مؤتمر التحول الأخضر للاقتصاد الأزرق: حلول مستدامة لمشاكل البيئة البحرية في مصر
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
شهدت اليوم انعقاد مؤتمر هام تحت شعار "التحول الأخضر للاقتصاد الأزرق"، بمشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين في مجالات البحث العلمي والتنمية المستدامة. ركز المؤتمر على سبل استغلال الكتلة الحيوية المهدرة من الأعشاب البحرية في إنتاج منتجات مستدامة ذات قيمة مضافة، بالإضافة إلى مناقشة استخدام التكنولوجيا الحديثة في معالجة المشاكل البيئية المتعلقة بالبحار والمحيطات.
في كلمتها خلال المؤتمر، أوضحت د. نادية إسكندر زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق وعضو المجلس القومي للمرأة، أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا محوريًا في حل مشاكل البيئة البحرية، بدءًا من معالجة المياه الملوثة وصولًا إلى تعزيز التنمية المستدامة من خلال ربط الاقتصاد الأخضر بالأزرق. أشارت زخاري إلى التحديات التي تواجه الشعب المرجانية نتيجة التغيرات المناخية، لا سيما ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر بشكل مباشر على هذه الشعب، وبالتالي على السياحة البحرية التي تعتمد عليها مصر بشكل كبير. كما شددت على أهمية نقل ثقافة البحث العلمي إلى المجتمع كجزء من جهود الدولة لمعالجة المشكلات البيئية من خلال مشروعات ذات مخرجات ملموسة.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير البحث العلمي الأسبق، على أهمية الاقتصاد الأزرق في تعزيز التنمية الاقتصادية للدولة. أشار سلامة إلى أن الاقتصاد الأزرق يساهم بنحو 3 ملايين دولار سنويًا للاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن مصر تُعد رائدة في مجال الصيد البحري، حيث تحتل المركز الأول إقليميًا والسادس عالميًا. وأضاف أن تحويل الاقتصاد المصري إلى نموذج يعتمد على السياحة المستدامة والاقتصاد الأزرق يمكن أن يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز مهارات التجارة البحرية، بالإضافة إلى حماية الشواطئ والبحيرات المصرية.
الدكتور أشرف عبد العزيز منصور، أمين عام الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، أشار في كلمته إلى أن التغير المناخي والتنوع البيولوجي يشكلان تحديات كبيرة تستدعي تنسيق الجهود بين الدول العربية والمؤسسات البحثية. وأوضح أن الاتحاد العربي ينسق مع جميع الأطراف لمناقشة موضوعات مثل الأمن الغذائي والمائي خلال فعاليات منتدى سيُعقد في دولة الإمارات تحت رعاية جامعة الدول العربية.
في السياق ذاته، تناولت د. أمنه فزاع، رئيس قطاع البيئة والتنمية المستدامة وعضو الجمعية الإفريقية، قضية الصيد الجائر وتأثيره السلبي على البيئة البحرية، خاصة الشعب المرجانية التي تُعد مصدرًا أساسيًا لجذب السياح. وأكدت على ضرورة تكثيف الجهود لحماية هذه الشعب من التلوث والصيد الجائر من خلال تطبيق سياسات صارمة تعزز الاستدامة.
تطرق المؤتمر أيضًا إلى الابتكارات البحثية التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الأزرق. فقد تحدث الدكتور محمود رمزي، القائم بأعمال مدير معهد البحوث البترولية المصرية، عن دور الطحالب البحرية في حل العديد من المشاكل البيئية، مشيرًا إلى أن التحالب تُستخدم في إنتاج الوقود الحيوي والأسمدة العضوية، كما تُعد مصدرًا هامًا في صناعة الأدوية. وأكد أن مثل هذه الأبحاث تساهم في تحقيق بيئة بحرية نظيفة ومستدامة.
