في الذكرى الـ23.. كيف كشف هجوم 11 سبتمبر وجه أمريكا الحقيقي؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
يحيي الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته المرشحة في الانتخابات الرئاسية كاملا هاريس الأربعاء الذكرى السنوية الـ 23 لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر على الولايات المتحدة، بزيارة المواقع الثلاثة التي اصطدمت بها الطائرات عام 2001، وأسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص.
ومن المقرر أن يستهل بايدن وهاريس يومهما بزيارة إلى الموقع الذي أسقطت فيه الطائرتان، برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.
ومن المزمع أن تتوجه هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة إلى نيويورك بعد مناظرة منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في فيلادلفيا مساء الثلاثاء، مع تبقي ثمانية أسابيع فحسب قبل انطلاق انتخابات الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر.
ووفقًا للرواية الرسمية الأمريكية في 11 أيلول / سبتمبر 2001، استولت مجموعات صغيرة على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها في استهداف عدد من المبان المهمة والسيادية في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي مدينة نيويورك.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأصيب العالم بشكل عام والأمريكيون بصفة خاصة بصدمة كبيرة بعد استهداف طائرتَي ركاب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كونه أول هجوم على الأراضي الأمريكية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية سنة 1940.
حملة دولية
كشف الهجوم عن الوجه الحقيقي لأمريكا من حيث التعامل في الحروب في العراق وأفغانستان واعتقال وتعذيب المدنيين، وبدأت الإدارة الأمريكية بتنفيذ حملة دولية للقضاء على تنظيم "القاعدة" وجميع الدول التي قالت إنها "توفر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية" عقب هجوم 11 أيلول / سبتمبر.
وقال الرئيس جورج دبليو بوش في خطاب أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي "من اليوم فصاعدًا، ستَعُد الولايات المتحدة أي دولة تؤوي الإرهاب أو تدعمه أنها نظام مُعادٍ"، معلنًا وضع بلاده في "حالة تأهب للحرب".
أسوأ يوم فى تاريخ أمريكا..
الذكرى الــ 23 لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية
تمر اليوم، الثلاثاء، الذكرى الثالثة والعشرين لهجمات سبتمبر الإرهابية، أكبر عمل إرهابى داخل الأراضى الأمريكية، وأسقط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل فى هجمات متزامنة على برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك بطائرتين تم… pic.twitter.com/zzcjRXHtzH — Mohamed Gaber (@45mogaber45) September 11, 2024
وأعلنت أمريكا أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو العقل المدبر للواقعة وفي السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2001، بدأت الإدارة الأمريكية عملية عسكرية ضد حكومة طالبان الأفغانية بعد رفضها تسليمه، وخلال شهرين، تمكنت قوات الولايات المتحدة وحلفائها من إسقاط نظام حكم "طالبان".
أفغانستان
سيظل هروب القوات الأمريكية من أفغانستان عاراً أسود في التاريخ الأمريكي بشكل خاص والغربي عموما امريكا لا تفعل شي لله
pic.twitter.com/XT8tjHden0 — mohamed mahmoud (@mahmoudm18) September 10, 2024
الحرب في العراق
فبعد أقل من عامين من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، بدأت الحرب في العراق في آذار / مارس 2003، إذ قادت واشنطن تحالفا دوليا أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين (1979-2003)؛ بزعم تطويره أسلحة دمار شامل وارتباطه بتنظيم "القاعدة"، وهي ما اتضح لاحقا أنها مبررات كاذبة.
ومحاولا تبرير الحرب على العراق، قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قبل شهر من الغزو: "كل تصريح أدلي به اليوم مدعوم بمصادر موثوقة، ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة".
صفحات التاريخ لن تنسى جرائم #أمريكا في #العراق والكثير من البلدان الإسلامية والعربية الأخرى، ولله مرت علينا ليالي وأيام صعبة للغاية حيث فقدنا أهلنا في #الفلوجة جراء القصف العدواني على بيوتنا #كاريزما53 #لبنان #موسم_الرياض pic.twitter.com/qGkhtBE72a — العراق الرشيد (@Iraqalrashid90) August 28, 2024
لكن لم يتم العثور على أي أسلحة كيميائية ولا بيولوجية في العراق، رغم تحقيقات مكثفة أعقبت القضاء على صدام وجيشه، ليعلن باول لاحقا أن خطابه في مجلس الأمن كان "أكبر شي ندم عليه" خلال عقود من عمله في الخدمة العامة.
وعقب الإطاحة بصدام، شهد العراق أعمالا عدائية دموية متقطعة استمرت حتى انتهاء الاحتلال الأمريكي عام 2011.
