يديعوت أحرونوت تكشف الأكاذيب والتزوير في وثيقتي بيلد وجويش كرونيكل
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
أكد تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت للصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين بيرغمان أن الوثائق التي كشفتها صحيفتا بيلد الألمانية وجويش كرونيكل البريطانية كانتا مشوهتين، وتضمنتا أكاذيب بهدف خدمة توجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي تقف وراء تعطيل صفقة الأسرى.
وقال بيرجمان المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، والذي يكتب أيضا في نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن فحص الوثيقة المنشورة في بيلد أظهر أنها "ليست وثيقة صادرة عن رئيس حركة حماس يحيى السنوار على الإطلاق، أو مأخوذة من جهاز الكمبيوتر الخاص به، بل هي اقتراح من مستوى متوسط في حركة حماس. والأهم من ذلك، أن الجزء الرئيسي الذي يفترض أن صحيفة بيلد اقتبسته من نفس الوثيقة، والذي قال إن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، ليس له أصل في الوثيقة"!
وأضاف "هذه الوثيقة كتبتها المخابرات العسكرية لكتائب عز الدين القسام (وليس السنوار)، لكنها وثيقة ذات أهمية صغيرة، وبالتأكيد ليست أوامر السنوار، رغم أنها تمثل وجهة نظر معتدلة".
كما نقل عن مصدر رفيع المستوى على صلة بما وصفته الصحيفة بشبكة أسرى الحرب، ومطلع على تفاصيل المفاوضات مع حماس بشأن صفقة إعادة المحتجزين من غزة، قوله إن "هذه الوثيقة ملفقة وجرى التلاعب في مصدرها ومحتوياتها، وتمثل جزءا من حملة خبيثة وشريرة وشيطانية بشكل خاص من أجل الاعتبارات السياسية الضيقة والأنانية "ملمحا بذلك إلى تسويق نتنياهو لمزاعم الصحيفتين بأن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، وأن السنوار على وشك تهريب الرهائن إلى إيران!
وأكد أن أهالي الأسرى لجؤوا إلى قسم "أسرى الحرب" في وزارة الداخلية للتحقق من هذا الأمر، حيث تم إبلاغهم بأن "هذا الخوف قائم على صفر حقائق، ومحض أكاذيب".
كما نقل عن التحقيقات التي أجراها مجمع الاستخبارات، وصفهم للتلاعب في الوثائق السرية، بعملية "التأثير على الأزرق، أي عملية تضليل يقوم بها المسؤولون الإسرائيليون بشكل غير قانوني ضد الجمهور الإسرائيلي، باستخدام معلومات سرية كاذبة".
كما كشف أن صحيفة "جويش كرونيكل" قدمت سلسلة من المنشورات الكاذبة الأخرى التي كتبها أحد مراسيلهم (إيلون بيري) بهدف خدمة نتنياهو، مثل الزعم أنه لم يبق سوى 20 مختطفا على قيد الحياة، وهم مقيدو الأيدي بجانب السنوار، وليس هناك فرصة لإطلاق سراحهم، والزعم كذلك أن عملاء الموساد الذين يرتدون ملابس خضراء، كانوا يختبئون خلف الأشجار حول المنزل الذي كان يقيم فيه رئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران.
ونقل عن الكاتب والصحفي الإسرائيلي (أمير شوان) أن الاسم الحقيقي للكاتب في هذه الصحيفة ليس (ألون بيري)، بل (إيلي يفراح)، ولم يكن كما تدعي سيرته الذاتية مقاتلا في عملية عنتيبي (إنقاذ رهائن إسرائيليين تم اختطافهم من قبل فدائيين عام 1976)، ولا أستاذا جامعيا وضابطا سريا وصحفيا منذ 25 عاما؛ بل مجرد جندي عادي!
أما في حالة صحيفة بيلد، فقد قال بيرجمان "لا ينبغي الاشتباه في أن نائب رئيس تحرير الصحيفة الأكثر انتشارا في ألمانيا، والعضو الأكثر أهمية في المجموعة الإعلامية المؤثرة (أكسل سبرينغر) كان يعلم أنه كان جزءا من خدعة شريرة، ولكن النتيجة قاسية.. ليست وثيقة السنوار، ولا تعليمات حول كيفية إدارة المفاوضات، وليس قرار حماس بعدم التوصل إلى اتفاق".
وثيقة تعبر عن مرونة
وناقش بيرغمان حقيقة الوثيقة التي قال إنها كتبت من طرف المخابرات العسكرية التابعة للجناح العسكري لحماس، وهي إحدى المنظمات الاستخباراتية الثلاث التابعة لحماس، وذلك كجزء من التوصيات حول كيفية التصرف مع الاقتراح الذي قدمه الوسطاء الثلاثة لحماس للتوصل إلى اتفاق في 8 أبريل/نيسان الماضي، ولكن قيادة حماس لم تقبل ما ورد فيها حسب زعمه.
وأضاف "من المؤكد أن الآراء والتوصيات المقدمة هناك لا تعكس ترددا في التوصل إلى اتفاق، بل على العكس تماما. وتصف كيف يمكن لحماس تعظيم الفائدة التي يمكن أن تجنيها من مثل هذه الصفقة، وكيف يمكنها التحرك نحوها، وما قد تحصل عليه إسرائيل وما قد لا تحصل عليه، وكذلك كيف سيكون من الممكن ممارسة الضغط على إسرائيل لقبول الصفقة.
