زعم العاطفي أن تهديدات جماعته موجهة لما أسماها القوات "الغربية" بحجة تدخلها في السيادة اليمنية، إلا أن الحقيقة هي أن التهديدات موجهة إلى القوات الأمريكية.

وفي وقت سابق قال القيادي في جماعة الحوثي حسين العزي: "حرصا على السلم والأمن الدوليين والحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر، يتوجب على القوات الأميركية أن تبتعد عن مياهنا الإقليمية".

وأضاف "أي إقتراب (فقط مجرد اقتراب)، قد يعني بداية المعركة الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري".

ويرى مراقبون أن التحركات الحوثية المفاجئة تحت مزاعم "حماية المياه الإقليمية" تأكيد على مدى تبعية الحوثيين للمشاريع الإيرانية وأنهم مجرد ذراع لنظام إيران.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

 التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية

أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.

وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.

تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.

ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.

وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.

أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.

في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.

وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.

ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.

ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.

وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • والي البحر الأحمر يثمن دور القوات النظامية في أكبر ضبطية مخدرات تقدر ب2 طناً
  • نهاية غامضة في البحر الأحمر.. أمريكا تتخلّص من سفينة إسرائيلية سرًّا
  • جماعة الحوثي تتهم أمريكا بالتسبب في تسرب نفطي هائل بالبحر الأحمر
  • استئناف رحلات الغوص والأنشطة البحرية بالغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية
  • استشهاد وإصابة 13 جندياً إثر هجوم لمليشيا الحوثي في جبهة لحج
  • «تمرين النسيم العربي».. رفع الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات
  • بيان القوات المسلحة بشأن استهداف هدف في منطقة يافا المحتلة وآخر في عسقلان المحتلة واستهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” شمالي البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • شاهد| بيان القوات المسلحة بشأن استهداف هدف في منطقة يافا المحتلة وآخر في منطقة عسقلان المحتلة واستهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” شمالي البحر الأحمر
  • الحوثي تكشف تفاصيل تنفيذ عمليتين ضد الاحتلال في تل أبيب وعسقلان
  •  التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية