الاقتصاد نيوز - متابعة

في الوقت الذي يشهد فيه الذكاء الاصطناعي تقدماً مذهلاً، يثير هذا التطور تساؤلات حول مستقبل الوظائف في قطاع تكنولوجيا المعلومات. فمن جهة، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة ويخلق فرص عمل لم تكن موجودة من قبل. ومن جهة أخرى، يثير مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة.

فهل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تسريح أعداد كبيرة من العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات وبالتالي يضع الموظفين في هذا القطاع تحت الضغط الدائم، أم أنه سيعيد تشكيل هذه الوظائف بطريقة تجعلها أكثر تخصصاً وإبداعاً؟

طفرة الذكاء الاصطناعي

مع استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأميركية، ارتفع معدل البطالة بين العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى 6 بالمئة في أغسطس الماضي مقارنة مع 5.

6 بالمئة في الشهر الذي سبقه، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

في شهر أغسطس، كان هناك 148 ألف عامل تكنولوجيا معلومات عاطلين عن العمل، وأكثر من 145 ألفاً في يوليو، وفقاً لشركة الاستشارات "جانكو أسوشيتس"، التي استندت في أرقامها على بيانات من وزارة العمل الأميركية.

وذكر التقرير أن شركة الاستشارات وجدت أن معدل البطالة في مجال تكنولوجيا المعلومات كان أعلى من معدل البطالة الوطني في سبعة من الأشهر الثمانية الأخيرة، حيث بيّنت إدارة إحصاءات العمل أن معدل البطالة الوطني انخفض إلى 4.2 بالمئة في أغسطس الماضي مع إضافة الاقتصاد 142 ألف وظيفة.

البطالة في تكنولوجيا المعلومات في أسوأ حالاتها

وقال فيكتور جانولايتيس، الرئيس التنفيذي لشركة "جانكو أسوشيتس": "إن البطالة بين العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات هي في أسوأ حالاتها منذ انفجار فقاعة الإنترنت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إن الجاني هذه المرة هو الذكاء الاصطناعي، والذي يتسبب في (تغيير زلزالي) مماثل لما شوهد عندما دخلت أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الاستخدام الواسع النطاق"، وفقاً للتقرير.

وأضاف جانولايتيس: "إن تخفيضات الوظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات لا تزال تتركز في الأدوار التقليدية للتكنولوجيا، مثل إدارة أنظمة الشركات الخلفية، في حين أن الذكاء الاصطناعي وأمن الإنترنت يوفران جيوباً من النمو".

من جهته، قال ستيف وات، كبير مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في شركة "هايلاند سوفت وير" ."إن أكثر الأدوار المطلوبة حالياً هي الأدوار التي يمتلك فيها المرشحون خبرة في الأمن والذكاء الاصطناعي والسحابة الحاسوبية".

أخبار ذات صلة

في حين قال فيكرام نافدي، كبير مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في بنك "ويبستر": "في مجال الذكاء الاصطناعي، تبحث الشركات عن العاملين الذين يمكنهم مساعدتها في إعداد بيانات الشركة للاستخدام مع نماذج الذكاء الاصطناعي، وكذلك تصميم الأدوات لاستخدام الذكاء الاصطناعي فعلياً".

وأشار تقرير الصحيفة الأميركية، إلى أن جزءاً من الصعوبة التي يواجهها العاملون في تكنولوجيا المعلومات الذين تم تسريحهم مؤخراً يتمثل في عدم التوافق بين المهارات التي يمتلكونها وما يتوقعون الحصول عليه من رواتب. ويقول الخبراء إن الرواتب الكبيرة في عصر الوباء ووظائف تكنولوجيا المعلومات لم تعد موجودة.

ومن بين شركات التكنولوجيا الكبرى التي أعلنت عن تسريح العمال الشهر الماضي، قالت "سيسكو سيستمز" إنها تعتزم خفض قوتها العاملة بنسبة 7 بالمئة، أو حوالي 6000 موظف. وقالت شركة Intel لصناعة الرقائق أيضاً إنها ستسرح 15000 موظف هذا العام وتوقف الدفعات كجزء من جهود خفض التكاليف. في يوليو، قالت Intuit  إنها تعتزم إلغاء حوالي 1800 وظيفة استعدادًا لحملة توظيف في تحولها نحو الذكاء الاصطناعي.

كما يتم تسريح عمال تكنولوجيا المعلومات في أماكن أخرى حيث قالت "جنرال موتورز" الشهر الماضي إنها ستسرح أكثر من ألف موظف على مستوى العالم في قسم البرمجيات والخدمات الخاص بها.

وبدوره قال دهافال موغيماني، رئيس ممارسة التكنولوجيا العالية والبرمجيات في شركة الاستشارات "ويست مونرو": "سيبقى توظيف التكنولوجيا تحت الضغط العام المقبل، ولكن طريقة إدارة الشركات للمواهب أصبحت أكثر تفكيراً، من المحتمل أن نرى المزيد من التوظيف في المجالات عالية النمو والتركيز على الابتكار، مع تقليص عدد الموظفين في المجالات غير الأساسية للشركة".

تطوير المهارات بشكل استباقي

 قال الدكتور عبد الله الشناوي الخبير الاقتصادي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الزقازيق: "إن تأثير الذكاء الاصطناعي على المشهد الوظيفي لا يمكن إنكاره، مما يدفع إلى التحول في كيفية العمل والمهارات التي نحتاجها. ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، يجب على الأفراد والمؤسسات تبني التغيير بشكل استباقي، والتركيز على تطوير المهارات، وتبني ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، عن طريق تسخير قوته لخلق مستقبل من العمل التعاوني والمبتكر والمدفوع بالتآزر بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

ويشرح الدكتور الشناوي أن الذكاء الاصطناعي يعمل على:

إعادة تعريف الأدوار الوظيفية في مختلف القطاعات: حيث يسمح للعاملين بالتركيز على المهام التي تتطلب الإبداع والتفكير النقدي والذكاء العاطفي، وتعمل تحليلات البيانات والرؤى التي يقودها الذكاء الاصطناعي على تعزيز عمليات صنع القرار، مما يؤدي إلى استراتيجيات أكثر استنارة. يخلق الفرص لتحسين المهارات وإعادة تأهيلها: ويمكن للأفراد اكتساب مهارات جديدة تكمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل تفسير البيانات، وبرمجة الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي. ويمكن للشركات الاستثمار في برامج التدريب لتزويد قوتها العاملة بالمهارات اللازمة للتعاون بشكل فعال مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. تحسين الانتاجية وتحقيق الكفاءة: حيث يستطيع معالجة وتحليل البيانات الضخمة بسرعة وبالتالي تحسين الكفاءة والإنتاجية، وتعمل برامج المحادثة الآلية والمساعدون الافتراضيون والأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تبسيط الاتصالات وسير العمل، مما يسمح للموظفين بالتركيز على المهام ذات القيمة العالية، كما تساعد التحليلات التنبؤية المؤسسات على اتخاذ قرارات استباقية، وتحسين التخصيص الأمثل للموارد.

وعلى الجانب الآخر يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي وأنظمة التعلم الآلي والروبوتات إلى تغييرات كبيرة في سوق العمل، مثل تهجير العمال اليدويين والعاملين في مجال المعرفة وإعادة تشكيل القوى العاملة. حيث أصبحت الروبوتات تتولى أدواراً تتراوح من العمل على خطوط التجميع إلى وظائف أكثر تعقيداً مثل الصيادلة وغيرهم من مساعدي الرعاية الصحية. كما تشكل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تهديداً للوظائف القائمة على المعرفة في مجالات مثل البرمجة، وهندسة الروبوتات، والمحاسبة، والصحافة.

وكذلك يطرح تحديات كبيرة مثل تشريد أو إزاحة الوظائف ويتجلى هذا التأثير في بعض الصناعات وتجارة التجزئة والخدمات اللوجستية. ومستقبلياً من الضروري تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي واستراتيجيات تكييف القوى العاملة، بما في ذلك التدريب والتعليم. ومن المتوقع أن يكون سوق العمل في المستقبل مزيجاً من الأدوار الجديدة التي يولدها الذكاء الاصطناعي وتكييف الوظائف القائمة للتكامل مع هذه التقنيات، بحسب الخبير الاقتصادي الشناوي.

وعن الوظائف الجديدة اللازمة لصعود الذكاء الاصطناعي، أشار إلى "أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى خلق أدوار وظيفية جديدة تتمحور حول تطويره وإدارته، حيث يزداد الطلب على مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات ومتخصصي التعلم الآلي مع سعي المؤسسات إلى الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي. ويلعب هؤلاء المحترفون دوراً حاسماً في تصميم أنظمته وتنفيذها وضبطها. وحتى يتحقق النجاح يتطلب ذلك أمران ضروريان للنجاح في بيئة العمل، الأول: القدرة على التكيف والثاني: التعلم المستمر".

الفرص والأدوار الجديدة  

وأضاف: "أدى صعود الذكاء الاصطناعي إلى ظهور موجة من الفرص والأدوار الجديدة في تكنولوجيا المعلومات. ويتطلب تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي قوة عاملة مجهزة بمهارات في تطوير الذكاء الاصطناعي وصيانته والإشراف عليه، ونتيجة لذلك ارتفع الطلب على ذوي الخبرة في علم البيانات والتعلم الآلي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما حفز الذكاء الاصطناعي على ظهور وظائف متخصصة لإدارة وتحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي، وضمان ممارساته الأخلاقية، وإيجاد حلول مبتكرة. والواقع أن التحول إلى قوة عمل تركز على الذكاء الاصطناعي يعمل في الأساس على إعادة تشكيل سوق العمل بدلا ًمن تقليص نطاقها".

وتشير التقارير المتخصصة إلى أن 85 مليون وظيفة قد تختفي في حين تشير تقارير أخرى إلى أن 97 مليون وظيفة جديدة ستظهر، ويتطور سوق العمل بسرعة أكبر من أي وقت مضى بسبب الذكاء الاصطناعي وقد يترتب عليه ارتفاع الطلب على المتخصصين المتمرسين في تكنولوجيا المعلومات واعتماد الشركات على التحول الرقمي المدعوم بتقنيات الأتمتة والتعلم الآلي، وظهور مسارات مهنية جديدة من القرصنة الأخلاقية إلى علم البيانات ومن تحليل الأمن السيبراني إلى استشارات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، طبقاً لما قاله أستاذ الاقتصاد في جامعة الزقازيق.

فرصة وليس تهديداً

بدوره، قال خبير الموارد البشرية المستشار عبد الرحمن عريف: "إن الاعتقاد السائد بأن الذكاء الاصطناعي سيهدد وظائف تكنولوجيا المعلومات هو مفهوم خاطئ، فالتكنولوجيا مرت بمراحل تقدم متعددة، وكان العقد الماضي من أسرع الفترات في هذا التقدم. الذكاء الاصطناعي الآن يمثل فرصة لإعادة تشكيل الوظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات، واطلاع الموظفين على المهارات والتقنيات الحديثة".

واعتبر عريف أن الجيل الجديد من العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات هم الأكثر احتمالاً للاستفادة من تطور الذكاء الاصطناعي، وأضاف: "هذا الجيل يمتلك فرصاً واسعة، وهناك مجالات تكنولوجية مثل برامج الأنظمة الشاملة لا تزال غير متأثرة بصبغة الذكاء الاصطناعي. وبالتالي، الفرص ما زالت متاحة لمن يسعى لتطوير مهاراته للوصول إلى مستوى الخوارزميات المعقدة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي."

