هاريس تفوقت وترامب لم ينهزم في المناظرة الرئاسية
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
واشنطن- اتجهت عيون ملايين الأميركيين إلى شاشات شبكة "إن بي سي"، مساء أمس الثلاثاء، لمشاهدة أول -وربما آخر- مناظرة تلفزيونية انتخابية بين الرئيس السابق دونالد ترامب وكامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، في إطار سعيهما للظفر بالبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ويخضع تقييم أداء المرشحين لاعتبارات عديدة.
ومن خلال رصد ردود الأفعال كما ظهرت في تحليلات كبريات شبكات الأخبار الأميركية، من الواضح أن هاريس تفوقت على ترامب من حيث الهدوء وعرض سياساتها بصورة واضحة، إلا أن البعض اعتبر أن ترامب لم يُهزم لأنه كان "كما توقعه ويعرفه أنصاره وبقية الناخبين"، ولم يخرج كثيرا عن النص.
وقد خيم تبادل الاتهامات والهجمات الشخصية على الجدل بين المرشحين، وقال ترامب إن هاريس ضعيفة، ولم تستطع خلال فترة حكم بايدن تنفيذ أي من سياساتها التي تعد بها الأميركيين، وردت هاريس قائلة إن ترامب عار على أميركا.
وفي حديث للجزيرة نت، أكد غريغوري كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية، والأستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة ميامي، أن "الفائز الواضح في هذه المناظرة هو نائبة الرئيس كامالا هاريس. لقد قامت بعمل ممتاز في شرح خططها بشأن السياسة الاقتصادية والخارجية".
وأضاف كوجر أن هاريس "كانت فعالة بشكل خاص في إثارة غضب الرئيس السابق ترامب ودفعه لعدم ضبط النفس. لقد كان يكافح أحيانا للتحدث ليكمل جملته، ولاحظ مقدما المناظرة عدة مرات أنه كان يكذب ببساطة".
قلق جمهوريولم ينجح ترامب في أن يشير إلى أن هاريس ستكون استمرارا لرئاسة جو بايدن ولا يمكن الوثوق بها. ونُصح ترامب بأن يتجنب مهاجمة عرق هاريس وجنسها والتركيز -بدلا من ذلك- على القضايا وعلى مواقفها السابقة التي ترى حملته أنها لا تحظى بشعبية كبيرة، وهو ما لم يحدث.
وقال مستشار جمهوري إن ترامب "وقع في كل الفخاخ التي دفعته إليها هاريس، ولم يستطع المقاومة، ولم يركز على كونها جزءا من الإدارة الحالية والسياسات الفظيعة التي تبنتها. لقد كانت إستراتيجية بسيطة لم ينفذها. مجموع الفرص الضائعة والفشل حتى الآن من ترامب كبير".
وقال خبير جمهوري آخر، "لقد سحقته في ساحة المناظرة"، وأضاف "ترامب لم يكن مستعدا وبدا مشوشا. لقد عاد إلى نفس نقاط الحديث القديمة وعندما هاجمته، نجحت في استفزازه".
ولم يتفق الكاتب والمحلل السياسي بيتر روف مع الطرح السابق، وقال إنه "لم يكن هناك فائز واضح، مما يعني أن الميزة تعود إلى الرئيس السابق ترامب. كانت هاريس بحاجة إلى إخراجه عن انضباطه بشكل واضح، وهو ما لم يحدث". ورأى أن ترامب وهاريس متعادلان تقريبا، بل إن ترامب يظهر متقدما قليلا في أغلب استطلاعات الرأي، وفق روف.
سعادة بين الديمقراطيينونجحت هاريس في استفزاز ترامب عدة مرات عندما أشارت إلى أن كثيرين يغادرون تجمعات ترامب الانتخابية قبل انتهائها بوقت طويل، لأنهم يشعرون بالملل. وذكّرت كذلك بـ"السيناتور العظيم جون ماكين" الذي لم يحترم ترامب طوال حياته، وأشارت إلى تأييد نائب الرئيس السابق ديك تشيني لها، وأكثر من 200 مسؤول جمهوري سابق ممن لا يثقون بترامب.
كما سخرت هاريس من خطط ترامب الاقتصادية، وقالت إن كثيرا من الاقتصاديين في كلية وارتون، وهي الجامعة التي درس وتخرج فيها ترامب، قد سخروا من خطته الاقتصادية.
ولجأت هاريس معتمدة على إستراتيجية مناظرة واضحة ونفذتها بشكل جيد. تحدثت عن تفاصيل السياسة المتعلقة بتسهيلات ضريبة للشركات الصغيرة بطريقة لم يستطع ترامب القيام بها، وكذلك في ما يتعلق بالرعاية الصحية.
وكانت أفضل لحظات هاريس عندما تعلق الأمر بقضية الإجهاض والحريات الإنجابية والسياسة الخارجية، إذ بثت أكبر قدر من المشاعر في ردودها، وكانت أكثر تماسكا وإقناعا من ترامب.
ونجحت هاريس في السيطرة على نفسها، ولم تتصرف بشكل عدواني، واحتفظت بتعبير مرتبك على وجهها عندما كان ترامب يصرخ. من ناحية أخرى، بدا ترامب غاضبا وغير مركز.
