من يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي -صباح اليوم الأربعاء- يجد أن الأخبار والتحليلات حول انتهاء أول مناظرة رئاسية بين مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا تتصدر اهتمامات رواد العالم الافتراضي.

ولأن توقيت المناظرة بين هاريس وترامب جاء في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، وكيف ستكون سياستهما حول القضية، تابع جمهور منصات التواصل في العالم العربي المناظرة باهتمام، ليفهموا ما هي ملامح السياسة الأميركية القادمة حول العدوان الإسرائيلي على غزة.

https://x.com/gamal_helal/status/1833712901477019830

وأكثر ما لفت انتباه بعض المدونين العرب تسابق هاريس وترامب في تأكيدهما على دعمهما المطلق الإسرائيل، وكتب أحدهم معلقا على المناظرة الرئاسية قائلا "تخيلوا أن المزايدة الانتخابية في أعظم دولة في العالم من وجهة نظر البعض تمر عبر المزايدات على المزيد من الدماء في منطقتنا لأجل عيون إسرائيل؟".

وأستشهد أحدهم بعبارة ترامب "إن إسرائيل ستزول" خلال عامين لو فازت منافسته" وعلق على عبارة ترامب قائلا: لأن هاريس لا تملك ذات القدر من الإجرام الذي يملكه ترامب لتثبيت وجودها وإخضاع خصومها، بحسب رأي أحد المدونين.

https://x.com/adham922/status/1833701853919326337

وقال أحد الناشطين: ما سمعته أنه لا أحد منهم يبالي بمن قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة، ولا بالجرحى والدمار الحاصل في القطاع، فكلاهما في ميزان واحد، ترامب يتسم بالوضوح بأنه مع إسرائيل كليا، وهاريس تنافق يمينا وشمالا لكسب أصوات العرب والمسلمين في أميركا، النتيجة واحدة.

كلا المرشحين
سواء ترامب ام هاريس
اسرائيل هي الاهم بالنسبه لهم
اسرائيل الصهيونيه هي الباب الي الرئاسه
أمريكا لا تنتظروا منها خيرا ابدا

— ✌️ ???????? Abbass Elmohandes ???????? ✌️ (@AbbassElmohand1) September 11, 2024

أما عن السياسة الداخلية لكلا المرشحين للرئاسة، فقد تطرق جمهور منصات التواصل في أميركا إلى عدة أمور منها التركيز بالنقاش بشكل خاص بين ترامب وهاريس على أساليبهما وسياساتهما المتناقضة.

ترامب غير موفق اليوم ،، واتوقع بيكون فيه تأثير لو بسيط على الاصوات بعد اليوم ل هاريس

— RWE (@nvz81) September 11, 2024

فترامب حاول تصوير هاريس بأنها متساهلة مع الجريمة في إشارة إلى ماضيها كمدعية عامة واتهمها بدعم سياسات من شأنها أن تؤدي إلى اضطراب اجتماعي، وهو تكتيك استخدمه بالانتخابات السابقة وقد حاول تصويرها على أنها جزء من مجموعة نخبة بعيدة كل البعد عن المواطن الأميركي العادي.

في المقابل، ركزت هاريس على سجل الرئيس السابق خاصة تسليطها الضوء على إخفاقاته خلال جائحة "كوفيد-19" وتصرفاته المثيرة للجدل خلال فترة رئاسته.

https://x.com/mo_lasheen95/status/1833721067463971247

وبعد انتهاء المناظرة الرئاسية، أعلنت المغنية الأميركية المشهورة تايلور سويفت دعمها لهاريس وقالت في منشور عبر حسابها على إنستغرام "مثل الكثير منكم، شاهدت المناظرة الليلة. إذا لم تفعلوا ذلك بعد، فالآن هو الوقت المثالي لإجراء بحثكم حول القضايا المطروحة".

وتكمل سويفت "مؤخرًا علمت أن هناك ذكاء اصطناعيا يظهرني بصورة زائفة وأنا أؤيد حملة ترامب، وقد تم نشر هذا على موقعه. وهذا أثار مخاوفي بشأن الذكاء الاصطناعي، ومخاطر نشر المعلومات المضللة. وقادني إلى استنتاج أنني بحاجة إلى أن أكون شفافة جدًا بشأن خططي الفعلية لهذه الانتخابات كناخبة. وأبسط طريقة لمكافحة المعلومات المضللة هي الحقيقة".

وقالت نجمة أغاني البوب أيضا "سأدلي بصوتي لصالح كامالا لأنها تدافع عن الحقوق والقضايا التي أعتقد أنها تحتاج إلى محارب للدفاع عنها".

View this post on Instagram

A post shared by Taylor Swift (@taylorswift)

أما المليونير الأميركي إيلون ماسك فقد غرد في سماء العالم الافتراضي قائلا "لن نصل إلى المريخ أبدًا إذا فازت كاملا هاريس بالانتخابات".

https://x.com/elonmusk/status/1833755778924351663

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ترامب وسياسة الإذلال.. هل يستفيق حكام العرب؟

اعتاد ترامب منذ ولايته الأولى أن يتحدث عن الحكام العرب باستخفاف يبلغ حد إذلالهم والحط من مكانتهم، ومع تقدمه أكثر في السن، بات أقل قدرة على التحكم في اختيار كلماته وأكثر قسوة في حديثه عن حكام المنطقة، وانتقل أيضا إلى أطروحات الاستيلاء على كندا، وإشعال حرب تجارية، لكن الأخطر أنه على وشك فتح "أبواب الجحيم" -بالفعل- على المنطقة وإشعال حرب إقليمية، لا أحد يعلم إمكانية توسعها، وتبعاتها، لكن القدر المتيقَّن من النتائج أنها ستكون كارثية على العالم بأسره، لا مجرد هذا الإقليم.

كان مطلب ترامب في بداية حكمه أن تستثمر المملكة مبلغ 500 مليار دولار في بلاده، وبدلا من مجابهة هذا المطلب الاستعلائي، جاء الجواب باستثمار 600 مليار دولار، ليرفع ترامب المبلغ إلى تريليون دولار، كما أنه طالب مصر والأردن باستقبال سكان غزة في عملية إخلاء قسري كاملة الأركان، وجاءت الردود الأولية على استحياء ترفض تلك المطالب، وتقبل الذهاب إلى البيت الأبيض لترتيب الأمور مع الزعيم المتهور.

كما أن من أمارات الإذلال أيضا، توقيعه يوم أمس الاثنين، على أمر تنفيذي لتخفيف القيود على قانون يحظر على الشركات الأمريكية رشوة المسؤولين الأجانب، وبرر ترامب قراره بقوله: "لقد تبين أن الأمر يبدو جيدا على الورق، ولكن من الناحية العملية، فهو كارثة، هذا يعني أنه إذا ذهب أمريكي إلى دولة أجنبية، وبدأ في ممارسة الأعمال التجارية هناك بشكل قانوني أو شرعي أو غير ذلك، فمن المؤكد تقريبا أن يتم التحقيق معه وتوجيه الاتهام إليه [يقصد اتهامه في أمريكا لأنه سيدفع رشوة في تلك البلاد]، ولا أحد يريد ممارسة الأعمال التجارية مع الأمريكيين بسبب ذلك".

يتعامل ترامب بهذا الازدراء منذ ولايته الأولى، لكنه قرر هذه المرة رفع السقف إلى حدود أعلى وسط ظرف إقليمي متوتر، ومكمن الإخفاق يأتي من اجتماع العوامل المعيقة لأي تصور، لكن ترامب يعتمد، في تجاهله للعوامل المعيقة، على قدراته التفاوضية وتحكُّمه في أنظمة الحكم الإقليمية
يتعامل ترامب بهذا الازدراء منذ ولايته الأولى، لكنه قرر هذه المرة رفع السقف إلى حدود أعلى وسط ظرف إقليمي متوتر، ومكمن الإخفاق يأتي من اجتماع العوامل المعيقة لأي تصور، لكن ترامب يعتمد، في تجاهله للعوامل المعيقة، على قدراته التفاوضية وتحكُّمه في أنظمة الحكم الإقليمية، لذا صرَّح بأنه قد يوقف المساعدات المقدَّمة إلى الأردن ومصر إن لم يقبلا خطته الإجرامية بحق سكان غزة، كما يتحدث عن تمويل جريمته من دول الخليج الثرية، ليضع العرب في قلب أكبر خيانة ومذَلَّة في تاريخهم المعاصر.