وأشار المستشار عريف إلى أن "الذكاء الاصطناعي، وإن كان مصطلحاً حديثاً، لا يمثل تهديداً حقيقياً لموظفي تكنولوجيا المعلومات الحاليين. فهو لم يسيطر بعد على كافة القطاعات، وما يراه الناس اليوم من تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي هي مجرد بداية لتقنية تطورت من خوارزميات ومعادلات معقدة كانت موجودة بالفعل."

وأكد في ختام حديثه أن الذكاء الاصطناعي هو في جوهره ذكاء بشري متطور، وأنه يمثل تطوراً طبيعياً لتكنولوجيا المعلومات، مما يوفر فرصاً جديدة ويشجع على الابتكار والتكيف مع التقنيات الحديثة. 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی مجال تکنولوجیا المعلومات تقنیات الذکاء الاصطناعی فی تکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات فی أن الذکاء الاصطناعی العاملین فی مجال معدل البطالة الوظائف فی سوق العمل إلى أن

إقرأ أيضاً:

مايكروسوفت” و “G42” تكشفان عن مبادرتين جديدتين لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول عالمياً

أعلنت اليوم شركتا “مايكروسوفت” و”G42″، عن تدشين مبادرتين جديدتين، تهدفان إلى ضمان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مسؤول، بما يضمن احترام الخصوصية والأمان وعدم انتهاك حقوق الأفراد أو إساءة الاستخدام، وذلك في إطار تعاونهما المشترك لخدمة المجتمع العالمي، وتعميق شراكتهما الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا العام، وتضم بداخلها مجموعة من بروتوكولات التعاون التي سيتم الإعلان عنها على مدار الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتشمل المبادرتان إنشاء مركزين جديدين للذكاء الاصطناعي في إمارة أبوظبي. الأول هو نتاج تعاون مشترك من حيث التأسيس والتمويل بينG42″ و”مايكروسوفت”، وبموافقة مجلس الامارات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي، حيث سيعمل المركز على وضع وتطوير ومتابعة تنفيذ أفضل الممارسات والمعايير التي تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وشفافة في منطقة الشرق الأوسط والدول النامية أو تلك التي تعاني من فجوات في البنية التحتية الرقمية والتقنية مقارنة بالدول المتقدمة.
أما المركز الثاني، فهو عبارة عن فرع جديد لمختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي للأعمال الخيرية في إمارة أبوظبي، والذي سيركز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشروعاتٍ تعزز من التعاون المحلي والإقليمي لتحقيق الأهداف المجتمعية الرئيسية مثل مواجهة التغيرات المناخية أو مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وغيرها.
وتلتزم كلٍ من “G42” و “مايكروسوفت”، بالتعاون الوثيق مع مركز الأول في أبوظبي، والذي سيجمع نخبة متميزة من الباحثين والاكاديميين والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، لتوفير بيئة خصبة لتبادل الخبرات والمعرفة، في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول بين الخبراء والمؤسسات من مختلف القطاعات في الشرق الأوسط والمناطق النامية، لضمان تطبيق أفضل الممارسات في هذه التقنية الناشئة.
في الوقت ذاته، سيعمل مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي للأعمال الخيرية في أبو ظبي، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط على تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تأثيرات إيجابية على المجتمعات، وذلك عبر توسيع نطاق التعاون المشترك مع المنظمات والمؤسسات الخيرية غير الهادفة إلى الربح، بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وفي إطار هذه المبادرة، سيتم التعاون بشكل مباشر مع فريق مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي الموجود في نيروبي، بغرض تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تفهم وتعالج اللغات التي لا تحظى بتمثيل كافٍ في التكنولوجيا، مما يساعد في تقليص الفجوة اللغوية العالمية، كما سيتم التركيز أيضًا على تطوير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال معالجة قضايا نقص الغذاء والتغير المناخي، وذلك عن طريق تحليل البيانات الزراعية والمناخية بشكلٍ أكثر دقة مما يعزز من قدرات الاستعداد والاستجابة للكوارث.
ستعمل الشراكة جنباً إلى جنب مع مركز أبوظبي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الذي تم إنشاؤه في يناير الماضي، على تطوير الخطط والبرامج البحثية، وذلك بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين، بهدف تعزيز مكانة أبوظبي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، مما يسهم في دفع عجلة الابتكار والتقدم في هذه المجالات الحيوية.
