جريمة هزت المجتمع التركي.. ما تفاصيل مقتل الطفلة نارين وأين وصلت التحقيقات؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
لا تزال قضية مقتل الطفلة نارين غوران (8 سنوات) والعثور على جثتها بعد اختفائها نحو 19 يوما في جنوب تركيا، يثير استياء واسعا في الأوساط التركية، وذلك على وقع استمرار التحقيقات التي بدأت تكشف مع مرور الوقت ملابسات الجريمة التي هزت المجتمع التركي وجدد مطالبات إعادة تطبيق عقوبة الإعدام.
وكشفت التحقيقات عن شهادات جديدة حول اختفاء نارين في ولاية ديار بكر جنوب تركيا وتورط عمها المعتقل بتهمة القتل العمد، والذي يعد المشتبه الأول في القضية التي تشغل مواقع التواصل الاجتماعي التركية منذ لحظة اختفاء الطفلة في 21 آب /أغسطس الماضي.
وفي 8 أيلول /سبتمبر الجاري، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عن العثور على الطفلة نارين مقتولة في منطقة "باغلار" الريفية بديار بكر.
واعتقلت السلطات عم الطفلة بتهمة القتل العمد، فيما تم احتجاز 24 شخصا على ذمة التحقيقات بما في ذلك والدة نارين ووالدها وشقيقها واثنان من أعمامها.
ولاحقا أفرجت السلطات عن والد نارين ومتهم آخر، في حين لا يزال الباقون محتجزين على ذمة التحقيق في ملابسة مقتل نارين، التي اختفت أثناء عودتها من دورة تحفيظ القرآن.
وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاسبة المتورطين في مقتل نارين، وقال "منذ تلقينا البلاغ المفقود عن ابنتنا الحساسة، بذلت قواتنا الأمنية قصارى جهدها للوصول إليها على قيد الحياة. ونتيجة عمليات البحث التي استمرت لمدة 19 يومًا، للأسف، لم نتمكن من تلقي أي أخبار تفرح القلب".
وأضاف في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، "سوف نضمن محاسبة من قتلوا نارين أمام العدالة"، مشددا على أنه يتابع الإجراءات القضائية بشكل شخصي من أجل التأكد من أن "أولئك الذين أخذوا طفلتنا منا سينالون أقسى عقوبة يستحقونها".
والثلاثاء، كشف وزير العدل التركي يلماز تونتش عن اعتقال شخص من المشتبه بهم المحتجزين لدى السلطات، وذلك في نطاق نطاق التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام في ديار بكر
وأوضح في تدوينة عبر "إكس"، أن الإجراءات المتعلقة بباقي المحتجزين مستمرة، مشددا على أن "كل من هو المسؤول عن وفاة ابنتنا نارين سيمثل أمام العدالة وينال العقوبة التي يستحقها".
محامية المتهم الرئيسي تنسحب
اعتقلت السلطات التركية عم الطفلة نارين التي رمزت إلى اسمه بـ"س.غ" في الخامس من أيلول /سبتمبر الماضي خلال عمليات التحقيق في ملابسات اختفاء الطفلة.
ومع توسع التحقيقات بعد العثور على جثة الطفلة مخبأة داخل كيس وملقى عليها الحجارة وأغصان الشجر بالقرب من نهر إفتوتماز في ديار بكر، قررت محامية الدفاع عن عم نارين، وهو مختار الحي أيضا، عن الانسحاب من القضية ورفضها الدفاع عن المتهم.
Narin #naringüranicinadalet #naringüran #havin #havingüran #Anne #GalaxyAI #TülinGüran #narininablası #Oruspo #NevzatBahtiyar #SedaToğrul helal olsun avukat hanım ???????????????????????????????? pic.twitter.com/Rwau57PAuu — SALİH CAN ELBANER (@salih_can34) September 11, 2024
وشددت المحامية التركية سيدا توغرول، في بيان، على أنها اتخذت قرارها بناء على المعطيات الجديدة للتحقيقات، وقالت "كأم، أشعر بشكل مباشر بالحزن العميق والألم لما مرت به ابنتنا الجميلة نارين. من الآن سأتابع الملف عن كثب، ليس كمحامي دفاع عن المتهم، ولكن كأم ومواطنة.
