تفاؤل غربي.. هل تنجح تركيا في إقناع روسيا بالعودة إلى اتفاقية الحبوب؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
يسود الترقب بشـأن مفاوضات تجريها تركيا مع روسيا، من أجل استئناف اتفاقية ممر الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وسط تفاؤل غربي وشروط معقدة وضعتها موسكو من أجل العودة إلى الطاولة.
والأربعاء، أكد مجلس الأمن القومي التركي، على أن تصعيد التوتر في البحر الأسود "لن يكون في مصلحة أحد"، داعيا الجميع للعودة إلى اتفاقية الحبوب.
وشدد مجلس الأمن القومي التركي، على أن العودة إلى اتفاقية الحبوب ستمنع حدوث سلبيات محتملة في الدول المحتاجة وتساهم في الاستقرار الغذائي.
أوكرانيا تعول على أردوغان
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إنه بإمكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمان استئناف اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال المسؤول الأوكراني لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية: "أعتقد أن الرئيس أردوغان يمكنه فعل ذلك، نحن نعلم أن الدبلوماسية التركية تعمل مع الروس".
وقبل أيام، شدد الرئيس التركي، على أن حل المشكلة المتعلقة بتمديد اتفاقية ممر الحبوب، مرتبط بوفاء الدول الغربية بوعودها.
وأكد أردوغان، ان الاتصالات التركية مستمرة من أجل إعادة تنفيذ مبادرة الحبوب، التي تم تعليقها اعتبارا من 17 يوليو/ تموز 2023، عبر توسيع نطاقها.
وقال إنه لم يتم اتخاذ خطوات دبلوماسية من الدول الغربية "لتحويل المناخ الإيجابي الذي خلقته مبادرة البحر الأسود إلى وقف لإطلاق النار، ومن ثم سلام دائم".
مخاوف أمريكية.. ورد روسي
لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال إن بلاده فعلت ما في وسعها من أجل إيجاد حل للمشكلات التي طرحتها روسيا للعودة إلى اتفاقية ممر الحبوب.
وعن المطالب الروسية بشأن الاتفاقية، أفاد بلينكن بأن "المسألة هنا ليس تقديم تنازلات، فمثلا روسيا تزعم هنا أنها تعاني مشكلة في تصدير حبوبها، لكن هذا الأمر غير صحيح".
ولفت بلينكن إلى مطالب روسيا في مجال البنوك والنقل، مضيفا أن بلاده فعلت ما بوسعها من أجل حل المشكلات المتعلقة بهذا الخصوص.
وأضاف: "فمثلا، أبلغنا مصارفنا دعمنا تصدير الحبوب الروسية، وأنه ليس عليهم الخوف من عقوبات بهذا الشأن".
وأشار إلى أن "الأمم المتحدة قدمت مقترحا لروسيا بشأن مخاوف موسكو، إلا أن الجانب الروسي لم يرد عليه بعد، في الواقع ردت على المقترح من خلال استهداف ميناء أوديسا وإتلاف 200 ألف طن من الحبوب هناك".
وردت موسكو على تصريحات بلينكن، بالقول إن الولايات المتحدة أخفت الحقائق المتعلقة بمبادرة نقل الحبوب، مشيرة إلى أن واشنطن والغرب "صامتون لأن الحبوب الأوكرانية - التي هي في الغالب علف - تتجه بشكل أساسي إلى أوروبا".
وأضاف: "ظلوا (الغرب) صامتين بشأن حقيقة أن نظام كييف استخدم الممر الإنساني البحري من أوديسا إل إسطنبول لشن هجمات إرهابية على سيفاستوبول وجسر القرم والسفن الروسية".
وتابع: "ظلوا صامتين أيضا بشأن الحظر المنهجي للصادرات الزراعية الروسية من خلال عقوبات أحادية الجانب غير المشروعة".
وشددت على أنه سيتم النظر في إمكانية إحياء مبادرة البحر الأسود بما يتماشى مع الأهداف الإنسانية المعلنة.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مصدر مسؤول في أنقرة يشارك في عملية التفاوض بشأن استئناف تصدير الحبوب، أن تركيا تلقت ضمانات شفهية لتصدير المنتجات الروسية، لكن هذا لا يكفي لاستئناف.
ولم يتم تحديد موعد بعد بشأن اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس التركي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكن أردوغان أكد أن الاجتماع قد يعقد الشهر الحالي في تركيا.
وكانت هناك علامات استفهام حول زيارة بوتين لتركيا، بعد اصطحاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة كتيبة آزوف معه عندما جاء إلى إسطنبول الشهر الماضي، ناهيك عن موافقة أنقرة على عضوية السويد في الناتو.
وقالت صحيفة "حرييت" في مقال للكاتب عبد القادر سيلفي، إن الرئيس الروسي قد يصل تركيا في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، لافتا إلى أن أردوغان سيتجه إلى الولايات المتحدة بعد لقائه بوتين من أجل المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولفت إلى أن أردوغان قدم مقترحا، يتضمن اقتصار تصدير الحبوب الروسية بعد طحنه إلى دقيق في تركيا، إلى الدول الإفريقية الفقيرة.
وتشدد روسيا في شروطها من أجل استئناف اتفاقية تصدير الحبوب، على أنه يجب إزالة كافة العقبات أمام المصارف الروسية والمؤسسات المالية التي تخدم توريدات الأغذية والأسمدة، بما في ذلك الدمج بمنظومة "سويفت" الدولية للتعاملات المصرفية.
الكاتبة هاندا فرات، في تقرير على "حرييت" ذكرت أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، عرضوا أن تقوم موسكو بإعادة فتح الممر أولا، ومن ثم يقوم الغرب بالقيام ما هو واجب عليه، وإذا لم يلتزم، فلتقم روسيا بإغلاقه.