وتأتي هاتان المبادرتان كجزء من الجهود المستمرة التي تبذلها “مايكروسوفت” و “G42” لتنفيذ معايير وممارسات سياسات الذكاء الاصطناعي المسؤول، التي طورتها ونفذتها مايكروسوفت، وتلتزم””G42بتطبيقها كجزء من شراكتهما الاستراتيجية، وذلك تحت أشراف حكومتي الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، لضمان التأكد من استخدام نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها الشركتان بشكلٍ مسؤول ووفقًا للقوانين عند تطويرها ونشرها، حيث يشمل نطاق هذه السياسات، تصميم واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتضمين خطط السلامة الرقمية والأمن السيبراني لتدريب النماذج ونشرها، بالإضافة لتجارب عملية تحاكي عمليات الاختراق الفعلي، ولكن بواسطة فريق عمليات “الاختبار الأحمر”، الذين يعملون كخبراء متمرسون في الأمن السيبراني، لاكتشاف وتحديد الثغرات الأمنية ونقاط الضعف في النظام قبل استغلالها من القراصنة أو المهاجمون الحقيقيون.
ومن المنتظر أن يعزز اعتماد “G42” لهذه السياسات من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وضمان إتاحة تقنيات الذكاء الاصطناعي التي توفرها منصة “أزور / “Azure من مايكروسوفت للجميع عبر كافة أرجاء العالم بشكل مسؤول.
وقال براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس مايكروسوفت العالمية: “إن ما أعلناه اليوم من خطوات جديدة، إنما يضيف إلى رصيد النجاحات التي تحققها “مايكروسوفت” و “G42″ في مجال توسيع نطاق الإتاحة وزيادة عدد المستفيدين من استخدامات الذكاء الاصطناعي المسؤول والآمن”.
وأضاف: “نحن مستمرون في التزامنا باتخاذ خطوات إضافية مع “G42″ ليس فقط لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومسؤولة لكافة عملائنا، بل وبما ينعكس إيجابيًا على العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات”.
ومن جانبه، قال بينج شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي 42: “من خلال تعزيز الذكاء الاصطناعي المسؤول بالتعاون مع مايكروسوفت، فإننا نعمل على إنشاء إطار للذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية جمعاء.
واضاف : تعكس هذه المراكز الجديدة رؤيتنا المشتركة للاستفادة من التكنولوجيا لحل التحديات في العالم الحقيقي، ووضع أبوظبي كمركز عالمي للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يعطي الأولوية للسلامة والثقة والتعاون، وخاصة في جميع أنحاء الجنوب العالمي”.
وأوضح قائلًا:” منذ الإعلان عن إطلاق شراكتنا الاستراتيجية مع مايكروسوفت في إبريل الماضي ونحن نعمل معًا بشكل وثيق على تنفيذ المعايير القانونية والتنظيمية المتفق عليها من قبل حكومتي الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة بشأن الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا “.
وأضاف شياو قائلاً: “إن شراكتنا الاستراتيجية مع مايكروسوفت، في مجال تعزيز الذكاء الاصطناعي المسؤول تُمكننا من خلق مسار جديد لخدمة الإنسانية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. فهذه المراكز الجديدة تعكس رؤيتنا المشتركة للاستفادة من التطورات التكنولوجية في مواجهة التحديات الواقعية، بالإضافة لذلك، تعزز هذه الشراكة من المرتبة العالمية التي تتمتع بها إمارة أبوظبي كمركز للابتكار في الذكاء الاصطناعي يركز على السلامة والتعاون والموثوقية، وبخاصة في الدول النامية”.
ووفقًا للسياسات الخاصة بمجموعة ” “G42والتي تم تنفيذها في وقت سابق من هذا العام، لا تتعامل المجموعة أو الشركات التابعة مع الكيانات المدرجة في قائمة الحظر الخاصة بالحكومة الأمريكية، والتي قد تشكل خطرًا أمنيًا. فيما تنعقد اجتماعات لجنة الامتثال المشتركة بين “مايكروسوفت” و”G42″ بشكل ربع سنوي، بينما تجتمع فرق العمل المعنية بتنفيذ المهام بشكل أسبوعي لمراجعة التقدم المحرز على كافة الأصعدة.
ويعد برنامج الامتثال الخاص بــ “G42” هو “الأفضل في فئته”، فهو يضمن تطبيق أفضل الممارسات الأمنية في إدارة الأعمال، بما يتماشى مع قواعد الامتثال للقوانين واللوائح.
وتعد هذه الشراكة بمثابة فرصة كبيرة لنقل التكنولوجيا الرائدة من الدول المتقدمة إلى المناطق النامية، فمن جانبها، تقود G42 جهودًا كبيرة لإنشاء بيئة منظمة ومراقبة لنشر الأنظمة التكنولوجية المتقدمة التي طورتها الولايات المتحدة لتلبية الاحتياجات الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى نطاق أوسع، يستهدف التعاون المشترك بين “مايكروسوفت”، و” “G42تقليص الفجوة الرقمية ومعالجة القضايا الاجتماعية المهمة لتعزيز القيم الديمقراطية في العالم الرقمي.
وفي هذا الإطار تم استثمار مليار دولار في كينيا للاستفادة من الطاقة الحرارية المستخرجة من باطن الأرض في مشروعات تتعلق بالبيانات الرقمية. كما تعد هذه الشراكة دليلًا على التزام “مايكروسوفت” و”G42″، بأعلى معايير الامتثال التنظيمي النابع من إيمان راسخ ومشترك بقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية على دفع التقدم في المشهد الرقمي العالمي بشكل إيجابي، .
كما بدأت””G42 في نقل بنيتها التحتية السحابية العامة القديمة إلى منصة مايكروسوفت “أزور / “Azure السحابية منذ نوفمبر 2023، لتحسين عوامل الأمان والكفاءة في كافة العمليات التي تقوم بها.

