مكامير الفحم بالدقهلية كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
تُعتبر مكامير الفحم من المصادر التقليدية لإنتاج الفحم النباتي، وتساهم بشكل كبير في التلوث البيئي، تنتج مكامير الفحم كميات كبيرة من الدخان والغازات السامة، مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، مما يؤثر سلبًا على جودة الهواء وصحة الإنسان.
وتتسبب مكامير الفحم في تدهور البيئة الطبيعية من خلال قطع الأشجار بشكل مفرط، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وزيادة ظاهرة التصحر.
في هذه المقدمة، نستعرض أهمية فهم آثار التلوث الناجم عن مكامير الفحم وضرورة البحث عن بدائل أكثر استدامة وصديقة للبيئة، بهدف حماية النظام البيئي وصحة المجتمعات المحلية.
في محافظة الدقهلية، تعد مكامير الفحم من أكبر العوامل التلوث البيئى بمحافظة الدقهلية، نظرا لانتشار المكامير الغير المرخصة والملوثة للبيئة والمسببة للعديد من الأمراض لاسيما الربو والحساسية، وضيق التنفس، فى العديد من المراكز المختلفة والتي يضرب أصحابها عرض الحائط بقوانين وزارة البيئة المنظمة لذلك وتعليمات وزارة التنمية المحلية ممثلة في مجالس المدن والقرى، في ظل عدم إحكام الرقابة الفعلية على مثل هذه المكامير والفواخير المخالفة.
264 مكمورة فحم منتشرة بقرى الدقهليةيوجد في الدقهلية ما يقرب من 264 مكمورة، منتشرة بقرى بلقاس والسنبلاوين وميت غمر وأجا وبالرغم من إعلان جهاز شئون البيئة بالدقهلية عن تنفيذ حملات مستمرة على المكامير المخالفة ، وإزالتها، وتحرير محاضر حيال أصحابها، و القرارات الإدارية بإيقاف تشغيل مكامير الفحم، وصدور أحكام بسجن أصحابها بالتنسيق مع الوحدات المحلية، وإدارة الحماية المدنية بمديرية الأمن، إلا أن سحابات الدخان الأسود تخرج ألسنتها للأهالى، الذين فشلت كل محاولاتهم فى الحصول على حل بإيقاف هذا النشاط الذى أصابهم بالعديد من الأمراض خاصة الصدرية، إضافة إلى تلوث مياه نهر النيل.
وأكد أحمد سعفان، أحد سكان مركز ميت غمر، أن الأدخنة الصادرة من مكامير الفحم تُخنق سُكانها خاصةً الأطفال وكبار السن ممّن يعانون من ضيق التنّفس والأمراض الصدرية والتنفّسيّة، لافتة إلى أنّها تضطّر إلى إغلاق نوافذ الشقة ليلا بسبب الدخان.
وأشار سالم محمود، أحد سكان مركز السنبلاوين ، إلى أن الغازات المنبعثة من مكامير الفحم تتسبب فى انتشار أكسيد النيتروجين، فضلا عن حبيبات الكربون والمركبات العضوية المتطايرة والتى تُؤثّرعلى صحّة الأطفال.
وأوضح محمد ناجى من أهالى مركز أجا نتعرض لكارثة بيئية منذ فترة طويلة بسبب أصحاب المكامير الذين يقومون بتبوير الأراضى الزراعية تحت سمع وبصر المسئولين بمحافظة الدقهلية ويقيمون عليها المكامير التى نتج عن إقامتها إصابة أهل القرية والقرى المجاورة بالأمراض الصدرية والربو ورغم تقدمنا بعديد من الشكاوى للمسئولين بوزارة البيئة ومحافظة الدقهلية لإتخاذ إجراءات ضد أصحاب المكاميرونادينا بسرعة غلقها بسبب الآثارالسلبية التى تصيب الإنسان والحيوان والنبات بالقرية.
ويضيف السيد عسكر من أهالى مركزبلقاس إننا نعانى من سحابة الدخان الإسمرالكثيف الذى يتصاعد من هذه المكاميرإلى جانب الرائحة الكريهة التى تلازم الأهالى ليل نهار.وأشارأن أصحاب المكامير يستغلون ظلام الليل ويشعلون النار فى الأخشاب لإنتاج الفحم متجاهلين شكاوى الأهالى فى ظل نشاط الرياح ليلا مما يساعد على إنتشارالأدخنة المنبعثة من المكاميرمما يؤدى لمعاناة مرضى الربو وحساسية الصدر.
وأوضح أن المكاميرتقع بالقرب من الكتلة السكنية ويتأذى منها الأهالى دون تدخل يذكرمن مسئولى الوحدات المحلية أوجهاز شئون البيئة.
عاطف الوليلى مهندس زراعى ، يكشف تضاعف أعداد مكامير الفحم بشكل كبير فى الفترة الأخيرة بسبب غياب الرقابة، ويشير إلى أن حل أزمة مكامير الفحم لا تقع على عاتق إدارة البيئة فقط، معللا ذلك بأن إدارة البيئة تقوم بتحرير محاضر لمكامير الفحم المخالفة التى يصدر منها انبعاثات ضارة، ولا تتوقف المسؤولية عندنا فقط بل تقع على عاتق وزارة الزراعة التى تقع على أرضها المكامير، ووزارة الرى لأنها تنتفع من المكامير والمحافظة التابعة لها.
ومن جانبه حذر الدكتور محمد الشريعى إستشارى الأنف والأذن والحنجرة من خطورة إنبعاث الدخان الناتج عن مكامير الفحم حيث يتكون من خليط مكون من جسيمات صلبة، أو قطرات سائلة، أو خليط من الدقائق الغازية، والتى تمثل المشكلة الأساسية على صحة الإنسان، حيث يتم دخولها للرئتين عن طريق التنفس مسببة العديد من المشاكل على وظائف الرئة
واوضح أن المشاكل الصحية لتلك المكونات الدقيقة ، والتى يقدر حجمها بأقل من 10ميكرومتر، فى زيادة عد الوفيات، وزيادة عدد المصابين بأمراض القلب والصدر، ومرضى الحساسية والربو الشعبى الذى انتشر بشكل مخيف، إلى جانب زيادة حالات الفشل التنفسى والالتهابات الشعبية المزمنة، وحساسية الجيوب الأنفية، ومضاعفاتها السرطانية.
وأشار الشريعى إلى أن الدخان الناتج عن مكامير الفحم أحد مسببات للإصابة بسرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، حيث أنه يعمل على تثبيط نخاع العظام، وإعاقة نضوج خلايا الدم، إلى جانب تأثيره على قدرة الدم فى نقل الأكسجين، مما يؤدى لزيادة الضرر لمرضى القلب، واصابة الرئتين وصعوبة التنفس، كما تسبب الهيدروكربونات المسببة للسرطان، وخاصة عوادم احتراق الديزل التى أدت لزيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تقدر ب %
وأضاف الشريعى أنه من المعروف الأثر السلبى للرصاص الناتج من عوادم السيارات على الإدراك العقلى والفكرى للأطفال، حيث يؤثر على كثير من وظائف المخ مثل التركيز، واللغة، والتناسق العضلى، والذى يمتد أثره المزمن على القدرات الوظيفية فى سن الشباب، إلى جانب تأثير الرصاص على قدرة الإخصاب والإنجاب، ويعد الأطفال أكثر الفئات تعرضا لأخطار الرصاص، حيث تمتص أجسامهم كميات أكبر بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفحم مكامير الفحم أول أكسيد الكربون ثاني أكسيد الكبريت الغازات السامة التلوث البيئى مکامیر الفحم إلى جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تتابع إجراءات تنفيذ استراتيجية التدوير والحد من الأكياس البلاستيكية
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة اجتماعًا موسعًا لمتابعة الجهود والإجراءات التى يتم تنفيذها بالتعاون مع الجهات المعنية وشركاء التنمية للحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الإستخدام، وذلك فى اطار اهتمام الدولة المصرية بمواجهة التلوث البلاستيكي، باعتباره أحد التحديات البيئية الرئيسية التي تؤثر على النظم البيئية والصحة العامة.
البيئة تنقذ سلحفاة بحرية كبيرة حية بشاطئ النخيل بالإسكندرية رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية يكرم الجمعيات الأهليةوذلك بحضور الدكتور علي ابو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والأستاذ ياسر عبدالله الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، والمهندسة يسرا عبد العزيز مدير وحدة البلاستيك بالوزارة، والدكتور حازم الظنان مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة ، والاستاذة ايمان عبد المحسن المنسق الوطنى لمشروع البلاستيك بالتعاون مع اليونيدو وفريق عمل المشروع.
أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد ان الاجتماع يهدف إلى مناقشة مستجدات المشروعات القائمة مع شركاء التنمية للحد من استخدام البلاستيك أحادى الإستخدام ، والخطط المستقبلية وخاصة بعد صدور الموافقة على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء، بشأن تطبيق المسئولية المُمتدة للمُنتج على أكياس التسوق البلاستيكية، حيث نص مشروع القرار على عددٍ من الإجراءات التي يلتزم بها مُنتجو ومُستوردو أكياس التسوق البلاستيكية، بما يتضمن رصد الكميات التي تم بيعها من تلك الأكياس عبر منظومة النظام الوطني لإدارة المعلومات والبيانات الخاصة بالمُخلفات، وتعزيز خُطوات التخلص الآمن من المُخلفات الناتجة عن أكياس التسوق البلاستيكية، بالإضافة إلى تفعيل عددٍ من الحوافز المُتنوعة لتشجيع استيراد وإنتاج البدائل الآمنة صديقة البيئة.
