تقابل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، في مناظرة رئاسية، مساء الثلاثاء، في أول مواجهة تجمعهما وسط تنافسهما الشرس على منصب الرئيس.

وعلى الرغم من أن القضايا الداخلية المرتبطة بالوضع الاقتصادي وأمن الحدود والحقوق الإنجابية حظيت باهتمام أكبر خلال المناظرة، إلا أن السياسة الخارجية للبلاد ظهرت أيضا بشكل بارز خلال المناظرة الأولى، وربما الوحيدة التي تجمع ترامب وهاريس، وفقا لمجلة "فورين بوليسي".

وتصادم المرشحان حول موقف واشنطن بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، ومستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، بالإضافة إلى الانسحاب من أفغانستان.

وجرت المناظرة قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وبعد عدة أيام من الذكرى السنوية الثالثة لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.

ووفقا لأكسيوس، فقد اتسمت وجهات النظر بين المرشحين حول قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي، خلال المناظرة، بـ"تركيز أقل على المقترحات السياسية الملموسة، وميل أكبر نحو توجيه الانتقادات الشخصية".

في هذا السياق، التزم ترامب وهاريس بالخطوط العريضة المعتادة لمواقفهما في مجال السياسة الخارجية، دون تقديم رؤى أو أفكار أو خطط أو وعود جديدة، بحسب "أكسيوس".

الحرب في غزة

ولم يقدم أي من المرشحين خطة لإنهاء الحرب في غزة أو لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وفقا للموقع ذاته.

وكررت هاريس تصريحاتها من خطابها في المؤتمر الوطني الديمقراطي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بينما جدد ترامب اتهامات ضد هاريس، محاولا التشكيك في موقفها تجاه إسرائيل.

وقال ترامب: "إنها تكره إسرائيل.. وتكره العرب". وادعى أن إسرائيل ستدمر في غضون عامين إذا خسر الانتخابات وتولت هاريس منصب الرئيس.

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة، فشلت الإدارة الأميركية في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.

وعندما سألها المحاورون عن كيفية اختراق الجمود الحاصل في المفاوضات، استعرضت هاريس تفاصيل الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، والذي أشعل الحرب، وتحدثت عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مضيفة أنها ستمنح "إسرائيل دائما القدرة على الدفاع عن نفسها"من إيران ووكلائها في المنطقة.

وشددت هاريس على أهمية الطريقة التي تدافع بها إسرائيل عن نفسها، مكررة موقفا اتخذته منذ فترة طويلة قبل ترشحها للرئاسة، حيث لفتت إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، قائلة: "لقد سقط عدد مأساوي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء".

وأكدت مجددا على دعمها لحل الدولتين، مشددة على ضرورة ضمان الأمن للفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير.

وفي رده عن سؤال مماثل، لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول كيفية تفاوضه مع إسرائيل وحماس أو كيف سيتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور بشكل متزايد في غزة.

وبدلا من ذلك، أصر مرارا على أنه لو كان رئيسا، لما كانت الحرب بين إسرائيل وحماس قد بدأت، وادعى الرئيس السابق، بدون أساس، أن هاريس "تكره" إسرائيل والعرب.

وتعهد ترامب بـ"تسوية" النزاعات الجارية إذا تم انتخابه، دون أن يقدم أي تفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.

وقال: "انظروا إلى ما يحدث مع الحوثيين واليمن. انظروا إلى ما يحدث في الشرق الأوسط. هذا لم يكن ليحدث أبدا. سأقوم بتسوية ذلك، وبسرعة".

روسيا-أوكرانيا

وفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، هاجمت هاريس ترامب بسبب "تصريحاته الإيجابية السابقة" عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مدعية أنه في اجتماعات عقدتها "كان قادة العالم يسخرون من ترامب".

وادعت هاريس أن الديكتاتوريين حول العالم يدعمون ترامب، لأنهم يعرفون أنهم يستطيعون التلاعب به.

في المقابل، كرر ترامب خطته للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى قدرته على تأمين وقف لإطلاق النار، قبل توليه منصبه، إذا فاز في نوفمبر.

وقال إنه يعرف بوتين والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وادعى أن كلا الزعيمين يحترمانه، مضيفا أنه سيتصل بهما قبل تنصيبه ويجعلهما يجتمعان.

