نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي وجود اتفاق، حتى الآن، على خطوط عريضة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، مشددا على أن المفاوضين لا يزال أمامهم طريق طويل ليقطعوه، وذلك بعد يومين من تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن اتفاق أمريكي سعودي على تلك الخطوط، والتي تتضمن مطالب للرياض من واشنطن وتل أبيب.

وقال كيربي، في تصريحات للصحفيين: "لا توجد مجموعة متفق عليها من المفاوضات، ولا يوجد إطار عمل متفق عليه لتقنين التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا وأصدقاؤنا في المنطقة".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن المفاوضين لم يطرحوا بعد أفكارًا محددة مع القادة الإسرائيليين، مردفا: "في الوقت الحالي، لا نعرف حتى من أين نبدأ، ولا نزال نتعامل مع القضايا الأساسية، لذلك يبدو أنه من السابق لأوانه حتى مناقشة الأمر".

اقرأ أيضاً

المفاوضات جارية.. البيت الأبيض ينفي قرب التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل

ومضى هنجبي بالقول إن لديه "ثقة كاملة" في أن "أيًا كان ما ستقرره الولايات المتحدة" بشأن هذه القضية سوف يعالج المخاوف الإسرائيلية.

وكانت "وول ستريت جورنال" نشرت تقريرا، الأربعاء الماضي، ترجمه "الخليج الجديد" حينها، قالت فيه إن الولايات المتحدة والسعودية توصلتا إلى "خطوط عريضة" لإبرام صفقة (تطبيع) تعترف بموجبه المملكة الخليجية بإسرائيل نظير عدة مطالب رئيسية لا تزال محل تفاوض حتى الآن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن اتفاق التطبيع السعودي مع إسرائيل سيكون مقابل تنازلات تقدمها الأخيرة للفلسطينيين في حين تحصل الدولة الخليجية على ضمانات أمنية أمريكية قوية ومساعدة نووية مدنية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية "تفاؤلا حذرا" بشأن التوصل إلى تفاصيل أدق للصفقة التي قد تكون أهم "اتفاق سلام" بالشرق الأوسط، خلال فترة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا من الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضين انتقلوا الآن إلى مناقشة تفاصيل التطبيع، بما في ذلك تلبية المطالب السعودية والتي تتضمن الحصول على مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير برنامج نووي مدني وتقديم ضمانات أمنية قوية.

كما يسعى السعوديون للحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل من شأنها أن تساعد في تعزيز إعلان قيام دولة فلسطينية.

اقرأ أيضاً

وزير فلسطيني: نتنياهو يريد تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية بأي ثمن ومستوى

ونقلت الصحيفة عن أحد كبار  المسؤولين الأمريكيين قوله إن : "هناك خطة عمل لاستكشاف العناصر  الممكنة المكونة للاتفاق واختبار الحدود الممكنة لإبرامه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقابل تقديم تنازلات أمريكية كبيرة، تحاول إدارة بايدن الحصول على تأكيدات سعودية بأنها ستنأى بنفسها - اقتصاديًا وعسكريًا - عن الصين.

وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن الإدارة الأمريكية يمكن أن تسعي للحصول على تأكيدات سعودية بعدم السماح للصين ببناء قواعد عسكرية في المملكة - وهي قضية أصبحت نقطة حساسة خاصة بين إدارة بايدن والإمارات.

وقالوا المسؤولون إن المفاوضين قد يسعون أيضًا إلى فرض قيود على السعودية باستخدام التكنولوجيا التي طورتها شركة هواوي الصينية والتأكيدات بأن الرياض ستستخدم الدولار الأمريكي، وليس العملة الصينية ، لتسعير مبيعات النفط.

ومن المتوقع أيضًا أن تبحث الولايات المتحدة عن طرق لإنهاء الخلاف على أسعار النفط مدفوعًا بتخفيضات الإنتاج المتكررة في السعودية.

وتحدثت الصحيفة عن تضاؤل صبر السعودية إزاء الانقسام الفلسطيني، لكن هذا لا يمنع رغبة الرياض في الحصول على تنازل ذي مغزى من تل أبيب فيما يخص القضية الفلسطينية، قبل التطبيع، وذلك لدرء انتقادات المنافسين في إيران وتركيا الذين يتطلعون إلى اتهام المملكة بالقضاء على أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، على حد قول الصحيفة، بالإضافة إلى أن القضية الفلسطينية تبقى أيضًا مهمة للناشطين في المملكة وحول العالم.