وأضافت "أود أن أشارك الجمهور أنني آمل في محاكمة عادلة ومحاكمة جميع المسؤولين" عن جريمة قتل نارين.
شهادات جديدة
كشفت أحد المشتبه بهم المحتجزين لدى السلطات، ويدعى "ن.ب" بشهادة جديدة حول ملابسات مقتل الطفلة نارين وصلة ذلك بعمها.
وقال المشتبه به أنه اتصل بعم نارين لكونه مختار القرية، من أجل الحصول على المساعدة بعدما قطعت المياه عن منزله، موضحا أن "س.غ" أخبره أنه سيتواصل مع المسؤولين عن الأمر وأن المسافة بين منزليهما لا تتعدى المئة متر فقط.
وأضاف المشتبه به في إفادته "خرجت من منزلي بسيارتي، ورأيت س.غ يقترب مني بسيارة بيضاء. أشار لي بيده إلى شيء ملفوف ببطانية في مقعد الراكب الأمامي في سيارته وقال لي: تخلص من هذا".
وتابع "عندما اقتربت وفتحت البطانية، فوجئت برؤية طفلة فاقدة للحياة وترددت. فقال لي: فكر في عائلتك، سأعطيك 200 ألف ليرة وتخلص منها. هل لديك كيس في سيارتك؟(…) فأخرجت كيسا لا أذكر لونه من صندوق سيارتي ووضعنا الطفلة بداخله".
وأوضح المشتبه أنه أن لاحظ في تلك الأثناء وجود احمرار في منطقة الرقبة وخلف أذن الطفلة التي كانت ترتدي قميصا أسود اللون، مشيرا إلى أن س.غ طلب منه أخذ الطفلة إلى جدول مياه قريب من أجل إخفائها.
وقال المشتبه به، "قررت التخلص من الجثة، فتوقفت بسيارتي عند حافة الوادي وألقيت الكيس في مكان ضحل يحتوي على بعض المياه ووضعت حجرا كبيرا يبلغ وزنه نحو 25 كيلوغرام فوقه لإخفائها".
وأشارت إلى أنه عاد إلى المنزل ومن ثم بدأ مع أهل القرية في عمليات البحث عن الطفلة بشكل يومي، مشيرا إلى أن عم نارين، وهو المختار، شارك أيضا مع السلطان في عمليات البحث و"كأن شيئا لم يحدث".
مطالبات بتفعيل قانون الإعدام
جددت قضية الطفلة نارين، التي لا تزال محفوفة بكثير من الغموض، مطالبات لإعادة تفعيل قانون الإعدام للحد من الجرائم الوحشية التي تطال الأطفال من خلال تغليظ العقوبة.
طالب العديد من الناشطين والسياسيين والصحافيين الأتراك خلال الأيام الأخيرة، بإعادة تفعيل عقوبة الإعدام وإنزال هذه العقوبة بقاتل الطفلة نارين.
وقال رئيس حزب الرفاه من جديد المعارض فاتح أربكان، الاثنين، تعليقا على الحادثة، "إننا نعاني من ألم كبير. وأعظم أمنياتنا هي ألا تظهر مثل هذه الحوادث إلى الواجهة مرة أخرى".
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه "من أجل تحقيق ذلك، يجب مناقشة إعادة عقوبة الإعدام إلى جدول الأعمال"، مشددا على ضرورة "إعادة هذه العقوبة على مثل هذه الحوادث بدعم من الأحزاب في البرلمان".
يشار إلى أن تركيا ألغت رسميا عقوبة الإعدام عام 2003 في إطار مساعيها الرامية إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر إلغاء هذه العقوبة من أهم شروط الحصول على عضويته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية نارين تركيا ديار بكر أردوغان تركيا أردوغان ديار بكر نارين سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عقوبة الإعدام الطفلة نارین من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
(CNN)-- مع تمزق العلاقة المشحونة منذ فترة طويلة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، كان السؤال الذي ظل عالقًا بين حلفاء الرجلين هو ما إذا كانت المعركة ستبدد الآمال في التوصل إلى سلام بوساطة أمريكية؟
وفي رسالة غاضبة على منصته للتواصل الاجتماعي، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، وألقى باللوم عليه في تسليح الولايات المتحدة بقوة لإنفاق مئات المليارات من الدولارات "لخوض حرب لا يمكن الفوز بها".
