سودانايل:
2024-11-26@23:20:13 GMT

هل وضعت هذه الحرب نهاية الأغنية السودانية

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

إن رحلة فن الغناء و الطرب في بلادنا السودان لهي رحلة طويلة و أصيلة, و قد مرت الأغنية السودانية بأطوار عديدة و متنوعة و استمدت أصالتها من ثقافة و موروثات شعوبه و بيئاته المختلفة . و كان تواصل الاجيال من المميزات التي وصمت الغناء السوداني و رفدته بجمال و قوة حتي صار مثالا محبوبا تعدي حدود الوطن ليفتن به جيراننا من الشعوب و الأفريقية منهم خاصة .


و لعل الراصد لتاريخ الأغنية السودانية يلحظ بروزها و ازدهارها في فترة ما يعرف بأغنية الحقيبة و التي إندغمت بسلاسة في مرحلة الأغنية الوترية و اتصلت مع ما وسم عرفا بالأغنية الشعبية . فصعد بها عاليا نفر كرس حياته للفن و اتخذه رسالة و التزام فبرزت في سماء الأغنيات اسماء كبيرة خاصة في حقبة الستينيات والسبعينيات ليتمدد جمال انتاجهم حتي منتصف الثمانينات . و ظهرت في الوجود عبقريات خالدة من الأغاني العظيمة اتحدت فيها الكلمات الرصينة مع الألحان الجميلة والأداء الملتزم الطروب فشكل هذا الضرب من الفن الانساني وجدان السودانيين علي مختلف مناطقهم و تنوع مشاربهم .

و لما كانت للحروب آثار في حياة الشعوب فقد أحدثت هذه الحرب المدمرة انقطاعا تاما بين الانسان و اقتصادياته وتعليمه و صناعته و فنونه و ابداعه . و برحيل كوكبة منيرة من المبدعين العظام في السنوات الأخيرة , خلا الجو لمجموعات من المحسوبين علي فن الغناء ما كان يجد معظمهم فرصة للظهور لولا انتشار الوسائط و كثرة القنوات الفضائية التي تجعل من انصاف المبدعين نجوما و تطلق عليهم الألقاب الفخيمة التي لا تتناسب و مواهبهم و قدراتهم والتزامهم تجاه قضية الفن و الغناء .

و من المحزن أيضا انتشار عدد من المغنيين و المغنيات خاصة بعد حالات النزوح الاضطراري يبثون كماً من الأنواع الهابطة المبتذلة من الغناء الرخيص و لا يحتاج الراصد لإيراد نماذج من هذا الكم من العبارات الركيكة المحشوة بالغزل الفاضح المباشر الذي يتنافى و قواعد اللياقة و يعمل علي خدش الذوق العام و تشويهه لشعب ظل يعتز دائما بآدابه و بفنونه و غنائه و الذي احتفظ في ذاكرته بأغنيات خالدات مجدت الوطن وتغنت بعزته و شموخه وأبرزت السجايا الحميدة لإنسانه ووصفت طبيعته الخلابة و خلدت قصص الغرام الكبيرة في تاريخه وتحدثت عن الحكايات الماجدات من محفوظاته و دونت صفحات باذخات من كبريائه فصارت الأجيال تتوارث هذه الأغنيات و تشدو بها عجباً حتي تجاوز الاعجاب بها و ترديدها أهل البلد و تسربت كالنسيم الطلق و كدفق المياه الرقراقة فتغني بها نفر غير قليل من المطربين من الشعوب المجاورة .

و بغياب أصحاب الرسالات العظيمة , و السير الجهيرة , طفق نفر من المغنيين و المغنيات في مسارح المهاجر البعيدة يتغنون بساقط القول , ضعيف البناء و مشروخ اللحون فشوه الصور الزاهية للأغنية السودانية التي بقيت في نفوس ابناء الوطن صادقة العواطف شجية الألحان , وصار جل ما يقدم من غناء مسخا طافحا مشوها ومغايرا لما ظل سائدا في وجدان شعب ذو ذائقة راقية , بل أصبح فوق ذلك خصما علي تاريخ الأغنية السودانية و ضياعا للأمانة من رواد صنعوا مجدها و طوقوا جيدها بقلائد الحسن والفخار .