وأشارت إلى أن الأمر لا يتوقف فقط على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بل أيضا على الولايات المتحدة التي تبدي خشيتها من استغلال موسكو لمبيعات الحبوب الروسية من أجل شراء المزيد من الأسلحة في حربها على أوكرانيا، في الوقت الذي تشدد فيه روسيا على أن الموارد ستقتصر فقط على المستلزمات الزراعية.
تركيا طالبت إشراك روسيا في مبادرة السعودية.. اجتماع سيعقد في أكتوبر
وحول اجتماع جدة، أشارت الكاتبة إلى أن تركيا طالبت بإشراك روسيا في الاجتماعات من أجل الحصول على نتائج وحلول في الحرب، لكن ألمانيا تحفظت على ذلك وترى أنه من المبكر إشراكها في الاجتماعات.
ونوهت إلى أن الاجتماع الثالث للمبادرة السعودية سيجرى في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ولن يكون مفاجئا أنه قد يعقد في تركيا.
تفاؤل غربي.. لكن مهمة أنقرة صعبة
صحيفة "دويتشه فيله" بنسختها التركية، ذكرت أن الدول الغربية تتوقع أن تستخدم تركيا نفوذها على روسيا من أجل استئناف اتفاق الحبوب، لكن المهمة لأنقرة ستكون أكثر صعوبة هذه المرة مقارنة بغيرها.
وأشارت إلى أن روسيا مصرة على رفع العقوبات عن البنك الزراعي الروسي، وإعادة ربطه بمنظومة "سويفت" الدولية للتعاملات المصرفية.
رئيس مركز أبحاث السياسة الخارجية والاقتصاد "إدام"، سينان أولغان، أشار إلى ان هناك حالة من التفاؤل الغربي لإعادة موسكو إلى الطاولة بشأن الحبوب، لكن الظروف الآن مختلفة، فلا يوجد أي إشارات لدى الروس بهذا الشأن، والهجمات على أوديسا تشير إلى أن موسكو اتخذت موقفا معاكسا عن العودة إلى الاتفاق.
وشددت روسيا من هجماتها مؤخرا، على منطقة أوديسا في أوكرانيا بطائرات بدون طيار ، وضربت البنية التحتية للميناء هناك.
وتزامن مع ذلك وقوع انفجار في مخزن الصوامع في ميناء درينجة بولاية كوجالي شرق إسطنبول، وتتواصل التحقيقات بشأنه إن كان تخريبيا أم ناجم عن ضغط غاز في المخزن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا روسيا الحبوب أردوغان تركيا أردوغان روسيا البحر الاسود الحبوب سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأسود إلى اتفاقیة روسیا فی إلى أن من أجل على أن
إقرأ أيضاً:
ترامب ينسحب من اتفاقية المناخ ويلتحق بإيران واليمن وليبيا
للمرة الثانية خلال عقد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ عقب تنصيبه أمس الاثنين، مما يعني غياب أكبر مصدر في العالم على الإطلاق لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وتنضم الولايات المتحدة بذلك إلى إيران وليبيا واليمن في قائمة الدول خارج الاتفاقية التي أُبرمت عام 2015 ووافقت الحكومات فيها على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة لتجنب أسوأ تداعيات تغير المناخ.
وتعكس الخطوة شكوك ترامب في الاحتباس الحراري العالمي الذي وصفه بأنه خدعة، كما تتناسب مع أهداف أوسع نطاقا لتحرير منصات التنقيب عن النفط والغاز الأميركية من القيود التنظيمية حتى تتمكن من زيادة الإنتاج بأقصى قدر.
ووقّع ترامب على الأمر التنفيذي بالانسحاب من اتفاق باريس أمام أنصاره في قاعة "كابيتال وان أرينا" في واشنطن. وقال قبيل التوقيع "سأنسحب على الفور من خدعة اتفاق باريس للمناخ غير العادلة والمنحازة".
وأضاف ترامب "لن تخرب الولايات المتحدة صناعاتها بينما تطلق الصين العنان للتلوث مع الإفلات من العقاب"، بينما ردت بكين بالقول إنها تشعر بالقلق من إعلان ترامب، واصفة تغير المناخ بأنه تحد مشترك يواجه البشرية كلها.
إعلانويتعين على الولايات المتحدة إخطار الأمين العام للأمم المتحدة رسميا بالانسحاب، على أن يدخل حيز التنفيذ بعد ذلك بعام بموجب شروط الاتفاقية.
أكبر المنتجينوتتربع الولايات المتحدة على عرش أكبر منتجي النفط والغاز الطبيعي في العالم بفضل طفرة تنقيب مستمرة منذ سنوات في تكساس ونيو مكسيكو وأماكن أخرى، بدعم من تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي والأسعار العالمية المغرية منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وكان ترامب قد أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس خلال ولايته الأولى، لكن العملية في ذلك الوقت استغرقت سنوات وتم التراجع عنها على الفور بمجرد بداية رئاسة جو بايدن في عام 2021.
ومن المرجح أن يستغرق الانسحاب هذه المرة وقتا أقل، قد لا يتجاوز العام، لأن ترامب لن يكون مقيدا بالالتزام الأولي للاتفاقية بالبقاء فيها لمدة 3 سنوات بعد الانضمام.
والولايات المتحدة حاليا هي ثاني أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بعد الصين، وخروجها من الاتفاق يقوّض الطموح العالمي لخفض هذه الانبعاثات.
وجاء في تقرير أممي أن الكوكب يسير بسرعة نحو ارتفاع بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وهو مستوى يحذر العلماء من أنه قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وموجات حر وعواصف مدمرة.