بنكيران يتوسل أصوات الناخبين ويلصق تهم شراء الأصوات لمنافسيه
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
في محاولة لاستمالة أصوات الناخبين بدائرة الرباط المحيط التي ستشهد يوم غد الإنتخابات التشريعية الجزئية، وجه، يوم أمس، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بما يشبه نداء “استعطاف” و”توسُل” لساكنة المحيط من أجل التصويت لصالح مرشح حزبه عبد الصمد أبو زهير.
وكانت ساكنة الرباط تنتظر أن يطل عليها عبد الإله بنكيران بخطاب واقعي وموضوعي حول الحصيلة التي قدمها نوابه بمجلس النواب، إلا أنه عاد لعملية “دغدغة مشاعر الناخبين بالخطاب الديني”، التي بابت ماركة مسجلة باسمه، حيث قال أن “الصوت شهادة أمام الله لا يباع ولا يشترى ويجب إعطاؤه لمن يستحق” متناسيا الأصوات التي صوتت عليه لولايتين لترأس الحكومة وأخلف وعوده معها.
وفي محاولة ربما للتهميد لـ”فشل” حزبه بنيل معقد دائرة المحيط الرباط في الانتخابات التي ستجرى غدا الخميس، أطلق بنكيران تصريحات وصفت بالخطيرة ضد منافسي مرشح حزبه، حيث إتهمهم بمحاولة شراء الأصوات بدون أدلة حين قال موجهعا خطابهم للناخبين “انهضوا وعبروا على أنكم شعب ما زالت فيه الروح.. وإذا استطعنا نزع هذا المقعد سنكون قد قمنا بموقف سياسي مشرف جدا، أما هؤلاء الناس فهم عوالين على الفلوس”.
وأضاف بنكيران “هم يقولون (في إشارة لمنافيسه) إنهم يقومون بالحملة الصامتة بمعنى أنهم يقومون بأشياء أخرى وعوالين على الفلوس.. والناس اللي كيعيطو الفلوس ولي كياخذوهم هؤلاء مجرمون في حق أنفسهم وفي حق الوطن”.
يشار إلى أن دائرة المحيط التي توصف في العاصمة الرباط بـ”دائرة الموت” تشهد منافسة شديدة استعدادًا للانتخابات التشريعية الجزئية المقررة يوم الخميس 12 شتنبر 2024.
ويشارك في هذه الانتخابات أربعة أحزاب، من بينها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يمثل الأغلبية، وثلاثة أحزاب معارضة هي العدالة والتنمية، فيدرالية اليسار الديمقراطي، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي قرر الترشح في اللحظات الأخيرة.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
عاهل المغرب يهنئ بنكيران بإعادة انتخابه أمينا عاما للعدالة والتنمية
بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى عبد الإله بنكيران، بمناسبة إعادة انتخابه أمينًا عامًا لحزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي انعقد مؤخراً في ظل تحديات سياسية داخلية وخارجية.
وأعرب ملك المغرب في برقيته عن تهانيه لبنكيران على تجديد الثقة فيه، متمنيًا له التوفيق في مهامه، وداعيًا إلى مواصلة العمل بروح المسؤولية لتعزيز دور الحزب في تأطير المواطنين وخدمة الصالح العام، ضمن مسيرة التنمية الشاملة التي تعرفها المملكة.
وأكد أهمية تمسك الحزب بثوابت الأمة المغربية ومقدساتها، مشيدًا بمواقف الحزب والتزامه المستمر بخدمة المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار حزبي أو فئوي.
العدالة والتنمية: تحديات داخلية وتغيرات عميقة
يأتي تجديد الثقة في بنكيران في وقت يمر فيه حزب العدالة والتنمية، الذي يُعد أحد أبرز الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في المغرب، بمرحلة دقيقة. فبعد قيادته للحكومة بين عامي 2011 و2021، شهد الحزب تراجعًا حادًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما أثار خلافات داخلية حول تقييم المرحلة السابقة وخيارات القيادة المستقبلية.
وانقسمت آراء قادة الحزب بين داعمين للعودة إلى خطابه التقليدي المرتكز على الهوية الإصلاحية، وبين منادين بتحديث أساليب العمل والانفتاح على تحالفات سياسية أوسع. وقد برزت هذه التوترات خلال التحضير للمؤتمر الوطني التاسع، حيث طرح أكثر من تيار داخلي تصورات متباينة لمستقبل الحزب.
يُعتبر عبد الإله بنكيران من الشخصيات السياسية المؤثرة في المغرب خلال العقدين الأخيرين. قاد الحزب إلى الفوز التاريخي في انتخابات 2011، ثم ترأس الحكومة حتى عام 2017، وعزز حضور الحزب في انتخابات 2016، حيث لعب دورًا محوريًا في تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
ومعروف عن بنكيران أسلوبه الخطابي المباشر وشعبيته الواسعة بين قواعد الحزب، إلا أن مسيرته لم تخل من الجدل، خاصةً بعد تعثر مشاوراته لتشكيل الحكومة سنة 2016، مما أدى إلى إعفائه من قبل العاهل المغربي وتكليف شخصية أخرى من الحزب بمواصلة المشاورات.
وتعزز عودته إلى القيادة طموحات جزء من أعضاء الحزب الذين يرون فيه رمزًا لقدرة الحزب على استعادة مكانته، فيما يعتبر آخرون أن تحديات المرحلة تفرض تجديدًا أوسع في الخطاب والممارسة السياسية.
تعكس برقية التهنئة من العاهل المغربي دعم المؤسسة الملكية لنهج التعددية الحزبية، وتؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار المشهد السياسي، خاصة في ظل الظرفية الإقليمية والدولية المعقدة، التي تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين السياسيين لتعزيز مسار التنمية والإصلاحات في البلاد.