أكد تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت للصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين بيرغمان أن الوثائق التي كشفتها صحيفتا بيلد الألمانية وجويش كرونيكل البريطانية كانتا مشوهتين، وتضمنتا أكاذيب بهدف خدمة توجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي تقف وراء تعطيل صفقة الأسرى.

تلاعب لخدمة نتنياهو

وقال بيرجمان المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، والذي يكتب أيضا في نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن فحص الوثيقة المنشورة في بيلد أظهر أنها "ليست وثيقة صادرة عن رئيس حركة حماس يحيى السنوار على الإطلاق، أو مأخوذة من جهاز الكمبيوتر الخاص به، بل هي اقتراح من مستوى متوسط في حركة حماس. والأهم من ذلك، أن الجزء الرئيسي الذي يفترض أن صحيفة بيلد اقتبسته من نفس الوثيقة، والذي قال إن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، ليس له أصل في الوثيقة"!

وأضاف "هذه الوثيقة كتبتها المخابرات العسكرية لكتائب عز الدين القسام (وليس السنوار)، لكنها وثيقة ذات أهمية صغيرة، وبالتأكيد ليست أوامر السنوار، رغم أنها تمثل وجهة نظر معتدلة".

كما نقل عن مصدر رفيع المستوى على صلة بما وصفته الصحيفة بشبكة أسرى الحرب، ومطلع على تفاصيل المفاوضات مع حماس بشأن صفقة إعادة المحتجزين من غزة، قوله إن "هذه الوثيقة ملفقة وجرى التلاعب في مصدرها ومحتوياتها، وتمثل جزءا من حملة خبيثة وشريرة وشيطانية بشكل خاص من أجل الاعتبارات السياسية الضيقة والأنانية "ملمحا بذلك إلى تسويق نتنياهو لمزاعم الصحيفتين بأن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، وأن السنوار على وشك تهريب الرهائن إلى إيران!

وأكد أن أهالي الأسرى لجؤوا إلى قسم "أسرى الحرب" في وزارة الداخلية للتحقق من هذا الأمر، حيث تم إبلاغهم بأن "هذا الخوف قائم على صفر حقائق، ومحض أكاذيب".

كما نقل عن التحقيقات التي أجراها مجمع الاستخبارات، وصفهم للتلاعب في الوثائق السرية، بعملية "التأثير على الأزرق، أي عملية تضليل يقوم بها المسؤولون الإسرائيليون بشكل غير قانوني ضد الجمهور الإسرائيلي، باستخدام معلومات سرية كاذبة".

كما كشف أن صحيفة "جويش كرونيكل" قدمت سلسلة من المنشورات الكاذبة الأخرى التي كتبها أحد مراسيلهم (إيلون بيري) بهدف خدمة نتنياهو، مثل الزعم أنه لم يبق سوى 20 مختطفا على قيد الحياة، وهم مقيدو الأيدي بجانب السنوار، وليس هناك فرصة لإطلاق سراحهم، والزعم كذلك أن عملاء الموساد الذين يرتدون ملابس خضراء، كانوا يختبئون خلف الأشجار حول المنزل الذي كان يقيم فيه رئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران.

ونقل عن الكاتب والصحفي الإسرائيلي (أمير شوان) أن الاسم الحقيقي للكاتب في هذه الصحيفة ليس (ألون بيري)، بل (إيلي يفراح)، ولم يكن كما تدعي سيرته الذاتية مقاتلا في عملية عنتيبي (إنقاذ رهائن إسرائيليين تم اختطافهم من قبل فدائيين عام 1976)، ولا أستاذا جامعيا وضابطا سريا وصحفيا منذ 25 عاما؛ بل مجرد جندي عادي!

أما في حالة صحيفة بيلد، فقد قال بيرجمان "لا ينبغي الاشتباه في أن نائب رئيس تحرير الصحيفة الأكثر انتشارا في ألمانيا، والعضو الأكثر أهمية في المجموعة الإعلامية المؤثرة (أكسل سبرينغر) كان يعلم أنه كان جزءا من خدعة شريرة، ولكن النتيجة قاسية.. ليست وثيقة السنوار، ولا تعليمات حول كيفية إدارة المفاوضات، وليس قرار حماس بعدم التوصل إلى اتفاق".

وثيقة تعبر عن مرونة

وناقش بيرغمان حقيقة الوثيقة التي قال إنها كتبت من طرف المخابرات العسكرية التابعة للجناح العسكري لحماس، وهي إحدى المنظمات الاستخباراتية الثلاث التابعة لحماس، وذلك كجزء من التوصيات حول كيفية التصرف مع الاقتراح الذي قدمه الوسطاء الثلاثة لحماس للتوصل إلى اتفاق في 8 أبريل/نيسان الماضي، ولكن قيادة حماس لم تقبل ما ورد فيها حسب زعمه.