وقبل نهاية المناظرة، قالت هاريس "أنا لست جو بايدن. وأنا لست دونالد ترامب. أنا أقدم جيلا جديدا من القيادة". وتستند حملة هاريس إلى فكرة أن الغالبية العظمى من الناخبين يريدون هذا الجيل الجديد من القيادة.
ماذا بعد المناظرة؟
يخلص كثير من المراقبين الأميركيين إلى أن المناظرات لا تهم كثيرا. وأظهرت استطلاعات الرأي، على سبيل المثال، أنه في عام 2016 فازت هيلاري كلينتون بسهولة في جميع المناظرات الثلاث ضد ترامب، إلا أن ترامب انتصر في الانتخابات وفاز بالبيت الأبيض.
وبينما يظهر أن هاريس قد حققت تقدما في المناظرة ضد ترامب، يؤكد كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية، في حديثه للجزيرة نت أنه "تاريخيا لم تكن للمناظرات تأثيرات كبيرة في سباق الانتخابات السابقة، ولكن في سباق كان متقاربا للغاية، فإن هذا الانتصار الواضح لهاريس يساعد حقا في زيادة فرصها في الفوز بالانتخابات".
في حين رأى روف -في حديثه للجزيرة نت- عقب انتهاء المناظرة أنه "من المرجح أن يكون للمناظرة تأثير ضئيل على السباق، وكذلك الملايين التي سيتم إنفاقها قريبا على الإعلانات على التلفزيون والراديو والإنترنت. وقد اختار معظم الناخبين بالفعل كيف سيصوتون. القضية هي إذا ما كانوا سيصوتون أم لا".
وانتهى إلى أن الفوز من نصيب "الحملة التي تقوم بعمل أفضل في جذب ناخبيها الأساسيين، والتأكد من حصولهم على بطاقات الاقتراع أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرئیس السابق أن هاریس إلى أن
إقرأ أيضاً:
افتتاح قمة “آبيك” في بيرو وترامب الغائب الحاضر
بيرو – افتُتحت في بيرو، امس الجمعة، قمة زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادي (آبيك) بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، في ظل حالة من الغموض الدبلوماسي بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
ومن المقرر أن يعقد بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ الذي لم يكن حاضرا في الجلسة الافتتاحية للقمة محادثات اليوم السبت، في حين رجّح مسؤول في الإدارة الأميركية أنه سيكون الاجتماع الأخير بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم قبل أن يؤدي ترامب اليمين في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقالت رئيسة بيرو دينا بولوارتي أمام الزعماء إن التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف ينبغي أن يعزَّز “في ظل تفاقم التحديات المختلفة التي نواجهها مع مستويات عدم اليقين في المستقبل المنظور”.
وأكدت “نحن بحاجة إلى مزيد من التشارك والتعاون والتفاهم مع التقليل من التشرذم”.
وتأسست مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصادا تمثل معا نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 40% من التجارة العالمية.
وكان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه، لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترامب يخيم الآن على الأجندة، كما هي الحال بالنسبة لمحادثات المناخ في مؤتمر “كوب 29” الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل.
ومع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة.
وحضرت القمة أيضا اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا وإندونيسيا، من بين دول أخرى، لكن سيغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتستند أجندة ترامب “أميركا أولا” إلى اتباع سياسات تجارية حمائية، وزيادة استخراج الوقود الأحفوري وتجنب الصراعات الخارجية، وتهدد بالتالي التحالفات التي بناها بايدن بشأن قضايا تراوح من الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تغير المناخ والتجارة العالمية.
وهدد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على واردات السلع الصينية لتعديل ما يقول إنه خلل في التجارة الثنائية.
من جانبها، تواجه الصين أزمة إسكان مطولة وتباطؤا في الاستهلاك، وهو ما سيزداد سوءا في حال اندلاع حرب تجارية جديدة مع واشنطن.
والصين حليفة لروسيا وكوريا الشمالية اللتين يشدد الغرب عقوباته عليهما، وتبني قدراتها العسكرية، وتكثف الضغوط على تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها. كما تعمل على توسيع حضورها في أميركا اللاتينية عبر مشاريع البنية التحتية ومشاريع أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.
بولوارتي اجتمعت مع نظيرها الصيني شي جين بينغوافتتح شي مساء الخميس أول ميناء موّلت الصين بناءه في أميركا الجنوبية، في بيرو، على الرغم من دعوة مسؤول أميركي كبير دول أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر حيال الاستثمارات الصينية.
ويجتمع شي بنظيره التشيلي غابرييل بوريتش، الجمعة، في حين يلتقي بايدن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في آسيا.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الذي يرافق بايدن إن الدول الشريكة ستعلن إنشاء أمانة لضمان أن تحالفها “سيكون سمة دائمة للسياسة الأميركية”.
والصين ليست الدولة الوحيدة في مرمى ترامب الاقتصادي، فقد هدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% أو أكثر على البضائع الآتية من المكسيك -وهي عضو آخر في منتدى آبيك- ما لم توقف “هجمات المجرمين والمخدرات” عبر الحدود.
ونشرت بيرو أكثر من 13 ألف عنصر من القوات المسلحة للحفاظ على الأمن في العاصمة ليما، حيث بدأ عمال النقل وأصحاب المتاجر 3 أيام من الاحتجاجات على الجريمة والإهمال الحكومي.
المصدر : الوكالة الفرنسية