غزة وأوكرانيا وأفغانستان.. قضايا ساخنة في المواجهة بين ترامب وهاريس
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
تقابل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، في مناظرة رئاسية، مساء الثلاثاء، في أول مواجهة تجمعهما وسط تنافسهما الشرس على منصب الرئيس.
وعلى الرغم من أن القضايا الداخلية المرتبطة بالوضع الاقتصادي وأمن الحدود والحقوق الإنجابية حظيت باهتمام أكبر خلال المناظرة، إلا أن السياسة الخارجية للبلاد ظهرت أيضا بشكل بارز خلال المناظرة الأولى، وربما الوحيدة التي تجمع ترامب وهاريس، وفقا لمجلة "فورين بوليسي".
وتصادم المرشحان حول موقف واشنطن بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، ومستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، بالإضافة إلى الانسحاب من أفغانستان.
وجرت المناظرة قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وبعد عدة أيام من الذكرى السنوية الثالثة لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
ووفقا لأكسيوس، فقد اتسمت وجهات النظر بين المرشحين حول قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي، خلال المناظرة، بـ"تركيز أقل على المقترحات السياسية الملموسة، وميل أكبر نحو توجيه الانتقادات الشخصية".
في هذا السياق، التزم ترامب وهاريس بالخطوط العريضة المعتادة لمواقفهما في مجال السياسة الخارجية، دون تقديم رؤى أو أفكار أو خطط أو وعود جديدة، بحسب "أكسيوس".
الحرب في غزةولم يقدم أي من المرشحين خطة لإنهاء الحرب في غزة أو لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وفقا للموقع ذاته.
وكررت هاريس تصريحاتها من خطابها في المؤتمر الوطني الديمقراطي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بينما جدد ترامب اتهامات ضد هاريس، محاولا التشكيك في موقفها تجاه إسرائيل.
وقال ترامب: "إنها تكره إسرائيل.. وتكره العرب". وادعى أن إسرائيل ستدمر في غضون عامين إذا خسر الانتخابات وتولت هاريس منصب الرئيس.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة، فشلت الإدارة الأميركية في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.
وعندما سألها المحاورون عن كيفية اختراق الجمود الحاصل في المفاوضات، استعرضت هاريس تفاصيل الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، والذي أشعل الحرب، وتحدثت عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مضيفة أنها ستمنح "إسرائيل دائما القدرة على الدفاع عن نفسها"من إيران ووكلائها في المنطقة.
وشددت هاريس على أهمية الطريقة التي تدافع بها إسرائيل عن نفسها، مكررة موقفا اتخذته منذ فترة طويلة قبل ترشحها للرئاسة، حيث لفتت إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، قائلة: "لقد سقط عدد مأساوي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء".
وأكدت مجددا على دعمها لحل الدولتين، مشددة على ضرورة ضمان الأمن للفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير.
وفي رده عن سؤال مماثل، لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول كيفية تفاوضه مع إسرائيل وحماس أو كيف سيتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور بشكل متزايد في غزة.
وبدلا من ذلك، أصر مرارا على أنه لو كان رئيسا، لما كانت الحرب بين إسرائيل وحماس قد بدأت، وادعى الرئيس السابق، بدون أساس، أن هاريس "تكره" إسرائيل والعرب.
وتعهد ترامب بـ"تسوية" النزاعات الجارية إذا تم انتخابه، دون أن يقدم أي تفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.
وقال: "انظروا إلى ما يحدث مع الحوثيين واليمن. انظروا إلى ما يحدث في الشرق الأوسط. هذا لم يكن ليحدث أبدا. سأقوم بتسوية ذلك، وبسرعة".
روسيا-أوكرانياوفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، هاجمت هاريس ترامب بسبب "تصريحاته الإيجابية السابقة" عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مدعية أنه في اجتماعات عقدتها "كان قادة العالم يسخرون من ترامب".
وادعت هاريس أن الديكتاتوريين حول العالم يدعمون ترامب، لأنهم يعرفون أنهم يستطيعون التلاعب به.
في المقابل، كرر ترامب خطته للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى قدرته على تأمين وقف لإطلاق النار، قبل توليه منصبه، إذا فاز في نوفمبر.
وقال إنه يعرف بوتين والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وادعى أن كلا الزعيمين يحترمانه، مضيفا أنه سيتصل بهما قبل تنصيبه ويجعلهما يجتمعان.
وادعت هاريس أنه لو كان ترامب رئيسا "لكان بوتين جالسا في كييف" الآن. موضحة: "قال ترامب إنه سينهي الحرب في 24 ساعة — لأنه سيستسلم ببساطة".
وعندما سئل عما إذا كان يرغب في رؤية أوكرانيا تفوز في الحرب ضد روسيا، أجاب ترامب بأنه يريد وقف الحرب، وكرر ادعاءه السابق بأن الحرب لم تكن لتحدث لو كان في المنصب بدلا من بايدن وأصر على أنه يحظى باحترام قادة العالم أكثر مما يحظى به بايدن أو هاريس.
وفي ردها على سؤال بشأن كيفية تعاملها مع بوتين وما إذا كان نهجها سيختلف عن نهج بايدن، سلطت هاريس الضوء على الدور الذي لعبته في الفترة التي سبقت الغزو، بما في ذلك لقاؤها مع زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2022 لتقديم أحدث تقييمات المخابرات الأميركية التي تحذر من خطط روسيا، قبل أقل من أسبوع من تدفق القوات الروسية إلى أوكرانيا.