وأوضحت د. ياسمين فؤاد أنه تم خلال الإجتماع استعراض الخطط المستقبلية لتعزيز سبل الحد من التلوث البلاستيكي من خلال حلول مبتكرة وسياسات بيئية متكاملة، لافتة الى أن هناك العديد من المشروعات الاجنبية التى تعمل بتلك المنظومة، ويجرى دراسة مشروعات مقترحة من وكالة التعاون الالمانية giz لتعزيز سلاسل القيمة لتدوير المخلفات ودعم التدوير المحلي وزيادة معالجة المخلفات البلاستيكية.
وخلال الاجتماع تم استعراض الاجراءات التى تم تنفيذها بمشروع "تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة القيمة البلاستيكية أحادية الاستخدام" بدعم من الحكومة اليابانية وبتنفيذ منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، والذى تبلغ مدته ٣ سنوات ، حيث يتضمن المشروع ثلاث مكونات تشمل السياسات ، والتوعية،، ودعم الصناعات، وقد تم من خلال المشروع تنفيذ عدة حملات للتوعية والتثقيف المجتمعي حول مخاطر البلاستيك وتأثيره السلبي على البيئة. كما يتم تشجيع الأفراد والمؤسسات على تبني سلوكيات أكثر استدامة،كما تم تنفيذ عدة جلسات تشاورية ودورات تدريبية و المشاركة في اهم المعارض الخاصة بصناعة البلاستيك، ودعم صدور المواصفات القياسية للبدائل ، بالتنسيق مع هيئة المواصفات والجودة ، بالإضافة إلى اعداد دراسة حول تقييم المعامل المصرية التي تقوم باجراء التحليلات والاختبارات المطلوبة للمنتجات البلاستيكية، وتشمل المركز القومى للبحوث ، ومركز تكنولوجيا البلاستيك، وهيئة المواصفات والجودة، وهيئة الرقابة على الصادرات والواردات، حيث تهدف هذه الدراسة الى دعم القرار الخاص بالمواصفة القياسية المصرية 3040 المعنية بأكياس التسوق البلاستيكية والمواصفة القياسية المصرية رقم 8570 المعنية بالبلاستيك القابل للكمر المنزلي.
كما استمعت وزيرة البيئة الى الاجراءات الخاصة بمشروع " مبادرة بورسعيد لتحسين كفاءة ادارة المخلفات البلاستيكية بالتعاون بين وزارات البيئة والتنمية المحلية وهيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) لتقديم نموذج رائد للحد من التلوث البلاستيكي في محافظة بورسعيد ، كما استمعت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى اهم انجازات وحدة البلاستيك التابعة للوزارة ، حيث تم تسليط الضوء على التطورات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والإجراءات المزمع تنفيذها وايضا الاجراءات التى تم تنفيذها بمشروع Toumali والذى يتم بالتعاون والشراكة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وبالتعاون مع جامعة روستوك الألمانية وعدد من الجهات البحثية في إقليم البحر المتوسط، وكذلك بالشراكة مع عدة دول وهي (تونس والجزائر والمغرب). حيث يركز المشروع على الإدارة المستدامة للمخلفات في قطاع السياحة لحماية النظم البيئية البحرية في البحر المتوسط.
وقد شددت الدكتورة ياسمين فؤاد ، على ضرورة تسليط الضوء على الاجراءات الخاصة بدعم المصنعين لانتاج المنتجات البديلة للتطوير من المواد المستخدمة لتكون صديقة البيئة، او الالتزام بالمواصفات القياسية التى تم اعتمادها، بالإضافة الى توضيح الحوافز التى ستقدمها الدولة من خلال قانون الاستثمار في هذا المجال، حيث يتم العمل على توفير حزم من الحوافز الخضراء على المدى القصير والمتوسط والبعيد سيتم اعتمادها بشكل تدريجي لتشجيع المصنعين، حيث ثمّنت سيادتها قرار الدولة بتقديم تلك الحوافز فى هذا المجال ، مؤكدةً أنه خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة البيئية ودعم الاقتصاد الأخضر، مؤكدة على ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة.
وفى ختام الاجتماع اكدت وزيرة البيئة على ضرورة استمرار الجهود للتوعية بأهمية الحد من إستخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الإستخدام، والترويج لإعادة التدوير وتحفيز الشركات والمصانع على تبني حلول مبتكرة تقلل من إنتاج المخلفات البلاستيكية. ،ودعم الصناعات التي تقدم منتجات صديقة للبيئة وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.