بقلم : حسين الذكر ..
لم يبق سلاح إلا وحملوه على طريق البحث عن اللادغة القاتلة التي اغتالت طفلاً بعمر الورود من أهل المدينة ، ونشرت الذعر في كل أرجائها .. بعضهم قال : ( إني رأيتها حمراء قانية كلون الدم الذي سرى بعروق ضحيتها ) .. فيما قال آخر : ( يا إلهي إنها سوداء مخيفة كلون الظلام الغاسق بقلوب الخائفين ) .
بعد آلاف السنين ، وجدوا طفلاً آخر قد فارق الحياة ، مع أن جسده أبيض ناعم طري لم يخدش ، ولم ينزف دماً، ولم يجرح ، ولم يظهر عليه أي أثر لتعذيبٍ أو إطلاق رصاص أو لدغ .. ظلوا حائرين بهوس المعنى وهاجس الأفعى .. كل التفسيرات تحوم حول تلك الرقيطة التي تجيد تغيير ألوانها وتعدد أساليبها مع كل المواسم والظروف .. الشبهات قد تلبستها حد اليقين لكن لا أحد يجرؤ على نطق الحقيقة، فالحرباء بقمة شهرتها، وتعيش منتشية في ظل مملكتها ..
ظلت قصص الموت تترى على خط مستقيم يعلو الأفق تارات ، وينزل في الزنزانات تارات أخرى بأغلب أحيانه .. يتعرج مع كل مستجدات، يتلون بكل العبارات ، يتلبس معاطف مزكرشة مجلببة ملونة … لكنها لم تدرك حقيقة ذلك الهاجس الغائص حد اليقين في نفوس أهل المدينة المنكوبة ..
إنه من فعل الرقطاء لا غيرها .. هكذا صرخ والد حزين فجيع .. ردت الجموع : ماذا نفعل إذا كان القتل واللدغ وسلب الأرواح من أهم غرائزها التي لا تستطيع تغييرها بتربية أو حكمة أو موعظة ، ولا تثنيها عن ذلك حتى العقوبات القاسية ؟!
بعد سنين طويلة شوهدت الأفعى حية تسري على جدار أحد البيوت، بدت مسالمة جميلة بمنظرها الزاهي، لم تلتفت إلى أحد برغم كل ما أُحيط حولها من ضجيج وتهديد .. إلا أنها ظلت محافظة على هدوء واثق الخطى ، مطمئنة كأنها لا تعبأ بدعواهم، ولا تهتم بأكاذيب اتهاماتهم، ولا تخشى ما يبطنون من نوايا بدت واضحة من زخم المحتشدين وعويل الثائرين .. قرروا أن يرسلوا أحد شجعانهم ؛ ليضرب ( بالمليان ) بلا رحمة .. وقد تقدم زائرا تحت تصفيق وتشجيع وأنشودة الثار المتعالية بين الجموع .. رفع سلاحه ، امتطى نفسه، ارتفع صياحه ، أنزل أول ضربة هوى الحائط من وقعها ، إلا أن الأفعى ظلت تسير بتؤدة غير معهودة كأن شيئاً لم يكن .
شعر بإهانة الموقف ، بعضهم ضحك ، وآخرون هزئوا به .. اشتد غضبه ، صب جامه على ظل الأفعى التي بدأت تتحرك بخطوات أسرع .
هدت ضربته الثانية باب الدار ، وأفزعت الطيور في أعشاشها والأطفال في مهدهم ، والأموات في أجداثهم .. إلا أن الحية ظلت وفية لمبادئها الحرباوية ، لم تلتفت إلى هذا الوغد اللاهي لمحو خط مسار خريطتها الأزلي .
