خوفاً من الضربات الإسرائيلية.. ملاجئ غزة ترفض عناصر حماس
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
عندما أجبرت الحرب ناصر الزانين على الفرار من منزله في شمال غزة في أكتوبر (تشرين الأول)، انتقل مع أبنائه وأحفاده إلى مدرسة تحولت إلى مأوى للنازحين.
هناك، في مدرسة الأكلوك بدير البلح، ساعد ناصر في إنشاء نظام لجان لتحسين حياة العائلات التي لجأت، وهذه اللجان أشرفت على الغذاء والماء والاحتياجات الطبية، وكان لديها خط أحمر واحد، وهو أنه لا يسمح للعناصر المسلحين بالدخول إلى المجمع.
وأراد السكان، الذين أجبروا بالفعل على إخلاء منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المكثف، تجنب أن يصبحوا هدفاً للقوات الإسرائيلية التي تطارد عناصر حماس. فكل بضعة أيام خلال الأسابيع الأخيرة، تقصف إسرائيل مبنى مدرسة تحول إلى مأوى، وتقول إن المتشددين يختبئون فيه.
هجمات مستمرةآخر تلك الهجمات كانت يوم السبت، عندما ضربت القوات الإسرائيلية مجمعين في شمال غزة قالت إن حماس تستخدمهما كقاعدة عسكرية.
وفي وقت مبكر من النزاع، قال الزانين إن حماس أرادت وضع ضباط الشرطة التابعة لها في الملجأ الذي كان يقيم فيه. وقالت الجماعة إنها ستضمن الأمن فيه، لكنه أكد أن السكان المقيمين في الملجأ تجمعوا لوقف ذلك.
PHOTOS: Farewell and funeral of the bodies of the two girls, Mira Eid, 3, and Misk Eid, 5, who were killed in the Israeli bombing in the Nuseirat camp in the central Gaza Strip. pic.twitter.com/a4Zj0rBy5z
— Wafa News Agency - English (@WAFANewsEnglish) September 8, 2024وقال الزانين، 56 عاماً، الذي كان يعمل في السابق كموظف حكومي في السلطة الفلسطينية في غزة: "وافقت جميع العائلات على ذلك".
وأوضح لصحيفة "نيويورك تايمز": "نريد ببساطة إنقاذ جميع العائلات والنساء والأطفال وعدم السماح بوجود أي تهديد محتمل ضدنا بسبب وجود الشرطة وأعضاء حكومة حماس". وأضاف الزانين أن الشرطة يمكن أن تقف خارج المبنى، ولكن ليس في الداخل.
وروى العديد من سكان الملاجئ المدرسية في وسط غزة قصصاً مماثلة، على الرغم من أن المواقف في مناطق أخرى غير معروفة.
لا للمسلحين!
كما أنه من الصعب معرفة مدى انتشار هذه الظاهرة، وما إذا كانت الميليشيات المسلحة من حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرها من العصابات المسلحة، لكن تجارب هؤلاء السكان تشير إلى أن بعض الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على الأقل قد منعوا الميليشيات المسلحة من الانتقال إلى هذه الملاجئ.
وقال صالح الكفرنة، 62 عاماً، الذي يعيش في مدرسة حكومية أخرى في دير البلح: "سنطرد بسرعة أي شخص لديه بندقية أو أي سلاح من هذه المدرسة"، وأضاف أنه أغلق البوابات ليلاً.
Despite the significant incident yesterday where the Israeli Army stopped a @UN convoy with staff traveling to provide #polio vaccinations, our teams have been able to vaccinate thousands of children in north #Gaza today.
This is a race against time, the spread of polio is a… pic.twitter.com/4fgVmUDqcK
وتابع "لا نسمح لأي شخص بتدمير الحياة هنا، أو التسبب في أي ضربة ضد هؤلاء المدنيين والعائلات".
وقال محمد شهدة العبويني، 57 عاماً، إنه سيقاتل أي مسلحين إذا وجدهم في ملجأ بالمدرسة.
كما أشارت شهادات السكان إلى أن قبضة حماس على القطاع قد تضعف بسبب الحرب، وأن مجموعات مجتمعية مخصصة بدأت تعمل خارج سيطرة التنظيم، على الأقل على نطاق ضيق.
استهداف حماسوبحسب "نيويورك تايمز" فتأتي هذه الروايات، التي لا يمكن تأكيدها بشكل مستقل، في الوقت الذي زادت فيه إسرائيل بشكل حاد من معدل غاراتها الجوية على المدارس التي تحولت إلى ملاجئ لاستهداف ما تسميه مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحماس.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي الشهر الماضي أن "الضربات ضد هذه البنية التحتية تتم وفقاً للقانون الدولي، بهدف منع استعادة قدرات المنظمات الإرهابية". ويقول الجيش أيضاً إنه يعمل باستخدام معلومات استخباراتية دقيقة ويتخذ خطوات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وقتل مئات الأشخاص في الهجمات هذه، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين. ففي أحد الأمثلة القاتلة بشكل خاص في أغسطس (آب) قالت دائرة الطوارئ للدفاع المدني في غزة إن أكثر من 90 شخصاً قتلوا في غارة على مدرسة في شمال غزة. ولا يمكن تأكيد عدد القتلى بشكل مستقل. وقالت إسرائيل إنها قتلت ما لا يقل عن 31 مقاتلاً من حركة الجهاد الإسلامي وحماس وإن المجمع نفسه لم يتضرر بشدة.
