مقتل 23 جنديا من النظام في هجوم لتنظيم الدولة شرق سوريا
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
قتل 23 عنصرا للنظام السوري، في أحدث هجوم لتنظيم الدولة، على حافلة عسكرية شرق سوريا، مساء الخميس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، الهجوم وقع في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، وقتل فيها 23 جنديا، وأصيب فيه أكثر من 10 آخرين، فيما لا يزال مصير عشرات الجنود الآخرين مجهولا.
وكثف تنظيم الدولة من هجماته على قوات النظام في الآونة الأخيرة، بمناطق البادية السورية الشاسعة، ونفذ هجمات مسلحة وأخرى بعبوات ناسفة، ضد القوافل العسكرية، وقوافل تنقل المواد البترولية عبر الصحراء.
وكان هجوم آخر الاثنين للتنظيم، قتل فيه 10 عناصر للنظام، بعد استهداف حواجز عسكرية في الرقة، والتي كانت عاصمة للتنظيم قبل خسارته الأراضي التي سيطر عليها عام 2018.
كما هاجم التنظيم قافلة صهاريج نفط في ريف حماة الشرقي، الممتد مع مناطق البادية، وقتل في الهجوم 7 أشخاص أغلبهم من قوات النظام.
ويعتمد تنظيم الدولة على أسلوب حرب العصابات، مستغلا المساحات الكبيرة في المناطق الصحراوية من سوريا، بعد خسارته المناطق التي استقر فيها وسيطر عليها عام 2014، في كل من العراق وسوريا.
ووفقا لحسابات التنظيم، فقد نفذت خلاياه 8 عمليات في سوريا قتل خلالها 76 شخصاً، وذلك خلال الفترة الممتدة من 27 تموز/ يوليو، وحتى 2 آب/ أغسطس، وذكرت صحيفة "النبأ" الناطقة باسم التنظيم، أنهم نفّذوا 3 عمليات في محافظة حماة، وعمليتين في دمشق، ومثلهما في دير الزور، وعملية في الحسكة.
وكان الباحث والخبير بشؤون الجماعات الجهادية، حسن أبو هنية أشار في تقرير سابق لـ"عربي21" إلى أن اللامركزية، تعد من العوامل التي ساعدت خلايا التنظيم في البادية مترامية الأطراف، على عودة النشاط وشن هجمات عنيفة.
وقال إن تكتيك "اللامركزية" يساعد خلايا التنظيم في سوريا على شن حرب عصابات استنزاف، ينفذها عناصره الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق.
وبحسب أبو هنية فإن تراجع عمليات "التحالف الدولي" في مكافحة "الإرهاب وتحديداً من جانب الولايات المتحدة، نتيجة التحولات الجيوسياسية، أي الانشغال بقضايا وأولويات أخرى، جعل التنظيم يعيد تنظيم صفوفه.
وتابع الباحث بالإشارة كذلك إلى انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وقال: "لم تعد سوريا أولوية لروسيا"، مضيفاً أنه "بذلك فقد بات أمر مكافحة خلايا التنظيم بيد القوى المحلية (قسد، النظام السوري) التي تواجه المشاكل وتعاني من نقص الدعم".
وفي السياق ذاته، لفت أبو هنية إلى استغلال التنظيم لـ"الأزمات"، مستدركاً بالقول: "خلايا التنظيم لم تغير من تكتيك حرب العصابات، ما يعني أن احتمال التحول الكبير لدى التنظيم ليس وارداً الآن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات قتل سوريا تنظيم الدولة الرقة النظام السوري سوريا قتل النظام السوري الرقة تنظيم الدولة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة
دمشق-سانا
أكد رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع أن النظام البائد دمر خلال الـ 14 عاماً الماضية المجتمع السوري بشكل ممنهج، وهجّر الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية وعذبهم في السجون، ولم يستجب لأي حل سياسي، مشدداً على أن ثقته كانت مطلقة بأنه سيدخل دمشق يوماً ما، وتخليص الشعب السوري من هذا النظام المجرم لتستعيد سوريا دورها المحوري في المنطقة.
وقال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة “ذا ريست إز بولتيكس” البريطانية: السوريون تحملوا ظلماً وقهراً كبيراً لمدة 60 عاماً، وخلال الـ 14 عاماً الماضية، تم تدمير المجتمع بشكل ممنهج، وتهجير الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية، وتعذيبهم في سجون النظام، ولم يستجب النظام لأي حل سياسي، ورفض أن يستجيب لمطالب الشعب، واستمر في تدمير المجتمع السوري.
وأضاف الرئيس الشرع: كنت متأكداً من أنه سيأتي يوم نكون فيه في دمشق، لمدة سنتين أو قبل ثلاث سنوات كنت أقول إننا سندخل دمشق، وهذا لم يكن مجرد رفع الروح المعنوية، بل كنت أتحدث بناءً على بيانات اعتمدت عليها لتحليل قوتنا والتماسك الاجتماعي الذي كان لدينا في إدلب وقارناها بحالة النظام وانهياره اقتصادياً واجتماعياً، وانهيار جيشه.
وأوضح الرئيس الشرع أنه كان هناك ظلم وبطش في سوريا والمنطقة، وأنه بدأ يشعر بحاجة لأن يتعلم ويقرأ الكثير عن دمشق وسوريا وعمقها التاريخي، وفي الوقت ذاته كان يراقب كيف كانت السلطة تدير البلاد، ويشعر بالألم لما تعانيه دمشق، وكيف كان النظام يظلم ويسيء للسوريين، ولهذا آمن بأن هذا النظام يجب أن يسقط.
وأكد الرئيس الشرع أنه كان حريصاً جداً خلال عملية ردع العدوان ودخول المدن على ضمان عدم تعرض أي مدني للأذى، على الرغم من الدعوات الشعبية الواسعة النطاق لاستهداف المدن والقرى التي يسيطر عليها النظام، مثلما قصف هو بلا هوادة المدن والبلدات خارج سيطرته، لكننا رفضنا أن نفعل الشيء ذاته لمدة 14 عاماً تقريباً، حيث تم التركيز في القتال على استهداف نقاط القوة الأساسية للنظام مثل الجيش وقوات الأمن والمجموعات الأخرى التي اعتمد عليها في محاربة الناس، وتم تجنب أي معارك جانبية تماماً.
وأشار الرئيس الشرع إلى أننا تعبنا من الحرب وخاصة في سوريا، ولا يمكن للإنسانية أن تعيش من دون السلام والأمن، فهذا ما يبحث عنه الناس وليس الحرب، لذا هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تجلب لهم السعادة، وتؤدي إلى حلول سلمية دون اللجوء إلى القتال، موضحاً أنه بعد إسقاط النظام كانت الأولوية استقرار الحكومة لمنع انهيار مؤسسات الدولة، حيث تم تحديد مدة 3 أشهر لتولي حكومة إدلب الأمور بمجرد دخول دمشق، وبعدها الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن إعلاناً دستورياً ومؤتمراً للحوار الوطني، واختيار الرئيس حيث قمنا بتعيين الرئيس وفق الأعراف الدولية بعد التشاور مع خبراء دستوريين.
وقال الرئيس الشرع: ورثنا بلداً منهكاً فالنظام دمر كل شيء، لكن هذا هو التحدي الذي يجب علينا نحن السوريين مواجهته، ويجب علينا أن نعيد بناء بلدنا، فلا شيء مستحيلاً على الرغم من الصعوبات، ومع إرادة الله نحن قادرون على النهوض وإعادة بناء بلدنا وجعله قصة نجاح إقليمية وعالمية في المستقبل.
وبشأن العقوبات أنه تم فرضها على سوريا بسبب جرائم النظام المخلوع الممنهجة بما في ذلك عمليات القتل الجماعي، والآن بعد سقوطه يجب رفعها حيث لم يعد هناك مبرر لها، مؤكدا أن هناك إجماعاً دولياً قوياً على ذلك، وكل من زار دمشق مؤخراً متفق على ضرورة رفع العقوبات، فسوريا تواجه حالياً تحديات كبرى وأحد الحلول المباشرة هو من خلال الحلول الاقتصادية والتنمية، فمن دون النمو الاقتصادي لا يمكن أن يحدث أي شيء.
وشدد الرئيس الشرع على أن العقلية الثورية لا يمكن أن تبني دولة، بل تحتاج إلى عقلية مختلفة عندما يتعلق الأمر ببناء دولة وإدارة المجتمع، فالثورة بمعناها انتهت بعد أن تم إسقاط النظام، والآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة تتضمن إعادة بناء البلاد، والسعي لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن وطمأنة الدول المجاورة وإقامة علاقات استراتيجية بين سوريا والدول الغربية والإقليمية.
وأكد الرئيس الشرع أن سوريا بلد بالغ الأهمية بموقع استراتيجي له تأثير عالمي، وسبق للنظام أن هجر الناس عمداً إلى أوروبا وتم الإتجار بالكبتاغون في المنطقة وفي أوروبا، وأيضاً استخدم دمشق كقاعدة لعدم الاستقرار في المنطقة، بسبب الدور السلبي للغاية الذي كانت بعض القوى الأخرى تلعبه داخل سوريا.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن دور سوريا في المنطقة تغير اليوم، فأصبحت دولة جديدة ذات مستقبل واعد بشكل كبير، وستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة من خلال التنمية الاقتصادية، وستكون أيضاً مركزاً رئيسياً في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة، وستزدهر تجارة طريق الحرير بين الشرق والغرب مرة أخرى، ويجب على الغرب إعادة النظر في وجهة نظره تجاه سوريا.
ولفت الرئيس الشرع إلى أن المملكة العربية السعودية بلد مؤثر، وأنه أراد أن تكون زيارته الأولى إلى بلد عربي رئيسي، وعندما تلقى دعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عزم على الذهاب فوراً نظرا للمكانة الخاصة التي تتمتع بها المملكة وتأثيرها الكبير في منطقتنا.
واعتبر الرئيس الشرع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهتم خلال ولايته الحالية ببناء السلام في الشرق الأوسط، بما أن دولته تسببت بقدر كبير من عدم الاستقرار على مدى العقدين الماضيين، وهذا بمثابة أمل واعد، معرباً عن تفاؤله بأنه إذا طبق ترامب الأفكار التي طرحها خلال حملته الانتخابية، فإنه سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق السلام العالمي، وخاصة وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وبشأن تصريحات ترامب حول الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، أكد الرئيس الشرع أنه لا قوة قادرة على دفع الناس إلى ترك أراضيهم، إذ حاولت العديد من البلدان فعل ذلك وفشلت جميعها، وخاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة، فعلى مدى العام ونصف العام الماضية، عانى الناس الألم والتدمير، ومع ذلك رفضوا مغادرة أرضهم، وعلى مدى أكثر من 80 عاماً فشلت جميع المحاولات لتهجيرهم.