بِذرة الكرامة .. حصاد الحرية (4)
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
بِذرة الكرامة .. حصاد الحرية (4) ..
المرفأ الذي وصل إليه الجيش السوداني!
رشان اوشي
الرصاصة التي أطلقتها المليشيا يوم ١٥/ابريل ، والتي حاولت قتل حلم السودانيين بوطن مزدهر مستقل ، كانت أيضاً حبلى بالمفاجآت التدميرية، فقد تمثل هجوم “آل دقلو” المباغت والذي لم يتوقعه أحد ، بداية لأشد الأيام دموية في السودان ،انه يشبه المحارق النازية (الهولوكوست).
استمرت الحرب التي تمخضت عن هذا الهجوم لفترة تفوق تقريباً ما تخيله أي منا، مع خسائر الشعب ، خسرت القوات المسلحة اهم مراكز استقلاليتها وقوتها ” منظومة الصناعات الدفاعية”، فقد دمرت المليشيات التي بدت متلهفة للانتقام كل مقدراتها المدنية والعسكرية.
الحقيقة أن منظومة الصناعات الدفاعية حققت مبدأ الاستقلالية للجيش السوداني بأنها كانت تصنع من الطلقة إلى تجميع المدرعات والطائرات، والأهم أنها صنعت المسيرات ، ذلك السلاح الفعال في معركة الكرامة ، فقد مرغت مسيرة “الصبرة” انف الحصار الاماراتي لبلادنا في تراب المقاومة .
رغم التدمير الممنهج ، فتحت المنظومة ثقب أمل في جدار الانسداد السياسي والاقتصادي ايام الحرب الاولى ، قامت باستيراد كميات ضخمة من سلعتي الدقيق والسكر ، حتى لا يجوع السودانيين، من مواردها الذاتية بدون اللجوء لسوق العملة الأجنبية الموازي .
ونجحت في توصيل تلك السلع إلى دارفور وكردفان أثناء الحرب عبر مكاتبها في ولاية النيل الابيض، ، بجانب توظيف علاقتها الوثيقة والقديمة ببعض الدول الآسيوية لاستجلاب أسلحة متطورة كالطيران والطيران المسير .
ومع ذلك، فإنَّ المفاجأة الكبرى التي تمخضت عن كل هذا الدمار الذي كشف عن سوء بالغ للنظام العالمي والإقليمي ، أن منظومات الصناعات الدفاعية خلال أقل من نصف عام من اندلاع الحرب، نهضت من بين الركام ، واستعادت جزء كبير من مقدراتها الصناعية ، حيث بدأت مجموعة “جياد” خط انتاج السيارات من نهر النيل ، وفي أماكن أخرى اعيد تأسيس مصانع “اليرموك” ، “سابقات “..الخ.
بجهود رجال ونساء يمثلون ملمحاً مقدراً في التآزر الوطني ، أسست المنظومة أثناء الحرب مشروع ” المتكامل الاستراتيجي ” بمدينة “دنقلا” ويضم (٨٤) محور زراعي ، ومسلخ حديث سيدخل الخدمة خلال أسابيع تعويضاً لمسلخ “الكدرو” ، مصنع اعلاف وحظائر تسع ل(٤٥) الف عجل ، بجانب إنشاء محطة “سيمنس” لإنتاج -(٣٥٠) ميقا واط ، ومحطة “سواكن للطاقة الشمسية ” -(٢٦) ميقا واط ،لامداد ولاية البحر الاحمر بالكهرباء .
استمرت منظومة الصناعات الدفاعية في سداد رواتب (١٣) الف موظف لم تتخل عنهم رغم الدمار والخسائر .
ابتعد ابطال “منظومة الصناعات الدفاعية ” عن صخب الأحداث المتوالية، وعملوا بعزيمة لا تقهر ،في أشد الايام حلكة ، ونصال التخوين تدمي ظهورهم .
كان الفريق أول “ميرغني ادريس” ،اللواء أمن “م” “الجيلي ابوشامة” واللواء ركن “معتصم” يعلمون أن هستريا الميديا والأحكام المتعجلة لم تؤسس دولاً، فضلاً عن قدرتها على إنقاذ أوضاع معقدة وقاتمة، وهذا درس تاريخي ليس مجانياً دفع فيه الشعب السوداني أثماناً باهظة ومكلفة، إذ يؤكد الحال منذ ديسمبر/٢٠١٩م مدى التعقيد الكبير لواقعنا السياسي والاقتصادي .
واليوم، تجني منظومة الصناعات الدفاعية ثماراً عظيمة ، إذ عقدت اتفاقيات تعاون مشترك مع كبريات الشركات الصينية ، تفتح أبواب الأمل أمام مستقبل مشرق للجيش السوداني ، في وقت تتحمل واشنطن أعباء الصراعات المستعرة بالسودان وكراهية السودانيين .
نجاحات منظومة الصناعات الدفاعية رغم الدمار في تقديري رسالة قدرية لكل سوداني ، أن بلادنا يجب أن تستمر وأن مستقبلاً قادماً لا بد أن يأتي، ولو على بقايا البقايا، وأنه قد حان وقت كتابة فصول جديدة.
محبتي واحتراميإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق
وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.