اقرأ أيضاً

ضابط إسرائيلي: من يظن موافقة السعودية على التطبيع قبل حل القضية الفلسطينية واهم

لكن نتنياهو يبدو غير مستعد إلا لتقديم تنازلات متواضعة فقط للفلسطينيين، وحتى تلك التنازلات المتواضعة يتوقع أن تواجه معارضة من شركائه في الحكومة من اليمين الإسرائيلي، كما تقول الصحيفة.

ومن المتوقع أيضا أن تجد إدارة بايدن صعوبة في تمرير موافقة الكونجرس على المطالب السعودية، قياسا إلى استمرار معارضة أعضائه، لا سيما في مجلس الشيوخ، لتوجهات ولي العهد السعودي منذ أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، علاوة على تحفظ أعضاء على مسألة تقديم واشنطن "تعهدا مقدسا" بالدفاع عن الرياض ضد أي هجوم.

وختمت الصحيفة بالقول إن ولي العهد السعودي، رغم تبنيه مسألة التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، قال مسؤولون سعوديون إنه غير مستعد لإقامة "علاقات دبلوماسية كاملة" مع إسرائيل على غرار مستوى العلاقات مع الإمارات، التي وقعت اتفاقا في عام 2020.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تطبيع السعودية التطبيع السعودي الإسرائيلي صفقة جون كيربي دولة فلسطينية الولایات المتحدة الصحیفة عن

إقرأ أيضاً:

اتفاقية التطبيع بين السعودية وكيان العدو الصهيوني جاهز للتنفيذ

الثورة نت../

مرت منطقة الشرق الأوسط بسلسلة اتفاقيات تطبيع بين كيان العدو الصهيوني ودول عربية رمت بنفسها في أحضان الكيان الغاصب وهي (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، وستكون آخر هذه الدول التي ستنضم إلى قائمة الخزي السعودية والتي كشف مسؤولون أمريكيون أن اتفاق التطبيع معها يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر وأن الاتفاقية جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.

وفي هذا السياق كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد، بحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” الصهيوني، في المقابلة مع “بودكاست”، أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع السعودية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات.. مُشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع السعودية يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.

ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن.. مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.

وحول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر: إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في الكيان الصهيوني إلى مسقط في عمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.

وأضاف: إن التغيرات التي تمر بها دول الخليج اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع الكيان الغاصب، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.

وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة.. قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.

واختتم كوشنر حديثه بالقول: إن التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب.. لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الصهيونية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والكيان الغاصب.. على حد زعمه.

من جهته، ألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن اتفاقية التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.

وقال بلينكن في تصريحات صحفية الجمعة: إن الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني جاهزة للتنفيذ، لكن هناك شرطين لإنجازها.

وصرح بلينكن في هذا الصدد بأن “المحادثات بشأن صفقة التطبيع بين الكيان والسعودية تقترب من تحقيق اختراق، هل هناك اختراق بالفعل؟ وما هو موقع هذه المحادثات اليوم؟”.

وأضاف بلينكن: “أحد الأشياء التي أتذكرها هي أنه في العاشر من أكتوبر قبل عام، كان من المفترض أن أسافر إلى السعودية و”إسرائيل” للعمل على المكون الفلسطيني من صفقة التطبيع هذه.. وبالطبع لم تتم هذه الرحلة بسبب السابع من أكتوبر.. ولكن حتى مع أحداث غزة، واصلنا هذه المحادثات وواصلنا العمل”.

وتابع قائلاً: “فيما يتعلق بالاتفاقيات المطلوبة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فهي جاهزة تماما للتنفيذ ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية.. ولكن هناك شيئين مطلوبين لإنجاز ذلك بالفعل: الأول هو إنهاء الصراع في غزة والثاني هو وجود مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”.

ويشار الى أنه وُقعت في النصف الأخير من عام 2020، أول عملية تطبيع عربي صهيوني علنية بالقرن الـ21، سماها مهندسوها باتفاقيات “أبراهام”.

وانخرطت الإمارات في مفاوضات لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأعلن في 13 أغسطس 2020 عن توصل الطرفين إلى اتفاق بهذا الشأن، وبعد أقل من شهر وتحديدا (11 سبتمبر 2020) أعلن عن اتفاق تطبيع آخر مع البحرين التي انضمت إلى ممثلي الإمارات والكيان الصهيوني والولايات المتحدة للتوقيع.

وتم توقيع اتفاقيات أبراهام يوم 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض، بين كل من الإمارات والبحرين والكيان الغاصب، بوساطة أمريكية.