لقد وضعت هذه الحرب اللعينة نهاية للأغنية السودانية و دفنت ماضيها تحت التراب ,, كما دفنت قبلها كثير من القيم الفاضلة و السجايا الحميدة التي صارت جزاء من تاريخنا المبكي عليه .

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأغنیة السودانیة

إقرأ أيضاً:

«بَدو بنينا أمّة».. إطلاق الأغنية الرسمية لعيد الاتحاد الـ 53

أبوظبي - وام
أطلقت لجنة تنظيم عيد الاتحاد الأغنية الرسمية لعيد الاتحاد الـ 53 التي تحمل عنوان “بَدو بنينا أمّة” وستكون جزءا من العرض الرسمي الذي سيتم بثه مباشرة في 2 ديسمبر المقبل.
تعبر قصيدة 'بَدو بنينا أمّة' عن حب الوطن العميق والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتسلط الضوء على الولاء الراسخ للقيادة الرشيدة التي قادت الإمارات نحو تحقيق الإنجازات العظيمة.
وتعكس القصيدة الطموحات الكبيرة للأجيال القادمة، التي تتسلح بالعلم والعمل لتحقيق مستقبل مشرق للإمارات، مع أهمية صون العادات والتقاليد والاعتزاز بالتراث الوطني.
وتقدم الأغنية مزيجًا فريدًا يجمع بين الأصالة المتجذرة في قيم البداوة والتقدم والحداثة المتمثلة في العلم و الحضارة، لتكون انعكاساً لرؤية دولة الإمارات ومسيرتها المتألقة الشبيهة بنجم الثريا التي أنارت لأجدادنا الدروب وكانت ولاتزال دليلًا وشاهدًا على إنجازاتنا وابتكاراتنا.
الأغنية من كلمات الشاعر علي الخوار وألحان المخرج الموسيقي والملحن محمد الأحمد وغناء كورال الإمارات.
ويمكن الاستماع إلى الأغنية على تطبيق 'سبوتيفاي' و'أنغامي' والتطبيقات الموسيقية ليوتيوب وأبل.
و تقول كلمات الأغنية:.
بحـــب بلادنــا .. وبْحـــــب قـــادتنا تحــــدّينا الزمـــــان بعــــــز وحدتنا
بنينـــــا بــــلاد بالأمجــــــاد تتباهى وشاهِــــــدنا .. على المــريخ رايتنا
لـــنا في كل قـــــمّه بالفخــــر قــمّه لنا بْوجــــه الـمُحــال العــزم والهمّه
بَــــدُو .. لكـــــــن بنينا بعــلْمنا أمّه وتتبــــاهى ابّـــــــداوتنا حـــضارتنا
تعــلّمنا من الماضي وفي الحاضر.. نعلِّـــم كــلّ جـــيلٍ في الزمن حاضر
مَعَ مـــــن قـــــال انا للكايده حاضر نســـــوق ركـــــابنا لامْجـــــاد أمّتنا
يِحـــق لْنا نفــــاخر بالوطـن واسمه نقـــــــول انّ الثّريا شَــابَهَت رسمه
زرعــــنا فْـ كــل أرضٍ للأمل بسمه ووزّعــــــنا عــلى الــــدنيا محـبّـتنا
تكاتَفــــنا .. وشفـــنا الحــلْم يتحقق وكلٍ آمــــــن بقــــــدراته .. وصدَّق
نحـــن أمـــــه بحــــــــبل الله نتوثّق ونتبع بالوفـــــــــــا رؤيـــــة قيادتنا

مقالات مشابهة

  • «بَدو بنينا أمّة».. إطلاق الأغنية الرسمية لعيد الاتحاد الـ 53
  • إطلاق الأغنية الرسمية لعيد الاتحاد الـ 53
  • هل هي حرب بلا نهاية؟
  • كامل الوزير: الحكومة وضعت دراسة شاملة للسوق واحتياجاته لتوفير فرص عمل
  • أديل.. هل تعتزل الغناء وتصبح معلمة أدب إنجليزي؟
  • شاهد بالفيديو.. قصة الأغنية السودانية التي حققت أكثر من 2 مليون زيارة على يوتيوب والجمهور يسأل أين هذه المبدعة؟
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • تصاعد الهجرة اليهودية للبرتغال هرباً من واقع الحرب المستمرة
  • خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
  • الدفاع المدني ينشر مجمل الخسائر التي تكبدها جرّاء الحرب على قطاع غزة