هل وضعت هذه الحرب نهاية الأغنية السودانية
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
المغيرة التجاني علي
mugheira88@gmail.com
إن رحلة فن الغناء و الطرب في بلادنا السودان لهي رحلة طويلة و أصيلة, و قد مرت الأغنية السودانية بأطوار عديدة و متنوعة و استمدت أصالتها من ثقافة و موروثات شعوبه و بيئاته المختلفة . و كان تواصل الاجيال من المميزات التي وصمت الغناء السوداني و رفدته بجمال و قوة حتي صار مثالا محبوبا تعدي حدود الوطن ليفتن به جيراننا من الشعوب و الأفريقية منهم خاصة .
و لعل الراصد لتاريخ الأغنية السودانية يلحظ بروزها و ازدهارها في فترة ما يعرف بأغنية الحقيبة و التي إندغمت بسلاسة في مرحلة الأغنية الوترية و اتصلت مع ما وسم عرفا بالأغنية الشعبية . فصعد بها عاليا نفر كرس حياته للفن و اتخذه رسالة و التزام فبرزت في سماء الأغنيات اسماء كبيرة خاصة في حقبة الستينيات والسبعينيات ليتمدد جمال انتاجهم حتي منتصف الثمانينات . و ظهرت في الوجود عبقريات خالدة من الأغاني العظيمة اتحدت فيها الكلمات الرصينة مع الألحان الجميلة والأداء الملتزم الطروب فشكل هذا الضرب من الفن الانساني وجدان السودانيين علي مختلف مناطقهم و تنوع مشاربهم .
و لما كانت للحروب آثار في حياة الشعوب فقد أحدثت هذه الحرب المدمرة انقطاعا تاما بين الانسان و اقتصادياته وتعليمه و صناعته و فنونه و ابداعه . و برحيل كوكبة منيرة من المبدعين العظام في السنوات الأخيرة , خلا الجو لمجموعات من المحسوبين علي فن الغناء ما كان يجد معظمهم فرصة للظهور لولا انتشار الوسائط و كثرة القنوات الفضائية التي تجعل من انصاف المبدعين نجوما و تطلق عليهم الألقاب الفخيمة التي لا تتناسب و مواهبهم و قدراتهم والتزامهم تجاه قضية الفن و الغناء .
و من المحزن أيضا انتشار عدد من المغنيين و المغنيات خاصة بعد حالات النزوح الاضطراري يبثون كماً من الأنواع الهابطة المبتذلة من الغناء الرخيص و لا يحتاج الراصد لإيراد نماذج من هذا الكم من العبارات الركيكة المحشوة بالغزل الفاضح المباشر الذي يتنافى و قواعد اللياقة و يعمل علي خدش الذوق العام و تشويهه لشعب ظل يعتز دائما بآدابه و بفنونه و غنائه و الذي احتفظ في ذاكرته بأغنيات خالدات مجدت الوطن وتغنت بعزته و شموخه وأبرزت السجايا الحميدة لإنسانه ووصفت طبيعته الخلابة و خلدت قصص الغرام الكبيرة في تاريخه وتحدثت عن الحكايات الماجدات من محفوظاته و دونت صفحات باذخات من كبريائه فصارت الأجيال تتوارث هذه الأغنيات و تشدو بها عجباً حتي تجاوز الاعجاب بها و ترديدها أهل البلد و تسربت كالنسيم الطلق و كدفق المياه الرقراقة فتغني بها نفر غير قليل من المطربين من الشعوب المجاورة .
و بغياب أصحاب الرسالات العظيمة , و السير الجهيرة , طفق نفر من المغنيين و المغنيات في مسارح المهاجر البعيدة يتغنون بساقط القول , ضعيف البناء و مشروخ اللحون فشوه الصور الزاهية للأغنية السودانية التي بقيت في نفوس ابناء الوطن صادقة العواطف شجية الألحان , وصار جل ما يقدم من غناء مسخا طافحا مشوها ومغايرا لما ظل سائدا في وجدان شعب ذو ذائقة راقية , بل أصبح فوق ذلك خصما علي تاريخ الأغنية السودانية و ضياعا للأمانة من رواد صنعوا مجدها و طوقوا جيدها بقلائد الحسن والفخار .
لقد وضعت هذه الحرب اللعينة نهاية للأغنية السودانية و دفنت ماضيها تحت التراب ,, كما دفنت قبلها كثير من القيم الفاضلة و السجايا الحميدة التي صارت جزاء من تاريخنا المبكي عليه .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأغنیة السودانیة
إقرأ أيضاً:
أنهى ارتباطه بها.. فقتلته واختفت
البلاد ــ وكالات
شهدت إحدى قرى ولاية تاميل نادو الهندية جريمة قتل بدافع الحب، ارتكبتها فتاة تخلى عنها حبيبها، بعد رفض أسرته لزواجهما.
وارتبط جياسوريا- 24 عامًا- بجارته راميا- 20 عامًا- منذ طفولتهما، وحين قرر الزواج منها، رفض والداه بحجة أنها بمنزلة أخته، ولا يحق له الزواج منها، وهو القرار الذي انصاع له.
انفصل جياسوريا عن راميا، التي لم تستسلم وهدّدت بالانتحار، وأحدثت بنفسها بعض الإصابات لتقنعه بذلك، وحين لم يستجب لمحاولاتها، قررت البحث عن خطة الانتقام. زعمت راميا أنها تخطت أزمة انفصالها عن جياسوريا، وذهبت لزيارته في المنزل حين كان موجودًا بمفرده، وتبادلا الحديث الودي، ثم أعدت له كوبًا من الشاي وضعت به سم الفئران، وغادرت عائدة إلى منزلها- بحسب موقع news9live. وبمرور الساعات، أصاب الفضول راميا لتقرر مراسلة ضحيتها عبر تطبيق واتساب لتسأله عما إذا كان يشعر بالإعياء، وفور تأكيده للمعلومة، اعترفت أنها وضعت له السم في الشاي، لكنه لم يتمكن من الذهاب إلى المستشفى بمفرده.
وانتظر المجني عليه وصول أصدقائه إلى المنزل، حيث نقلوه إلى المستشفى، ومكث لأيام في حالة ازدادت سوءًا كل يوم. وفي تلك الأثناء قرر والدا جياسوريا فحص هاتفه؛ أملًا في العثور على تفسير لما حدث، حيث صُدما برسالة اعتراف راميا؛ فسارعا لإبلاغ الشرطة.
اكتشف رجال الشرطة أن راميا ووالديها قد فروا من القرية إلى مكان غير معلوم، فيما تدهورت حالة جياسوريا وفارق الحياة، فيما تبقى القضية مفتوحة في انتظار القبض على المتهمة الهاربة.