وفي هذا الإطار تم استثمار مليار دولار في كينيا للاستفادة من الطاقة الحرارية المستخرجة من باطن الأرض في مشروعات تتعلق بالبيانات الرقمية. كما تعد هذه الشراكة دليلًا على التزام “مايكروسوفت” و”G42″، بأعلى معايير الامتثال التنظيمي النابع من إيمان راسخ ومشترك بقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية على دفع التقدم في المشهد الرقمي العالمي بشكل إيجابي، .
كما بدأت””G42 في نقل بنيتها التحتية السحابية العامة القديمة إلى منصة مايكروسوفت “أزور / “Azure السحابية منذ نوفمبر 2023، لتحسين عوامل الأمان والكفاءة في كافة العمليات التي تقوم بها.


مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يفاقم أزمة البطالة في قطاع التكنولوجيا بالولايات المتحدة
  • مايكروسوفت” و “G42” تكشفان عن مبادرتين جديدتين لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول عالمياً
  • جامعة أسيوط تشارك في صناعة قادة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي
  • توصيات برلمانية لـ "الحكومة" بشأن ملف الذكاء الاصطناعي وتنمية مهارات استخدامها
  • طلاب جامعة أسيوط يشاركون في البرنامج التدريبي إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات بجامعة العقبة الأردنية
  • الذكاء الاصطناعي يدخل النادي الأهلي المصري
  • إيتيدا تنظم "يوم اختبار البرمجيات" وتناقش أحدث توجهات استخدام الذكاء الاصطناعي
  • إيتيدا تنظم "يوم اختبار البرمجيات" وتناقش أحدث توجهات استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال
  • 174 مليار درهم حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات
  • خبير: مصر تحتل المركز الثاني إفريقيا بمجال الذكاء الاصطناعي (فيديو)