رحَّب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية بالسفير العراقي، مؤكدًا عمقَ العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين المصري والعراقي، والتي تجذرت عبر آلاف السنين، مشيدًا بدَور علماء العراق الأجلاء في إثراء الحضارة الإسلامية.

جاء ذلك في إطار تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين مصر والعراق، استقبل الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم الأربعاء، الدكتور قحطان طه، سفير جمهورية العراق لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وذلك بمقر دار الإفتاء المصرية، لبحث سُبُل تعزيز التعاون الإفتائي بين البلدين.

وأكَّد مفتي الجمهورية أهميةَ تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات، ولا سيَّما مجال الحوار الديني، مشيرًا إلى أنَّ العراق يتميَّز بتنوُّع كبير، وأن التقارب وتعزيز ثقافة العيش المشترك وقبول الآخر هو السبيل الأمثل لاستقرار المجتمعات وتماسكها أمام التحديات المعاصرة.

وشدد المفتي على أهمية الحوار الإسلامي-الإسلامي، الذي يعطي مثالًا واضحًا على ترابط المجتمع من خلال الصورة المشرفة التي يظهرها القادة الدينيون بمختلف طوائفهم من تسامح ومحبة ووئام، مؤكدًا استعداد دار الإفتاء الكامل للتعاون مع المرجعيات الدينية بالعراق في مواجهة الفكر المتطرف.

من جانبه، أعرب السفير العراقي الدكتور قحطان طه عن خالص شكره وتقديره لفضيلة المفتي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهنأه على توليه هذا المنصب الهام، مشيدًا بالدَّور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في نشر الوسطية والتسامح ومواجهة التطرف والإرهاب.

وأكَّد السفير العراقي على مكانة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في العالم العربي والإسلامي، لكونهما مرجعية دينية معتبرة، مشيرًا إلى أنَّ التقارب والحوار والتزاور بين القادة والمرجعيات الدينية بمختلف طوائفها من شأنه أن يكون قوة كبيرة في مواجهة الجماعات المتطرفة والتحديات المعاصرة.

وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون المشترك في المجالات الدينية والثقافية، وتبادل الخبرات والزيارات، بما يساهم في توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يثمن القيمة الدينية والوطنية لمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»

مفتي الجمهورية ومحافظ أسيوط يتفقدان مركز المنتجات الزراعية بـ جامعة الأزهر.. صور

مفتي الجمهورية ورئيس شئون مساجد الأوقاف يشهدان الاحتفال بالعيد القومي للقليوبية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية سفير العراق مفتی الجمهوریة تعزیز التعاون بین البلدین

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد الدين هو السبيل الأمثل للاعتدال

أكد الدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم خلال كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظَّمتها جامعة حلوان حول تجديد الخطاب الديني، أنَّ الإسلام دينٌ عظيمٌ في جوهره، متفرِّدٌ في مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية.

مرونة الشريعة الإسلامية

وأوضح أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرةً للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام دينٌ صالح لكل زمان ومكان، متجددٌ في عطائه، ثابتٌ في قيمه.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن جمود الخطاب الديني، خاصةً عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيِّقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يمثِّل أزمةً حقيقية تعوق حركةَ الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مِمَّا يهيِّئ بيئةً خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذي يقوِّض أُسس الاستقرار.

واستشهد عياد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [رواه أبو داود]، مؤكدًا أنَّ التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها.

وشدَّد مفتي الجمهورية، على أنَّ الإدراك الواعي لمقاصد الدين هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الاتزان الفكري والسلوكي الذي تحتاج إليه المجتمعات في ظلِّ عالم يموج بالتحديات، لافتًا الانتباه إلى أنَّ الإسلام يدعو دائمًا إلى التوسُّط والاعتدال، كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].

وأكَّد أنَّ التطرف لا يمكن أن يُنسب إلى الدين ذاته، بل هو انعكاسٌ لسوء فَهْمِ النصوص وجهلٌ بمقاصدها السامية، ممَّا يضع المسؤولية على عاتق العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري].

دار الإفتاء وتجديد الخطاب الديني

وتطرَّق إلى الدَّور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، في تجديد الخطاب الديني، انطلاقًا من رسالتها السامية التي تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات. 

وأكَّد أنَّ دار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمي عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب ديني يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتي هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، في مواجهة الجمود الفكري والتطرف، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.

وفي ختام كلمته، أوضح عياد المفتي أنَّ التجديد في الخطاب الديني ليس دعوةً لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، مضيفًا أنَّ التجديد الحقيقيَّ هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع متطلبات العصر.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يستقبل وفد شركة يونيسون الإماراتية لبحث تعزيز التعاون وتبادل الخبرات
  • مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد الدين هو السبيل الأمثل للاعتدال
  • المفتي يستقبل وفد برنامج الأغذية العالمي لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد النصوص الدينية السبيل الأمثل لتحقيق الاتزان والاعتدال
  • المفتي يستقبل وفدَ برنامج الأغذية العالمي لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدَ برنامج الأغذية العالمي لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • وزير الأوقاف يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • وزير الأوقاف يستقبل سفير الأردن لبحث تعزيز التعاون المشترك ودعم القضية الفلسطينية
  • وزير العمل يستقبل سفير ماليزيا بالقاهرة لبحث تفعيل سبل التعاون المُشترك
  • وزير الأوقاف يستقبل سفير الأردن بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون المشترك