استند ترامب، في موقفه هذا، إلى سلوك السلطات العربية المعادي للحركات المقاوِمة، وغير العابئ بالقضية الفلسطينية، وهو سلوك يمتد إلى نحو عقدين، خاصة منذ أعلن العرب مبادرة السلام العربية عام 2002، بينما كانت الدبابات الصهيونية تحاصر عرفات في رام الله، بل اعترض بعضهم على منحه كلمة "متلفزة" في القمة، ما أخَّر كلمته إلى اليوم الثاني والأخير من أعمال القمة، بحسب شهادة السيد عمرو موسى في مذكراته، ثم تصاعد السلوك العربي المتجاهل للفلسطينيين وحقوقهم وتركوهم في الساحة وحدهم.

نجح الفلسطينيون في إحباط عدة مخططات صهيونية، بدءا من خطة فك الارتباط في غزة عام 2005 وتحريرها على وقع ضربات المقاومة، ومرورا بأكثر من عدوان صهيوني دون تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وتمسك الفلسطينيين في الضفة والقدس بأماكنهم وإحباط محاولة تغيير الأوضاع في الحرم الشريف، وانتهاء بإفشال أهداف الاحتلال في عدوانه البربري والهمجي على قطاع غزة، رغم الدمار الواسع.

خلال هذين العقدين، اتخذت الأنظمة الإقليمية موقفا معاديا من الفلسطينيين في وسائل إعلامهم الرسمية، والقريبة من الجهات الرسمية، وانتشرت حملات إلكترونية تدعو للتنصل من القضية الفلسطينية والفلسطينيين، وتزامَنَ مع حالة "التصهين العربي"، نقل سفارات أجنبية إلى القدس المحتل، واعتبارها عاصمة دولة الاحتلال، منتصف 2018، ثم جاءت اتفاقيات أبراهام، بعد نقل السفارات بعامين، لتعلن مكسبا جديدا للمشروع الصهيوني وخسارة جديدة للقضية الفلسطينية، وعزْلها عن المحيط العربي أكثر فأكثر، وكان ترامب صاحب الفضل في ذلك كله.

طَوال حرب غزة كان الموقف العربي مخزيا ومتواطئا، ولم يصدر موقف عربي موحد لفتح المعابر رغما عن إرادة الاحتلال لإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى، فضلا عن الضغط السياسي لإنهاء المجزرة الأبشع في تاريخ الحروب غير المتكافئة.

في السياق ذاته، مُنعت مظاهر الدعم في الشوارع بالتظاهر والاحتجاج، وحفلت الدول العربية بالمهرجانات والاحتفالات الترفيهية والراقصة، وكأن الذين في غزة ليسوا بشرا، فضلا عن أن تجمعهم بالعرب روابط العرق واللغة والدين!

من هنا وجد ترامب أنْ لا عائق سيقف أمام جريمته المزمعة، فتجاهل السخط الشعبي تجاه الحكام العرب، وأمعن في إذلالهم، كما رفع نتنياهو السقف، وتحدث عن رشوة الغزيين الميسورين لمسؤولي الحدود المصريين ليخرجوا من القطاع، ودعا السلطات السعودية لاستقبال الفلسطينيين، لتبدأ ملامح الخطاب العربي في التغير، ومهاجمة نتنياهو والاحتلال بجرأة غير معهودة من الحكام الجدد بعد انتكاسة الربيع العربي، بالإضافة إلى رفض معلن تجاه خطة ترامب.

الإشكال الذي يواجه الحكام العرب هنا يرتبط بوجدان فلسطين في الوعي المجتمعي العام، فمثلا أوردت مجلة "ذا اتلانتيك" في أيلول/ سبتمبر 2024، أن محمد بن سلمان قال لبلينكن: "هل أعبأ شخصيّا بالقضية الفلسطينية؟ لا، لا أعبأ، ولكن شعبي يعبأ". وبغض النظر عن أي إنكار لذلك، فالممارسة العربية تقول إن معظم الحكام لا يعبأون بالفلسطينيين، لكن الشعوب تعبأ، ولا حاجة إلى سماع ذلك الكلام بآذاننا، فالممارسة واضحة بجلاء كامل، والشعور المجتمعي المرتبط بفلسطين واضح كذلك، بل قطعا يمتد ذلك الشعور في جميع أجهزة أنظمة الحكم الأمنية والعسكرية والسياسية، ما جعل التخاذل العربي في أثناء الحرب محل سخط، وتجدد العدوان الهادف إلى التهجير قد يقود إلى اضطرابات سياسية شديدة العنف، وهو ما يقلق الحكام العرب بقوة.

