سودانايل:
2024-09-17@14:39:32 GMT

هاريس وترمب: السودان ليس من إهتمامنا

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

محمود عثمان رزق

09/11/2024

شهد العالم مساء أمس الثلاثاء المناظرة الرئاسية الأولى بين مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.

وفي هذه المناظرة كنت مركزاً على السياسة الخارجية لكل منهما. وبالفعل تحدث كل منهما عن الصين وروسيا وأوكرانيا وإسرائيل والقضية الفلسطينة وافغانستان والإتحاد الأوربي، ولم يذكر أي منهما السودان ولا الحرب الطاحنة التي تدور فيه، ولا معاناة الشعب السوداني.



وهذا يثبت ما كنا نقوله مراراً وتكراراً أن السودان ليس في مخيلة السياسة الإمريكية وصانيعيها خلافً لما يحاول أن يصوره لنا المرجفون. وهذه المناظرة أحبطت الذين كانوا يظنون أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يضغطون على الحكومة السودانية وجيشها للذهاب لجنيف للمفاوضات لأنهم يبحثون عن إنجاز يقدمونه للشعب الأمريكي المهتم بالشأن السوداني.

هذه المناظرة بالأمس أثبتت للسودانيين جميعاً وبوضوح أن المرشحين لا يهتمان بالسودان وشعبه وحربه، ولا يتخذان منه ورقة إنتخابية لأن الشعب الإمريكي نفسه غير مهتم ولا يدري شيء عما يدور في السودان بل لا يدري موقع السودان في الخريطة، كما أن الإعلام الأمريكي على جميع مستوياته لا يتعاطى الشأن السوداني إلا نادراً، والسياسون عموماً يهتمون بما يتداوله الإعلام، والإعلام الأمريكي لا يذكر السودان.

وعليه، نقول للحكومة السودانية ألا تهتم للضغوط التي تسمى ضغوطاً أمريكية وهي في الحقيقة ضغوط أو قرارت يتخذها بعض صغار الموظفين في وزارة الخارجية في مكتب صغير جداً، يشغله موظف أو موظفان من أجل التدريب والتسلية بالتواصل مع هذه الدول المنسية ليمارسوا عليها التعالي من أجل ترويضها للمعلمين الكبار. يجب على الحكومة أن تضع مصالح السودان كبوصلة تحدد بها إتجاه العلاقات الخارجية وتتخذ أصعب القرارات ولا تلتفت وراءها.

نحن في السودان لا نحتاج لإمريكا في شيء. لا نحتاج لها في الطعام ولا الماء ولا الدواء ولا نحتاج لها في التكنلوجيا المعقدة لأن مثل هذه التكنلوجيا لا تعنينا في الوقت الحاضر. كل ما نحتاجه من تكنلوجيا هي تكنلوجيا بسيطة ووسطى ويمكننا أن نستوردها من الشرق أو أمريكا الجنوبية أو بعض الدول الأفريقية كجنوب أفريقيا.

وعلى الشعب السوداني ألا يسمع لتلك الأحاديث التي يستخدمها القحاتة ومن لف لفهم يخوفون بها الناس، وكأن أمريكا أو الغرب بيدهم الأمر إذا قالوا للشيء كن فيكون. وما يجب أن يعرفه السودانيون أن مشكلة أمريكا مع السودان هي الزراعة. نعم الزراعة، وأكرر إنها الزراعة بلا أدنى تردد وبكل ثقة.

إن أي نهضة زراعية كبرى في السودان سوف تهدد المزارعين الأمريكان تهديداً مباشراً وتسحب من تحت أرجلهم البساط في كثير من الأسواق العالمية وتسحب البساط أيضاً من البيت الأبيض الذي يستخدم المحاصيل الزراعية كورقة ضغط على كثير من حكومات المنطقة وغيرها. والأمريكان يعلمون عن تجربة أن أي دولة زراعية لابد أن تصبح دولة صناعية كبرى عاجلاً أو آجلاً، ولك أن تتخيل خريطة المنطقة السياسية لو أصبح السودان دولة زراعية وصناعية كبرى!! أليس هذا ما تخوف منه رئيس المخابرات الإسرائيلية قبل سنوات قليلة في محاضرة مشهورة؟

بدأ المرشحان المناظرة بالحديث عن ملف الاقتصاد، حيث تحدثت هاريس عن خططها لخفض الضرائب، قائلة "أنا ابنة الطبقة المتوسطة ولدي خطة لتحسين المستوى المعيشي وخفض الضرائب".

وتباهى الرئيس الأميركي السابق بأنه "الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا".

morizig@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في التغيير!!

في #التغيير!!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

        بعض الأردنيين يحب التغيير، ويقاوم التغيير، بل ويسخر من التغيير! وبعضهم نافق التغيير الوزاري وقال: ليس تغييرًا في الأشخاص، بل في #النهج، ولا أدري على ماذا استند؟ وفي هذا إساءة لكل ما سبق، ومن سبق. فالمهم نسق الرئيس الجديد. وبعضهم أعلن يأسه من التغيير، وقال: النهج هو نفسه!

        لا أناقش المحتوى، بقدر ما أناقش شكل المواقف الشعبية من التغيير. فالحكومة السابقة عملت واجتهدت… نجحت وواجهت ما واجهته، ولكن حمى الله الحكومة الجديدة من منافقيها!!! وهذا بتقديري نجاح

مقالات ذات صلة أين المدقق اللغوي عن ضبط لسان المذيع؟! 2024/09/15

هائل إذا صمدت أمامهم!

(01)

كتاب التكليف

        ما يهمّني هنا هو الشباب، والتربية، والثقافة، وأمور غيرها. فالشباب لم يحظَ بحلول لمعظم مشكلاته، بل غرق في محيط متجمد في المراحل السابقة. والتربية، حظيت بالتوجيهي الجديد والمِهْني، وهذا ما سيربط مسؤوليها بالاستمرار، مع أنها غيّبت تطوير التعليم. فلا مناهجَ بالمستوى المطلوب، ولا معلمين بالحماسة والشغف المطلوبين، بل زدنا كل ذلك جمودًا لا أسميه محيطا متجمدا، بل نهر ينساب امتحاناتٍ وتعليمًا مهنيّا يحتاج ألف رافعة، ويتجمد في مجال تطوير فلسفة التعليم، ومعنى التعلم، وأهدافه. فالجهود التربوية السابقة منذ عشرين عاما لم تقدنا إلى ما نحتاج.

 أما الثقافة بتقديري، فقد شهدت رقيّا في الأداء، وحضورًا لافتًا في مجال المرونة والوعي الفني! وهذا بقي ناقصًا، وناقصًا جدّا يحتاج إلى استكمال، ولذلك؛ آمل في الحكومة الجديدة ألّا يمتد الجمود، وألّا يتقلص الرقيّ!

(02)

الوزير المأمول

        كل من كتب في التغيير قال شيئًا عن مواصفات الوزير الجديد: أنه قديم ذو خبرة ناجحة، أو تقني ماهر، أو صاحب فكر، أو ممثل شعبي، أو سياسي محترف! وأعترف بغياب السياسي المحترف أو ندرته، ولكن الهواة عديدون، والتقنيّين عديدون، فما الذي سنحصل عليه من حكومتنا الجديدة؟!

(03)

وزير ذو رؤية

        الوزير المطلوب هو سياسي له ثقل شعبي، وفكر تغييري، وهذا ليس متوافرًا بغزارة! لذلك؛ نحتاج وزيرًا يمتلك رؤية؛ ففي الشباب مثلًا نحتاج وزيرًا يعرف مواصفات الشاب المطلوب، ويعرف كيف يقودنا إلى هناك، وهذا لم يحصل حتى الآن.

        وفي التعليم نحتاج مسؤولين قادرين على رؤية الطالب المأمول، ورؤية الكتاب المأمول، والمعلم ذي الشغف، وليس إداريين للتمرير، والصمت، والموافقة، وتثبيت الروتين، وتطفيش العاملين! كما شهدنا في العشرين عامًا الماضية!

        نريد مجالس تعليم فاعلة لا تخطىء كما فعلت في تعريف مواصفات الأردني وهُويّته، وتعرف سياسة الدولة والتزاماتها، ولا تغلق أبواب الإبداع، ونوافذ التغيير! فهل هذا صعب؟! وهذا ينطبق على كل مسؤول في الاقتصاد، والداخلية، والأشغال، وكل ذي مجال آخر!!

(04)

قبول النقد

         نحتاج مسؤولًا لا يطرب للنفاق، ولا يغضب من النقد، مسؤولًا لا يميز، ولا يتعصب، ولا يتحزّب!

قد يكون القادم حزبيّا، وهذا مطلوب، لكن الحزبيّ الجيد عادل لا يتحزّب. أذكر وزيرًا في نهاية الثمانينات من القرن السابق، حين تحزّب، أعاد الوزارة عشرات السنوات إلى الوراء، ومنع كل سلوك حداثي، وحوّل الوزارة إلى مكان غير الذي وضِعت من أجله!

        وأخيرًا، فإن الشباب يحتاج فاعلية وفعالية، والتربية تحتاج أكثر من ذلك، والثقافة أكثر، وأكثر، وأكثر!

فالحزبية المأمولة هي ما كانت من دون تحزّب، وإلا ضيَّعنا ممثلو الشعب!!

احترامي للرئيسين: السابق، والحالي.

فهمت عليَّ جنابك؟!

مقالات مشابهة

  • في التغيير!!
  • جبريل يتهم أمريكا بالتورط في الحرب السودانية
  • هاريس وترامب.. سباق نحو القاع
  • في اليوم العالمي للديمقراطية.. الشباب السوداني بين أحلام «ديسمبر» وكوابيس حرب الجنرالات
  • وزير الصحة السوداني: مصر تلعب دورا كبيرا ومحوريا لإنقاذ السودان وشعبه من ويلات الحرب
  • مناظرة هاريس - ترامب تكشف عن أهمية السياسة الخارجية في الانتخابات الرئاسية
  • الذكاء الاصطناعي.. أداة يحبها ترامب وتتجنبها هاريس
  • هل ارتدت هاريس سماعة في المناظرة؟.. "رويترز" تكشف الحقيقة
  • اليونسكو تنفذ تدابير بشأن الآثار والتراث السوداني وتدعو لحمايته
  • لماذا رفض «ترامب» المناظرة الثانية أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