بغداد - الوكالات
زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق اليوم الأربعاء في أولى رحلاته الخارجية، مشيرا إلى عزمه توطيد العلاقات مع الحليف الاستراتيجي لكل من طهران وواشنطن في ظل تزايد التوتر في الشرق الأوسط.

واجتمع بزشكيان مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل زيارة قالت بغداد إنها ستشمل توقيع عدد من الاتفاقيات ومناقشة حرب غزة والوضع في المنطقة.

ويوجد في العراق عدة أحزاب وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران حيث تعزز طهران بشكل مطرد من نفوذها في الدولة المنتجة الرئيسية للنفط منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في عام 2003.

ويستضيف العراق 2500 جندي أمريكي، وهناك أيضا فصائل مدعومة من إيران مرتبطة بالقوات الأمنية العراقية. وعانى العراق من تصاعد الهجمات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن بزشكيان المعتدل نسبيا قبل بدء جولته الخارجية الأولى منذ توليه الرئاسة "نعتزم توقيع عدة اتفاقيات. سنلتقي مع مسؤولين عراقيين كبار في بغداد".

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان إن البلدين سيوقعان مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة منها التجارة والزراعة والاتصالات.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله اليوم الأربعاء إنه سيجري توقيع 15 مذكرة تفاهم.

وأضاف عراقجي "لدينا عدة مجالات للتعاون، بما في ذلك القضايا السياسية والإقليمية... والأمنية".

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن بزشكيان زار نصبا تذكاريا للميجر جنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في هجوم أمريكي في 2020.

* العلاقات مع الولايات المتحدة

اقتربت الولايات المتحدة وإيران في 2020 من خوض صراع شامل عقب مقتل سليماني في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة على مطار بغداد وأيضا ثأر طهران عن طريق مهاجمة قواعد أمريكية في العراق.

وتوصلت واشنطن وبغداد إلى تفاهم بشأن خطط انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق، وفقا لمصادر مطلعة.

وتتكرر مهاجمة فصائل متحالفة مع إيران في العراق قوات أمريكية في الشرق الأوسط منذ بدء حرب غزة.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن بزشكيان يعتزم أيضا زيارة كردستان العراق، وهي منطقة نفذت فيها إيران ضربات في السابق قائلة إنها قاعدة لجماعات انفصالية إيرانية وكذلك لعملاء إسرائيل.

وحاولت بغداد معالجة المخاوف الإيرانية إزاء الجماعات الانفصالية الإقليمية، وعملت على نقل بعض عناصر هذه الجماعات في إطار اتفاقية أمنية أبرمت عام 2023 مع طهران.

(شارك في التغطية أحمد الإمام - إعداد رحاب علاء وأميرة زهران ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)

VIEW LESS

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إيران تؤكد على الضمانات قبل جولة المباحثات الثانية مع واشنطن

طهران- في خضم التوترات الإقليمية والدولية، تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية الجولة الثانية من المفاوضات حول البرنامج النووي ورفع العقوبات عن إيران، بين طهران وواشنطن، السبت القادم.

وفي السياق، تشدد وزارة الخارجية الإيرانية على أهمية وجود "ضمانات جدية" للوفاء بالالتزامات المتفق عليها، حيث أشار المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، إلى أن تجارب سابقة اتسمت بغياب التنفيذ رغم الوعود، ما يثير تساؤلات حول مدى جدية الطرف الآخر واستعداداته لإنجاح المفاوضات.

تقول إيران إن الحديث عن الضمانات لا يأتي من فراغ، بل ينطلق من واقع سياسي وتجارب تفاوضية سابقة لم تُترجم فيها التفاهمات إلى خطوات عملية على الأرض.

 

وأدى غياب هذه الضمانات، وفق طهران، إلى تقويض الثقة وتكرار خيبات الأمل، لا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وما تبعه من تصعيد متبادل أفقد العملية التفاوضية زخمها.

واليوم، تسعى إيران إلى ألا تكون المباحثات الجديدة مجرد جولة أخرى من الوعود المؤجلة، وإنما فرصة لإرساء أرضية صلبة تضمن تنفيذ أي اتفاق محتمل.

وبهذا الإطار، تبرز "الضمانات" كمطلب أساسي وليس تفصيلا تفاوضيا، وتعتبرها طهران حجر الزاوية في أي تقدم حقيقي، وشرطا لا غنى عنه لإعادة بناء الثقة، وتقول إن المسألة لم تعد مجرد اتفاقات على الورق، بل ترتبط بآليات ملموسة للتحقق والتنفيذ، بما يحدّ من خطر التراجع أو الإخلال بالالتزامات تحت أي ظرف سياسي مستقبلي.

إعلان

وبالتالي، فإن مصير المفاوضات قد يتوقف بدرجة كبيرة على الجواب عن سؤال: هل واشنطن مستعدة لتقديم مثل هذه الضمانات؟ وبأي صيغة؟ لتبديد مخاوف إيرانية متجذرة وتعزيز فرص الوصول لتفاهم مستدام.