وادعت هاريس أنه لو كان ترامب رئيسا "لكان بوتين جالسا في كييف" الآن. موضحة: "قال ترامب إنه سينهي الحرب في 24 ساعة — لأنه سيستسلم ببساطة".

وعندما سئل عما إذا كان يرغب في رؤية أوكرانيا تفوز في الحرب ضد روسيا، أجاب ترامب بأنه يريد وقف الحرب، وكرر ادعاءه السابق بأن الحرب لم تكن لتحدث لو كان في المنصب بدلا من بايدن وأصر على أنه يحظى باحترام قادة العالم أكثر مما يحظى به بايدن أو هاريس.

وفي ردها على سؤال بشأن  كيفية تعاملها مع بوتين وما إذا كان نهجها سيختلف عن نهج بايدن، سلطت هاريس الضوء على الدور الذي لعبته في الفترة التي سبقت الغزو، بما في ذلك لقاؤها مع زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2022 لتقديم أحدث تقييمات المخابرات الأميركية التي تحذر من خطط روسيا، قبل أقل من أسبوع من تدفق القوات الروسية إلى أوكرانيا.

واستعرضت نائبة الرئيس سجل إدارة بايدن في الحرب، وحشد الحلفاء لدعم كييف وتقديم المساعدات العسكرية الحاسمة، قائلة "بفضل دعمنا، بفضل الدفاع الجوي، والذخيرة، والمدفعية، وصواريخ جافلين، ودبابات أبرامز التي قدمناها، تقف أوكرانيا كدولة مستقلة وحرة".

ولم تقدم هاريس أي أجندة مستقبلية حول كيفية دعمها لأوكرانيا في إدارة مستقبلية محتملة أو أي تلميحات حول موقفها من النقاش الجاري حول ما إذا كان يجب السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب أهداف عميقة في روسيا.

أفغانستان

وتزامنت مناظرة الثلاثاء مع حلول الذكرى السنوية الثالثة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وهو حدث لا يزال يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية بواشنطن.

وخلال الانسحاب الأميركي حدثت فوضى أدت إلى مقتل 13 عنصرا من القوات الأميركية في تفجير انتحاري في مطار كابل الدولي.

وفي ردها عما إذا كانت تتحمل أي مسؤولية عن كيفية تنفيذ الانسحاب، تجنبت هاريس الإجابة على السؤال مباشرة، وبدلا من ذلك كررت دعمها لقرار بايدن بالانسحاب.

وقالت: "قال أربعة رؤساء إنهم سيفعلون ذلك، وجو بايدن فعل ذلك"، قبل أن تتحول إلى مهاجمة سجل ترامب في التفاوض على اتفاق الانسحاب الأولي مع طالبان، متجاوزا الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن، والسعي لدعوة الجماعة المتشددة إلى كامب ديفيد.

ودافع ترامب عن سجله، مدعيا أنه سعى للانسحاب لحماية أرواح القوات الأميركية.

وأضاف، بشكل خاطئ، أن طالبان ورثت معدات عسكرية أميركية بقيمة 85 مليار دولار تركت وراءها في الانسحاب المتسرع، في حين أن الرقم الفعلي قد تم تقديره بحوالي 7 مليارات دولار، بحسب ما نقلته المجلة، عن التقرير الذي قدمه المفتش العام لوزارة الدفاع (الكونغرس).

ووصف الرئيس السابق، الذي أثار موضوع أفغانستان عدة مرات خلال المناظرة، الانسحاب بأنه "اللحظة الأكثر إحراجا في تاريخ الولايات المتحدة" وادعى أن أظهر ضعف الولايات المتحدة في أفغانستان، وكان السبب في قرار الرئيس الروسي بغزو أوكرانيا بعد عدة أشهر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة خلال المناظرة ما إذا کان الحرب فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

منافسة بين ترامب وهاريس لاستقطاب المشاهير

أحمد مراد (واشنطن، القاهرة)

أخبار ذات صلة أسواق الأسهم «تعزف» على أوتار السياسة هاريس وترامب يتجهان لـ«الولايات الحاسمة»