واستعرضت نائبة الرئيس سجل إدارة بايدن في الحرب، وحشد الحلفاء لدعم كييف وتقديم المساعدات العسكرية الحاسمة، قائلة "بفضل دعمنا، بفضل الدفاع الجوي، والذخيرة، والمدفعية، وصواريخ جافلين، ودبابات أبرامز التي قدمناها، تقف أوكرانيا كدولة مستقلة وحرة".
ولم تقدم هاريس أي أجندة مستقبلية حول كيفية دعمها لأوكرانيا في إدارة مستقبلية محتملة أو أي تلميحات حول موقفها من النقاش الجاري حول ما إذا كان يجب السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب أهداف عميقة في روسيا.
أفغانستانوتزامنت مناظرة الثلاثاء مع حلول الذكرى السنوية الثالثة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وهو حدث لا يزال يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية بواشنطن.
وخلال الانسحاب الأميركي حدثت فوضى أدت إلى مقتل 13 عنصرا من القوات الأميركية في تفجير انتحاري في مطار كابل الدولي.
وفي ردها عما إذا كانت تتحمل أي مسؤولية عن كيفية تنفيذ الانسحاب، تجنبت هاريس الإجابة على السؤال مباشرة، وبدلا من ذلك كررت دعمها لقرار بايدن بالانسحاب.
وقالت: "قال أربعة رؤساء إنهم سيفعلون ذلك، وجو بايدن فعل ذلك"، قبل أن تتحول إلى مهاجمة سجل ترامب في التفاوض على اتفاق الانسحاب الأولي مع طالبان، متجاوزا الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن، والسعي لدعوة الجماعة المتشددة إلى كامب ديفيد.
ودافع ترامب عن سجله، مدعيا أنه سعى للانسحاب لحماية أرواح القوات الأميركية.
وأضاف، بشكل خاطئ، أن طالبان ورثت معدات عسكرية أميركية بقيمة 85 مليار دولار تركت وراءها في الانسحاب المتسرع، في حين أن الرقم الفعلي قد تم تقديره بحوالي 7 مليارات دولار، بحسب ما نقلته المجلة، عن التقرير الذي قدمه المفتش العام لوزارة الدفاع (الكونغرس).
ووصف الرئيس السابق، الذي أثار موضوع أفغانستان عدة مرات خلال المناظرة، الانسحاب بأنه "اللحظة الأكثر إحراجا في تاريخ الولايات المتحدة" وادعى أن أظهر ضعف الولايات المتحدة في أفغانستان، وكان السبب في قرار الرئيس الروسي بغزو أوكرانيا بعد عدة أشهر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة خلال المناظرة ما إذا کان الحرب فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
كامالا هاريس تجمع مليار دولار لحملتها الديمقراطية رغم الخسارة أمام ترامب
كامالا هاريس تجمع أكثر من مليار دولار لحملتها الديمقراطية رغم الخسارة أمام ترامب.
تمكنت نائبة الرئيس الأميركي الديمقراطية السابقة كامالا هاريس من جمع أكثر من مليار دولار لصالح الحزب الديمقراطي خلال حملتها الانتخابية الرئاسية التي انتهت بخسارتها أمام الجمهوري دونالد ترامب.
وعلى الرغم من انتهاء الانتخابات، تستمر هاريس في دفع المانحين لدعم قضايا الحزب الديمقراطي وتمويل المنافسات الانتخابية المتبقية في الكونغرس.
جهود مستمرة لجمع التبرعاتيواصل الحزب الديمقراطي إرسال نداءات متكررة إلى أنصار هاريس، مستهدفًا جذب المزيد من التمويلات دون الإشارة مباشرة إلى تغطية أي ديون محتملة.
بدلاً من ذلك، يركز الديمقراطيون على قضايا أخرى مثل اختيارات الإدارة الجمهورية الجديدة والمنافسات المعلقة في الكونغرس، حيث لا تزال بعض بطاقات الاقتراع قيد الفرز.
تعليق خبراء الاستراتيجيةقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي أدريان هيموند من ميشيغان إن حملة هاريس أنفقت أكثر مما جمعت، مشيرًا إلى أنها تعمل الآن على سد هذا العجز من خلال جهود جمع التبرعات.
وأوضح أنه تلقى طلبًا من الحملة بعد الانتخابات للمساعدة في هذه الجهود.
الوضع المالي للحملةوفقًا لمصدر مطلع تحدث مع وكالة أسوشييتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن العجز المتوقع لحملة هاريس يُعتبر ضئيلًا مقارنة بحجم الحملة الضخم.
يذكر أن الحملة كانت تمتلك في منتصف أكتوبر، قبل انتخابات 5 نوفمبر، 119 مليون دولار نقدًا.
سياق أوسع وتأثير سياسيتأتي جهود جمع التبرعات بعد خسارة هاريس، وسط دعوات ديمقراطية لتعزيز موارد الحزب من أجل مواجهة التحديات السياسية المقبلة، بما في ذلك التعامل مع الأغلبية الجمهورية المتوقعة في الكونغرس.
ويعكس هذا النشاط رغبة الديمقراطيين في الحفاظ على زخمهم السياسي رغم الانتكاسة الانتخابية.
يُذكر أن هاريس، قادت حملة قوية ركزت على قضايا محورية، لكن التحديات التي واجهتها في منافسة ترامب أثرت على استراتيجيتها، مما أدى إلى ارتفاع النفقات لتتجاوز الموارد المتاحة.
توقعات مستقبليةمع استمرار فرز الأصوات في بعض الدوائر الانتخابية، قد تلعب جهود جمع التبرعات دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل المنافسات الحزبية في الكونغرس.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الديمقراطيين على استعادة زمام المبادرة السياسية في الفترة المقبلة.