أنواع الضمانات

وفي السياق، أوضح الباحث السياسي عرفان بجوهنده، أن الضمانات كما تراها إيران تنقسم إلى نوعين:

أولا: ضمانة تُمكِّن إيران من استعادة قدراتها النووية بسرعة في حال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وذلك لإغلاق نافذة الزمن المتاحة لأي هجوم عسكري أو تهديدات اقتصادية وأمنية تهدف إلى فرض مطالب جديدة. ثانيا: ضمانة تنفيذية تضمن الالتزام ببنود الاتفاق، فمن المرجح وبالنظر إلى وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكونغرس، أن تطالب طهران بتصديق الاتفاق في الكونغرس ليحظى بطابع قانوني أقوى وضمانة تنفيذية أكبر، ومن جهة أخرى، ترغب في أن تُحلّ قضية "تفعيل آلية الزناد" (العودة التلقائية للعقوبات) من قبل الأميركيين أنفسهم.

وقال بجوهنده للجزيرة نت إن تحقيق البند الأول إلى جانب الثاني يمكن أن يُشكّل ضمانة نسبية لطهران التي تبدو مشكلتها بخصوص عدم الثقة في ضمانات واشنطن، ولهذا السبب تتجه نحو آليات يمكن أن توفر ضمانة نسبية.

ورجح أن تتحرك طهران لاتخاذ خطوات عملية تُمكِّنها من عدم البقاء مكتوفة الأيدي حال انتهاك محتمل للاتفاق، وفي الوقت نفسه ستسعى إلى استخدام آليات قانونية أكثر.

وختم بجوهنده، أن الوضع بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص الملف النووي لا يملك خيارا سوى التفاوض، على الأقل في الوقت الراهن، أما خيار الحرب فسيكون كارثيا عليهما وعلى المنطقة.

تطالب إيران بضمانات أهمها تسهيل بيع منتجاتها لاستمرار المفاوضات مع أميركا (رويترز) رفع العقوبات

من جهته، رأى الباحث السياسي علي موسوي خلخالي، أن ما يُفهم من حديث المسؤولين الإيرانيين قولهم: إنهم يريدون بيع بضائعهم بسهولة عبر النظام المصرفي.

إعلان

وأوضح للجزيرة نت أنه إذا أرادت دولة ما شراء النفط من إيران، فإن الأخيرة تتمكن من تحميله من جزيرة خارك على ناقلة نفط، وفي أي ميناء غير خاضع للعقوبات، بمعنى ألا تكون الناقلة والميناء نفسه معاقبين، وأن تستطيع البيع وتلقي الأموال بسهولة مصرفية.

وأضاف أن الضمان الذي تطالب به إيران، يركز على رفع العقوبات بشكل ملموس، وأن تشعر عمليا بأنها قد رُفعت أو خُفِّفت أو تم تعليقها.

وحول إمكانية ثقة طهران بالضمانات هذه المرة، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق السابق، رأى الباحث أن هذا الأمر يعود إلى طبيعة العملية التفاوضية الجارية بين إيران والولايات المتحدة.

وأوضح أنه إذا توصلوا إلى نتيجة خلال هذه المفاوضات، فالسؤال لاحقا سيكون "ما مستوى الاتفاق؟ ومن سيوقع عليه؟ هل سيكون على مستوى الرئاسة أم سيحتاج إلى مصادقة الكونغرس أو مجلس الشيوخ؟".

وخلص إلى أن كل ذلك يعتمد على مسار المفاوضات وكيف ستُختتم؟، وهل يمكن الوثوق بضمانات أميركا؟ ورأى أن هذا كله مرتبط بعامل الزمن، وبالكيفية التي يمكن من خلالها للزمن أن يشكّل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وأيضا إلى أي مدى يمكن للعوامل الخارجية للعلاقات الثنائية أن تؤثر على مسار ونتيجة المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • عُمان ستبقى الوسيط في محادثات الملف النووي الإيراني في روما
  • إيران تؤكد على الضمانات قبل جولة المباحثات الثانية مع واشنطن
  • هل تبتعد روسيا عن إيران من أجل التقارب مع واشنطن؟
  • بزشكيان يقبل استقالة ظريف من منصبه كمفاوض في الاتفاق النووي الإيراني
  • وسائل إعلام إيرانية: الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد السبت في روما بوساطة عمانية
  • طهران: نرحب بأي اتفاق قد يتم التوصل إليه خلال المحادثات مع الولايات المتحدة
  • الطباطبائي: عدم استهداف إيران عسكريا استقراراً للمنطقة
  • استعدادًا لقصف إيران.. إعلام عبري: جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل
  • نائب إيراني: الصراع مع طهران سيعني انهيار الولايات المتحدة الأمريكية
  • خامنئي: لا يجب ربط شؤون إيران الوطنية بمحادثاتها مع الولايات المتحدة