شبكة اخبار العراق:
2024-09-17@14:08:30 GMT

لغز داعش المدفون تحت ركام المدينة الشهيدة

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

لغز داعش المدفون تحت ركام المدينة الشهيدة

آخر تحديث: 11 شتنبر 2024 - 10:18 صبقلم:فاروق يوسف هل من مصلحة النظام السياسي في العراق الكشف عن كل أسرار التنظيم الإرهابي “داعش”؟،سؤال غريب فعلا. ذلك لأن العراق هو من أكثر الدول التي تضررت بظهور ذلك التنظيم المتشدد الذي يرفع الراية السوداء في غزواته.ربما لهذا السبب يشعر النظام السياسي في العراق بالحرج.

فبالرغم ممّا حدث من خراب سببه احتلال الموصل ومناطق غرب العراق وبالرغم من أن مسؤولية ما حدث تقع على عاتق النظام فإن ذلك النظام لا يزال مستمرا. الأغرب من ذلك أن الرجل الذي أعطى أوامر الانسحاب التي كانت السبب في هزيمة القوات المسلحة العراقية في معركة لم تحدث وهو نوري المالكي لا يزال موجودا في صدارة المشهد السياسي العراقي باعتباره عرّابا للعملية السياسية، بيده الحل والربط وهو الذي في إمكانه أن يسمح أو لا يسمح للحكومة ورئيسها بالعمل. يُفهم لماذا يشعر النظام السياسي بالقلق والإحراج لما يمكن أن يؤدي إليه التنقيب في خفايا التنظيم من مفاجآت قد تكون عبارة عن فضيحة من العيار الثقيل.ولكن نظام المحاصصة الطائفية لا يخشى أن تضاف فضيحة جديدة إلى سجله الغاص بالفضائح. غير أن فضائح الفساد شيء وفضيحة تمهيد الطريق أمام داعش لتدمير جزء بعينه من العراق لأسباب طائفية شيء آخر. فريق التحقيق الأممي في جرائم داعش أنهى عمله بناء على طلب الحكومة العراقية.سبق للعراق أن نفذ أحكام الإعدام بالآلاف من الشباب ممَن اتهموا بالانتماء إلى التنظيم الإرهابي. هناك عشرات الآلاف ينتظرون في السجون تنفيذ أحكام الإعدام بهم. لم تثبت التهمة ضدهم إلا بناء على تقارير ما يُسمّى بالمخبر السري. كما أن هناك قانون 4 إرهاب الذي يُتيح الاعتقال بناء على الشبهات. ماذا يحدث لو طلبت اللجنة الأممية إعادة التحقيق مع المعتقلين وقراءة ملفات الذين أعدموا؟ كان ظهور داعش على الأراضي العراقية عام 2014 ومن ثم اندحاره عام 2017 مناسبة لتحقيق هدفين طائفيين. الأول يكمن في تدمير المدن ذات الأغلبية السنية سواء على أيدي مجرمي داعش أو على أيدي مقاتلي القوات المحرّرة، رسمية كانت أو شبه رسمية كما تُوصف ميليشيات الحشد الشعبي. الهدف الثاني يتعلق بالسماح باعتقال أكبر عدد ممكن من نساء وشباب تلك المدن بتهمة تقديم الدعم للتنظيم المدحور ونصرته والتغطية عليه وإمداده بسبل الحياة. وبالنتيجة فقد تحقق الهدفان تحت نظر القوات الأميركية التي لولاها لما تم تحرير الموصل والمدن الأخرى بالرغم من أن تلك القوات كانت قد تعمدت تأخير تدخلها إلى أن يتمكن التنظيم الإرهابي من إنجاز كامل أهدافه في التدمير وبالأخص في ما يتعلق بالآثار القديمة التي هي من نفائس الحضارة البشرية. لقد تواطأت أطراف كثيرة من أجل نجاح داعش في تنفيذ خطته، وليست سوريا وإيران بريئتين من المساهمة في ذلك المخطط الجهنمي. ولو تفحصنا جيدا شبكة المتآمرين الذين دعّموا داعش لاكتشفنا أن نوري المالكي هو آخر المتآمرين وقد كان مظلوما حين أدانه تقرير اللجنة التي شكلها مجلس النواب العراقي للبحث عن ملابسات ما جرى بعد هزيمة القوات العراقية وإعلان الدولية الإسلامية في الموصل. كان المالكي مجرد أداة تنفيذية. غير أن ما جرى كان قد أشبع لديه غريزته في الانتقام الطائفي. لقد ضرب المالكي عصفورين بحجر واحد وهو الذي كان يمنّي نفسه بولاية ثالثة. أولا من خلال تنفيذ مخطط فرضته قوى دولية وإقليمية يعرف أنها تدعمه وهي المسؤولة عن بقائه، وثانيا من خلال تنفيذ حملة تطهير طائفي ما كان في إمكانه أن يقوم بها إلا من خلال حرب أهلية غير مضمونة النتائج.كل تلك الحقائق كان من الممكن أن تكشف عنها لجنة التحقيق الأممي. ذلك بإمكانه أن يشكل خرقا للنظام لم يتمكن محتجو تشرين عام 2019 من تحقيقه وهو ما يمكن أن يهدد استقرار النظام الذي هو استقرار مؤقت، قد لا ترى فيه الميليشيات في لحظة تصادم مصالحها أمرا واجب الاحترام. ولكن هل تجرؤ الحكومة على عصيان إملاءات الأمم المتحدة لولا أنها لم تكن مسنودة بقوة دولية يمكنها أن تتصدى للمنظمة الدولية؟ أعتقد أن الأمور صارت أكثر وضوحا الآن. كل التنظيمات الإرهابية ومنها داعش لا يمكن النظر إليها إلا من خلال المنظار الأميركي، أما أيّ محاولة أخرى فإنها ستبوء بالفشل.ذلك يعني أن جزءا عظيما من لغز داعش سيظل مدفونا تحت ركام المدينة القديمة في الموصل مع جثث الأبرياء التي صارت جزءا من معمار المدينة الشهيدة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

هل انتهى تهديد داعش حقًا؟ بغداد تقول نعم وواشنطن ترفض الانسحاب

15 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تشهد الساحة العراقية توترات متزايدة بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية حول مسألة بقاء القوات الأمريكية في العراق.