تشهد المنافسة بين مرشحيّ الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب وكامالا هاريس، حالة من السخونة للفوز بدعم وتأييد جميع فئات الناخبين الأميركيين، وفي مقدمتهم مشاهير الفن والإعلام والسياسة والاقتصاد، لا سيما مع تنامي تأثيرهم على اتجاهات التصويت.
ونجح ترامب في الحصول على دعم وتأييد بعض المشاهير، مثل إيلون ماسك، ورونا ماكدانيال، وتشارلز كوخ، وتاكر كارلسون، وشون هانيني، والمصارع الأشهر هوغان، وعارضة الأزياء ومغنية الراب أمبر روز.
في المقابل، أعلنت الفنانة تايلور سويفت تأييدها لهاريس، وشاركت تأييدها مع متابعيها البالغ عددهم 283 مليوناً على إنستغرام، وتبع بعض المشاهير خطى سويفت، مثل ستيفي نيكس وأوبري بلازا، وأعجب العديد من النجوم الآخرين بمنشور سويفت، مثل الممثل دان ليفي والموسيقي ليل ناس إكس. 
وبعد أن بدأت هاريس حملتها، عرض عدد كبير من المشاهير الذين احتشدوا خلف بايدن تأييدهم لها، وكان أحدهم الحائز جائزة الأوسكار جورج كلوني.
وأوضح ماركو مسعد، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، أن السباق الرئاسي الأميركي يتأثر بشكل كبير بمواقف المؤثرين والمشاهير تجاه المرشحين اللذين يتنافسان بقوة على استقطاب المؤثرين والمشاهير في مختلف المجالات الفنية والاقتصادية والإعلامية والرياضية والسياسية.
وقال مسعد في تصريح لـ«الاتحاد» إن الحضور الفاعل للمشاهير في الانتخابات الرئاسية الأميركية ظهر جلياً خلال المؤتمر العام الوطني للحزب الديمقراطي الذي عُقد في أغسطس الماضي، وحضره عدد كبير من المشاهير، مثل باراك أوباما وزوجته ميشيل، وأوبرا وينفري، والمخرج سبايك لي، والممثلين شون أستين وويندل بيرس، ومغني الراب ليل جون، كما شهد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي عُقد في يوليو الماضي حضوراً مكثفاً للمشاهير مثل المصارع الشهير هالك هوغان.
وشدد مسعد على أن دور المشاهير والمؤثرين في حسم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية كان المحور الرئيس لإحدى الدراسات التي أجرتها جامعة هارفارد، والتي أوضحت أن المشاهير يمكن أن يلعبوا دوراً مؤثراً في زيادة نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات من خلال منصاتهم للمساهمة في تشجيع وتمكين المزيد من الأميركيين العاديين على ممارسة حقوقهم المدنية، ما يسهم في زيادة نسب التصويت بشكل ملحوظ.
ومن جانبه، أشار السياسي الأميركي الدكتور نعمان أبو عيسى إلى تنامي دور المشاهير والمؤثرين في الاستحقاقات الدستورية الأميركية خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يكون لهم تأثير كبير في تحديد الفائز في انتخابات الرئاسة خلال نوفمبر المقبل.
وذكر أبو عيسى في تصريح لـ«الاتحاد» أن مشاهير الفن والسياسة والإعلام والاقتصاد كان لهم دور مهم في حملات جمع التبرعات للمرشحين الرئاسيين اللذين استفادا من الفعاليات والمناسبات التي نظمها المشاهير، بجانب أهمية التأثير الرقمي لهم بين صفوف الناخبين، وبالأخص فئة الشباب.

مقالات مشابهة

  • لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟
  • 3 مرشحين في انتخابات رئاسة أمريكا بخلاف ترامب وهاريس
  • 3 مرشحون في انتخابات رئاسة أمريكا بخلاف ترامب وهاريس
  • ترامب يتهم بايدن وهاريس بالتحريض على اغتياله
  • ترامب في مقابلة مع "فوكس ديجيتال": خطاب بايدن وهاريس ضدي هو السبب وراء محاولتي اغتيالي
  • ترامب ينسب محاولة اغتياله المفترضة إلى “خطاب” بايدن وهاريس
  • محاولة اغتيال ترامب المحتملة.. هكذا علقت كامالا هاريس
  • ما قصة المواجهة بين "قطار ترامب" وحافلة "هاريس- بايدن"؟
  • منافسة بين ترامب وهاريس لاستقطاب المشاهير
  • NYT: بايدن لا يزال خائفا بشدة من توسع الحرب بين روسيا وأوكرانيا