وتتعلق هذه الاتفاقيات بـ”معاهدة للسلام والتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الموقعة مع الكيان الصهيوني، واتخاذ تدابير لمنع استخدام أراضي أي منهما لاستهداف الطرف الآخر”.

وأعلن الجانبان استعدادهما للانخراط مع الولايات المتحدة فيما سماه الاتفاق أجندة إستراتيجية لاستقرار الشرق الأوسط.

وتعتبر الإمارات الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني، والثالثة عربياً بعد مصر والأردن.. وقبل الإعلان عن تطبيعها مع الكيان، عرضت عليها الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف 35”.

ويوم 23 أكتوبر 2020، أعلن البيت الأبيض أن السودان والكيان الصهيوني اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما.

وقبل ذلك بأيام، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذا قبول الخرطوم دفع 335 مليون دولار تعويضا لمن قال ترامب إنهم “ضحايا الإرهاب”.

وسبقت هذا الاتفاق عدة خطوات أبرزها اللقاء الذي جرى في أوغندا بداية فبراير 2020 بين كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي أُعلن بعده أن الجانبين اتفقا على تطبيع العلاقات.

ولاحقا في العاشر من ديسمبر 2020، رعت الولايات المتحدة أيضا اتفاق تطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، تزامن مع اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووعد منها ببيع أسلحة وتنفيذ استثمارات ضخمة.

وقد ترتب على اتفاقيات أبراهام فتح ممثليات دبلوماسية صهيونية في كل من الدول الموقعة، وربطت خطوط جوية مباشرة بين “تل أبيب” وأبو ظبي ودبي والمنامة والدار البيضاء ومراكش، كما أجريت زيارات متبادلة بين عدد من الوزراء والمسؤولين والعسكريين والسياسيين ورجال الاقتصاد من الدول المطبعة، وقعوا خلالها اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة.

وعقدت الدول المطبعة سلسلة من الصفقات التجارية وترتيبات التعاون الأمني، وكانت الأكثر ربحية هي تلك التي جرت بين الكيان الصهيوني والإمارات حيث أجرتا مبادلات تجارية بأكثر من نصف مليار دولار بالسنة الأولى من تطبيع العلاقات، كما حدث تبادل ثقافي مع توافد السياح الصهاينة على الإمارات.

وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى “جعل العلاقات طبيعية” بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة.

أما التطبيع في علم الاجتماع أو التطبيع الاجتماعي؛ فهي العملية التي يتم من خلالها اعتبار الأفكار والسلوكيات التي قد تقع خارج الأعراف الاجتماعية على أنها “طبيعية”.

ويشير إلى جهود ومعاهدات السلام بين جامعة الدول العربية والكيان الصهيوني لإنهاء الصراع العربي الصهيوني.. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بُذلت جهود موازية لإيجاد شروط يمكن على أساسها الاتفاق على السلام في الصراع العربي الصهيوني، وكذلك الصراع الصهيوني الفلسطيني على وجه التحديد.

وعلى مر السنين، وقَعت العديد من دول الجامعة العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان الغاصب بدءاً بمعاهدة السلام المصرية الصهيونية (1979).

وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (1983) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (1991 حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (1994)، واتفاقيات أبراهام التي تطبع العلاقات بين الكيان الصهيوني والإمارات العربية المتحدة والبحرين (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان الغاصب والسودان (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان والمغرب (2020).. علاوة على ذلك، أقام العديد من أعضاء جامعة الدول العربية علاقات شبه رسمية مع الكيان الصهيوني بما في ذلك سلطنة عُمان والسعودية.

سبأ

مقالات مشابهة

  • اتفاقية التطبيع بين السعودية وكيان العدو الصهيوني جاهز للتنفيذ
  • السعودية تقترب من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني
  • نتنياهو يزعم أنه نجح في تغيير شكل الشرق الأوسط.. هذا ما قاله لـوول ستريت جورنال
  • نتنياهو يزعم أنه نجح بتغيير شكل الشرق الأوسط.. هذا ما قاله لـوول ستريت جورنال
  • كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع بعد السعودية
  • كاتب إسرائيلي: الرياض وتل أبيب مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
  • بلينكن: اتفاقية التطبيع بين السعودية وإسرائيل جاهزة
  • وول ستريت جورنال: انطلاق محادثات نووية بين إيران وأوروبا يناير المقبل
  • بلينكن: اتفاقية التطبيع بين السعودية و”اسرائيل” جاهزة للتنفيذ
  • وزير الخارجية الأمريكي: اتفاقية التطبيع بين السعودية و”اسرائيل” جاهزة للتنفيذ