غزة – برر رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون خطته للانسحاب من غزة والذي اكتمل بموجبها في 11 سبتمبر 2005 انسحاب القوات من هناك، بأن حماية المستوطنين في القطاع باهظة الثمن.

الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي بدأت في عام 2000 دفعت القيادة الإسرائيلية إلى اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة وتحويل احتلال غزة المباشر إلى احتلال أشد وطأة ولكن عن بعد.

في سياق تنفيذ خطة شارون الأحادية الجانب، تم تفكيك القواعد العسكرية الإسرائيلية وسحب جميع العسكريين من أراضي غزة، وجرى فرض إخلاء أكثر من 9000 مستوطن إسرائيلي كانوا يعيشون في 25 مستوطنة.

تم الانتهاء من خروج إسرائيل من قطاع غزة بأكمله بحلول 22 سبتمبر 2005، وأقيمت حدود محصنة على الخط الأخضر لعام 1967، وجرى أيضا إعادة توطين مستوطنتين في القسم الشمالي من الضفة الغربية.

تلك الخطوات في خطة شارون للانسحاب من طرف واحد من غزة، بما فيها إخلاء مستوطنات توصف بأنها لم تأت “في إطار معاهدة سلام مع دولة عربية مجاورة أو مع الفلسطينيين، بل تتعلق بمبادرة أحادية من الحكومة الإسرائيلية، منسقة حصريا مع الإدارة الأمريكية”.

المصادر العبرية تقول إن رئيس الحكومة في ذلك الوقت أرييل شارون كان عمق وقتها “الانقسام في حزب الليكود برفضه القاطع لفكرة إجراء استفتاء على الانفصال الأحادي الجانب عن الفلسطينيين”، مشيرين إلى أن أكثر من 60 بالمئة من أعضاء الحزب صوتوا ضد “الانفصال” عن القطاع في استفتاء داخل الليكود كان أجري في مايو عام 2004.

نالت الخطة موافقة الحكومة الإسرائيلية واكتمل لاحقا إجلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة، وقام الجنود الإسرائيليون بهدم المنازل وتفكيك المعابد والمقابر. ووفرت للمستوطنين الذين تم إجلاءهم مساكن مؤقتة ووفرت لهم جميع الخدمات بما في ذلك التعليم والعمل.

انسحاب إسرائيل الأحادي من القطاع كان بمثابة خطة مبتكرة أجلت بموجبها عدة آلاف من المستوطنين غير الشرعيين من غزة إلى مستوطنات أخرى غير شرعية أيضا في الضفة الغربية، وسمحت بنقل العسكريين الإسرائيليين من مستوطنات القطاع المكتظ بالسكان إلى المناطق الحدودية للتمركز هناك.

الصورة بعد أن تكاملت، نقلها بوضوح تصريح  جيمس ولفنسون الذي كانت عينته المجموعة الرباعية للشرق الأوسط مبعوثا خاصا لفض الاشتباك في غزة في عام 2010. قال ولفنسون: “بعد انسحاب إسرائيل، تم عزل غزة فعليا عن العالم الخارجي… كانت العواقب الإنسانية والاقتصادية على السكان الفلسطينيين عميقة”.

الحصار الإسرائيلي الخانق بدرجات متفاوتة بدأ قبل وصول حركة حماس إلى السلطة، وإعلان تل أبيب القطاع في سبتمبر عام 2007 “أرضا معادية”.

دوف فايزجلاس، أحد مستشاري شارون في ذلك الوقت، قال في مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية في أكتوبر 2004 إن “أهمية خطة فك الارتباط هي تجميد عملية السلام… عندما تجمد العملية، فإنك تمنع إقامة دولة فلسطينية وتمنع المناقشات حول وضع اللاجئين والحدود ووضع القدس”.

الحصار الإسرائيلي القديم الجديد لغزة تحدث عنه نفس المستشار في سياق رده على اتهامات بتجويع سكان القطاع بقوله إن “الفكرة تتمثل في وضع الفلسطينيين على نظام غذائي، ولكن ليس جعلهم يموتون جوعا”.. من هنا عبرت خطة شارون لاحتلال غزة وحصارها عن بعد، ما أفضى بنهاية الأمر إلى هذه الحرب الشاملة والعنيفة التي تتواصل منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين

أعلن وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه سيوقف إصدار أوامر اعتقال إداري ضد مستوطنين إرهابيين ينفذون اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وجاء في بيان صادر عن كاتس أنه أبلغ رئيس الشاباك، رونين بار، خلال الأسبوع الجاري، بقرار وقف أوامر الاعتقال الإداري ضد مستوطنين، وطلب من رئيس الشاباك القيام بإجراءات بديلة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قضائيين قولهم إن "قرار كاتس يمنح "رخصة للقتل"، وتقييد لأيدي الشاباك في التعامل مع جهات يهودية تآمرية في المناطق (المحتلة).

ومن شأن القرار أن يدفع عمليات منظمات سرية للاعتداء على العرب وإشعال المنطقة".

مقالات مشابهة

  • يونيسف: لا يزال هناك خسائر كبيرة في صفوف أطفال غزة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • يونيسف يعلن وجود خسائر كبيرة في صفوف أطفال غزة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
  • إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • الجنائية الدولية: جرائم الحرب المنسوبة لنتنياهو وجالانت تشمل القتل والاضطهاد
  • تدمير نحو 70 % من الأراضي الزراعية في غزة منذ بداية الحرب
  • حصيلة شهداء الحرب على قطاع غزة تخطت 44 ألفا
  • رتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 43,985 منذ بدء العدوان
  • تأييد من الائتلاف الحاكم.. إسرائيل تتجه نحو إدارة عسكرية لقطاع غزة