وأضاف "من المؤكد أن الآراء والتوصيات المقدمة هناك لا تعكس ترددا في التوصل إلى اتفاق، بل على العكس تماما. وتصف كيف يمكن لحماس تعظيم الفائدة التي يمكن أن تجنيها من مثل هذه الصفقة، وكيف يمكنها التحرك نحوها، وما قد تحصل عليه إسرائيل وما قد لا تحصل عليه، وكذلك كيف سيكون من الممكن ممارسة الضغط على إسرائيل لقبول الصفقة.

ونقل عن مقدمة الوثيقة أنه جاء فيها: "قبلنا الاقتراح الأخير للوسطاء، والذي يتكون من ثلاثة أجزاء ويتناول "المبادئ الأساسية لاتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في غزة لتبادل الأسرى والأسرى والعودة إلى الهدوء المستمر"، ونرى أن هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها عند اتخاذ القرار، ودراسة آثارها السلبية والإيجابية.. من الضروري إظهار المرونة حتى لا تتحمل حماس مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق".

كما نقل عن نصها أيضا "نعتقد أنه يمكن تحسين بعض البنود الأساسية في الاتفاق، حتى لو استمرت المفاوضات لفترة أطول"، وقال "من ناحية أخرى، فإنها تشمل إمكانية التخلي عما كان لعدة أشهر حجر العثرة الرئيسي بين الجانبين".

وختم بالقول إن هذه الوثائق التي تم التلاعب بها "تثير أفكارا جدية حول ما تم نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلية طوال هذه الحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يكشف بعض تفاصيل التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار

كشف الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة عن نتائج التقرير النهائي بشأن الفحوصات التي أجريت على جثة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد يحيى السنوار، على اعتبار أنه يقدم صورة استخباراتية واستراتيجية مهمة عن أحد أكبر قادة حماس ومهندس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وجاء في تقرير لـ"قناة كان" الرسمية أن الاختبارات السمية التي أجريت على دم السنوار أظهرت نتائج "مثيرة للاهتمام"، معتبرا أنه "على عكس التوقعات، لم يتم العثور في دمه على أي أثر للمخدرات، بما في ذلك تلك التي يشتبه في أن إرهابيي النخبة يستخدمونها، مثل مخدر الكبتاجون".

وأوضح التقرير أن "الاختبار الشامل تضمن اختبارات لمجموعة متنوعة من الأدوية، لكن جميع الاختبارات جاءت سلبية، إلا أن الاكتشاف الرئيسي والوحيد كان وجود كمية كبيرة من الكافيين في دم السنوار".


وكشف التقرير أنه "في الوقت نفسه، تقرر عدم إزالة الرصاصات التي وجدت في رأسه، وهو قرار من شأنه أن يمنع التعرف بشكل دقيق على الجندي الذي أطلق النار عليه".

وذكر أن كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرسون التقرير من جميع جوانبه الاستخباراتية والاستراتيجية، ورغم عدم الكشف عن التفاصيل الكاملة، فمن الواضح أن الوثيقة قد تستخدم في وقت لاحق في التحركات العسكرية والسياسية.

وأكد أنه "في هذه الأثناء، خلال أزمة وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، كان التقييم في إسرائيل هو أن أحد الأسباب المحتملة لرغبة محمد السنوار (قيادي بارز في حماس) في التهديد بانهيار الاتفاق أو حتى تنفيذ التهديد هو مطلبه باستلام جثمان شقيقه يحيى، والذي لم يتم الوفاء به حتى الآن".

وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.


وتعتبر "إسرائيل" السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.

نتيجة لذلك، أعلنت "إسرائيل" أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية على غزة والتي استمرت حتى 19 كانون الثاني/ يناير 2025، وخلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية تكشف الهدف وراء وقف الإفراج عن 600 أسير فلسطيني
  • حماس تتهم الاحتلال بترويج الأكاذيب
  • “حماس” تتهم إسرائيل بترويج الأكاذيب عن “قتل المقاومة” أطفال بيباس
  • ضمن اتفاق وقف اطلاق النار …حماس تسلم الجانب الإسرائيلي 6 أسرى
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • تفاصيل التقرير النهائي لفحص جثة السنوار
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • الاحتلال يكشف بعض تفاصيل التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار