سودانايل:
2024-11-02@19:31:43 GMT

هاريس وترمب: السودان ليس من إهتمامنا

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

محمود عثمان رزق

09/11/2024

شهد العالم مساء أمس الثلاثاء المناظرة الرئاسية الأولى بين مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.

وفي هذه المناظرة كنت مركزاً على السياسة الخارجية لكل منهما. وبالفعل تحدث كل منهما عن الصين وروسيا وأوكرانيا وإسرائيل والقضية الفلسطينة وافغانستان والإتحاد الأوربي، ولم يذكر أي منهما السودان ولا الحرب الطاحنة التي تدور فيه، ولا معاناة الشعب السوداني.



وهذا يثبت ما كنا نقوله مراراً وتكراراً أن السودان ليس في مخيلة السياسة الإمريكية وصانيعيها خلافً لما يحاول أن يصوره لنا المرجفون. وهذه المناظرة أحبطت الذين كانوا يظنون أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يضغطون على الحكومة السودانية وجيشها للذهاب لجنيف للمفاوضات لأنهم يبحثون عن إنجاز يقدمونه للشعب الأمريكي المهتم بالشأن السوداني.

هذه المناظرة بالأمس أثبتت للسودانيين جميعاً وبوضوح أن المرشحين لا يهتمان بالسودان وشعبه وحربه، ولا يتخذان منه ورقة إنتخابية لأن الشعب الإمريكي نفسه غير مهتم ولا يدري شيء عما يدور في السودان بل لا يدري موقع السودان في الخريطة، كما أن الإعلام الأمريكي على جميع مستوياته لا يتعاطى الشأن السوداني إلا نادراً، والسياسون عموماً يهتمون بما يتداوله الإعلام، والإعلام الأمريكي لا يذكر السودان.

وعليه، نقول للحكومة السودانية ألا تهتم للضغوط التي تسمى ضغوطاً أمريكية وهي في الحقيقة ضغوط أو قرارت يتخذها بعض صغار الموظفين في وزارة الخارجية في مكتب صغير جداً، يشغله موظف أو موظفان من أجل التدريب والتسلية بالتواصل مع هذه الدول المنسية ليمارسوا عليها التعالي من أجل ترويضها للمعلمين الكبار. يجب على الحكومة أن تضع مصالح السودان كبوصلة تحدد بها إتجاه العلاقات الخارجية وتتخذ أصعب القرارات ولا تلتفت وراءها.

نحن في السودان لا نحتاج لإمريكا في شيء. لا نحتاج لها في الطعام ولا الماء ولا الدواء ولا نحتاج لها في التكنلوجيا المعقدة لأن مثل هذه التكنلوجيا لا تعنينا في الوقت الحاضر. كل ما نحتاجه من تكنلوجيا هي تكنلوجيا بسيطة ووسطى ويمكننا أن نستوردها من الشرق أو أمريكا الجنوبية أو بعض الدول الأفريقية كجنوب أفريقيا.

وعلى الشعب السوداني ألا يسمع لتلك الأحاديث التي يستخدمها القحاتة ومن لف لفهم يخوفون بها الناس، وكأن أمريكا أو الغرب بيدهم الأمر إذا قالوا للشيء كن فيكون. وما يجب أن يعرفه السودانيون أن مشكلة أمريكا مع السودان هي الزراعة. نعم الزراعة، وأكرر إنها الزراعة بلا أدنى تردد وبكل ثقة.

إن أي نهضة زراعية كبرى في السودان سوف تهدد المزارعين الأمريكان تهديداً مباشراً وتسحب من تحت أرجلهم البساط في كثير من الأسواق العالمية وتسحب البساط أيضاً من البيت الأبيض الذي يستخدم المحاصيل الزراعية كورقة ضغط على كثير من حكومات المنطقة وغيرها. والأمريكان يعلمون عن تجربة أن أي دولة زراعية لابد أن تصبح دولة صناعية كبرى عاجلاً أو آجلاً، ولك أن تتخيل خريطة المنطقة السياسية لو أصبح السودان دولة زراعية وصناعية كبرى!! أليس هذا ما تخوف منه رئيس المخابرات الإسرائيلية قبل سنوات قليلة في محاضرة مشهورة؟

بدأ المرشحان المناظرة بالحديث عن ملف الاقتصاد، حيث تحدثت هاريس عن خططها لخفض الضرائب، قائلة "أنا ابنة الطبقة المتوسطة ولدي خطة لتحسين المستوى المعيشي وخفض الضرائب".

وتباهى الرئيس الأميركي السابق بأنه "الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا".

morizig@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: العنف الجنسي في السودان «لا مكان آمن».. و«جوتيريش»: الشعب السوداني يعيش كابوسًا من الجوع والمرض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت بعثة أممية لتقصى الحقائق فى السودان، فى تقرير لها أن حجم العنف الجنسى في السودان "مهول" ومثير للصدمة؛ مشيرة إلى تعرض النساء والفتيات والفتيان والرجال فى السودان بشكل متزايد للعنف الجنسي، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي والاضطهاد على أسس عرقية وجنسانية متقاطعة.