انتقادات
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على أسلحة مخزنة في المدارس. وفي بعض الحالات، قال الجيش إن حماس استخدمت المدارس "كمخبأ لتوجيه وتخطيط العديد من الهجمات" ضد القوات الإسرائيلية.
In Gaza, @UNRWA runs nearly 200 schools, which have been closed since October, many serving as shelters.
In some of them, our colleagues are providing recreational & psychosocial activities, helping children regain a sense of normalcy amid conflict & constant displacement. pic.twitter.com/dEp7IuW2dT
وفي الآونة الأخيرة، لم تذكر بعض تقارير الجيش عن الضربات وجود أسلحة، ولم يذكر يوم السبت ما إذا كان المسلحون المستهدفون في الضربة مسلحين.
ولم يوضح الجيش في الأسابيع الأخيرة في تصريحاته كيف توصل إلى استنتاجاته الاستخباراتية أو قدم مزيداً من التفاصيل حول استهدافاته.
وانتقدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الحكومات حكومة إسرائيل بشدة بسبب الضربات. ويقول مسؤولون كبار في الأمم المتحدة إن استهداف المدارس التي تدير الأمم المتحدة الكثير منها ينتهك القانون الدولي وإن على إسرائيل واجب حماية المدنيين المحاصرين في الحرب.
وقد تم تعليق التعليم الرسمي في غزة بسبب الحرب، وتم تحويل مئات المدارس إلى ملاجئ حيث لعبت الأخيرة دوراً حيوياً في غزة، التي دمرتها أكثر من 10 أشهر من الحرب. وقد فر جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريباً من منازلهم، ويقول بعض الناس إنهم أجبروا على الانتقال إلى ما يصل إلى 10 مرات، في كثير من الأحيان استجابة لتحذيرات إسرائيلية.
دمار كبير
بالإضافة إلى ذلك، تعرض أكثر من نصف المباني السكنية في الجيب لأضرار أو تدمير، بشكل رئيسي بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، كما قال البنك الدولي في يناير (كانون الثاني). في الوقت نفسه، تعرضت أكثر من 80% من مدارس غزة وجميع جامعاتها الـ 12 لأضرار بالغة أو دمرت، وفقاً للأمم المتحدة.
قال كفارنة: "نحن الجيل الأقدم هنا". مع وصول أشخاص جدد، يضيف "نسأل عن هذا الشخص، وآرائه السياسية، لمجرد أن نكون على دراية بمن هم.. نحن لا نسمح لأي شخص بالدخول ببندقيته، سواء كان متشدداً أو من قبيلة كبيرة أو عائلة معروفة".
Nearly 70% of @UNRWA schools in Gaza have been hit since October.
Almost all were serving as shelters for the displaced when they were struck.
Civilians and civilian infrastructure, including schools, must be protected at all times.
They are #NotATarget. pic.twitter.com/5CjW9axphj
وقد أدت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المدارس إلى تعميق البؤس والشعور بانعدام الأمن للمدنيين الذين يعيشون هناك، لأسباب ليس أقلها أن الهجمات غالباً ما تأتي من دون سابق إنذار.
قالت مي رياض البسيوني، 22 عاماً، التي كانت تعيش في مدرسة حكومية في دير البلح مع زوجها وابنتها البالغة من العمر 3 أشهر، إن النساء والأطفال معرضون للخطر بشكل خاص لأنهم بقوا في منازلهم في المدرسة، بينما كان الرجال غالباً في الأسواق أثناء النهار.
وقالت إنها كانت في المدرسة لمدة تسعة أشهر وأرادت المغادرة بسبب الغارات الجوية لكنها لم تستطع تحمل تكاليف الإيجار في مكان آخر. وكانت قلقة بشكل خاص بشأن الشظايا التي قالت إنها تخشى أن تخترق خيمتها بسهولة قائلة: "سماع أخبار استهداف المزيد من المدارس يجعل حياتي اليومية أكثر بؤساً وتوتراً وصدمةً".
وقال محمد شهدة العبويني، 57 عاما، إنه كان يعيش في ملجأ مدرسي غربي دير البلح لكنه غادر بعد أن أصيب قبل بضعة أسابيع ونصب الآن خيمة لنفسه ولأسرته بالقرب من ملعب لكرة القدم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة غزة وإسرائيل pic twitter com أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
محافظ الوادي الجديد: تنفيذ معرض تسويقي داخل المدارس
أعلنت مدرسة ٢٥ يناير للتعليم الأساسي التابعة لادارة الخارجة التعليمية بالوادي الجديد اليوم الاثنين عن تنفيذ يوم تسويقي بالمدرسة.
وتم طرح مختلف المنتجات والسلع الغذائية والتموينية والخضر والفواكه والأسماك والمجمدات بأسعار أقل من مثيلاتها بالأسواق، بالإضافة لكميات من البيض المدعم بسعر ١٥٠ جنيها للكرتونة؛ للتيسير على قاطني الحي وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.
هذا وقد تم تحديد يوم الإثنين من كل أسبوع لاختيار مدرسة وتنفيذ "يوم التسوق" لخدمة مختلف الأحياء، وذلك تحت إشراف إدارة الخارجة التعليمية.
يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد بتنفيذ مبادرة (المعرض التسويقي) داخل المدارس، وتحديد يوم من كل أسبوع يتم الإعلان عنه مسبقًا لطرح مختلف السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة؛ في ضوء جهود المحافظة للتوسع في المبادرات وخدمة مختلف المناطق خاصةً الأحياء البعيدة وذات الكثافة السكانية المرتفعة.