تطور ثوري.. جراحة عن بُعد باستخدام أدوات ألعاب الفيديو
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
نجح باحثون سويسريون وصينيون في إجراء أول جراحة تنظير مغناطيسي عن بُعد باستخدام مقبض ألعاب الفيديو الإلكترونية، تمت الجراحة على مسافة 9300 كيلومتر، حيث تمكن الفريق من أخذ خزعة من جدار معدة نموذج لحيوان الخنزير، يمثل هذا الإنجاز تقدماً كبيراً في تكنولوجيا الجراحة عن بُعد، مما يفتح آفاقًا جديدة لإجراء العمليات الجراحية دون الحاجة إلى التواجد الفعلي في نفس المكان.
وشارك في الإنجاز الطبي الأول من نوعه في العالم، جرّاحون من "المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا"، بالتعاون مع كلية الطب بجامعة هونغ كونغ الصينية، وفقاً لموقع "أن دي تي في" الهندي.
فيديو يوثق مراحل المهمةووثق الأطباء إنجازهم العلمي فيديو نُشر على يوتيوب قبل أيام، ويظهر فيه طبيب حاضر في غرفة العمليات بهونغ كونغ للإشراف على التنفيذ، وأخصائية جراحية موجودة في زيوريخ بسويسرا، تقوم بالعملية عن بُعد.
نفذت الأخصائية مهمتها من خلال "مقبض التحكم في الألعاب الإلكترونية"، فيما ساعد الطبيب الموجود في هونغ كونغ أيضاً عبر جهاز عن بعد يساعد على توصيل المعدات الآلية إلى جدار المعدة الحيوانية.
وفقاً للتوضيح المرفق بالفيديو على يوتيوب، تسلط هذه التجربة الناجحة الضوء على القدرات المستقبلية لتكنولوجيا التنظير المغناطيسي عن بُعد، ما يسهل عمليات تشخيص الأمراض والجراحات الطارئة في المناطق النائية.
أوضحت الدكتورة شانون ميليسا تشان، الأستاذة المساعدة في قسم الجراحة بجامعة هونغ كونغ أن هذه التكنولوجيا ستمنح الفرصة للملايين من المرضى في جميع أنحاء العالم بالحول على تشخيص وعلاج سرطان الجهاز الهضمي في الوقت المناسب.
وذكرت أن الخطوة التالية من البحوث المتركة بين الصين وسويسرا، تتمثل بإجراء التنظير المغناطيسي على المعدة البشرية، لاكتشاف الأمراض السرطانية وسواها من الأمراض المعوية.
أما رئيس معهد الروبوتات والأنظمة الذكية في زيوريخ البروفيسور الدكتور برادلي نيلسون، فأكد أن هذه التقنية لن تقتصر على الجهاز الهضمي، بل ستشمل نظام الأوعية الدموية العصبية، وحتى جراحات الخاصة بالأجنّة.
وكشف أن عملية أخذ خزعة من المعدة تمت في زمن قياسي، لم يزد عن 300 مل/ثانية، وهو ما سيساهم مستقبلاً بإجراءات الجراحات عن بُعد لرواد الفضاء وسكان المناطق النائية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا صحة الطفل
إقرأ أيضاً:
أول رضيع ينجو من مرض مميت بفضل علاج جيني ثوري!
شمسان بوست / متابعات:
نجح رضيع بريطاني في قلب الموازين الطبية بعد أن أصبح أول حالة في العالم تتلقى علاجا جينيا فريدا لمرض وراثي نادر يعرف بـ”عوز الأورنيثين ناقل الكربامويل” (OTC).
وهذا الإنجاز العلمي الذي تم في مستشفى غريت أورموند ستريت في لندن، يفتح باب الأمل أمام عشرات العائلات التي تعاني من هذا الاضطراب الوراثي الخطير.
وتم تشخيص حالة الطفل توماس البالغ من العمر 14 شهرا بعوز الأورنيثين ناقل الكربامويل عندما كان عمره بضعة أسابيع، ليصبح واحدا من بين 15 حالة فقط يتم تشخيصها سنويا بهذا المرض الجيني النادر.
ويحدث عوز الأورنيثين ناقل الكربامويل عندما تتراكم الأمونيا السامة (تنتج عن تكسير البروتينات في الجسم) في دم الشخص. وعادة ما يتم معالجة الأمونيا في الكبد وإخراجها عبر البول، لكن المرضى الذين يعانون من هذه الحالة لديهم نقص جيني في البروتين المسؤول عن إزالة سموم الأمونيا في الكبد، ما يؤدي إلى تراكمها بكميات سامة.
ويمكن أن يسبب هذا النقص مضاعفات تهدد الحياة مثل تلف الدماغ أو الغيبوبة أو النوبات إذا ترك دون علاج. وقد يشمل العلاج تقليل البروتين في النظام الغذائي وتناول أدوية تعرف بـscavenger therapy، لكن في الحالات الشديدة، لا يكون ذلك كافيا. ويحتاج بعض المرضى، خاصة الذكور الرضع، أحيانا إلى زراعة كبد.
وكان يعتقد أن زراعة الكبد هي الخيار الوحيد لتوماس، حتى تم إدراجه في تجربة العلاج الجيني الرائدة في مستشفى غريت أورموند ستريت (GOSH) في لندن.
وتبدأ أعراض المرض عادة في الظهور بعد الولادة بفترة قصيرة، وتشمل الإرهاق الشديد وعدم القدرة على الرضاعة والقيء. لاحظ والدا توماس أن هناك شيئا غير طبيعي عندما كان عمره أسبوعا واحدا فقط.
وقالت والدته ماريانا: “أصبح توماس غير مستجيب في المنزل ولم يفتح عينيه، وكان الأمر مرعبا حقا. اتصلنا بسيارة إسعاف، وتم نقلنا إلى المستشفى المحلي. عندما وصلنا لأول مرة، لم يتمكن الأطباء من تحديد المشكلة التي يعاني منها توماس. قضينا اليوم كله هناك، من الصباح حتى المساء، بينما اشتبهوا في وجود عدوى لكنهم لم يكونوا متأكدين. وكان توماس يزداد سوءا، وللأسف لم يتمكن المستشفى من مساعدتنا. عندها نقلنا بسيارة إسعاف إلى مستشفى غريت أورموند ستريت”.
وأضافت: “عندما وصلنا إلى مستشفى غريت أورموند ستريت، أخبرونا خلال ساعة أو ساعتين أن مستوى الأمونيا لدى توماس مرتفع جدا. وقام أطباء المستشفى المشهور بتشخيصه بعوز الأورنيثين ناقل الكربامويل واقترحوا إدراجه في تجربة OTC-HOPE.
وتهدف التجربة إلى اختبار علاج جيني يعطى عن طريق التسريب ليصل إلى خلايا الكبد، ومصمم لاستبدال الجين التالف بنسخة سليمة من جين عوز الأورنيثين ناقل الكربامويل.
وقال الباحثون إن العلاج الجديد، المسمى ECUR-506، يستخدم طريقة مبتكرة لإدخال الجين السليم في موقع محدد بدقة في أحد الكروموسومات.
ويأمل الفريق أن تكون نتائج هذا العلاج مشابهة لنتائج زراعة الكبد لدى مرضى عوز الأورنيثين ناقل الكربامويل، لكن بجرعة واحدة بدلا من عملية جراحية معقدة.
وتلقى توماس العلاج الصيف الماضي. وقالت ماريانا: “بعد ستة أشهر، لم يعد بحاجة إلى الستيرويدات، ويحرز تقدما جيدا. لم يعد بحاجة إلى نظام غذائي خاص أو أدوية scavenger therapy. نحن ممتنون للغاية للمساعدة والدعم الذي تلقيناه من الأطباء والممرضات في مستشفى غريت أورموند ستريت. كنا نعتقد أن زراعة الكبد هي الخيار الوحيد لتوماس، وأن العملية ستكون صعبة. نحن سعداء جدا لأنه تلقى العلاج الجيني، لقد كان الأمر مذهلا. احتفلنا مؤخرا بعيد ميلاده الأول”.
من جانبه، قال الدكتور جوليان باروتو، الباحث الرئيسي في الدراسة واستشاري طب التمثيل الغذائي في مستشفى غريت أورموند ستريت: “نحن سعداء برؤية تقدم توماس منذ تلقيه العلاج الجيني .. آمل أن يستمر توماس في هذا المسار المشجع، وأن يحظى الرضع الآخرون المشاركون في هذه الدراسة بتجارب مماثلة. وعلى حد علمنا، هذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها رضيع علاجا جينيا موجهاً للكبد. قد تفتح هذه التكنولوجيا الجديدة آفاقا جديدة لعلاج الرضع المصابين بأمراض كبدية جينية شديدة”.