"الحرب لن تنتهي".. بهذه الكلمات صارح الرئيس السّابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط اللبنانيين، أمس الثلاثاء، مُعلناً عن خطر استمرار المعركة.كما تحدّث عن نية إسرائيل بإزالة غزة وباستكمال مشروعها ضدّ الضفة الغربية. أيضاً، لم ينفِ جنبلاط مبدأ "التسوية" في لبنان، معتبراً أنها "الحل" للواقع القائم حالياً.


السؤال الأبرز هنا هو التالي: ما الذي قصدهُ جنبلاط من "إستمرار الحرب" وفي حديثه عن التسوية؟ يُعلق مصدر مقرّب من "الإشتراكي" عبر"لبنان24" على التصريح الأخير، معتبراً أن جنبلاط يتحدث بصراحة عن كل شيء، في حين أنه يشيرُ مجدداً إلى فظاعة المخططات الإسرائيلية الهادفة لتدمير الشعب الفلسطينيّ، وأضاف: "ما تقوم به إسرائيل يُولّد مقاومة أكبر، فالثأر مع هذا الكيان كبيرٌ جداً وقد ازدادت أكثر مع حرب غزة والهجمات ضدّ الضفة".
عملياً، لا يمكن اعتبار تصريح جنبلاط "عابراً" بالمعنى السياسيّ، فهو يتحدّث عن تبدلات كبيرة في المنطقة خصوصاً حينما قال إن "الحرب في بدايتها". المعنى هنا هو أنّنا سنشهد أكثر فأكثر على هجماتٍ كبيرة في حين أن المعارك المستمرة داخل فلسطين لن تهدأ، ما يدلّ على أمر واحد لا غير: استمرار إسرائيل في حربها مقابل مواصلة الفلسطينيين القتال في مواجهة فُتِحت ولن تنغلق أبوابها بسهولة.
إذا تم النظر قليلاً إلى أمر الواقع، فإن ما يتبين هو أن إسرائيل وسّعت الحرب أكثر بدلاً من تضييقها، فالهجوم على الضفة، واستمرار حرب غزة، وتهديدها بشنّ حملة عسكرية مُوسّعة ضد لبنان، كلها عوامل لا تشير إلى أن المعركة شارفت على النهاية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إسرائيل "مأزومة" تماماً، بينما الاعتقاد السائد أيضاً هو أن توسعتها للجبهات لن يجعل الإيرانيين أو الوكلاء التابعين لها في المنطقة من الوقوف جانباً، ما يكشف عن استمرار جبهات الإسناد حتى الوصول إلى حلّ عادل للملف الفلسطيني برُمّته.
ولكن.. ماذا عن لبنان والتسوية التي تحدّث عنها جنبلاط؟ بكل بساطة، لا ينفي زعيم المختارة أهمية الوصول إلى حلّ على أكثر من صعيد، فهو لم يُحدّد أي تسوية يحتاجها لبنان، لكنه في المقابل فتح الباب أمام القبول بأي حلّ يرضي الداخل اللبناني ويجعله يخرج من هذه المعركة الحالية مُنتصراً بشروط أساسية.
حينما يتحدث جنبلاط عن "تسوية"، فإنه يمكن أن يقصد ملف الرئاسة من جهة وملف جبهة جنوب لبنان من جهةٍ أخرى. أيضاً، يرى جنبلاط من خلال وجهة نظره إنّ الحل في لبنان لا يبدأ إلا من خلال التلاقي، وهذا ما أكده مراراً وتكراراً في مواقف سابقة.
لهذا السبب، يُعطي جنبلاط المجال أمام الحلول الدبلوماسية باعتبارها "الحل"، كما أن موقفه يمثل موقفاً متوازناً يمنح "حزب الله" الغطاء الأكبر للحفاظ على وجوده خلال المعركة، خصوصاً أن التسوية لا تقوم بدونه، وبالتالي تكريس الاعتراف الفعلي به وبدوره الميدانيّ والقتاليّ.
أمام كل ذلك، يمكن القولُ إن جنبلاط أفلح في إدارة مواقفه المختلفة، كما أنهُ تبنّى ما يجب تبنيه من خطاب دبلوماسي من دون أن يذهب بعيداً نحو المواجهة. فعلياً، لو قرر جنبلاط الإنقلاب على الحزب، لما كان تحدث عن تسويات وحلول، لكنه آثر الالتزام بمناحٍ واضحة وخطابٍ دقيق يُرسي براً من الأمان وسط الحرب القائمة المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المرتضى: إسرائيل ستمضي في اتفاق على وقف الحرب في لبنان

أعلن وزير الثقافة محمد المرتضى، اليوم الإثنين، أن "معلومات تشير إلى أنّ إسرائيل قامت بتغليب العقل، وستمضي قدما الثلاثاء في الاتفاق على وقف الحرب في لبنان".

تابع في حديث له عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "معلومات الصحافة العبرية تكشف أنّ الكابينيت الإسرائيلي سيصادق على قرار وقف النار في لبنان، وقد يعلن عن ذلك غدا أيضا".

وأعرب المرتضى عن أمله "في وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني"، شدّد على أن "لا يمكن توقع حيثيات المرحلة المقبلة ما إن لم يتم الإعلان رسميا في إسرائيل عن وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الأممي رقم 1701"، داعيا إلى "عدم الإفراط في التفاؤل والإبقاء على منسوب التحسب والحذر".

وأكّد المرتضى أنّ "الحكومة مستنفرة وعلى أتم الجهوزية لعقد جلسة فور الإعلان عن وقف الحرب على لبنان"، مشدّدا على أنّ "بيروت، وعلى عكس تل أبيب، تحترم القرار 1701 وامتنعت عن خرقه، كما رفضت التساهل مع في مسألة الإخلال ببنوده".

وأعرب عن أمله "في أن يعود أهل جنوب لبنان إلى قراهم بعد الإعلان عن انتهاء الحرب"، مؤكّدا أنّ "لبنان الرسمي ثابت"، وأنّ "الحكومة ستباشر في إعادة الإعمار في المراحل المقبلة". (الوكالة الوطنية) 

مقالات مشابهة

  • ماذا ينتظر اللبنانيين في اليوم التالي؟
  • مليون شخص يغادرون إسرائيل.. ماذا يعني وما دلالته؟
  • نائب لبناني: الإعلان عن اتفاق مع إسرائيل قد لا يستغرق أكثر من ساعات
  • تدمير أكثر من 8 آلاف منزل شمال إسرائيل
  • أكثر من 8 آلاف منزل مدمر شمال إسرائيل
  • إشارات متصاعدة بقرب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار بلبنان.. لن يكون نهاية للحرب
  • المرتضى: إسرائيل ستمضي في اتفاق على وقف الحرب في لبنان
  • جنبلاط استقبل القائم بأعمال سفارة الكويت في لبنان
  • الأشتراكي والقوات يتواصلان وفق مقتضيات المرحلة للأنقاذ
  • ماذا وراء تكثيف حزب الله قصف وسط إسرائيل؟ خبير عسكري يجيب