إعلام إسرائيلي: نتنياهو يتسبب بانتفاضة ثالثة بالضفة بانحيازه لسموتريتش وبن غفير
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
اتهم محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن تفجير الأوضاع في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، وحذروا من أن إسرائيل -ووفقا لمخطط نتنياهو- ستكون مسؤولة بشكل مباشر عن فلسطينيي غزة والضفة.
وقال رام بن باراك، وهو عضو الكنيست عن حزب "يوجد مستقبل" إن رئيس الوزراء انحاز لوزيري الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وهو "يتسبب بانتفاضة ثالثة في الضفة لأنه لا يواجه الإرهاب اليهودي" و(يدعهم) يدخلون المسجد الأقصى للصلاة فيه.
وأشارت كيلي كوهين، وهي مراسلة الشؤون السياسية لقناة "كان 11" إلى ما وصفته بالتحذير شديد اللهجة الذي قدمه رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار -في نقاش أجراه المجلس المصغر بشأن أحداث المسجد الأقصى- حيث حذر الوزراء -وخاصة بن غفير- من التغييرات التي يقودها في المسجد الأقصى، سواء المصادق عليها أو غير المصادق عليها.
وقال رئيس الشاباك للوزراء "إن ما يحدث في المسجد الأقصى يوحد كل الجبهات، وقد يؤدي إلى انتفاض الشارع، وهذا ما لم تفعله 10 شهور من الحرب".
ويلفت نير دفوري مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12 إلى أن ما يقلق الشاباك في الضفة هو عودة ما سماها ظاهرة جديدة قديمة "الانتحاريين" في إشارة منه لعودة العمليات الاستشهادية.
ومن جهته، اتهم أودي سيغال، وهو مقدم برامج سياسية في قناة 13، حكومة نتنياهو بتهديد المشروع الصهيوني، وأكد أنه "بعد 10 شهور من الحرب على غزة، ودون إقرارها بمسؤوليتها، ومع رشقات الصواريخ من لبنان، وإطلاق النار في غزة، والعمليات المتصاعدة بالضفة، تسارع الحكومة تجاه الخطر الأعظم، وهو خراب المشروع الصهيوني".
وأضاف أن "رئيس الحكومة يسمح لوزير المالية الفاشل اقتصاديا والناجح جدا سياسيا بتنفيذ خطته لتحطيم السلطة الفلسطينية وخنقها تدريجيا، وسحب صلاحيات الجيش صاحب السيادة في الضفة منذ احتلالها عام 1967". واعتبر أنه في حال لم يتم وضع حد لتلك الإجراءات، فستكون إسرائيل حسب القانون الدولي وفي نظر كل العالم مسؤولة بشكل مباشر عن نحو 3 ملايين فلسطيني بالضفة.
ورأى الصحفي الإسرائيلي أن نتنياهو -الذي جعل من محور فيلادلفيا قضية إستراتيجية، لم يقض على احتمال ضعيف للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، بل إن معنى تصريحاته سياسيا حول المحور تعني "إلغاء خطة الانفصال وإعادة السيطرة على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة لتكون إسرائيل مسؤولة عنهم".
وقال "إن إسرائيل ستكون مسؤولة بشكل مباشر عن 5 ملايين فلسطيني، فبين النهر والبحر في أرض إسرائيل سيكون هناك 5 ملايين فلسطيني دون مكانة قانونية، ونحو مليوني عربي من مواطني إسرائيل، جزء كبير منهم ذوو انتماء فلسطيني، مقابل 8 ملايين يهودي.. أي تعادل ديموغرافي تقريبا" واعتبر ذات المتحدث أن ما يجري يتم بسرية وبرعاية الحرب، وهو الأخطر على إسرائيل منذ قيامها.
ومن جهة أخرى، ذكر الإعلام الإسرائيلي في نقاشاته أن نتنياهو يتعرض لهجوم متواصل من قبل ذوي الأسرى الذين يتهمونه بإفشال صفقة التبادل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى فی الضفة
إقرأ أيضاً:
الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.
لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.
أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه.
ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.
ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء.
هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل.
ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.