غوانتانامو والتعذيب
مع اندلاع الحربين في أفغانستان والعراق، كانت معركة أخرى تدور تحت السطح شملت عمليات ترحيل سرية لمشتبه بهم في قضايا إرهاب تعرضوا لتعذيب وحشي في مواقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والسجن العسكري الأمريكي سيئ السمعة في خليج غوانتانامو بكوبا.
بمثل هذا اليوم 11/2/2003
ديك تشيني يعلن وصول نحو 200 ألف جندي أميركي للشرق الأوسط، استعدادا لبدء غزو العراق إلى جانب 45 ألف جندي بريطاني وألفي جندي استرالي ومئات الجنود البولنديين
مساء اليوم ذاته أعلنت بغداد التصدي لطيران أميركي في البصرة والسماوة
الاحتلال الذي ذبح مئات آلاف… pic.twitter.com/98U5Gs6sDA — عثمان المختار (@othmanmhmmadr) February 11, 2024
وفي 2014، أصدرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي تقريرا يتألف من أكثر من 500 صفحة انتقدت فيه تصرفات وكالة الاستخبارات ضمن برنامج الاعتقالات بشأن الإرهاب ومحاولتها التقليل من مدى الانتهاكات والكذب بشأن فاعلية البرنامج.
وكتبت رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين في التقرير: "قرر موظفو وكالة الاستخبارات المركزية، بمساعدة اثنين متعاقدين خارجيين، بدء برنامج للاعتقال السري إلى أجل غير مسمى واستخدام أساليب الاستجواب الوحشية في انتهاك لقيمنا وللقانون الأمريكي والتزامات المعاهدات".
ومسلطا الضوء على انتهاكات ممنهجة واسعة النطاق ارتكبها ضباط الوكالة الأمريكية، رصد التقرير ممارسات تعذيب شملت الإيهام بالغرق، ووضع المعتقلين في أوضاع مجهدة لفترات طويلة، والحرمان من النوم والتغذية القسرية.
مقتل بن لادن
بعد حوالي 10 سنوات من عزو الولايات المتحدة لأفغانستان، تمكنت واشنطن من قتل بن لادن، حيث كان يقيم في مدينة أبوت آباد الباكستانية، على بعد أقل من ميل واحد من أكاديمية عسكرية رائدة في البلاد.
ففي في 2 أيار/ مايو 2011، عبرت طائرتا هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" الحدود الباكستانية، وحلقتا على ارتفاع منخفض من منزل بن لادن، حيث أنزلت قوات من العمليات الخاصة الأمريكية اقتحمت مكان إقامته وقتلته وأخذت جثته للتأكد من هويته.
"ما تذوقُه أمريكا اليوم، هو شيء يسيرٌ ممَّا ذُقناه منذ عشرات السّنين، أمتنا يُقتل أبناءها، وتُسفك دماءها، ويُعتدى على مُقدساتها، وتُحكم بغيرِ ما أنزل الله. لن تحلم أمريكا ومن يعيش فيها بالأمن والأمان حتى نعيشه واقعًا في فلسطين."
• أبو عبدالله بن لادن تقبَّله الله pic.twitter.com/b2w8dNlXH7 — ???????????????????? ???? (@Layan1948) September 10, 2024
وبعد التأكد من هويته، دُفن جثمان بن لادن في مكان ما شمال مياه بحر العرب. وتعتبر الولايات المتحدة قتل بن لادن أهم انتصار لها في حربها على الإرهاب.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الهدف من دفنه في البحر هو الحيلولة دون تحول قبره إلى مزار ولئلا تصبح جثته رمزا للتبجيل أو مصدر إلهام لمتشددين.
إجراءات السفر
وبعد 11أيلول / سبتمبر 2001، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق مجالها الجوي، في محاولة لوقف المزيد من الهجمات المحتملة، مما تسبب في تغير إجراءات السفر بعد الهجوم وشكل نقطة تحول على مستويات عديدة، وخاصة في مجال الأمن.
وكان السفر أكثر بساطة ويستغرق وقتاً أقل قبل الأحداث، حيث كانت الإجراءات الأمنية سريعة، وتديرها شركات خاصة في الولايات المتحدة تعاقدت معها المطارات المحلية، وكان بإمكان أصدقاء وعائلات المسافرين مرافقتهم حتى بوابة الطائرة لوداعهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية 11 سبتمبر تنظيم القاعدة أسامة بن لادن امريكا امريكا 11 سبتمبر تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی العراق فی مدینة pic twitter com بن لادن
إقرأ أيضاً:
الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!
يمانيون../
فرضت المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة وقوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – الغربي والعربي المدافعة عن “إسرائيل”، لأكثر من 14 شهراً، معادلات جديدة في المنطقة، وهذا التساؤل؛ ماذا يعني إسقاط الطائرات الأمريكية “MQ-9 Reaper” في اليمن!؟
الجواب وفق تقرير خبراء “المجلس الأطلسي للأبحاث الدولية”، أكد تطوّر قدرات الأسلحة الدِّفاعية والهجومية اليمنية، وتمكنها من إسقاط 14 طائرة أمريكية بدون طيار نوع “MQ-9″، التي تعتبر رمز قوة سلاح الجو والعمود الفقري للولايات المتحدة.
المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، تمتلك 10 مراكز بحثية تهتم في شؤون الأمن والاقتصاد بالعالم، ولها تأثير على الساحة الدولية، أكد أيضاً كشف أنظمة الدفاع اليمنية ضعف قدرات طائرات “إم كيو 9″، وأضعفت التفوّق القتالي لجيش واشنطن.
دقّة غير مسبوقة
وقال: “تشكِّل عمليات إسقاط الطائرات الأمريكية نقلة نوعية في الأداء العسكري للدِّفاعات اليمنية في مهارات التصويب والاستهداف بدقّة غير مسبوقة في معركة إسناد غزة، بشكل يلفت اهتمام الباحثين الإستراتيجيين والعسكريين الأمريكيين”.
وأضاف: “تلك الضربات اليمنية ليست مجرد نجاح تكتيكي، بل تحمل أبعاداً إستراتيجية مهمة، أدت إلى إضعاف أنظمة الاستخبارات والاستهدافات الأمريكية، وحدّت من قُدرات واشنطن على تنفيذ عمليات دقيقة في المنطقة، كما شكَّلت ضغطاً متزايداً على كفاءة تفوِّقها الجوي”.
مخاطر عمليات الإسقاط
في السياق، اعتبر موقع “أتلانتك كانسل” نجاح اليمنيين في إسقاط طائرات “ريبر أم كيو 9” الأمريكية يمثل ضربة لأنظمة الاستخبارات والاستهداف للجيش الأمريكي وحلفائه في المنطقة.
“أتلانتك كانسل”، وهو موقع أمريكي متخصص في الدراسات الجيوسياسية والعسكرية، حذَّر من مخاطر إسقاط المسيّرات الأمريكية المتطوّرة بوصول تقنياتها إلى خصوم الولايات المتحدة.
وفق الخبراء بالنسبة للقوات اليمنية، تحمل عمليات الإسقاط قيمة رمزية؛ فالخسائر الفادحة، التي ألحقتها في الأسطول الجوي الأمريكي، قد حققت أهدافاً تكتيكية وإستراتيجية ورمزية على المستويين المحلي والإقليمي.
وتكمن عواقب تلك العمليات على طائرات “إم كيو 9″، التي تبلغ تكلفة واحدة منها أكثر من 30 مليون دولار، بكونها تعد مؤشراً سلبياً لامتداد الهجمات اليمنية على الأصول العسكرية لواشنطن إلى ما وراء الحدود.
عمود أمريكا
بالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر طائرات “إم كيو 9” العمود الفقري؛ لدورها اللوجستي المهم وعُمقها التكتيكي في عمليات الرَّصد والتجسس والمراقبة وجمع المعلومات، للعسكريين الأمريكيين، وقدرتها على تحمّل ظروف التضاريس الوعرة في اليمن لأكثر من 24 ساعة، والتحليق بارتفاع 50 ألف قدم.
ومُنذ العام 2002، تنفذ الولايات المتحدة عبر الطائرات بدون طيار؛ مثل “إم كيو 9” عمليات مراقبة وجمع معلومات استخباراتية، وتوجيه ضربات جوية على عملاء ما يسمى “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، بعذر مكافحة الإرهاب.
المحسوم في قناعة عساكر الغرب هو أن قوات صنعاء حوَّلت ضعف قدرات طائرات “إم كيو9” إلى أغنية ساخرة بعنوان “بورت” (أصبحت عديمة الفائدة).
الخلاصة، تنتهي بنصيحة خبراء البحوث والدراسات العسكرية للولايات المتحدة بعد اكتشاف نقاط ضعف أنظمة الـ”إم كيو 9″، هي أن عليها استغلال هدوء الهجمات اليمنية لتعزيز أنظمة الحماية الذاتية لطائراتها؛ لضمان عدم تعرُّضها للهجمات؛ وخوفاً من استغلال خصومها.
السياســـية – صادق سريع