كاتب إسرائيلي: مرت سنة ولم يتحقق أي من أهداف الحرب
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا للكاتب الإسرائيلي "يونتان ليس"، قال فيه "مرت سنة على إخلاء مستوطنات الشمال، وحتى الآن عودة سكانها إلى بيوتهم لا تظهر في الأفق".
وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أن "رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يجد صعوبة في الحفاظ على فرص علاج هذا الأمر، حيث لم يقرر الكابينت حتى الآن بشكل رسمي أن إعادة سكان مستوطنات الشمال يعد أحد أهداف الحرب، والانشغال بالقتال مع حزب الله يظهر فقط بشكل ضمني في الصيغة الرسمية للأهداف التي صادق عليها الكابينت".
وتابع يونتان، "على الرغم من ذلك، فإن نتنياهو يعرض مؤخرا بين حين وآخر العودة إلى مستوطنات الشمال كهدف علني. حيث أعلنت الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي عودة سكان الشمال إلى بيوتهم كأحد أهداف الحرب الأربعة، وفي اليوم التالي في المؤتمر الصحفي لوسائل الإعلام الأجنبية لم يذكر مصير سكان الشمال كجزء من الأهداف.
وأشار الكاتب الإسرائيلي، إلى أن مصدر مطلع على نقاشات الكابينت أوضح بأنه "خلافا لتصريحات نتنياهو فان الكابينت حتى الآن لم يضع إعادة سكان الشمال كأحد أهداف الحرب، حيث لا يتعلق الأمر بالتشويش العلني الوحيد لأهداف الحرب من ناحية رئيس الحكومة".
وأردف يونتان، أن صياغة الأهداف الرسمية لا يظهر فيها أي تعهد بـ "إعادة جميع الأسرى". وحسب تعبيره، فإن هذه صياغة غامضة تدعو إلى "بذل جهود كبيرة لحل القضية ".
وأضاف الكاتب أن "الصيغة الضبابية تبقي للمستوى السياسي هامش للمناورة في مسألة إعادة الأسرى. ورغم أن إسرائيل ملزمة بشكل علني بالعملية التي تقودها الولايات المتحدة ودول الوساطة من أجل التوصل الى الصفقة، فان دبلوماسيين أجانب تولد لديهم الانطباع في الفترة الأخيرة بأن نتنياهو غير معني بالصفقة، خلافا لأهداف الحرب، وقد فضل وضع الصعوبات أمام العملية لاعتبارات غريبة مثل جهود الإبقاء على الائتلاف أو تعميق العمليات العسكرية في القطاع".
واختتم كاتب المقال، بالقول إن مصدر مطلع على نقاشات الكابينت، قال أمس إن "المشكلة ليست إذا كان يوجد قرار رسمي حول إعادة سكان الشمال وإعادة الأسرى أو أن الأمر يتعلق بتصريحات في وسائل الاعلام فقط، بل المشكلة هي أن الأهداف الرسمية تتم صياغتها بغموض ولا يوجد لها جدول زمني".
وأضاف هذا المصدر، أنه “واضح للجميع أن الحكومة ملزمة بإعادة سكان الشمال الى بيوتهم، ولا يمكن إنهاء الحرب بدون حل جذري لهذا الشأن، وعلى طاولة الحكومة لا يوجد أي شخص معني بعدم موت الأسرى، والمشكلة الدراماتيكية هي أنه حتى الآن، بعد سنة تقريبا على الحرب، لا يوجد أي هدف من أهداف نتنياهو تحقق – سلطة حماس لم يتم القضاء عليها، الاسرى لم يعودوا، ولم تتم إعادة الأمن على حدود الدولة، سواء في الشمال أو في يهودا والسامرة أو أمام ايران".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية هآرتس مستوطنات الشمال نتنياهو الأسرى نتنياهو الأسرى هآرتس مستوطنات الشمال الكاتب الاسرائيلي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سکان الشمال أهداف الحرب إعادة سکان
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والعودة إلى الحرب
لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.
وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.
مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً.
التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.
ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.
من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.
ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه.
ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.