ردا على وول ستريت جورنال.. واشنطن وتل أبيب: لم نتوصل إلى شئ حتى الآن حول صفقة تطبيع السعودية
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي وجود اتفاق، حتى الآن، على خطوط عريضة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، مشددا على أن المفاوضين لا يزال أمامهم طريق طويل ليقطعوه، وذلك بعد يومين من تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن اتفاق أمريكي سعودي على تلك الخطوط، والتي تتضمن مطالب للرياض من واشنطن وتل أبيب.
وقال كيربي، في تصريحات للصحفيين: "لا توجد مجموعة متفق عليها من المفاوضات، ولا يوجد إطار عمل متفق عليه لتقنين التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا وأصدقاؤنا في المنطقة".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن المفاوضين لم يطرحوا بعد أفكارًا محددة مع القادة الإسرائيليين، مردفا: "في الوقت الحالي، لا نعرف حتى من أين نبدأ، ولا نزال نتعامل مع القضايا الأساسية، لذلك يبدو أنه من السابق لأوانه حتى مناقشة الأمر".
اقرأ أيضاً
المفاوضات جارية.. البيت الأبيض ينفي قرب التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل
ومضى هنجبي بالقول إن لديه "ثقة كاملة" في أن "أيًا كان ما ستقرره الولايات المتحدة" بشأن هذه القضية سوف يعالج المخاوف الإسرائيلية.
وكانت "وول ستريت جورنال" نشرت تقريرا، الأربعاء الماضي، ترجمه "الخليج الجديد" حينها، قالت فيه إن الولايات المتحدة والسعودية توصلتا إلى "خطوط عريضة" لإبرام صفقة (تطبيع) تعترف بموجبه المملكة الخليجية بإسرائيل نظير عدة مطالب رئيسية لا تزال محل تفاوض حتى الآن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن اتفاق التطبيع السعودي مع إسرائيل سيكون مقابل تنازلات تقدمها الأخيرة للفلسطينيين في حين تحصل الدولة الخليجية على ضمانات أمنية أمريكية قوية ومساعدة نووية مدنية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية "تفاؤلا حذرا" بشأن التوصل إلى تفاصيل أدق للصفقة التي قد تكون أهم "اتفاق سلام" بالشرق الأوسط، خلال فترة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا من الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضين انتقلوا الآن إلى مناقشة تفاصيل التطبيع، بما في ذلك تلبية المطالب السعودية والتي تتضمن الحصول على مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير برنامج نووي مدني وتقديم ضمانات أمنية قوية.
كما يسعى السعوديون للحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل من شأنها أن تساعد في تعزيز إعلان قيام دولة فلسطينية.
اقرأ أيضاً
وزير فلسطيني: نتنياهو يريد تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية بأي ثمن ومستوى
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين الأمريكيين قوله إن : "هناك خطة عمل لاستكشاف العناصر الممكنة المكونة للاتفاق واختبار الحدود الممكنة لإبرامه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقابل تقديم تنازلات أمريكية كبيرة، تحاول إدارة بايدن الحصول على تأكيدات سعودية بأنها ستنأى بنفسها - اقتصاديًا وعسكريًا - عن الصين.
وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن الإدارة الأمريكية يمكن أن تسعي للحصول على تأكيدات سعودية بعدم السماح للصين ببناء قواعد عسكرية في المملكة - وهي قضية أصبحت نقطة حساسة خاصة بين إدارة بايدن والإمارات.
وقالوا المسؤولون إن المفاوضين قد يسعون أيضًا إلى فرض قيود على السعودية باستخدام التكنولوجيا التي طورتها شركة هواوي الصينية والتأكيدات بأن الرياض ستستخدم الدولار الأمريكي، وليس العملة الصينية ، لتسعير مبيعات النفط.
ومن المتوقع أيضًا أن تبحث الولايات المتحدة عن طرق لإنهاء الخلاف على أسعار النفط مدفوعًا بتخفيضات الإنتاج المتكررة في السعودية.
وتحدثت الصحيفة عن تضاؤل صبر السعودية إزاء الانقسام الفلسطيني، لكن هذا لا يمنع رغبة الرياض في الحصول على تنازل ذي مغزى من تل أبيب فيما يخص القضية الفلسطينية، قبل التطبيع، وذلك لدرء انتقادات المنافسين في إيران وتركيا الذين يتطلعون إلى اتهام المملكة بالقضاء على أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، على حد قول الصحيفة، بالإضافة إلى أن القضية الفلسطينية تبقى أيضًا مهمة للناشطين في المملكة وحول العالم.
اقرأ أيضاً
ضابط إسرائيلي: من يظن موافقة السعودية على التطبيع قبل حل القضية الفلسطينية واهم
لكن نتنياهو يبدو غير مستعد إلا لتقديم تنازلات متواضعة فقط للفلسطينيين، وحتى تلك التنازلات المتواضعة يتوقع أن تواجه معارضة من شركائه في الحكومة من اليمين الإسرائيلي، كما تقول الصحيفة.
ومن المتوقع أيضا أن تجد إدارة بايدن صعوبة في تمرير موافقة الكونجرس على المطالب السعودية، قياسا إلى استمرار معارضة أعضائه، لا سيما في مجلس الشيوخ، لتوجهات ولي العهد السعودي منذ أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، علاوة على تحفظ أعضاء على مسألة تقديم واشنطن "تعهدا مقدسا" بالدفاع عن الرياض ضد أي هجوم.
وختمت الصحيفة بالقول إن ولي العهد السعودي، رغم تبنيه مسألة التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، قال مسؤولون سعوديون إنه غير مستعد لإقامة "علاقات دبلوماسية كاملة" مع إسرائيل على غرار مستوى العلاقات مع الإمارات، التي وقعت اتفاقا في عام 2020.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تطبيع السعودية التطبيع السعودي الإسرائيلي صفقة جون كيربي دولة فلسطينية الولایات المتحدة الصحیفة عن
إقرأ أيضاً:
طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
أحمد الهادي
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.
الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:
يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:
“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.
تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:
كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.
وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.
كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.
وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.
ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.
استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:
لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.
وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.
ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.
جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:
قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.
أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.
استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:
وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.
وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.
عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:
وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.
إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:
وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.
رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:
وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
جبهةٌ تُلهم العالم:
اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:
“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.
هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.