سودانايل:
2025-04-30@03:30:20 GMT

العطا: قضية الحكم للحوار أم باللونة أختبار

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

قال الفريق أول ياسر العطا عضو مجلس السيادة و مساعد القائد العام في زيارته إلي الفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي مخاطبا الضباط و الجنود (أن القائد العام للقوات المسلحة سيكون هو رأس الدولة بصلاحيات سيادية حتى بعد أربعة دورات انتخابية) هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ياسر العطا عن قضية الحكم بعد انتهاء الحرب، و في كل مرة يقدم العطا رؤية مختلفة عن الأخرى.

و العطا يعرف كيف يختار المنبر الذي يتحدث منه و الزمن و الجهة التي يريد توجيه الرسالة لها.. هو ليس قول بهدف رفع معنويات للجنود، و لا استهلاك سياسي، فالرسالة سوف تنقلها كل وسائط و وسائل الإعلام داخليا و خارجيا، لذلك هي رسالة لها هدفين الأول سياسي، و الثاني تهدف لنقل تفكير الناس من دائر إلي دائرة أخرى، و نقل التفكير يعني إعادة لقراءة المشهد حتى الثوابت فيه، أن الرسائل المبطنة تحتاج لكثير من التبصر...
مطالبة القوى السياسية التي سمعت ما قاله العطا أن تقدم رؤاها، إذا كانت متفقة مع رؤية العطا هي غير مطالبة أن تعيد طريقة تفكيرها، لأنها تذهب مع الجيش في ذات السياق، أما الذين يخالفون الرؤية عليهم أن يقدموا رؤاهم التي يعتقدون أنها هي الصحيحة. و نقد الفكرة هو نقد متعلق بشأن الحكم و نوعه و مستقبله. و مطالب الناقد للفكرة إذا كان مؤسسة حزبية أو منظمة أو حتى أفراد أن يقدموا البديل .. حقيقة هو؛ يعد أختبارا للقوى السياسية.. أن عملية الهجوم السياسي على الفكرة دون أن تأتي بالبديل تكشف القصور الفكري و المعرفي للقوى السياسية.. و من هم الذين قد وجهت لهم الفكرة؟ .. هي القوى التي لها فاعلية و وجود حركي في الساحة السياسية.. هؤلاء هم الذين ينشطون في المسرح السياسي " الجيش و القوى المؤيدة له من مستنفرين و مقاومة شعبية و مجموعات سياسية تتواجد في بورتسودان و القاهرة، إلي جانب الإسلاميين بكل تفرعاتهم و "تقدم " بكل تكويناتها و الميليشيا".. أن تقديم الرؤى البديلة تعني الموافقة بتغيير أدوات الصراع، من أدوات العنف المستخدمة الآن في الحرب إلي أدوات الحوار. و الحوار المتعلق بشأن الحكم الداخلي في البلاد، يجب أن لا يسمح فيه بتدخل خارجي .. فالقبول يعني الموافقة لإعادة النظر في منهج التفكير السائد..
البعض يعتقد: أن ما يقوله ياسر العطا هو وليد لحظة حماسية يحاول أن يسجلها لصالح أجندة الجيش.. و هذا صحيح؛ لكن ما هو طبيعة التسجيل، هو يريد أن يعرف من خلاله ردات الفعل المختلفة، إلي أين تتجه مؤشرات أغلبية الشعب، و في نفس الوقت؛ هي رسائل للقوى السياسية، لكي تقدم تصوراتها للشعب من خلال نقدها للحديث.. خاصة هناك طريقة تفكير جديدة قد ظهرت بعد ثورة ديسمبر 2018م. بعض القوى السياسية، و خاصة التي تتواجد في تحالف " تقدم" بأنها ليست مطالبة أن تقدم رؤها للشعب السوداني، فقط هي مطالبة أن تقدمها للدول المتمثلة " أمريكا و الاتحاد الأوروبي و السعودية و الأمارات" التي تعتقد تمثل لها الرافعة للسلطة دون الشعب السوداني. فالحديث عن نظام الحكم بعد الحرب تحدث فيه ياسر العطا كثيرا، بهدف تحريك الساكن.. الجانب الأخر في حديث العطا رسائل تختص بالميليشيا، و أيضا القضايا العسكرية المتعلقة بقضية الإصلاح في القوات المسلحة، رسالة أن أي سلطة سياسية قادمة لا يحق لها أن تتدخل في عملية إصلاح الجيش و تأهيله إذا كان في الفترة الانتقالية أو حتى فترة ما بعد الانتخابات أربعة دورات. و هنا لها مدلولات عديدة.. الأولى عدم تدخل المدنيين في عملية إصلاح الجيش و هذه مسألة تقوم بها المؤسسة.. الثاني ضمان استمرارية الديمقراطية أربعة دورات انتخابية تحت رعاية الجيش، و ترسخ فيها الممارسة و إنتاج الثقافة الديمقراطية..
هناك أيضا؛ الذين يعتقدون أن وجود الجيش في السلطة لأربعة دورات انتخابية، هي شمولية مبطنة، و لا تكون الانتخابات فيها شفافة و نزيهة، لأن ذلك سيكون تحت سلطة أجهزة قمعية، هي التي سوف تحدد من الذي يجب أن يفوز بمقاعد البرلمان.. آهل هذا الاعتقاد عليهم تقديم نقدهم، و في نفس الوقت يوضحوا ما هية رؤيتهم البديلة.. أن تحول التفكير من أدوات الحرب إلي أدوات الحوار مسألة ضرورية، لكن لابد من حسم مسألة قضية الميليشيا التي يجب أن لا يكون لها تواجد لا في الساحة السياسية و لا العسكرية، و على القوى السياسية أن تقدم تصوراتها..
يظل السؤال الذي طرحته من قبل، و أعدت تكراره عدة مرات مازال قائما،، من الذي "يصنع الحدث في السودان" الجيش هو الأن مصدر الحدث، و حتى هو الذي يطرح أسئلة الحكم، و القوى السياسية الأخرى هي التي تعلق عليه دون أن تقدم أفكارا بديلة، وتقف في حد استنكار لخطاب الجيش.. فالفراغات التي تخلفها القوى السياسية تحتم على الآخرين أن يملأوها، و دون أخذ إذن من أحد، فالسياسة تتطلب اليقظة.. أما إذا اعتبرت بعض القوى السياسية أن حديث العطا هي بالونات أختبار ليس في اتجاه القوى السياسية انما لمعرفة الرأي العام و ميوله، أيضا تتطلب حوارا يتطلب شغل ذهني و ليس تقديم فزاعات و شعارات جوفاء ليس بها مضامين.. و هناك عقليات أصابها عطب، و أخرى تكلست، هؤلاء أصبح رهانهم على الخارج، و الذي سوف يجعلهم خارج المسرح السياسي في المستقبل.. الفكرة تقابل بالنقد و أفكار بديلة.. و نسأل الله حسن البصير...