بعد أن أعياها التعب والمطاردة ، أزاحوه كي تتطوع مجموعة من ثائري الجمع الغفير لإتمام المهمة .. تسلقوا الجدران .. عبثوا بأمن السطوح ء وقطعوا الأغصان ، وحجبوا ضوء الشمس ؛ كي تسهل عملية الاغتيال ، وإلقاء القبض تحت جنح الظلام .. بدوا كأنهم أفاعٍ تسير خلف أفعى كأمهم في الميدان .. خجلوا مما هم فيه ، بدت علامات العجز تختلج أنفاسهم الرعديدة .. تراجع البعض، بينما تقدم احدهم بنزق ، ومراهقة غوغائية واضحة .. حاول اللحاق بها قبل أن تدخل جحراً لا يمكن أن يدركوه .. ارتمى بكل ثقله ، استشعر الاستغاثات والتوسلات الجماهيرية لذبح الأفعى .. أمسك بها لكنها ظلت تتلوى بين كفيه لم يعد يملك قدرة تحديد مكامن الرأس الذي يحتوي فيه مركز القرار والحياة والممات .. انتزع سيفه، رمى غمده ، نزع غطاء رأسه ، علت أصوات المهللين أن النصر آت لامحالة .. غرز سيفه في أعماق الامتداد الأفعواني الذي تمدد أكثر مما كان عليه حتى التف والتف على نفسه ، لم تعد تلك الحية الناعمة كما بدت بأول لحظات المطاردة .. ها هي ذي الآن تنين يجيد فنون الحوار .. غلبت أهواء الناظرين، وخذلت المتطوعين الذين ولوا فارين مذعورين من قدرة الحرباء على التلون والإفلات من الموت .. قال كبير لهم : لا تتعبوا أنفسكم فقد قتلناها منذ أول صرخات ثائرة لطفل عصر البداوة ، وها نحن نلتمس نتاجات الفرح في عصور ما بعد العولمة .
لم أستسغ كلماته ، ولم أعِ شيئاً من مفرداته .. فحكاية الموت والاغتيال والمطاردة بدت ضعيفة السيناريو واهية الحجة حد السخف .
رحت أبحث عن تعليل للهرج والمرج السائدين بعبثية الموت والاغتيال ومحاولات الثأر المزعومة المنتشرة بين نفوس أهل المدينة بأخلاق متدنية ، وإن غُطيت بمبررات وحجج حرباوية ، لم أجد تفسيراً لكني أصبت بدهشة ذعر وفرح غامرين معاً .. حينما وجدت الأفعى تداعب ذلك الصبي القتيل ، وكأنهما وُلدا معاً بزي جميل لا يستقطب أنظار الأميين والجهلة من ملدوغين ولادغين !! حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ما هو النبات الذي يجلب الحظ؟
تعتبر النباتات من أهم عناصر التصميم الداخلي سواء في المكاتب والمنازل والمطاعم والمقاهي وغيرها من الأماكن المغلقة؛ فهي تضفي جمالية ورونق وحياة على المكان، إذًا سنعرفكِ اليوم في هذا المقال على أجمل النباتات التي تجلب الحظ، من أشهر هذه النباتات:
ما هو النبات الذي يجلب الحظ؟فيما يأتي نتعرف على مجموعة مميزة من نباتات المنزلية التي يمكنك إضافتها إلى ديكور غرف المعيشة والتي تجلب الحظ:
نبات البامبو أو ما يسمى الخيزران، حيث يُعتبر من أكثر نبات يجلب الحظ، ويقال أن عدد السيقان يؤثر على نوع الحظ الذي يجلبه، مثلًا ثلاثة سيقان للحظ العام وسبعة سيقان للثروة.نبات الزهور الجهنمية هي نباتات متعرشة خشبية ذات عادة التسلق ومن فوائدها أنها تعزز من الطاقات الإيجابية ويجلب التفاؤل والأمل.نبات السرو يعد هذا النبات هو رمز للحماية والنجاح، ويساعد في تحقيق الأحلام والطموحات.نبات السانسيفيريا أو ما يسمى جلد النمر ويُعتبر من أفضل النباتات المنزلية لأنه يساعد في تنقية الهواء، ولها قدرة على جلب الحظ والتوازن في الحياة.نبات الأربع أوراق أو ما يسمى البرسيم، يعتبر هذا النبات من النباتات التي تجلب الحظ السعيد، وخاصة عندما يكون له أربع أوراق بدلاً من ثلاثة أوراق.نبات الصبار من النباتات التي تُجلب الحظ السعيد والحماية وأيضاً درع ضد الطاقات السلبية.نبات الأوركيد هو من النباتات التي تجلب الحظ السعيد وتُعتبر رمز جيد للجمال والرفاهية.ماهي النباتات التي تجلب النحس؟الجاردينا
الروزمارى
الاوريجانوا
الالوفيرا
اللافندر
الأوركيد
الياسمين
البوتس
البامبو
نبتة كراسولا، تعتبر من النباتات التي لا تحتاج إلى الكثير من الرعاية والعناية كما لا تحتاج إلى وعاء كبير، من الأفضل وضع هذه النبتة على الجانب الأيمن من مدخل المنزل وفي الجزء الشمالي من المنزل، وإذا وضعت في وعاء كبير فإنها سوف تنمو بشكل كبير وغير مسيطر عليه.
كلمات دالة:ما هو النبات الذي يجلب الحظ؟نبتة منزلية تجذب المال كالمغناطيس تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن