في المناظرة... كيف أصبح ترامب عدواً لنفسه؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
يرى تشارلز ليبسون، أستاذ العلوم السياسية الفخري بجامعة شيكاغو، أنه في حال انتخاب كامالا هاريس رئيسة، فإن فوزها سيعود إلى أدائها في المناظرة التي جرت في فيلادلفيا ليلة الثلاثاء.
كانت إجاباته غاضبة ودفاعية ومطولة وغير منضبطة
ويشير ليبسون إلى أن إجابات هاريس، رغم غموضها في بعض الأحيان، كانت ملهمة وموجهة نحو المستقبل.
وذكر تشارلز ليبسون في مقال نشره في مجلة "سبكتيتور" أن كامالا هاريس أظهرت مستوى عالٍ من المهارة السياسية خلال المناظرة، حيث نجحت في تجنب التورط في التصريحات الأكثر تطرفاً التي أدلت بها في الفترة ما بين 2019 و2020، والتي غالباً ما تنكرها الآن.
وأضاف ليبسون أنه كان بإمكان ترامب استغلال هذه التصريحات ضدها، لكنه نادراً ما فعل ذلك، مما أتاح لهاريس فرصة للتألق دون ضغط كبير.
موقف ذكيفي مقالته، أشار تشارلز ليبسون إلى أن كامالا هاريس نجحت بشكل فعال في ترسيخ موقفها المؤيد لحقوق المرأة في الاختيار، ووجهت انتقادات حادة لدونالد ترامب على موقفه من هذه القضية.
ورغم أنها أخطأت في التعبير عن آرائه بشأن التلقيح الصناعي، إلا أن ترامب سارع إلى تصحيحها.
كما أشادت هاريس بقانون الرعاية الصحية الذي أقره باراك أوباما (أوباما كير)، وهو موقف شعبي على المستوى الوطني، وربطته بتصويت السناتور جون ماكين، مما يعد حركة ذكية في ولاية أريزونا المتأرجحة.
والأهم من ذلك، أظهرت هاريس قدراتها القيادية والسيطرة التي يتوقعها الناخبون من الرئيس، وأثبتت من خلال أدائها أنها مستعدة لتولي منصب القائد الأعلى، وهو الهدف الأساسي الذي سعت لتحقيقه في المناظرة.
على النقيض من أداء كامالا هاريس، أضر دونالد ترامب بنفسه خلال المناظرة من خلال إظهاره الغضب والدفاعية، وهي صفات قد تجذب أنصاره، لكنها تنفر الديمقراطيين والمستقلين، خاصة النساء.
ورغم ذلك، تمكن ترامب من التركيز على بعض القضايا الأساسية التي تكسبه تأييداً، مثل الهجرة والجريمة والحروب الطويلة.
كما قدم حجة قوية بأنه سيعزز التكسير الهيدروليكي، وهو موضوع مهم في ولاية بنسلفانيا، زاعماً أن إدارة هاريس ستوقف هذه العملية، رغم نفيها لذلك.
مع ذلك، كانت نقاط ترامب كثيراً ما تضيع بسبب المبالغات والانفعالات، مما أفقده فرصة استغلال حجة مركزية: "هل أنت أفضل حالاً الآن مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟".
وبدلاً من أن تكون هذه النقطة محور نقاشه، ضاعت في التفاصيل الصغيرة. من جهتها، قلبت هاريس المعنى لتشير إلى أن خصمها كان يدير حملة تركز على الماضي.
Say what you will. Trump lost this debate.
He never smiled. He never connected w/the Camera (the public).
He sounded like an old Get Off My Lawn Angry Biden.
It was Awful. Will the public see through it?
Doubtful. They’re pretty stupid. All the betting markets are on KH. https://t.co/pxZDqvaeMG
كانت أقوى لحظات دونالد ترامب خلال المناظرة عندما طرح سؤالاً موجهاً لنائبة الرئيس كامالا هاريس في بيانه الختامي، قائلاً: "إذا كانت لديكِ كل هذه الأفكار الرائعة، فلماذا لم تنفذيها خلال السنوات الثلاث والنصف التي شغلتِ فيها أنتِ وبايدن منصبيكما؟" كانت هذه نقطة قوية، لكنها لم تستغل بشكل كامل. بدلاً من التأكيد عليها وتقديم أدلة قوية تتعلق بالهجرة والتضخم والدخل الحقيقي وإعادة بناء الجيش، ترك ترامب الحجة تتلاشى.
بدلاً من التركيز على هذه النقاط، عاد إلى نوبات الاستنكار والمبالغات التي تمكنت هاريس من وصفها بالفعل بأنها أفعال متكررة ومتعبة، مما أفقد ترامب الفرصة لتقديم حجج أكثر إقناعاً.
ليست استراتيجية رابحة وإذا كان الموضوع الرئيسي لهاريس هو أن رئاسة ترامب الثانية ستنحصر في النظر إلى الماضي، فإن الرئيس السابق قدم لها الكثير من المواد لتستخدمها. عندما سُئل عما إذا كان قد فاز في انتخابات 2020، كان ينبغي له أن يقول شيئًا مثل: "لدي بعض الآراء حول ذلك، ولكن ما أريد التركيز عليه، مثل الناخبين في جميع أنحاء أمريكا، هو الانتخابات المقبلة. أريد أن أشرح كيف سأجعل أمريكا أكثر ازدهارًا وسلامًا ولماذا منافستي لن تتمكن من تحقيق ذلك."
بدلاً من ذلك، ظل ترامب متمسكاً بسردية الماضي، مما عزز حجة هاريس بأن حملته تركز بشكل أساسي على الماضي، وليس على القضايا الحالية أو المستقبلية التي تهم الناخبين.
So ..... I don't know how strong Donald Trump won the debate, (By the way, he's winning every poll as usual), but kamala definitely lost it. https://t.co/pXq0a1CgMJ
— Joel m. ???????????????? (@realjoemor) September 11, 2024بدلاً من هذا، قرر ترامب إعادة التنازع بشأن انتخابات 2020. كان يبشر جوقته من الجمهوريين، وينفر الناخبين المترددين ويستسلم لشعوره بالضحية. إنها ليست استراتيجية مناظرة رابحة.
إهدار مكلفوفقاً للأستاذ الجامعي، لم تكن مشكلة ترامب الرئيسية هي المديران المتحيزان للمناظرة، ولا حتى أداء هاريس السلس والقوي. كانت مشكلته الأكبر هي نفسه. فقد كانت إجاباته غاضبة ودفاعية وطويلة وغير منضبطة، وكأنه يخاطب تجمعاً من أنصاره المخلصين، وليس ملايين الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد.
وهذا الأداء المتهور سيكلف ترامب كثيراً، حيث أضاع أفضل فرصة له خلال الحملة الانتخابية وسيضطر لبذل جهود مضاعفة للتعافي.
في المقابل، قامت كامالا هاريس بما هو عكس ذلك تمامًا، حيث استغلت الفرصة في فيلادلفيا وفازت بالمناظرة بسهولة، مما عزز فرصها في الحصول على الفوز الأكبر في الانتخابات المقبلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس ترامب الانتخابات الأمريكية هاريس ترامب کامالا هاریس فی المناظرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يزعم: هاريس غير مؤهلة للتعامل مع الزعماء الأجانب إذا فازت بالانتخابات وسيموت الملايين
(CNN)-- قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي في ولاية ويسكونسن، الجمعة، إنه إذا فازت نائب الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية، فلن تكون قادرة على "التعامل" مع الزعماء الأجانب مثل الرئيس الصيني، شي جينبينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وادعى الرئيس السابق أن "ملايين الأشخاص سيموتون. سوف تموتون".
وقال ترامب خلال تجمع لحملته الانتخابية في ميلووكي بلاية ويسكونسن: "إذا لم تستطع التعامل خلال مقابلة، فلن تتمكن من التعامل بالتأكيد مع الرئيس الصيني، شي جينبينغ، والرئيس بوتين. لا يمكنها التعامل مع أي شيء. فهي غير مجهزة لذلك. إنها ليست رئيسة. سوف تُصاب بالإرهاق والانهيار وسيموت الملايين من الناس. سوف تموتون. هذا ليس حدثا خيريا. هذه انتخابات لأكبر وأصعب وظيفة في أي مكان في العالم".
ويدعي ترامب بشكل منتظم أنه إذا لم يفز في الانتخابات، فسوف ينزلق العالم إلى حرب عالمية ثالثة، وستكون الولايات المتحدة أقل أمانا إذا فازت هاريس في الانتخابات.
ويستخدم ترامب بشكل متزايد الخطاب المظلم والمثير للتخويف خلال حملته الانتخابية، بينما يحاول رسم صورة لما يقول إن رئاسة هاريس ستبدو عليه.