ونقل عن مقدمة الوثيقة أنه جاء فيها: "قبلنا الاقتراح الأخير للوسطاء، والذي يتكون من ثلاثة أجزاء ويتناول "المبادئ الأساسية لاتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في غزة لتبادل الأسرى والأسرى والعودة إلى الهدوء المستمر"، ونرى أن هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها عند اتخاذ القرار، ودراسة آثارها السلبية والإيجابية.. من الضروري إظهار المرونة حتى لا تتحمل حماس مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق".
كما نقل عن نصها أيضا "نعتقد أنه يمكن تحسين بعض البنود الأساسية في الاتفاق، حتى لو استمرت المفاوضات لفترة أطول"، وقال "من ناحية أخرى، فإنها تشمل إمكانية التخلي عما كان لعدة أشهر حجر العثرة الرئيسي بين الجانبين".
وختم بالقول إن هذه الوثائق التي تم التلاعب بها "تثير أفكارا جدية حول ما تم نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلية طوال هذه الحرب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
حماس تحمّل نتنياهو مسؤولية انهيار اتفاق غزة
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن تصريحات الإرهابي إيتمار بن غفير، التي قال فيها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبنّى طلبه بالعودة إلى الحرب، تؤكد أن هذه الحكومة المتطرفة هي من انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنصّلت من التزاماتها لأسباب سياسية داخلية.
وأضافت الحركة، في بيان اليوم الأحد، أن حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية كاملة عن تبعات هذا التراجع، وأشارت إلى أن "التصريحات الصهيونية المتتابعة تدحض بشكل واضح الاتهامات الأميركية الباطلة الموجهة للحركة، والتي تحاول فيها تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق الموقّع".
وقالت حماس إن "الحرب التي تُشنّ هذه المرة بناء على طلب الإرهابي المتطرف بن غفير، تعني أن حكومة الاحتلال باعت أسراها، ولم تعد معنية بعودتهم إلى ذويهم سالمين".
وطالبت الحركة الوسطاء الضامنين والإدارة الأميركية بتحميل حكومة نتنياهو المتعطشة لدماء الأطفال والنساء المسؤولية عن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط عليها لإلزامها بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات.
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية إلى "التحرك العاجل لوقف حرب الإبادة المتواصلة ضد الفلسطينيين، ولجم هذه الطغمة الفاشية التي تهدّد شعبنا الفلسطيني والدول العربية في أمنها واستقرارها"، وفق تعبيرها.
إعلانواستُشهد ما لا يقل عن 673 فلسطينيا منذ استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة قبل 6 أيام، بعد أن رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يرفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 50 ألفا و21 شهيدا، وفق ما أعلنته اليوم وزارة الصحة بالقطاع.
استنكار لتوسيع الاستيطان
وفي بيان ثانٍ، استنكرت حركة حماس، الأحد، دعوات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، ووصفت ذلك بأنه "محاولة يائسة لفرض وقائع على الأرض، وتكريس الاحتلال لأرض فلسطين".
وأوضحت الحركة أن تصريحات سموتريتش "تؤكد أن الاستيطان بجميع أشكاله هو مشروع إحلالي عنصري يستهدف تهجير شعبنا وسرقة أرضه ومقدّساته، وفرض نظام فصل عنصري بغيض، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية".
وصادق المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، مساء أمس السبت، في اجتماع استمر أكثر من 4 ساعات، على مقترح سموتريتش بفصل 13 مستوطنة في الضفة، تمهيدا للاعتراف باستقلالها، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف".
وقال سموتريتش، في تدوينة بحسابه على منصة "إكس" الأحد، "(اتخذنا) خطوة أخرى نحو تطبيع الاستيطان: سيتم فصل 13 مستوطنة والاعتراف بها كمستوطنات مستقلة".
وأضاف أن هذه الخطوة "تأتي على خلفية المصادقة على بناء عشرات آلاف من الوحدات السكنية (الاستيطانية) في يهودا والسامرة، وتشكّل خطوة مهمة أخرى في عملية تطبيع وتنظيم الاستيطان"، على حد تعبيره.
وتعليقا على ذلك، قالت حماس إنها "تستنكر بشدة التصريحات العنصرية التي أطلقها الإرهابي المتطرف بتسلئيل سموتريتش".
وأضافت أن دعوة زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد إلى توسيع وتطبيع الاستيطان في الضفة تعد "محاولة يائسة لفرض وقائع على الأرض، وتكريس الاحتلال الاستعماري لأرضنا الفلسطينية".
إعلانوأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني ومقاومته في الضفة الغربية المحتلة "سيُفشل كل مخططات الاحتلال لتكريس الاستيطان، وسيواصل التصدي لهذه المشاريع العدوانية مهما بلغت التضحيات".
ودعت "الأمة العربية والإسلامية، وأحرار العالم، إلى تحمّل مسؤولياتهم في مواجهة هذا التغوّل الاستيطاني، ووقف حالة الصمت الدولي تجاه الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدّساتنا".
ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تُصنف على أنها رعوية وزراعية.
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، في حين البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة رسمية من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه، دون جدوى.