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة یاسر العطا أن تقدم دون أن

إقرأ أيضاً:

حزب المصريين: وسائل الضغط من جانب ”ترامب“ على مصر ستأتى بنتائج عكسية

أعرب المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، عن رفضه القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالب خلالها بضرورة مرور السفن العسكرية والتجارية الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، معتبرًا أن هذه التصريحات تمثل تدخلًا سافرًا ومرفوضًا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.

واشنطن: ترامب يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا بصفقة شاملة تشمل الأمن والمعادنقيادي بحزب المؤتمر: تصريحات ترامب مرفوضة.. وقناة السويس رمز وطني لا يقبل المساومةترامب يلوح بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب أوكرانياالبلشي عن تصريحات ترامب حول قناة السويس: سابقة خطيرة وتتجاهل القانون الدولي

وأكد ”أبو العطا“، في بيان اليوم الأحد، أن قناة السويس ممر مائي دولي يخضع لاتفاقيات ومعاهدات دولية تحكم طريقة المرور والرسوم المفروضة على السفن من مختلف دول العالم، مشددًا على أن مصر تدير هذا الممر الحيوي وفقًا للمواثيق الدولية والقوانين المنظمة لعبور السفن، بما يحفظ حقوقها وسيادتها الكاملة على القناة.

وأضاف رئيس حزب ”المصريين“ أن مطالبة ترامب بمرور السفن الأمريكية مجانًا يتعارض مع اتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888، التي تنص على حرية الملاحة في قناة السويس مقابل رسوم عادلة ومحددة.

وأوضح أن القناة ليست مفتوحة بالمجان لأي طرف، وأن العائدات الناتجة عن المرور تمثل حقًا أصيلًا لمصر، التي تبذل جهودًا ضخمة لصيانة وتطوير هذا الشريان العالمي.

وشدد عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية على أن مثل هذه التصريحات تعكس استخفافًا بالسيادة الوطنية، ولا يمكن القبول بها تحت أي ظرف، مؤكدًا أن مصر دولة قوية ومستقلة، لا تسمح لأي جهة أو طرف، مهما علا شأنه، أن يفرض عليها شروطًا أو إملاءات تمس مصالحها العليا.

وأشار المستشار ”أبو العطا“ إلى أن قناة السويس تدار اليوم بأعلى معايير الاحترافية، وأن مشروع تطويرها المستمر، بما في ذلك حفر القناة الجديدة وتوسيع الممرات، جاء بتمويل وإرادة مصرية خالصة دون أي تدخل خارجي، ما يؤكد على أن القرار السيادي المصري في هذا الشأن لا يقبل المساومة.

واختتم حسين أبو العطا مؤكدًا أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «بلطجة سياسية» مرفوضة جملة وتفصيلًا، فضلًا أن وسائل الضغط التي يحاول ”ترامب“ ممارستها على مصر ستنعكس عليه سلبًا، وستُفشل كل مساعيه في المنطقة، خاصة أنه يغامر بمصالح بلاده الاستراتيجية في الشرق الأوسط بمثل هذه التصريحات المستفزة.

واعتبر أن ”ترامب“ «رجل فقد عقله»، بعدما تجاهل الحقائق والمواثيق الدولية التي تؤكد سيادة مصر الكاملة على قناة السويس وحقها المشروع في فرض الرسوم العادلة على عبور السفن.

طباعة شارك قناة السويس التجارية الأمريكية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السفن العسكرية تحالف الأحزاب

مقالات مشابهة

  • مدير الشؤون السياسية بحلب والمشرف على عمل مديريتي الصحة بحلب وإدلب يبحثان مع عدد من الصيادلة التحديات التي تواجه القطاع الدوائي
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الحكم بالإعدام شنقاً لامرأة أدينت بتصوير تمركزات الجيش والمواقع الخدمية في أم درمان وإرسالها للميليشيا
  • بعد الحكم عليها.. طبيبة كفر الدوار تواجه قضية ثانية أمام الاقتصادية
  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • حزب المصريين: وسائل الضغط من جانب ”ترامب“ على مصر ستأتى بنتائج عكسية
  • المركز الأوكراني للحوار: المفاوضات بين ترامب وزيلينسكي إيجابية
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • السنغال: تعيين شيخ غي منسقا عاما للحوار الوطني