لم يعد اليوم أمام الحكام العرب مفر من أخذ موقف داعم للقضية الفلسطينية، ولو على غير إرادتهم، إنقاذا لحكمهم، أو تفاديا لانقسام أنظمتهم السياسية. وهذه الخطوة تستلزم درجة من التراجع عن مساحات القمع الداخلية، إذ إن المعارضين لأنظمتهم هم الأقدر على قيادة حركة الشارع من أجل تنظيم معارضة شعبية حقيقية، تساعدهم في موقفهم الرسمي أمام ترامب وحلفائه
أمَّا ما يجهله تاجر العقارات ترامب ومعه نتنياهو، أن الأرض عند العربي والمسلم تعني الشرف، وأن مفهوم "الحدود تراب" راسخ في وجدان هذه الأمة المتصلة تاريخيّا وجغرافيّا وحضاريّا، وقضية فلسطين ملموسة في أعين أطفال العرب ووَعْيِهم، وبالتالي ستنطلق موجات عنف جديدة في كل بقعة تدعم توجه ترامب و"بيبي" تجاه القضية الفلسطينية، سواء كانت تلك البقعة في الأراضي المحتلة أو في الإقليم أو خارجه.

لم يعد اليوم أمام الحكام العرب مفر من أخذ موقف داعم للقضية الفلسطينية، ولو على غير إرادتهم، إنقاذا لحكمهم، أو تفاديا لانقسام أنظمتهم السياسية. وهذه الخطوة تستلزم درجة من التراجع عن مساحات القمع الداخلية، إذ إن المعارضين لأنظمتهم هم الأقدر على قيادة حركة الشارع من أجل تنظيم معارضة شعبية حقيقية، تساعدهم في موقفهم الرسمي أمام ترامب وحلفائه.

هذا التقارب الداخلي، إذا حدث، لا يعني التطبيع الكامل مع هذه الأنظمة، أو تطبيع الأنظمة مع المعارضين، فيمكن أن يظل الناشطون المعارضون على رفضهم للأنظمة الحاكمة وانتقادهم لها، وهو الشعور نفسه من قِبَل الأنظمة تجاه المعارضين، لكن هناك لحظات يبدو فيها تصرفٌ يحمل بعض قِيَم رجال الدولة، عندما يتفقون مع معارضيهم على تجاوز أزمة كبيرة ستعصف بالجميع، وهو سلوك كان يتكرر من أنظمة حكم المنطقة قبيل أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، وبدرجات أقل قبل ثورات 2011، ثم اختفى ذلك بعد صعود الحكام الجدد في المنطقة منذ عام 2013، وآن أوان تصحيح ذلك المسار.

إن اندلاع حرب إقليمية وتصفية القضية الفلسطينية سيشعل نارا وحربا دينية لن تستطيع دولة السيطرة عليها، ولن تنجو من تبعاتها أي دولة، حتى لو احتمت بعزلتها وراء أقاصي البحار، فبدء موجات العنف الحديث ارتبط باحتلال أفغانستان نهاية سبعينيات القرن الماضي، ولا يزال العالم يجني ثمار هذا الاحتلال الغاشم، أما احتلال كامل فلسطين سيتسبب بأحداث قد تبدو تبعات احتلال أفغانستان أمامها مجرد نزهة.

مقالات مشابهة

  • العرب يحذرون من إشعال صراعات جديدة مع إسرائيل
  • العرب يرفعون احتياطيات الذهب إلى 1.63 ألف طن .. والسعودية تتصدر المرتبة الأولى
  • مصر.. تفاعل مع تصرف قام به إمام عاشور بعد هدفه أمام غزل المحلة
  • بسمة وهبة تشكر الرئيس الأمريكي ترامب: جعل العالم كله يعرف معنى وحدة العرب
  • عبدالرحيم علي يتصدر تريند منصة إكس بـ هاشتاج "وكتب عليكم القتال".. والمغردون: يقدم معلومات وتحليلات ثرية في عالم السياسة
  • ترامب وسياسة الإذلال.. هل يستفيق حكام العرب؟
  • نسخة كأس العالم للأندية 2025 تزور مصر وتونس
  • التهجير في زمن التهريج
  • «الإنسان أولاً».. رسالة الإمارات السامية لحكومات العالم
  • رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"