وأوضح التقرير، الذى نشر بعد مرور ١٨ شهرًا على بدء الحرب الأهلية فى السودان، أن جرائم الاغتصاب أصبحت "معممة" فى البلاد، مع اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب معظم هذه الجرائم.

قال محمد شاندي عثمان، رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق بشأن الوضع فى السودان، فى بيان: "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسى الذى نقوم بتوثيقه فى السودان. إن وضع المدنيين الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلب معالجة عاجلة".

وأشار التقرير إلى أن الأطفال لم يسلموا من هذا العنف، حيث تم اختطاف نساء وفتيات لاستعبادهن جنسيًا.

شدد عثمان، الذى يرأس البعثة التى أنشأها مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان فى السودان منذ بدء الصراع فى أبريل ٢٠٢٣، على أن "لا يوجد مكان آمن فى السودان الآن".

من جهته؛ حذر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، من تصاعد العنف فى ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم؛ مؤكدًا على زيادة مخاطر وقوع فظاعات، وأكدت أجهزته على توثيق حالات عنف جنسي.

معاناة السودان «تزداد يومًا بعد يوم»

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن المعاناة فى السودان "تزداد يوما بعد يوم"، مع وصول عدد الأشخاص فى حاجة إلى المساعدة إلى ٢٥ مليون شخص، وذلك بعد ١٨ شهرًا على بدء الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

أضاف جوتيريش أن "الشعب السودانى يعيش كابوسًا من العنف" والجوع والمرض و"العنف الإثني" خاصة فى دارفور، مع قتل آلاف المدنيين وأعمال الاغتصاب "على نطاق واسع" وغيرها من "الفظائع التى لا توصف".

وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من ١٤ مليون شخص، منهم ٣ ملايين لجأوا إلى دول مجاورة، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

وصرحت إيمى بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، فى مؤتمر صحافى الثلاثاء من بورت سودان: "كل الحروب وحشية، لكن حصيلة هذه الحرب مروعة بشكل خاص".

اتهم طرفا النزاع فى السودان بعضهما البعض بارتكاب جرائم حرب لاستهداف المدنيين عمدًا ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

وفى سبتمبر الماضي، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى "نشر دون تأخير" قوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين، فى تقرير أولي، خلصت البعثة إلى أن الطرفين المتحاربين "ارتكبا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي، والتى يعد جزء كبير منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

أكد المحققون فى تقريرهم الجديد على أن طرفى النزاع "ارتكبا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولي، يمكن أن يرقى الكثير منها إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، بما فى ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسى والاضطهاد على أساس الإثنية والنوع الجندري.

وأشار التقرير إلى أن قوات الدعم السريع "مسئولة عن العنف الجنسى فى المناطق التى تسيطر عليها"، مع إسناد "الغالبية العظمى من حالات الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسى الموثقة" فى التقرير إلى قوات الدعم السريع، وفى منطقة دارفور إلى حليفتها ميليشيا الجنجويد.

كما ذكر التقرير "بعض الحالات" التى تورط فيها أفراد من الجيش، بمن فيهم من أجهزة الاستخبارات العسكرية، كما تلقت البعثة "معلومات موثوقة" بشأن حالات اغتصاب رجال وفتيان.

وقالت جوى نغوزى إيزيلو، عضو البعثة، "النساء والفتيات والفتيان والرجال فى السودان الذين يتعرضون بشكل متزايد للعنف الجنسى والجنسانى بحاجة إلى الحماية، بدون المسائلة ستستمر دوامة الكراهية والعنف، ويجب علينا وقف الإفلات من العقاب ومحاسبة الجناة".

وطالب المحققون بتوسيع حظر الأسلحة المفروض على دارفور ليشمل البلاد بأكملها، وطالبوا السلطات بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتسليمها الرئيس السابق عمر البشير.
 

مقالات مشابهة

  • ثورة أكتوبر وتوق الشعب السوداني إلى حركة حقوق مدنية (4-6)
  • تقرير أممي: العنف الجنسي في السودان «لا مكان آمن».. و«جوتيريش»: الشعب السوداني يعيش كابوسًا من الجوع والمرض
  • السفير السوداني بروما: انهيار السودان يهدد أمن أوروبا وإفريقيا بنتائج كارثية
  • ثورة أكتوبر وتوق الشعب السوداني إلى حركة حقوق مدنية (6-6)
  • السفير السوداني بالقاهرة يشيد بدور الصحافة والإعلام المصري في دعم السودان
  • عفيفي: فوز "هاريس" أو "ترامب" لن يؤثر على سياسات أمريكا في المنطقة
  • السفير السوداني بالقاهرة: الصحافة المصرية تواجه المؤامرة ضد السودان
  • السفير السوداني بالقاهرة: الرئيس السيسي يزور السودان قريبا
  • مجلس سيدات الأعمال والمركز السوداني لتطوير سيدات الأعمال يدينان الاعمال الوحشية للتمردعلى العزل بالجزيرة
  • مصر تؤكد أنها لا تألو جهدا بالتعاون مع الشركاء لحقن دماء الشعب السوداني