في ختام المؤتمر، تحدثت د. نور شفيق الجندي عن مخرجات المشاريع البحثية الممولة من الدولة وأهمية استثمار الطحالب البحرية في إنتاج حلول مبتكرة تساهم في الحد من مشاكل التلوث البحري. كما أشارت إلى التحديات التي تواجه السياحة في مناطق مثل الغردقة وأبو قير نتيجة التلوث البحري وتغير المناخ، مؤكدة على ضرورة إيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلات.
أبرز المؤتمر أهمية الاستثمار في الاقتصاد الأزرق كأحد العناصر الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر. ومع تصاعد التحديات البيئية، يبقى التركيز على البحث العلمي والتعاون الدولي أساسًا لمواجهة هذه التحديات وضمان مستقبل بيئي أفضل
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتحاد الجامعات العربية ارتفاع درجات الحرارة استخدام التكنولوجيا الحديثة المجلس القومي للمرأة الاقتصاد الأزرق البحث العلمی البحریة فی التی ت إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكاديمية البحث العلمي تشارك في جلسة حوارية بمؤتمر المناخ بأذربيجان
شاركت الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور تامر حمودة المُشرف على قطاع الابتكار والتسويق، في جلسة حوارية بالتعاون بين الأكاديمية والمنظمة العلمية للملكية الفكرية في جناح الأمم المتحدة بالمنطقة الزرقاء لمؤتمر المناخ COP 29 بمدينة باكو بدولة أذربيجان، تحت عنوان «الطاقة الجديدة والمتجددة ودورها في مجابهة التحديات البيئية للتغيرات المناخية»، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
واشتملت الجلسة على عرض أهمية دور الابتكار والتكنولوجيا في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وخلال الجلسة، أطلقت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بالتعاون مع مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ (CTCN) وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر (ASRT)، الإصدار الثالث من كتاب التكنولوجيا الخضراء (GTB)، وعرض النتائج التي توصلت إليها فيما يتعلق بالابتكارات في مجال الطاقة لتغير المناخ.
كتاب التكنولوجيا الخضراء على المناطق الريفيةوركز إصدار الطاقة من كتاب التكنولوجيا الخضراء على المناطق الريفية، والمناطق الحضرية والخدمات الأساسية مثل: (المستشفيات ومراكز البيانات والمتاجر الكُبرى)، ويُغطي كل حلول التخفيف والتكييف.
واستعرضت الدكتورة جينا الفقي مشروعات أكاديمية البحث العلمي الداعمة لتعظيم البنية البحثية والمُخرجات في مجال الطاقة المُتجددة، وذكرت على سبيل المثال وليس الحصر المعمل المصري الصيني بسوهاج وطاقته الإنتاجية للخلايا الشمسية والدور الكبير الذى يلعبه معمل البحوث المُصاحب له في تطوير البحوث ذات الصلة، كما تم استعراض رؤية مصر ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول دعم استخدام الطاقة النظيفة والمُتجددة. كما شارك مكتب الابتكار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة في الجلسة، واستعرض ممثلو المكتب أهمية تشكيل الطاقة جزءًا من تحويل القطاع الزراعي، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية وشبه الحضرية، مع التركيز على أهمية التكنولوجيا وشمولها.
كما استعرض الاتحاد الدولي للاتصالات مبادرة العمل الرقمي الأخضر مُتعددة الأطراف في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لتعزيز العمل الموسع بين الشركات والحكومات وغيرها، وتناول أهمية البنية التحتية الرقمية الخضراء والمقاومة للمناخ، واستكشاف الابتكارات مثل الكابلات البحرية الذكية.
وناقشت منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» مُساهمة تكنولوجيا الطاقة في التجارة والتنمية ومبادراتها ذات الصلة.
وشاركت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) رؤى أنظمة الابتكار العالمية للتكنولوجيا النظيفة، مع التركيز على آليات الدعم لتطوير ونمو الابتكارات التكنولوجية التي تُركز على انتقال الطاقة، والتعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، والاتجاهات العالمية والوطنية، كما هو موضح في مؤشر الابتكار العالمي للتكنولوجيا النظيفة.