وتحول الأمر إلى سلسلة من الاستهزاءات استمرت طوال اليوم، والتي ضخَّمها ترامب خلال خطاب ألقاه ليلة الأربعاء في ميامي، حيث أعلن: "من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بشكل أسرع، وإلا لن يبقى له وطن".
وكان كلا الاتهامين بمثابة تكرار لنقاط حديث موسكو المليئة بالسخرية حول الحرب والرئيس الأوكراني، الذي أعلن الأحكام العرفية في بداية الغزو الروسي، الأمر الذي حال دون إجراء انتخابات مقررة.
لم يكن منشور ترامب هجومًا معزولًا، فلسنوات، كان ترامب ينظر إلى زيلينسكي بتشكك، وشكك في قراراته، وفي لحظة خلال أول إجراءات عزل ترامب، ضغط عليه لفتح تحقيق مع منافسه آنذاك جو بايدن، وقال ترامب ليلة الأربعاء: "لو كانت إدارة (بايدن) قد استمرت لعام آخر، لكنتم في حرب عالمية ثالثة ولن يحدث ذلك الآن".
ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، كان مساعدو ترامب يراقبون عن كثب تصريحات زيلينسكي العامة، وخاصة انتقاداته للولايات المتحدة لاستبعاد أوكرانيا من المحادثات مع المسؤولين الروس في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، مع تصاعد الانفعالات.
وقالت المصادر إن إحباطهم كان يتزايد قبل يوم الأربعاء، لكن الأمر تفاقم بعد أن قال زيلينسكي للصحفيين في مكتبه في كييف إن ترامب يعيش في "شبكة من المعلومات المضللة".
وقال مسؤول يسافر مع ترامب إن الرئيس أخبر مساعديه الذين كانوا معه في فلوريدا بشكل خاص أنه يريد الرد مباشرة، وألقى هذا الصاروخ الدبلوماسي في طريقه إلى نادي الغولف الخاص به في ميامي، مع استمرار توسع تصريحاته العامة في مؤتمر الاستثمار الذي رعاه صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية التي استضافت محادثات في وقت سابق من الأسبوع بين مسؤولين أمريكيين وروس.
وقال مسؤال آخر في البيت الأبيض لشبكة CNN "إنه إحباط.. هناك شعور قوي ومشروع بأن هذه الحرب الوحشية يجب أن تتوقف وأن هذا المسار يتضاءل بسبب خلال تصريحات زيلينسكي العامة".
ومع ذلك، فمن وجهة نظر زيلينسكي، فإن نهاية الحرب التي يتصورها ترامب تبدو مشابهة إلى حد كبير لما كانت تطالب به روسيا، وبالفعل، استبعد أعضاء في إدارة ترامب عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي وقالوا إن القوات الأمريكية لن تساعد في ضمان أمن أوكرانيا عندما تنتهي الحرب، ولهذه الأسباب، يقول زيلينسكي إنه لا يستطيع إلا أن يتكلم.
ولعدة أشهر، سعى زيلينسكي بعناية إلى تجنب حدوث قطيعة كاملة مع نظيره الجديد في واشنطن، وقام بترتيب اجتماع في الأسابيع التي سبقت انتخابات العام الماضي بهدف تهدئة بعض شكوك مرشح الحزب الجمهوري آنذاك حول تورط الولايات المتحدة في الحرب.
وظهر الرجال في بداية المناقشة في برج ترامب في مانهاتن لإظهار رغبتهم في الانسجام. وقال ترامب إن لديه "علاقة جيدة للغاية" مع الرئيس الأوكراني، لكنه يتمتع أيضًا "بعلاقة جيدة جدًا" مع خصمه في موسكو، فلاديمير بوتين، فقاطعه زيلينسكي قائلاً: "آمل أن تكون لدينا المزيد من العلاقات الجيدة"، ليجيب ترامب: "لكن، كما تعلمون، يتطلب الأمر شخصين لرقصة التانغو".