وبينما تعلن بغداد أن تهديد تنظيم داعش قد تقلص بشكل كبير، ما يعني عدم الحاجة إلى الوجود العسكري الأمريكي، ترى واشنطن العكس تماماً.

الولايات المتحدة تعتبر أن خطر داعش لم ينتهِ بعد، وتبرر بقاء قواتها على الأرض العراقية بضرورة منع أي عودة للتنظيم، مستشهدة بتجربة انسحابها عام 2011 الذي أدى إلى انهيار القوات العراقية وصعود داعش لاحقاً.

هذا الاختلاف في الرؤية يعكس تباينًا في المصالح والأهداف بين الطرفين. الحكومة العراقية ترى في قواتها الأمنية القوة الكافية لحماية البلاد، بينما تعتبر الولايات المتحدة أن الوضع الأمني ما زال هشاً، وأن انسحابها قد يفتح الباب أمام عودة تهديدات إرهابية جديدة.

وصرّح مسؤولون عراقيون مؤخرًا بأن هناك اتفاقًا بين بغداد وواشنطن على إطار زمني محدد لانسحاب القوات الأمريكية. لكن من الجانب الأمريكي، لم يتم تقديم توضيحات واضحة، حيث اكتفى المتحدثون باسم إدارة بايدن بالقول إن المحادثات ما زالت جارية، مما أثار تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة الحقيقية.

في الوقت الذي ترى فيه بغداد أن داعش لم يعد يشكل تهديدًا مباشرًا على الأرض، وأنه لا يستطيع سوى تشكيل خلايا صغيرة للقيام بعمليات إرهابية متفرقة، تصر واشنطن على أن الخطر لم يختفِ تماماً. ويستمر المسؤولون الأمريكيون في التأكيد أن قواتهم موجودة في العراق لحماية البلاد من عودة داعش ولتفادي تكرار ما حدث في عام 2014 عندما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2011.

و تستند رؤية الإدارة الأمريكية بشكل كبير إلى تجربتها السابقة في العراق. فقد أدى انسحاب القوات الأمريكية عام 2011، بضغط من الحكومة العراقية آنذاك، إلى ضعف في بنية القوات العراقية، وهو ما استغلته داعش لفرض سيطرتها على مناطق واسعة بعد ثلاث سنوات فقط. هذا السيناريو دفع الولايات المتحدة للتدخل مرة أخرى لإعادة الاستقرار، ما جعل واشنطن حذرة من تكرار الأخطاء السابقة.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن انسحابهم المتسرع في 2011 كان قراراً خاطئاً، ويخشون أن يؤدي أي انسحاب جديد إلى تكرار السيناريو. لذلك، تعتقد واشنطن أن بقاء قواتها يمثل ضمانة لمنع انهيار القوات العراقية مجدداً أمام أي تهديد إرهابي محتمل.

وفي المقابل، يرى العراقيون أن قواتهم الأمنية باتت اليوم أكثر قدرة على مواجهة التحديات الأمنية من ذي قبل. ويؤكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن القوات العراقية قد اكتسبت الخبرة والجاهزية اللازمة لحماية البلاد من أي تهديدات إرهابية دون الحاجة إلى وجود قوات أجنبية.

ورغم تراجع التصريحات الأمريكية التي كانت تشير إلى دفء العلاقات مع القوات العراقية، فإن الخلاف حول قضية الانسحاب لا يزال معقداً.

ففي حين يتطلع العراقيون إلى إنهاء الوجود الأجنبي، تتعامل واشنطن مع الملف بحذر، معتبرة أن انسحابها السريع قد يؤدي إلى فراغ أمني يمكن أن تستغله داعش أو تنظيمات إرهابية أخرى.

إلى جانب الخلاف حول داعش، يظهر تأثير الصراع الإقليمي على القرار العراقي. فالفصائل المدعومة من إيران تضغط بقوة لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، بينما ينظر الأكراد إلى بقاء القوات الأمريكية كضمانة لحمايتهم من النفوذ الإيراني المتزايد.

على الجانب الآخر، تتجنب الحكومة العراقية التصعيد المباشر بين الولايات المتحدة وإيران، وتحاول الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الإقليمية والدولية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السوداني يؤكد عدم الحاجة لبقاء قوات التحالف الدولي في العراق
  • السوداني: لا حاجة لوجود قوات أميركية في العراق بعدما نجحت بهزيمة داعش
  • رئيس وزراء العراق: لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأمريكية
  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • القبض على مقيم لمخالفته النظام البيئي بعد اقتلاعه أشجار دون ترخيص
  • ضبط 10 مقيمين لاستغلالهم الرواسب في المدينة المنورة
  • ضبط مقيمًا اقتلع الأشجار دون ترخيص في المدينة المنورة
  • قوة مشتركة تطلق عملية عسكرية واسعة في صحراء الأنبار غرب العراق
  • هل انتهى تهديد داعش حقًا؟ بغداد تقول نعم وواشنطن ترفض الانسحاب
  • بقاء القوات الأمريكية في كردستان يعني عدم الانسحاب الكامل